كنت انظر من النافذة
أتأمل الطرقاتمزدحمة بالسيارات
مليئة بأصوات المزامير
السماء ملبدة بالغيوم
وانفاس الناس لها لون ابيض
البعض يسير على قدميه
وتلك ام تمسك بيد صغيرها
وهذا البائع ينادي على الزبائنوبين كل تلك الحركات
توقف العالم لثوان
توقفت الحركة حولي
لم اعد ارى شئً
او احداً
إلا أنا ... وهو ...لقد كان ينظر الي من داخل سيارته
يتأملني بتلك العينين المشتاقتين
شفتاه مقوستان بابتسامة حزينة
يمسك المقود بيديه التي لاطالما أمسكتها
شعرت أنه سيقفز ليخطفني من منزلينظرت اليه بحزن كبير مصحوب بألم
ابتسمت له ولتلك الصدفة التي جمعتنا
ملت قليلاً نحو الخارج كي اقترب منه أكثر
ولولا ذلك الحديد الحامي للنافذة ، لقفزت إليه
لذهبت راكضة الى حضنهتأملته بنفس نظرته
وكان قلبي ينزف ألماً
انا أراه ..
أنه امامي ..
لكنني لا استطيع الاقتراب منه
لا استطيع سماع صوته
فقط أراه ..
رأيته بعد كل أيام الفراق
ايام تحادثنا فيها طويلاً على الرسائل
دون أن نرى بعضنا ..
والان هو امامي ينظر الي ،
بيننا فقط الحديد الذي يحمي النافذة وبضعة خطوات
لكنني لا استطيع حتى أن احضنه
او ان اشعر بدفء يديهصدفة أسعدتني لحظتها
لكنني شعرت بألم كبير بعدها
رأيته ..
لكنني لم أُشبع قلبي ويدي منه
لكن حضني مازال بارداً دون وجوده فيه
لكن روحي لم تعانقه
واناملي لم تلمس أصابعه أو خديهصدفة غريبة ..
آلمتني بقدر ما انتظرتها•°•°•