البآرت الثاني والعشروناحْمر .. احْمر .. احْمر ..
فِي كُل مكَان ، سكُون ، وَ دمْ « .
وبِرجفه / هل ماتْ !؟حط خده على ايده وهو يطالع في شرح الدكتور وبإيده الثانيه يكتب اهم النقاط اللي يقولها ..
مر تقريبا نصف الترم الثاني .. لازم ينجح بمستوى عالي ومرتفع ..
قطع شرح الدكتور راشد يقول: استاذ عندي سؤال ..
لف بسام عليه وهو يقول في نفسه: "كالعاده .. راح يسأل سؤال برى موضوع المحاضره" ..
تنهد الدكتور وهو يقول: اتمنى يكون سؤال داخل إيطار الدرس ..
راشد: اول مره ادري ان الدرس عباره عن برواز .. المهم ابغى اسألك متى تيي الاختبارات النهائيه ..؟!
الدكتور: سؤال في نص المحاضره ومو متعلق بالمحاضره ما راح ارد عليه ..
راشد: اوووه مشوار .. جان قلت ما بأرد اسرع ..
طنشه الدكتور وكمل يشرح ..
ابتسم بسام وهو يطالع في راشد ..
هالأنسان له تصرفات غريبه فعلا ..
بس لاحظ عليه هالأيام ما صار يتهاوش ويضارب مثل قبل ..
ومع هذا ما زال الطلاب ينتفضون من نظرته الحاده ..
تنهد بعدها انتبه للمحاضره وكمل كتابة اهم النقاط ..
بعد ما خلص الدكتور طلع فبدأوا الطلاب يطلعون ..
قام بندر وهو يقول: ما شاء الله عليك ياخي .. مجتهد بكل شيء ..
بسام: هههههههههه انا مو داخل الجامعه لعب .. المهم خلنا نطلع شوي قبل لا تبدأ المحاضره اللي بعدها .. باجي بس ربع ساعه ..
بندر: اوكي ..
طلعوا من الكلاس ومشيوا شوي فقال بندر: اقول بسام ..
بسام: نعم ..
بندر: شصار على اختك وبنتها ..؟!
بسام: كلمت اختي عن سجى وقلت لها انها عايشه ومن بعدها دخلت غرفتها ولا كلمتني من وقتها فما حبيت افتح معها السالفه إلا لين تفتحها هي بنفسها ..
بندر: الله يسهل عليكم .. ان شاء الله يصير كل شيء مثل ما تتمنى ..
بسام: ان شاء الله ..
بندر: حتى ابوي قالي ان صحة سميه النفسيه تحسنت كثير عن قبل ..
هز بسام راسه وهو يقول: علمني وانا فعلا لاحضت .. تغيرت معاملتها معاي بعد ما كانت تكرهني .. تكرهني لانها من صغرها كانت تغار من اهتمام اهلها فيني .. كانت تفسر هذا الشيء على اساس اني دخيل اخذت اهلها منها وصارت وحيده .. الحمد لله ان تفكيرها بدأ يتغير ..
بندر: هيه بسام ..
بسام: هلا ..
بندر: شوف وسن يايه من عند رفيجاتها لجهتك ..
لف بسام فشافها جايه ..
ابتسم ولما قربت قال: اهلين وسن ..
اختفت الإبتسامه اللي كانت على شفتها فتذكر بسام وقال: اوه سوري .. اقصد كيرلوتا ..
رجعت ابتسمت وقالت ووجهها قالب احمر: اممم ابغى اكلمك بموضوع خاص ..
ضحك بندر وقال: اوكي اوكي انا رايح .. تلقاني عند حسام وشلته ..
بسام: اوكي ..
لف بندر وابتعد عنهم ..
لف بسام عليها وقال: ايه .. شنو كنتي تبغي ..؟!
طالعت فيه شوي بعدها بدأت تلف نظرها تطالع في الطلاب واحد ورى الثاني وبسام ينتظرها تتكلم ..
بعد تقريبا دقيقتين لفت نظرها عليه وقالت: امممم كيف حالك ..؟!
بسام: الحمد لله .. عال العال .. اخبارج واخبار دراستج ..؟!
وسن: بخير .. اسمع ابغا اقولك حاجه ..
ابتسم وهو يقول: تفضلي قولي ..
وسن: امممم تتذكر اول مره تقابلنا فيها ..؟!
بسام: ايه .. بصالة التزلج ..
وسن: ايه وبعدها صرنا اصحاب صح ..؟!
هز راسه بإيه ..
وسن: اسمع .. انا بصراحه ابغا اقولك شيء .. اممم من ذاك الوقت وانا كل ما اشوفك افرح وما ادري ليه ..
تردد شوي وعيونها عالارض ..
جلست تعمل برجلها دوائر عالارض ولساتها متردده وبسام ما ضغط عليها بالسؤال ..
تركها تقول اللي عندها على مهلها وبراحتها ..
رفعت نظرها تطالع فيها بعدها نزلته مره ثانيه تطالع في الارض وقالت: اممم كنت مهتمه اعرف اخبارك .. كان اهتمام .. واذا شفتك مصاب ولا شيء اتضايق .. و ومدري ليه ..
سكتت لفتره بعدها قالت: وبعدين سمعتهم يقولون ان الاهتمام الزائد بشخص يسمونه ..... امممم يقولون ان اسمه ...... اسمه امممم ... حب ..!
اندهش لفتره بعدها ابتسم وحط إيده على شعرها ..
رفعت راسها تطالع فيه فقال بإبتسامه: خلاص فهمتج ..
احمر وجهها وارتبكت بعدها قالت: انا .. انا عندي محادره .. مع السلامه ..
لفت وراحت وهو يتابعها بنظره والابتسامه ما زالت على فمه ..
زادت ابتسامته وهو يقول: يا حليلها ..
لف نظره يدور على شلة حسام عشان ياخذ صاحبه بندر وتفكيره كله بوسن وكلامها ..
====================================
في بريك الغداء ..
وبطاوله موجوده بزاوية الكافتيريا ..
كانت غيدا جالسه عالكرسي وتاكل لها ساندويتش رومانو مع بيبسي ..
واللي جالسه معها كانت غدير اللي اكتفت بكوب نسكافيه ..
كان الوضع هادي جدا بينهم ..
غيدا تاكل وهي تطالع في الطلاب وتحش فيهم مع نفسها ..
اما غدير فكانت ساعات تطالع في كوبها وساعات في الطلبه المتجمعين عند شباك الكافتيريا ..
تكلمت غيدا وهي تقول: ايه .. شنو كنتي تبغي مني ..؟! ما توقعت انج بتطلبي تتطلعي معي عالكافتيريا ..
تنهدت غدير بعدها قالت: ابغى اصير مثلج ..
تفاجئت غيدا من كلامها فعدلت جلستها وهي تقول: شنو ..!!
طالعت غدير فيها وهي تقول: خلاص .. ابغي اتغير .. ابي اصير مثلج ..
ابتسمت غيدا لا إيراديا وقالت: انتي من صجج ..؟!!
غدير بهمس: بس شلون ..؟! انا من صغري وانا جذي .. مو قادره اتخيل نفسي غير جذي .. صعب ..
وكملت بهمس اكبر: مستحيل ..
هزت غيدا راسها بلا وقالت: صح صعب بس مو مستحيل ..
شربت غدير من الكوب حقها بعدها قالت: انا عايشه مع اربع اخوان .. من صغري واشوف نفسي ولد .. وللأسف اخواني كل واحد منهم هايت بحياته ولا فكر واحد منهم انه ينصحني .. كنت عارفه ان التشبه حرام بس انا ما تشبهت بكيفي .. الضروف اجبرتني .. فعشان جذي احس ان اللي انا فيه مو حرام .. كنت اردد انه الضروف هي السبب مو انا .. كنت اردد ان اللي اسويه مو حرام .. لأن الضروف هي السبب .. امي قالت لي ان التشبه مو كويس بس ما انصعت لها ومن بعدها ما عاد نصحتني .. شخصيتها ماهي قويه ولا عمرها اجبرتنا على شيء .. ابوي نادرا اشوفه .. طول الوقت عند زوجته الثانيه ..
طالعت في غيدا وكملت: انا احب امي .. وابي اكون معها مو مثل اخواني اللي كل واحد فيهم بعالم .. شلون اساعدها واوقف معها وانا بنت ضعيفه ..؟!! احس ان ابوي يمكن في اي لحضه ينسانا او يطلق امي مع ان امي ما صلحت له شيء .. يقولها انج ما تعرفي تربي ..
احتدت نظرات غدير وكملت: من امتى والتربيه كلها عالأم ..؟!! الاولاد لا كبروا المفروض ابوهم اللي يربيهم .. يعاير امي بدشارة اخواني .. يقولها ما تعرفي تربي .. حتى هو ما يعرف يربي .. مستقبلنا انا وامي محد يقدر يضمنه .. لازم اكون عن ألف ريال .. شلون اساعد امي واساعد نفسي وانا بنت ..؟!
سكتت لفتره بعدها قالت: مدري .. مو عارفه شيء .. حاسه حالي ضايعه بحياتي .. ماكو احد يوجهني للطريج الصح .. ابوي بعالم .. واخواني بعالم ثاني .. وامي ضعيفة الشخصيه .. مو عارفه .. غيدا انا صج مو عارفه شنو اسوي ..
طالعت غيدا فيها فتره بعدها قالت: انا عارفه قصتج من اول بس توني اعرف ان ابوج يعاير امج بتربيتكم .. للأسف فيه رجال كثير يحسبوا ان عالأم تربيت عيالها لوحدها .. يهملوا دورهم تماما ..
ابتسمت وقالت: بس منو قالج ان البنت ضعيفه ..؟! منو قالج ان البنت ما تقدر تتصرف او تساعد احد ..؟! حتى لو تساعدي امج وانتي بويه راح تظلي في النهايه ميرد بنت .. انتي بنت وما راح تقدري تغيري هذه الحقيقه مهما كان .. بنت وراح تظلي بنت وراح تتحاسبي على تشبهج .. اصلا الواحد شنو يستفيد من التشبه ..؟! ولا شيء .. تقدري توقفي مع امج .. تساعدها وتلبي متطلباتها حتى وانتي بنت .. بالعكس اذا تشبهتي فمنو راح يتزوجج ..؟! محد .. مو الافضل لو تزوجتي بواحد صالح يساعدج على البر بأمج ..؟! بالله عليج مو هذا الافضل ..؟! فكري .. انتي فكري ولا تخلي الضروف هي اللي تتحكم فيج .. انتي تحكمي فيها وادعي ربج .. واذا اي شيء انتي محتاره فيه كلميني وراح اساعدج .. انتي اعز صديقه عندي وراح تظلي جذي ..
طالعت غدير فيها لفتره بعدها هزت راسها بإيه ..
ابتسمت غيدا وهي تقول: شو مي يور سمايل << اريني ابتسامتك << ..
ابتسمت لها غدير فقالت غيدا: ايوه .. هذي هي صديقتي ولا بلاش ..
غدير: تصدقين .. حسيتج تغيرتي كثير .. حتى طريجة تفكيرك ..
هزت غيدا راسها وهي تقول: الناس بتتغير .. واكبر فضل يرجع لأبوي .. واللحين خليني اخلص اكلي .. اشغلتيني عنه ههههه ..
ابتسمت غدير وهي تقول: اوكي كلي ..
====================================
وبأحدى ساحات الجامعه الكثيره ..
في الساحه الخلفيه ..
المكان بقمة الهدوء والاسترخاء ..
قليل طلاب يجوا فيه ..
المكان فاضي تقريبا وحتى الموجودين فيه يأما جوا يذاكروا في هذا الهدوء او انهم نايمين ..
لا .. السالفه ما تضحك لأنه فعلا كان فيه طالب منسدح على الكرسي ومغطي وجهه بالكتاب وبسابع نومه ..
ابتسم سامي وقال: اقول دانا .. تصدقي اني بأول سنه لي بالجامعه قد نمت فيها مثل هذا الطالب .. كنت وقتها مواصل وما نمت وما قدرت اصبر للظهر فنمت هني ..
ابتسمت دانا وقالت: ياخي فشله .. اموت ولا انام بالجامعه ..
سامي: ههههههههههه على طاري الفشله .. فاتج اليوم الصبح عماد ..
دانا: ليه شصار ..؟!
سامي: مو امس كان يقول انه راح يرفع ضغط لينا ويغير ترتيب القنوات .. لما رجع البيت وكان بيغير قالت له امه ان لينا يت وغيرت ترتيب قنواتهم عشان ترفع ضغطه ههههههههه .. ياينا اليوم معصب بشكل مو طبيعي هههههه ..
دانا: هههههههههه احس تفكيرهم واحد ..
سامي: ايه والله صح .. كلهم فكروا بنفس الشيء بس الفرق ان لينا غيرت كل القنوات حقت بيتها وبيته وهو كان ناوي يغير قنوات بيته بس .. هههههه واللحين يقولنا فكروا لي بطريجه ارفع فيها ضغطها ..
دانا: الله يعينه ..
سامي: امشي امشي نيلس هناك ..
جاء عند الجدار وكان المكان مظلل بشجره كبيره ..
جلس وتكى ظهره عالجدار فجلست جنبه ..
سامي: جم باجي على محاضرتج ..؟!
دانا: تقريبا عشر دقايق ..
تنهد سامي وهو يقول: الله يعين .. راح اظل حول نص ساعه لوحدي حتى يطلعوا يزيد وريان .. المره اليايه بأحاول اني ما انطرد ..
دانا: اصلا انت بصراحه غبي .. ماكو مخلوق ينسخ اسم المنتدى مع اخر المواضيع اللي فيه مع النص الاساسي ..
سامي: كلها كانت مكتوبه بالانجليش شدراني ..
دانا: يعني مالاحظت بالنهايه فقرات صغيره .. هذه هي المواضيع الخاصه بنفس العضو اللي منزل الموضوع ..
هز سامي كتفه وهو يقول: إلا لاحظتها بس حسبتها تلخيص لأهم النقاط في الموضوع .. وكمان انا مو السبب .. السبب هو العضو لأن كل مواضيعه انجليزي .. لو له موضوع واحد عربي جان قريته وعرفت ان هذه النقاط هي مواضيع مو تلخيص .. غبي وقسم ..
هزت دانا راسها بيأس وهي تقول: مسجين العضو .. هو شذنبه عشان تسبه ..؟! وكمان انت دامك ما تعرف انجليزي جان طلبت من احد يعدل لك الموضوع ويشوف ان كان فيه اخطاء قبل لا تسلمه ..
سامي بتفكير: فعلا .. معاج حق .. خلاص المره اليايه راح اعمل جذي ..
دانا: هههههههههههههه وربي غبي ههههههههه ..
ابتسم بهدوء وهو يطالع في ضحكتها ..
ما يدري ليش يجيه احساس يقول انها اخر ضحكه راح يشوفها منها ..
يحس ان هذه اللحضات هي اخر اللحضات اللي راح يقضيها بحياته ..
اخذ نفس عميق وتعوذ من الشيطان وهو يتمنى ..
يتمنى ان هذه الاحاسيس تكون فعلا وساوس من الشيطان ..
انتبه لدانا وقفت ضحكتها فجأه ورافعه راسها تطالع في شخص واقف قدامهم ..
لف وجهه ورفع راسه يطالع في هذا الشخص فأنصدم لما شاف انها اروى ..
وقف وقال بطريقه حاده: انا شنو قلت لج قبل جذي ..!!!
اروى: اعرف .. اعرف وفاهمه شنو قلت لي .. انا يايه اقولك كل اللي عندي وغصب عنك تسمعه ..
لفت وطالعت في دانا اللي كانت خايفه من جيت اروى ..
خايفه ومرتعبه من ذي البنت اللي قد هددتها اكثر من مره ..
قالت لها تبعد عن سامي ولا تقرب منه ابدا بس ما سمعت لتهديدها ..
ودها اللحين تقولها اطمئني لأننا مستحيل نكون لبعض ..
هو رافضني وانا ما اقدر وما عندي الجرئه اني اعترف له واتمسك فيه ..
ودها تقولها انها تمشي مع سامي على اساس انهم اصحاب وبس وان هالعلاقه راح تنتهي تماما بعد اقل من اسبوعين ..
بعد اقل من اسبوعين ما راح تشوفه ابدا ..
ابدا لأن اخوها راح يدرس وهي بترجع لجامعتها القديمه ..
طالعت اروى في دانا لفتره طويله فلفها سامي على جهته وهو يقول: خير تطالعين في دانا جذي ..؟! اروى انتي وين مخج بالضبط ..؟! من فين تسمعين عشان اعيد لج الكلام اللي قلته لج لاخر مره ..؟!
مسكت اروى ايده وابعدتها عن كتفها بهدوء وهي تقول: اسمع من اذني ومخي براسي .. وماني رايحه من هني إلا لما اقول كل اللي عندي فأنصحك تهدأ وتستمع لي قبل لا اروح واعلم المدير عن حقيقة رفيجتكم ..
عصب سامي وتنرفز من كلامها ..
اخذ نفس عميق بعدها قال: اوكي .. قولي اللي عندج واتمنى يكون محترم لأني انسان ما اقدر اتحكم بأعصابي ..
ابتسمت اروى وطالعت في دانا اللي كانت لساتها جالسه وتطالع فيها بعيون خايفه ..
رجعت نظرها لسامي وقالت: خلاص .. كل شيء انتهى .. انا اتبهذلت واخذت لي تهزيء محترم من ابوي بعد ما اتصل عليه ابوك وعلمه عن كل عمايلي وكل هذا بفضلك .. واليوم هو اخر يوم لي بهذه الجامعه .. باخذ اوراقي وارجع لجامعتي القديمه .. فشكرا لك على تحطيمي .. لكن مع هذا وما ادري ليش ما قدرت اكرهك .. حبيتك من اول مره وكنت مستعده اصلح اي شيء عشان اوصلك واخليك تحبني ..
هزت راسها وهي تقول: لكن كل محاولاتي كانت نهايتها الفشل .. راح اظل احبك وانا متأكده انك مب لي ولا راح تكون لي ابدا .. وكل اللي اتمناه انه يصير الكلام اللي قلته لي بالمطعم ذاك اليوم .. راح انقل لجامعه ثانيه واحاول انساك ويمكن ربي يوفقني بشخص يحبني واحبه ..
سكتت فتره بعدها قالت: كنت عارفه ان كل اللي اساويه غلط وكل شوي احاول اعدل من نفسي .. بس ما كنت اقدر اتمالك نفسي واسيطر على لساني .. كنت اهدد واهدد وانا بصراحه ما كنت صادقه بتهديداتي ابدا .. دانا .. ابدا ما كنت افكر اني افضحها .. كنت كل ما شفتها هددتها بس ما كنت اقصد هالتهديد بصوره حقيقيه .. كنت ارفع صوتي ضد اصحابك .. كنت وقحه وياهم بس انا اذا انفعلت ما اقدر اسيطر على لساني .. انا ييت اعتذر .. عن كل شيء .. عن المشاكل اللي سببتها لك .. عن الوقاحه اللي صدرت مني .. عن ازعاجي لك .. واتمنى انك ما تلومني وتسامحني ..
طالع سامي فيها بعيون مصدومه ..
لا .. مو مصدق ..
ما كان يتوقع انه بيسمع هذا الكلام منها ..
ابدا ما كان يتوقع ..
حتى دانا ظلت تطالع فيها وهي مو مستوعبه ..
بعدها ابتسمت .. لأنها عرفت غلطها واعترفت فيه ..
اروى: كنت ابغى اعتذر كمان من اصحابك بس مالقيتهم .. فوصل لهم كلامي .. انا جدا اسفه .. غلطت كثيير وكنت عارفه ان اللي اسويه غلط بس ما كنت اعرف كيف اتحكم بنفسي وتصرفاتي ..
طالعت في الارض لفتره بعدها قالت: سامي .. لا تكرهني ..
ظل سامي يطالع فيها لفتره بعدها قال بهدوء: طيب .. انا اقدر اعترافج بغلطج .. واكون لئيم إذا ما سامحتج .. خلاص اعتبري انه ما صار شيء ..
طالعت فيه وابتسمت وهي تحس بالعبره تخنقها فكمل: ان شاء تلقي واحد يحبج ويعاملج احسن معامله .. صدقيني انا ابدا ما انفع ابدا ..
هزت راسها بإيه وقالت: طيب .. انا رايحه اللحين .. بس لا تنسى .. ارسلي بطاقة دعوه إذا تزوجت عشان اشوف من هي سعيدة الحظ هذه اللي بتاخذ ولد الراهي .. مع السلامه ..
وراحت وسامي واقف بمكان يطالع في الارض ..
بطاقة دعوه ..!!!
زواج ..!!!
سعيدة الحظ اللي بتاخذه ..!!
لا .. هذه اشياء مستحيله ..
مستحيله تماما ..
عن اي بطاقة تتكلم واي زواج ..
وفوق هذا تقول سعيدة الحظ ..!!
المسمى المفروض انه ينقال هو تعيسة الحظ ..
منو بيقبل بولد حرام ..؟!
منو بيقبل بواحد ماله اصل يناسبهم ..؟!
منو بيقبل انه يكون له اولاد مالهم اصل لأن ابوهم ماله اصل كمان ..؟!
لا هو .. ولا اي بنت راح يقبلوا بكل هذا ..
لا هو .. ولا اهل البنت راح يقبلوا بذي المواصفات ..
هذا قدره ..
ممنوع من الزواج ..
ممنوع من الحب ..
ممنوع حتى من الاعتراف بهذا ..
بس المشكله ان حب ..
حب له وحده غصب عنه وهو عارف وش نهاية هذا الحب ..
نهايته ألم .. ووهم ..
طول عمره وهو يحاول يعيش على حسب ماهو مكتوب له ..
لكن غصب عنه حبها ..
جلس واسند ظهره عالجدار ودانا تطالع فيه ..
طالع قدامه بسرحان ..
ليه ..؟!!
ليه يعيش هذه الحياة القاسيه بسبب طيش اهله ..
هو شذنبه عشان يعيش كذا ..؟!
ليه ما ذبحوه من وقت ما طلع لهالحياة بدل من انه يعيش كذا ..
لا اصل .. ولا فصل ..
ولد حرام منبوذ من المجتمع ..
محد يرغب فيه ولا احد يتمناه لبنته ..
حتى لو كان ولد عز وله مال ماله نهايه فمستحيل احد يرغب فيه ..
مو بس هم ..
حتى هو ما يبغى يتزوج اي بنت ..
ما يبغى اولاده لا طلعوا عالدنيا يصير اسمهم فلان بن سامي وبس ..
بس .. ماكو لقب .. يعني ماكو اصل ..
راح يتعذبوا بوجودهم بمجتمع كل جيل يكون اسوء من اللي قبله ..
لا .. ما يبغاهم يكونوا قذرين مثله ..
يبغالهم حياة نظيفه .. بلقب و اصل ..
لكن هذا مستحيل ..
تماما ..
ترددت دانا لكن في نهاية ترددها قررت تتكلم وقالت: سامي ..
فقال وبمنتهى الهدوء: نعم ..
دانا: انا عارفه بشنو تفكر ..؟! بس .. لا تشغل بالك بهذا كثير .. لا تضايق نفسك .. انسى ..
ابتسم بإستهزاء ..
جاه ريان رقم اثنين .. تقوله انسى ..
صدق اللي مو عايشين هالحياة مستحيل يحسون بمثل الاحساس اللي هو يحسها ..
دانا: سامي .. الزواج فطره .. وهو نصف الدين .. إلا وتلقى بنت تقبل فيك ..
لف سامي عليها وهو يقول: لا تكملين .. لا .. حتى لو .. سامعتني .. حتى ولو قبلت وحده فأنا ما راح اقبل ..
دانا: يعني تظل جذي معذب نفسك ..؟!
سامي: انا حر .. لأنه مالي خيار ثاني ..
اخذ نفس بعدها قال بهدوء: اتمنى اموت .. في الموت راحه ..
دانا بسرعه: بسم الله عليك .. سامي لا تتمنى مثل هذه الامنيه ..
لف يطالع فيها وقال بإبتسامه: تخافين علي ..؟! كلام ريان صج .. انتي فعلا تحبيني ..
انصدمت من كلامه فبغت تفتح فمها عشان تنكر بس قاطعها يقول بهدوء: لا تنكرين مثل اول مره .. لأني هالمره انا مختلف .. انا صحيح خبرتكم اني ما راح اتزوج وفي البدايه هاوشتج لأني قلت لج المفروض ما تحبيني لأني قلت هذا الكلام .. لكن اللحين اكتشفت ان الحب يي للانسان غصب عنه مو بهواه .. ما راح الومج لأني متأكد انج حاولتي تكرهيني بس ما قدرتي .. لأني انا حاليا امر بنفس المرحله ..
تفاجأت من كلامه .. شيقصد ..؟!
ظل يطالع فيها لفتره بعدها قال: بس ريان قالي .. صحيح ان قدري يحتم علي اني ما احب ولا اتزوج لكن ريان قالي انه مو ممنوع الواحد يعترف .. يعترف بأحاسيسه ومشاعره ..
طالعت دانا فيه وهي مو فاهمه ..
لكن كلامه خوفها والاحساس اللي بقلبها يزيد ..
معقوله الشيء اللي كانت خايفه من راح يصير اللحين ..؟!!
مد ايده وحط راسها على كتفه وقال بهمس: راح اعترف .. دانا .. انا احبج ..
انصدمت دانا من كلامه وارتعش جسمها لا ايراديا ..
يحبها ..!!
سامي يبادلها نفس الشعور ..!!
كمل بنفس الهمس: لو كنت انسان مثل باجي البشر جان ما اخترت غيرج .. كنت راح اطلب ايدج من اخوج .. وقسم حبيتج من زمان بس كنت ارفض هذا الشيء .. كنت اقنع نفسي انه ميرد احاسيس غبيه بس ما قدرت .. عالعموم كل هذا ميرد كلام ما راح يصير .. واتمنى تشوفي لج واحد ثاني يحبج .. راح تلقي .. فيج صفات تخلي ألف واحد يتمناج ويعيشج بحياة مكرمه .. حياة محترمه .. وانا آسف لأني متأكد ان كلامي آذاج .. بس نصيحتي انج تنسيني .. وعالعموم انا حاس ومتأكد اني ممكن اموت .. اليوم .. باجر .. او بعد شهر ..
بعد عنها وطالع في دموعها اللي تسيل من عيونها ..
شهقت وارتجفت شفاتها ..
تبغى تفتح فمها .. تبغى تتكلم ..
بس مو قادره ..
قام وقال بهدوء: ياء وقت محاضرتج ..
وبعدها راح وهي لساتها تحاول تفتح فمها .. عشان تناديه ..
بس كمان مو قادره ..
اختفى عن نظرها فحطت ايدها على فمها وبكت ..
ما تدري دموعها شنوعها ..؟!
دموع فرح .. او حزن ..؟!!
فرح لأنه يحبها ..
يبادلها نفس الشعور ..
او حزن لأنه ما زال عايش بعالم غير عالمها ..
يطلب منها نسيانه ..
مو عارفه شنو بالضبط ..
مو عارفه ..
====================================
بالجامعه الثانيه .. وباحدى الكراسي الموجوده بالساحه ..
باقي على محاضرتها ربع ساعه .. وحتى اللي معها باقي على محاضرتها ربع ساعه ..
لأول مره يكون بريكهم في نفس الوقت ..
لفت وصايف على اسيل وقالت: يعني اللحين بشنو اناديج .. اسيل ولا سجى ..؟!
هزت اسيل كتفها وهي تقول بهدوء: مدري ..
تنهدت وصايف وقالت: خلاص اسيل انسي اللي صار امس .. ترى السالفه ما تستاهل انج تشغلي بالج فيها ..
اسيل بهدوء: انسى ..!! تبغيني انسى قد ايش ابوي كان قاسي ..؟! تبغيني انسى كلامه ..؟! ما اقدر ..
وصايف بلا مبالاه: خليه يولي .. عساه بشاحنة ديزل تصدمه عشان ترتاحي من شره ..
طالعت اسيل فيها وقالت: انتي ليه اسلوبج قاسي جذي ..؟! حتى ادعيتج قاسيه ..
وصايف: هههههههههههههه مدري .. يمكن عشاني عشت طفوله قاسيه هههههه ..
طالعت اسيل فيها بهدوء ..
تذكرت امها .. اللي قتلت ام وصايف ..
ولا احد من عائلتها طبيعي .. ولا احد ..
وصايف: المهم بغيت اقولج شيء .. اذا حصل وشفتي ابوج مره ثانيه لا تخافي ولا ترتبكي مثل امس .. لا اوقفي بكل ثقه وقولي له / تقول ما عندك بنات .. هه انا بنتك غصب عنك واتحداك تثبت عكس جذي .. ههههههه صدقيني انه راح يتنرفز وقتها ..
اسيل: نصائحج غريبه ..
وصايف: اسلوب اللي امسكي نفسج .. حاولي تنسيه .. تغلبي على ضعفج ما يمشي معي .. الاساليب العاطفيه ترى ما تفيد .. استخدمي اسلوب التحدي وبتتغلبي على خوفج الغبي هذا .. واجهي الامر ولا تتهربي .. يعني لو بغيتي تدخلي لمحل وسمعتي ان ابوج مويود بالمحل لا تغيري رايج .. ادخل وطز فيه .. خليج قويه .. الضعيف بذا الزمن ما يعيش .. واللحين استهبلي واضحكي ولا تشغلي بالج فيه .. منو يكون عشان تهتمي فيه ..؟! ما رباج ولا اعتنى فيج .. عيل هو مو ابوج .. اسلوب العزا اللي انتي عايشه فيه بطليه ..
اسيل: الكلام سهل ..
وصايف: ايه .. والفعل اسهل بكثيير ..
اسيل: ما اضن ..
وصايف: بصراحه صعب اقناعج .. اسمعي .. انتي اللحين تحتاجي ابوج ..؟! يعني تحتاجي فلوسه او ابتسامته او حنانه ..؟!
هزت اسيل راسها بلا وهي تقول: ما ابغى شيء منه ..
وصايف: عيل ليه تفكري فيه ..؟! انا عشت طفولتي بدون لا ام ولا اب .. لكن ربي في النهايه عوضني بعمي اللي كان سيء الطباع تقريبا .. ربي هداه وارسله لي عشان يطلعني من الضياع اللي كنت فيه .. انتي كمان .. لج ام ولج اب بس اذوج بطفولتج .. في النهايه ربج عوضج بخال مافي احسن منه .. عيشي واتركي الماضي خلفج مثلي .. اللي يفكر في الايام السيئه بحياته مستحيل يقدر يعيش يوم حلو .. استوعبي كلامي شوي .. احنا ليه عايشين ..؟! عشان طاعة الله و عمارة الارض .. عيل ليه تفكري بشيء ما يستحق ..؟! فكري بربج .. وبمستقبلج .. انتي كنتي لقيطه .. بس اللحين لا .. عارفه شنو يعني لا ..؟! انتي مو لقيطه واللي يستخف دمه ويناديج جذي اضحكي وادعي له بالشفاء العاجل .. مريض لا تهتمي لكلامه .. اكبري .. تزوجي .. ييبي عيال .. احفاد .. وعيشي .. بدون لا ام .. ولا اب .. يكفي ان عندج خال .. وصاحبات .. واقارب يحبونج .. احنا نغنيج عن اللي باعوج .. لأنهم للأسف لهم عقول مريضه ما نعرف إذا كانت لها علاج ولا لا ..
طالعت اسيل فيها لفتره فقالت وصايف: اطلعي من العزا ذا واللي يسلمج ..
ابتسمت اسيل وهي تقول: نصائحج فيها شيء غريب .. بس مقنعه ..
وصايف بإبتسامه: يعني اقتنعتي ..؟!
اسيل: تقريبا .. بس احتاج وقت عشان اتعود اخلي قلبي حجر ههههه ..
وصايف: ههههههههههه يعني هذا اللي فهمتيه من حجيي ..!!
اسيل: احس جملة خلي قلبج حجر هو ملخص كل الكلام اللي قلتيه ..
وصايف: صراحه توني انتبه لكن فعلا .. خلي قلبج حجر .. انا من طفولتي وانا قلبي حجر .. كان شكلي غريب بالمدرسه والكل يبتعد عني بس ما اهتميت .. الشارع .. الييران .. والجامعه .. كان كل مكان اكون فيه يتكلموا الناس فيه عني بس ما كنت اهتم .. هههههههههه بأقولج سالفه .. مره وانا بالثانويه العامه طلعت لحديقه اشم لي هوا شافتني طفله وقالت لي انتي ساحره صح ..؟! ههههههههه وربي انها خبله ..
اسيل: ههههههههههههههه اهمم شيء .. الاطفال دايم تفكيرهم بريء ..
وصايف: هذا زمان .. اطفال هاليومين تفكيرهم يجلطج من الصدمه ..
اسيل: بصراحه صدقتي ..
وصايف: اوكي خلاص باجي خمس دقايق على المحاضره خلينا نروح ..
طالعت اسيل في ساعتها وقالت: طيب ..
قامت وصايف وراحت هي واسيل بإتجاه المبنى ..
لما وصلوا قالت وصايف: انا رايحه لكلاسي .. لا تنسي تسلمي لي على سلاحف النينجا اوكي ..
اسيل: ههههههه طيب ..
افترقوا وكل وحده راحت لقاعتها ..
اتجهت اسيل لجهة كلاسها وهي تفكر بكلام وصايف ..
كلامها صح .. ليش تشغل نفسها وتفكيرها بناس ما يستاهلوا ..؟!
اخذت نفس عميق وطالعت بالطريق فلاحظت الدكتور راكان اللي هو عليهم اللحين مستند عالجدار ويقلب في الاوراق اللي بإيده وهو عاقد حواجبه ..
اكيد عنده مشكله بالاوراق ..
رفع راسه فشافها متجهه للكلاس ..
ابتسم وقال: هيه اسيل لحضه ..
لفت عليه فاشر لها انها تجي فجت عنده ..
اسيل: نعم دكتور ..
د.راكان: اخبارج ..؟!
اسيل: الحمد لله تمام ..
ابتسم بإنتصار وهو يقول: فهمت وش هي نوع العلاقه اللي بينج وبين طارق ..
اندهشت من كلامه بعدها قالت: اها .. يعني واخيرا ارضيت فضولك ..
هز راسه بإيه وقال: بس ابسألج .. ليه انتي قاسيه جذي ..؟! انس يقول ان طارق يحبج وايد ..
هزت كتفها وهي تقول: ماكو نصيب ..
د.راكان بإستنكار: وبكل برود ..!! الاحساس ميت عندج ..
اسيل: دكتور اعذرني بس انا ما ابغى افتح هذا الموضوع لأنه منتهي بالنسبه لي ..
د.راكان: اول قلت لج اوكي بس اللحين فلا .. ترى طارق شاب محترم ..
اسيل: احلف ..
د.راكان: ههههههههههههه ما عليج ترى تييني لحضات اتسمج فيها .. المهم سمعت انه قال لأمه عنج بس امه هاوشته وقالت له ما ارضى بوحده لقيطه بس كان متمسك فيج .. لو انا منج ما افرط فيه ابدا ..
طالعت اسيل فيه فتره بعدها قالت: يعني هو عينك محامي له ..؟!
د.راكان: هههههههههه يا شين سوء الضن .. لا تراه مو داري عني .. عرفت كل هذا من رفيجه انس ..
اسيل: انس ..!! ليه وش علاقتك فيه ..؟!
د.راكان بتفكير: اممم تقريبا كنا نسايب .. بس ما حصل نصيب ..
اسيل: يعني كنت خاطب اخته ..؟!
د.راكان: ايه ..
اسيل: طيب مين كان سبب الخلاف .. انت ولا هي ولا الاهل ..؟!
تنهد الدكتور وقال: كان انا .. المهم روحي اللحين عالكلاس .. شوي واييكم ..
اسيل: اوكي ..
لفت ودخلت للكلاس والدكتور يراقبها بعيونه ..
ابتسم وهو يتذكر الموقف اللي صار امس بالليل ..
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كان بطريقه لبيته بس وقف عند بوفيه ياكل له شيء لأنه حاس بجوع فضيع ..
نزل ودخل لداخل البوفيه ..
تنهد لما شاف طابور من سبع اشخاص ..
ياليييييل .. شكل السالفه مطوله ..
عقد حواجبه وهو يطالع في اخر فرد في الطابور ..
ايه هو متأكد ان هذا انس ويطقطق بجواله ..
ابتسم ووقف وراه وقال: اهليين انوسه ..
استغرب انس ولف ورى ولما شافه ظهر الانزعاج على وجهه وهو يقول: اسمي انس ..
ضحك راكان وقال: ههههه اوكي اوكي .. غريبه ياي البوفيه ..؟! آه عرفت .. ياي تشتري عشاء لك ولرفيجك .. حياة العزاب صعبه والله ..
انس: محد طلب منك ترثى لحالنا ..
د.راكان: ياخي ما تعرف تغير اسلوبك الجاف .. عالأقل تحمد لي بالسلامه .. مو فرحان لأني طلعت من المستشفى ..؟!
انس: امبلا فرحان .. لأنك رجعت لجامعتك وفكيتنا ..
ابتسم وقال: اتحداكم إذا كنتم مو مشتاقين لي ..!
انس: يا شين الثقه .. خلاص لا تزعجني ..
ورجع يطالع قدام ..
ظل الدكتور راكان ساكت يفكر بعدها قال: شعلاقة اسيل بطارق ..؟!
اندهش انس من كلامه ولف عليه وهو يقول: وانت شدراك ان بينهم علاقه او معرفه ..؟! اصلا شلون تعرف اسيل ..؟!
د.راكان: هي وحده من طلابي حاليا .. اما عن سؤالك بوش دراني ان بينهم علاقه فهو لأنه في نفس اليوم اللي انتشرت الاشاعه عنها بالجامعه ياني طالب من طلاب كلاسكم يبلغني ان طارق يتهاوش مع اللي انشر الاشاعه .. لما وصلت مالقيت احد .. فإيش سبب الهواش وبمثل هذا الوقت ..؟! اليواب هو لأنه اكيد بينهم علاقه وطارق يدافع عنها ..
انس: ما شاء الله عليك .. ما تترك شيء بدون لا تفسره ..
د.راكان: لا صج شنوع علاقتهم ..؟! حتى اسيل لما سألتها تضايقت وقالت لا تفتح هالموضوع مره ثانيه ..
انس: هي قالت جذي ..؟!
هز الدكتور راكان راسه بإيه ..
انس بهدوء: شكلها لحد الآن تكرهه ..
طالع الدكتور راكان فيه بفضول فحكى انس كل شيء لراكان ..
وبالنسبه للطابور فخلص وياء قبلهم ناس واشتروا وهم لساتهم بعالم ثاني ..
بعد ما خلص انس من كلامه قال الدكتور راكان: هذا الطارق فعلا جاف ومتعجرف مثل ما كنت متوقع .. اللي كان يسويه غلط ..
انس: غبي .. اكثر من مره كلمته بس كان ميبس راسه .. ندم بوقت متأخر ..
د.راكان: حتى اسيل غبيه .. بس ما الومها .. لكن المفروض تسامح .. وبنفس الوقت اذا ما سامحت ما الومها ..
انس: مو انت قبل شوي قلت انها من طلابك .. شلون ..؟!
د.راكان: يب .. شكلها نقلت للجامعه اللي ادرس فيها .. هي في احد الكلاسات اللي ادرسها ..
انس: اها ..
انتبه انس للطابور وان قدامهم ست اشخاص فقال بقهر: كله بسببك اخرتني .. لو ما ييت جان اشتريت وخلصت .. ليتك لساتك بالمستشفى ياخي ..
ابتسم الدكتور راكان وقال: لا تحاول .. سمعتك .. سمعتك وانت تعتذر عن تصرفاتك اللي تصرفتها ضدي كل هالسنوات ..
انصدم انس من كلامه وقال: انت .. انت .. شتقصد ..؟!
د.راكان بإبتسامة ثقه: لا تحاول تنكر .. لأني فعلا سمعتك .. وتصدق اني ارتحت كثيير من الكلام اللي قلته ..
سكت شوي بعدها كمل: كنت احس بالذنب كل ما تكلمت معي على اساس اني مذنب .. احس بتأنيب ضمير اضعاف اللي مفروض احس فيه .. كنت انت تفرغ الألم اللي بجواتك وانت ما تدري انك تزيده عندي .. ما كنت تفكر إلا بمشاعرك وناسي مشاعري .. بس ما الومك ولا راح ألومك .. بس كلامك اللي قلته لي وانا بالمستشفى ريحني .. ياليتك قلته من زمان ..
ظل انس يطالع فيه لفتره طويله فقال الدكتور راكان: الطابور مشي ..
لف انس وتقدم خطوتين وفكره مشغول بكلام الدكتور راكان ..
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
دخلت اسيل للكلاس وجلست في مكانها ..
لفت عليها صبى وهي تقول: كنتي بالبريك مع وصايف الشرسه .. ليش ..؟!
طلعت اسيل كتابها وهي تقول: رفيجتي وكنت اسولف وياها ..
صبى بإستنكار: رفيجتج ..!!! شلون تصاحبيها .. وقسم انها مرعبه ..
ابتسمت اسيل وهي تقول: هي مرعبه مع الاغبياء ..
صبى: ما فهمت ..
لفوا الثلاثه على ورى وطالعوا بأسيل ..
عواد: اسيل .. ترى خلاص احنا صرنا زملاء ..
عايد: صحيح بالبدايه كنا ضدج بس اللحين عرفنا اننا كتا غلطانين بحقج ..
عيد: انسي اللي فات ومن اليوم ورايح بنكون اصحاب ..
ابتسمت لهم اسيل ولما فتحت فمها بتتكلم سبقتها صبى اللي تقول بنص عين: صاحبوج مو ندم او طيبه منهم .. لما عرفوا انج من عائلة الراهي تمصلحوا معج .. صداقة مصلحه ..
لفوا الثلاثه عليها بسرعه وهم يحاولوا يسكتوها .. فضحتهم ..
زادت ابتسامة اسيل ..
هالشله بالمره ممتعه ..
دخل الدكتور راكان للكلاس فهجد الكل وردوا على سلامه ..
حط كتابه عالطاوله وبدأ محاضرته ..
====================================
الساعه وحده الظهر ..
في نهاية اخر محاضره لهذا اليوم ..
كانت الدكتوره تشرح وتشرح بس ما كانت معها ابدا ..
كانت عيونها على الساعه الكبيره الموجوده فوق البورد ..
تنتظر الثواني تمر ..
اختناق .. تحس بإختناق فضيع ..
متى تنتهي المحاضره عشان تقدر تطلع من هالمكان ..؟!
حطت إيدها على صدرها فحست بدقات قلبها المتسارعه ..
طيب ليه ..؟!
كل شيء انتهى فليه ..؟!
من الصبح وهي تحس بهذا الاحساس ..
من وقت ما صحيت وهي تحس بهذا الاحساس بس خلاص المفروض يخلص ..
اكيد هذا الاحساس سببه الكلام اللي قاله لها في الساحه الخلفيه ..
بس لحضه ..
دام الاحساس ما وقف فهذا يعني ان اعتراف سامي لها ماهو الشيء اللي كانت خايفه منه ..
فيه شيء ثاني ..
شيء راح يصير قريب ..
حست بالعبره تخنقها ومو عارفه وش السبب ..
اول ما خلصت الدكتوره محاضرتها ما انتظرتها حتى تطلع ..
على طول طلعت قبلها واتجهت لمكان الشله ..
خايفه على سامي .. فيه شيء راح يصير لسامي ولازم توقفه مهما كان ..
وقفت تلف نظرها بينهم ..
ريان .. عماد .. يزيد .. صالح .. بس سامي مو موجود ..
عماد: اوه اهلييين دانا .. اسمعي ابغـ....
قاطعت كلامه تقول بخوف: وين سامي ..؟!
استغربوا من سؤالها فقال ريان: والله ما ندري .. من وقت ما طرده الدكتور ما شفناه ..
يزيد: يمكن رجع للبيت مع انه مو من عادته يرجع من دون لا يقولنا ..
عماد: مستحيل .. هو بنفسه قالي لما اطلع من المحاضره راح اعطيك طريجه ترفع فيها ضغط لينا ..
صالح: طيب يمكن يت له مكالمه طارئه ..
طلع ريان جواله ودق على سامي وهو يقول: اللحين نعرف السبب ..
طالعت دانا فيه والخوف اللي بصدرها زاد اضعاف الاضعاف ..
انتظر ريان سامي يرد عليه والحمد لله في اخر رنه رد وهو يقول بهدوء: نعم ..
ريان براحه: ياخي خوفتنا عليك .. وينك ..؟!
سامي بنفس الهدوء: ليه تسأل ..؟!
ريان بإستغراب: شفيه صوتك تعبان ..؟!
سامي: يتهيأ لك .. ماهو تعبان ولا شيء ..
ريان بخوف: اسمع سامي .. انت وينك اللحين عشان اييك .. وضع صوتك مو مريحني ..
ضغط سامي على البنزين واسرع اكثر ..
لف نظره على اللوحه الجانبيه وطالع فيها لفتره بعدها قال: بشارع الـ***** بس لا تييني لأنه ما راح اوقف سيارتي ..
ريان: سامي انا متأكد انك تمشي فوق 120 كيلو .. هد سرعتك ووقف في اقرب مكان مناسب عشان اقابلك فيه .. لا تسرع ووقف في اقرب مكان ..
سامي: ريان ترى مو وقتك .. انا ابي اكون لحالي فتره عشان ...
عقد حواجبه وهو يشوف من بعيد زحمه ..
زحمه على الطريق السريع ..!!!
غريبه .. بس يمكن صار حادث ..
ضغط على المكابح عشان يوقف سيارته اللي تمشي حول 170 كيلو ..
سرعه جنونيه كالعاده ..
تصلبت رجله للحضه والصدمه تغطي ملامح وجهه بالكامل ..
المكابح ..
المكابح ما هي راضيه .. ما هي راضيه تنضغط ..!!!
مــاهـو قــادر يوقـــف سيـارتـه ..!!!!!!
هز راسه بلا وضغط عالمكابح بقووووه ..
يحاول .. ويحاول انها تنضغط بس مو راضيه ..!
ليش ..؟!!
شنو صار فيها ..؟!!
اليوم الصبح كانت تمام و .....
مر براسه صورة جاك ..
لا .. مستحييييل ..!!
ريان: الو .. الو سامي وين رحت ..؟!
رفع سامي راسه يطالع في الطريق ..
السيارات ..!!
الناس ..!!
الشرطه ..!!!!
كلها موقفه قدامه ..
راح يصدم .. راح يموت .. راح ينتهي فعلا ..!
لا يمكن .. لا ابدا لا يمكن ..
هز راسه وهو يقول: مستحيل .. مستحيل ..
ضغط اكثر من مره واكثر واكثر ..
بس من دون فايده ..
خاف ريان من كلام سامي وقال بخوف: الو ســــامي شفيـــــك ..؟!!
طالعوا الشله كلها بريان وهم مو فاهمين شفيه ..
بس واضح ان السالفه كبيره ..
وقف ريان فجأه عن الكلام وبإذنه يسمع كل شيء ..
صراخ سامي ..
صوت قوي ومخيف ..
تكسر .. وتحطم وبعدها طوط طوط ..
انقطع الخط ..!
ظل على نفس وقفته وبعيونه نظرات الصدمه اللي خوفت اصحابه ..
يزيد: ريان .. ريان شسالفه ..؟!
ريان بذهول: صدم ..!!! حادث ..
شهقت دانا لما سمعت كلامه ..
حادث ..!!! حادث سياره ..!!
لا يكون صدم ..؟!
لا يكون مات ..؟!!
صالح: انت شقاعد تخربط ..؟! عن اي حادث تتكلم ..؟!!
عماد: لا .. اكيد انت ما تقصد اللي ببالي ..
جلس ريان على الكرسي اللي وراه وقال بصدمه: إلا .. انا سمعت .. بس يمكن اتخيل .. بس لا .. هذا اكيد حادث .. اكيد صلح حادث .. بس يمكن تكون هذه الاصوات مقلب ..
مسك راسه بقوه وهو يقول: لا لا انا ما اتوهم ..
وقف وكمل: سامي صلح حادث .. بس مستحيل يكون مات .. انا رايح اشوف ..
مسكه يزيد من ايده وهو يقول: ريان اهدأ .. انت متأكد من اللي سمعته ..
صرخ ريان وهو يقول: ايـــه متأكد .. سمعت صوته .. سمعت صوت ارتطام قوي كمان .. غبـــــي .. اكثر من مره قلت له لا تسرع .. لا تسرع بس ما يفهم ..
قام عماد: انا حأروح معك .. بس انت عارف هو فين ..؟!
ريان: بشارع الـ****** .. عيل في اقرب مستشفى بيكون فيها .. انا رايح واللي يبغى يي يركب معي قبل لا احرك السياره ..
واتجه مسرع ناحية سيارته ولحقه يزيد وصالح ..
طالع عماد في دانا اللي كانت واقفه وواضح عليها انها بتبكي في اي لحضه ..
مسك ايدها وقال: امشي .. اعرف انج اكثر وحده خايفه لدرجة ان ايدج ترتجف ..
وسحبها معاه لبرى الجامعه ..
====================================
جالس بكل برود بالصاله وحاط السماعات على اذنه وكأنه يترقب اللحضه الحاسمه ..
وزوجته جالسه عالكنبه المقابله تطالع فيه وهي خايفه ..
لا .. المفروض ما تخاف ..
هي بالأمس راحت لسلطان واكيد هو منع ولده من الخروج برى البيت ..
اكيد منعه ..
لأنه إذا ما منعه فراح ينفذ زوجها خطته في تعطيل المكابح وبعدها ولدها راح يموت ..
زوجها جاك مصر على قراره ولا قدرت عليه ..
بنتها امس كلمته .. بس ما قدرت تقنعه ..
باتريك كلمه .. بس ما قدر يقنعه ..
محد يقدر يغير رايه .. محد ..
متى ينتهي العذاب النفسي اللي هي عايشه فيه ..؟!
متــــى ..؟!
صحيت من سرحانها على صوت ضحكته العاليه ..
دخل الخوف لقلبها ..
ولدها .. شصار على ولدها ..؟!
حست بقلبها ينقبض .. حست بالألم في صدرها ..
فتحت فمها وقالت بخوف: لماذا .. لماذا تضحك ..؟!
ابتسمت بإنتصار وحرك جواله وهو يقول: لقد وضعت هاتف اخر بداخل السياره وابقيته طول هذه المده متصلا بهاتفي .. هههههههههه اجل لقد سمعته .. لقد سمعته وهو يموت .. انه شيء جميل لا يمكنك تخيله بتاتا ..
بلعت ريقها من الصدمه وهي تطالع فيه ..
لا .. لا يمكن ..
هذا خطأ .. هذا مستحيل ..
نزلت دموعها على خدها فتقدم منها وجلس بجنبها ..
مسح دموعها وهو يقول: لما هذا البكاء .. انه مجرد طفل قذر .. والقذارة يجب التخلص منها .. ان كنتي تريدين ولدا بهذه الشده فيمكنك ان تنجبي واحدا غيره .. لا تقلقي ..
شهقت ولفت تطالع فيه ..
انتبهت لضربه في خده من تحت توها تشوفها ..
ما ركزت عالامر كثير ..
لأنها مو قادره تركز في اي شيء ..
كيف تركز وهي توها سامعه ان ولدها مات على ايد زوجها ..
هذا كثير عليها ..
مره كثيييير ..
طيب ليه ..؟!
هي ولأول مره تستنجد له فليش ما منع ولده من الخروج برى البيت ..؟!
ليه ما منعه ..؟!
ليه ..؟!
........................................
بعد ساعه من مرور هذه الاحداث ..
سلطان الراهي .. ابو سامي كان جالس على طاولة الطعام ويتغدا وفكره مشغول بأحدى امور شركته ..
لف على ريندا الواقفه جنبه لما تذكر سامي وسألها: ما رجع سامي من جامعته ..؟!
ريندا: لا .. لم يرجع حتى الان ..
استغرب وطالع في ساعته .. الساعه 2 ..
المفروض يرجع ..
تذكر كلام سيلينيا امس وهي تحاول فيه انه يمنع سامي من الخروج ..
هو متأكد انها صادقه .. بس هذا الجاك ما يقدر يقرب من ولده ابدا ..
راح اليوم الجامعه وواحد من حرسه الاشداء يراقبه ..
واللحين قبل ساعه راح ذاك الحارس للجامعه عشان يراقبه في طريق العوده بعد ما يتأكد من سلامة السياره ..
انفتح الباب ودخل ذاك البودي قارد المصري اللي ارسله سلطان لمراقبة ولده وواضح على وجهه الارتباك ..
استغرب سلطان لما شافه فقال ذاك الحارس: انا بأعتذر على الدخول من غير اذن بس .. بس فيه مصيبه صارت ..
حس سلطان بالخوف وهو يقول: عن اي مصيبه تتكلم ..؟!
الحارس: انا روحت للجامعه الساعه 12 ونص عشان انتظر سامي لحد ما يطلع .. ومثل ما امرتني رحت اولا لسيارته عشان اتأكد من سلامة المكابح بس ما لقيت اي اثر لسيارته .. طلع الكل من الجامعه وراحت معظم السيارات وهو مالوش اثر .. انا اتوقع انه استأدن بدري وطلع ..
انصدم سلطان ووقف من مكانه وهو يقول: مستحيل .. هو قال انه راح يطلع اليوم الساعه وحده ونص او ثنتين عالاكثر .. روووح بسرعه دور عنه في كل مجان وناد لي مراد على طريجك ..
الحارس: حاضر ..
طلع فشد سلطان على قبضته دليل الانزعاج وريندا تطالع فيه بإستغراب ..
تقريبا هذه المره الاولى اللي تشوفه فيها منفعل ..
بالعاده حتى لو كانت فيه مصيبه يكون محافظ على هدوءه وبروده ..
بس ما تلومه .. مهما كان فهذا قطعه منه ومن حقه ينفعل ..
حتى هي بنفسها بدأت تخاف والوسوسه مسيطره على مخها ..
كلام زوجته السابقه امس كان يخوف ..
تهور وطيش سامي كمان يخوف ..
الله يستر ..
تتمنى يكون بخير .. البيت ماله طعم من دونه ..
هزت راسها .. وشو يعني البيت ماله طعم من دونه ..؟!
ليه ..؟! ليه تفكر بهذه الطريقه التشاؤميه ..
ان شاء الله الموضوع مو كبير وراح يدخل عليهم كالعاده يصرخ وهو يلقي السلام ..
راح يرجع ويضايقها بخصوص لغتها الفصحى ..
راح يرجع .. هي مؤمنه بهذا الشيء ..
راح يرجع ..
====================================
وقف قدام موضف الاستقبال وقال بسرعه: لو سمحت .. في مجان قريب من هني صار حادث سير .. ياكم مصاب اسمه سامي ..؟!
طالع الموضف في وجه الشاب اللي ما كان غير ريان وقال: تقصد الحادث اللي على شارع ال***** ..؟!
ريان: ايه هو .. بالله عليك بسرعه شوف .. ياكم مصاب من ذاك الحادث اسمه سامي ..
قلب الموضف في الاوراق بعدها قال: ايه .. واحد اسمه سامي كان سائق السياره وللأسف كان السبب الاساسي للحادث منه و .....
قاطعه ريان: مالي دخل في التفاصيل .. وينه اللحين ..؟!
الموضف: اخذوه لغرفة الطوارئ لأن حالته كانت حرجه جدا .. تنفس بطيء ودقات قلب ابطأ ..
ريان: جم رقم الغرفه ..؟!
طالع الموضف في الورقه بعدها قال: غرفة العمليات السابعه في قسم الطوارئ العامه ..
اشر عاليسار وهو يقول: من هذه الجهه ..
طالع ريان لجهة اليسار ..
ظل واقف لفتره بعدها راح لهناك ومعاه شلته ..
قبل شوي راحوا للشارع ذاك وشافوا حادث سير كبير وعرفوا ان المصابين اخذوهم لهذا المستشفى وحمدوا ربهم ان سامي ما كان من بين الاموات اللي كانوا يغطوهم ..
وقدام غرفة العمليات السابعه وقف ريان يطالع في الباب المقفل وفي الأشاره الداله على وجود عمليه بالداخل ..
يزيد: هو هني ..؟!
هز ريان راسه بإيه بهدوء ..
جلسوا عماد ودانا على الكراسي الموجوده بالقرب من الباب ..
استند صالح عالجدار اما يزيد فظل واقف قريب من ريان ..
خرجت ممرضه من الداخل مسرعه فمسك ريان إيدها بسرعه وهو يقول: لو سمحتي .. المريض اللي داخل هو سامي صح ..؟!
سحبت ايدها وهي تقول بلغتها العربيه المكسره: ايوا هو .. هو في مشكل واجد كبير .. الدكتور حازم واجد كويس بس المريض مشكله ..
بعدها راحت مسرعه تنفذ الامر اللي طلبه منها الدكتور حازم المشرف على هذه العمليه ..
عماد: الله يستر .. عمليه ..!! الوضع ما يطمن ..
هز ريان راسه بهدوء وهو يطالع في باب الغرفه ..
لا .. مو كل اللي يعملوا حادث خطير يموتون ..
مو كل اللي يعملوا عمليه خطيره يموتون ..
سامي ما راح يموت ..
"عالعموم يمكن بأي وقت تسمعوا خبر وفاتي"
عض على شفته وهو يتذكر ذي الجمله اللي قالها سامي ..
مستحيل تكون حقيقه ..!!
هو عارف ان الموت حق .. بس مو بذي السرعه ..
تعوذ من الشيطان وبدأ يهدئ نفسه بذكر ربه والدعاء ..
لف عماد وطالع في دانا اللي تطالع بالأرض وتفرك إيدها ببعض بقوه لدرجة الاحمرار ..
حط ايده على كتفها فأنتفضت فقال: معليش ما كان قصدي افزعج .. بس اهدئي .. الكل يصلح حادث .. والبعض منهم ينجون ..
فقالت بهمس وبصوت فيه رجفة البكاء: البعض ..!! يعني معظمهم يموتوا .. يعني سامي بيموت .. بيروح ..
عماد: دانا لا .. استهدي بربج .. الله فوق وهو القادر على كل شيء .. محد بيموت قبل يومه ..
شهقت ونزلت دموعها المتجمعه وهي تقول: كنت حاسه .. من الصبح وانا حاسه انه فيه شيء مو طبيعي راح يصير .. هو قالها .. هو قال انه يحس ان موته قريب .. بس مستحيل ..
بكت وهي تكمل: مستحيل .. مستحيل ..
وغطت وجهها بإيدها وهي تبكي ..
ما قدر عماد يصلح شيء ..
هو بنفسه متضايق ومهموم ومو قادر يشيل هم احد ..
طالع صالح في دانا وهي تبكي ..
بس لا تبكين .. يحس ان بكائها يأكد له ان سامي ما راح يخرج حي ..
ومن خلف ابواب غرفة العمليات ..
كان الدكتور حازم .. ويعتبر من اكفاء الدكاتره في هذا المستشفى ..
كان يقوم بعمله على اكمل وجه ..
اذا تولى امر مريض فهو ما يتركه إلا وهو بخير مهما كانت العقبات اللي ممكن تواجهه ..
طالع في وجه سامي ..
الحادث كان عنيف ..
كسر في الرجل وشعر في احد فقرات العمود الفقري ..
سيلان الدم ما وقف بسبب قلة وجود الصفائح الدمويه في الدم واللي تساعد على تجلط الدم ..
كدمات في ايده .. ووجهه .. وبظهره ..
اما بخصوص رجله الثانيه فشكلها انسحقت تماما ..
عمل ربط الاورده .. وخياطة الجروح .. ومد الجسم بالدم الكافي ..
رفع عيونه وهو يراقب الشاشه .. معدل الضغط ينخفض بشكل كبير ..
لف عيونه شوي وشاف ان حتى نبضات القلب بدأت تنخفض بشكل خرافي ..
رجع بعيونه على موضع يده يكمل شغله ..
فقالت وحده من الممرضات: دكتور .. القلب نبضاته تقل بشكل كبير ..
د.حازم: شش .. انا شايف شايف .. راح اتصرف .. انتي راقبي الوضع وإذا وصل للمرحله الحرجه اعطيني ...
وقبل لا يكمل كلامه قاطعته تقول بخوف: دكتور النبض وقف تماما .. وقف ..
انصدم الدكتور وبسرعه حط قبضة ايده في العضمه الموجوده مابين الرئتين وبدأ بعمل انعاش يدوي للقلب ..
مره ورى مره .. ومره ورى مره ..
لف على الممرض اللي جنبه وقال بسرعه: هات جهاز الانعاش .. بسرعه ..
توتر الوضع جدا بالداخل ..
ونفس التوتر كان موجود بالخارج ..
لف ريان على يزيد وهو يقول: الريال مويود بغرفة العمليات من قبل لا نيي ولحد الآن ما طلع .. ليش ..؟!
يزيد: اهدأ .. ان شاء الله مو صاير إلا كل خير ..
ريان بإنفعال: عن اي خير انت تتحجى .. مرت اكثر من نصف ساعه ولحد الآن ماكو اي خبر .. ماكو خبر ابدا ..
يزيد: ريان لا توترنا اكثر ما نحن متوترين .. مو من عادتك تنفعل فلا تزيد الخوف بداخلنا ..
ضرب ريان بقبضته على الجدار بقوه لعل ألم ايده يغطي على ألم صدره ..
صالح ما زال ساند ظهره عالجدار ويدعي بداخله ..
عماد جالس ويطالع في الأرض بهدوء شديد ..
ودانا ضامه رجلها وتبكي بصمت ..
ألم قلبها يزيد ما يوقف ولا يقل ..
الاربعين دقيقه هذه اللي مرت كانت بمثل عذاب لها ولكل اصحابه ..
سامي بالنسبه لهم مو مجرد صديق ..
بالنسبه لهم اكثر من اخ ..
تعذب كثير بحياته ومع هذا ما كان يظهر الألم لهم ..
البسمه دوم على وجهه والضحكه ما تفارقه ..
يستهبل ويضحك وحياته مجرد عذاب ..
كان بالفعل غير ..
انفتح باب غرفة العمليات في هذا الوقت ..
وقفوا عماد ودانا وتقدم صالح ..
طلع الدكتور حازم وهو ينزل الكمامه اللي على وجهه ..
انصدم لما شافهم لأنه بالبدايه كان يتوقع ان المريض ماله احد يرافقه ..
طالع ريان في الدكتور من دون لا يتكلم ..
ما عنده جرأه يسأل لأن وجه الدكتور ما يطمن ..
تنهد الدكتور وقال: انتم من اقرباء الريال اللي داخل ..؟!
تقدمت دانا وسألته بخوف: سامي .. شنو فيه ..؟!
لف بعيونه عليهم .. يكره اللحضات هذه ..
اخذ نفس بعدها قال: انتم عارفين الدنيا شلون ماشيه .. ناس يولدوا وناس يموتوا .. الدنيا ميرد محطه صغيره وكلنا مصيرنا الموت ..
ارتعبت دانا من كلامه فقالت بصوت مرتجف: مات ..؟!
فتح فمه بيتكلم وهي تتمنى انه ما يتكلم ..
لا ما تبغى تسمع .. ما تبغى ..
الدكتور: إنا لله .. وإنا اليه راجعون .. محد يموت قبل او بعد موته .. عملت كل اللي اقدر عليه لكن قدرت الله فوق كل شيء ..
فكمل بهدوء: ادعوا له بالرحمه ..
ادعوا له بالرحمه ..!
ادعوا له بالرحمه ...!!
ادعوا له ... بالرحمه ..!!!!
يعني مات .. سامي مات ..
صرخت دانا ورجعت خطوتين ورى وهي تهز راسها بلا ..
تهز راسها وكأنها تنفي ..
تنفي هالكلام .. تنفي هذا الواقع ..
ظل ريان واقف يطالع في الدكتور واخر كلماته يتردد كالصدى في راسه ..
محد يموت قبل او بعد يومه ..
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
ادعوا له بالرحمه ..
هذا كذب ..!
هذا شيء مو صحيح ..
قبل كم ساعه كان يستهبل بالمحاضره ..
قبل كم ساعه كانوا يضحكوا ..
قبل كم ساعه كان عايـــش ..
كـــان عايــــــــش ..!!
هز راسه بلا وهو يقول بلخبطه: كان عايش ..! عايش .. حي ويضحك ..
طالع في ايده وكمل: كيف راح ..؟! كيف يعني مات ..؟! كيف انا مب فاهم ..
حط الدكتور إيده على كتفه وهو يقول: كلنا راح نمشي في نفس الطريج .. الموت يي فجأه .. ادع له بالرحمه وتماسك يا ابني ..
هز ريان راسه بإستنكار وهو يتذكر صاحبه ..
اعز اصحابه .. شلون مات ..
شلون راح وتركه ..؟!
ليه راح وخلاه لوحده ..؟!
اسند ظهره عالجدار وجلس عالارض وهو يحس بألم ..
ألم يعتصر قلبه من جوا ..
سامي راح ..
ارتجفت شفته وهو يقول: راح .. ما راح اشوفه .. ابدا .. اختفى ..
تجمعت الدموع بعيونه وحاس بالعبره تخنقه ..
ليـــــــه ..؟!
ليـــــــه مات سامي ..؟!
شلون يموت وهو ما حقق شيء من اللي كان يتمناه ..؟!
كان يتمنى يعيش طبيعي .. مثل بقية الناس ..
كان يتمنى يسمع كلمة بابا .. يتزوج ..
كان يقول ان امنياته هذه مستحيله ..
عاش بعذاب محد عاشه وكان يكتمه بصدره ..
يوم ورى يوم والعذاب يزيد ..
ليه يموت وهو متعذب ..؟!
ليه يموت وهو ما ذاق طعم الراحه ..؟!
حتى البنت اللي يحبها ويتمنى يتزوجها ما قدر انه يتحقق امنيته فيها ..
عض على شفته وهو يمنع دموعه من النزول ..
كيف راح يعيش بحياة ما فيها سامي ..؟!!
ما فيها استهباله ولا عبطه .. ولا ضحته ومزاحه ..؟!!
كيـــــــف ..؟!!
ولا احد من اصحابه .. يزيد وعماد وصالح قادرين يستوعبوا السالفه ..
يستوعبوا ان هذه الدنيا ما صار فيها واحد اسمه سامي ..
آلام تقطع صدورهم ..
آهات تمزق احشائهم من جوا ..
جلس يزيد على الكرسي وطالع في الارض وهو يذكر الله ..
العبره خنقته ومع هذا يحاول يقوي نفسه ..
نزلت دمعته غصب عنه .. نزلت لفراق صاحب كان غير عن كل الاصحاب ..
مسحها بإيده اللي ترتجف ..
طالع في ايده لفتره .. قفلها وشد عالقبضه عشان توقف ارتجاف ..
يبغى يقوي نفسه بس مو قادر ..
مات سامي ..!!!
جمله ما راح يقدر يستوعبها طول عمره ..
مصيبه ما يدري ان كان يقدر يتجاوزها او لا ..
ما يدري ..
لف صالح وابتعد عن المكان ..
طلع من المستشفى كله ..
ما راح يظل هنا اكثر .. هو من النوع اللي يتأثر بسرعه ..
وكل نفس ذائقة الموت ..
الكل راح يموت .. الكل ..
محد راح يظل عايش غير رب العباد ..
اخذ له تاكسي يوصله للجامعه عشان ياخذ سيارته وهو لحد هذه اللحضه متماسك ..
لكن تماسكه ما راح يطول وهو عارف هذا الشيء مثل ماهو عارف ان سامي ما عاد له رجعه ..
تركهم وراح للعالم الثاني ..
أنت تقرأ
واكتشفت أني لقيطة للكاتبة صرخة المشتاقة مكتمله 💕❤️
Random.. في داخل افخم قصور قطر .. دخلت ذيك المراء بجسمها الرشيق الى احد الغرف الفخمه في هالجناح وفتحت الستاير المخمليه بهدوء تاام وبعدها تقدمت الى السرير وقالت في رقه: سيد سامي لو سمحت .. تقلب اول ابطال روايتي في الفراش وبدأ يتمتم بكلمات مو مفهومه.... ابت...