الفصل الخامس والعشرون..الجزء الثاني

105K 2K 430
                                    


" منذ بضعة أيام ...... "

( حقك .. و حقي أن أسافر للأبد , دون أن تمتلك حق منعي , لأنني سأكون قد حصلت على الطلاق منك ....)

ساد الصمت بينهما تماما , بعد أن ألقت بعبارتها الجليدية في وجهه ووقفت تنظر اليه , تنتظر ردة فعله ....

كانت صلبة خارجيا , الا أنها كانت مرتعبة داخلها .... لم تكن مرتعبة خوفا على نفسها منه ...

بل كانت مرتعبة من نوبات غضبه التي تعرفها جيدا ... و التي تدرك بأنها تكون خارجة عن حدود سيطرته ....

الآن لم تعد نفس الفتاة التي تتحمل هذا العنف بقلبٍ يدرك علة حبيبه ....

الآن هي تحمل طفلا .... طفلا تخاف عليه .... طفل قاصي , و الذي تخاف عليه من بطش قاصي نفسه ...

لذا و دون ان تدرك , كانت يدها قد ارتفعت لتلامس بطنها بأصابع مرتجفة , و كأنها تحمي طفلها منه بتلك الطريقة ...

انخفضت عينا قاصي الناريتين الى حركة يدها التي لامست بها بطنها ... و كأنه أدرك ما تفكر به , فزاد العنف في نظراته بصمت ....

راقبته تيماء بعينين جامدتين , بينما قلبها يصرخ بعنف

" اخترني ..... أرجوك اخترني "

وقفت تنتظر تقرير مصير حبها .... و كل لحظة تمر , تخبرها كم هو هين حبها عليه , كي يتردد بتلك الطريقة ....

انتظرت منه أن يصرخ و يكسر .... و يحطم كل ما حولها بفقدان للذرة المتبقية من عقله ...

الا أنها لم تتوقع أن يتراجع رأسه للخلف لينفجر بضحكةٍ عالية مخيفة !! ...

ابتلعت تيماء ريقها و شعرت بخيط بارد يمر في عمودها الفقري و هي تسمع صدى ضحكاته المخيفة ... فتراجعت للخلف خطوة تلقائيا و عيناها الواسعتان تنظران اليه بقلق ...

استمرت ضحكاته بينهما كصوتِ رعدٍ مرعب ... الى ان بدأت تخفت وهو ينظر اليها بعينين لا تحملانِ ذرة من المرح .... و اقترب منها خطوة , فتراجعت تيماء خطوة أخرى و هي ترفع وجهها محاولة الا تظهر له خوفها منه ... الا أن كفها كان لا يزال ماكثا على بطنها .... يحمي جنينها ....

وصل اليها قاصي وهو ينظر اليها بتلك العينين اللتين عشقتهما دائما و أبدا .... لكنهما الآن تنظران اليها بطريقة تثير فزع اعتى الرجال ....

وقف امامها تماما .... حينها فقط ارتفع وجهها اليه و تكلمت حين شعرت أن هذا الصمت يكاد أن يقتلها ....

فقالت بفتور

( هل انتهيت من ضحكك ؟!! .... يسرني أن أكون قد رفهت عنك .... )

وضع قاصي كفيه في خصره وهو ينظر اليها , قبل ان يقول بصوتٍ غريب .... لا يعبر عن العاصفة الموشكة على الإندلاع في أية لحظة ....

طائف في رحلة ابديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن