chapter 1

2.3K 156 22
                                    

 هل هي البداية آم أنها النهاية ؟ 

"أنا أسفة.. لكِنهُ في النِهاية عملي!"

رددت تِلكَ الكلمات وعيناها على وشكِ الخروج من مكانِها لشِدة تركيزها في شاشة الحاسوب، لوحة المفاتيح تبدو كما لو أنها ستتحطمُ تقريباً، تكتُب بشغف يبدو واضحاً على ملامحها!

قاطع أحدهم حماسها مُتساءلاً " أيتُها المُتدربة مالذي يجعلكِ بِقمة التركيز هكذا؟ "

أنهت ما تكتبه بنقطة لترفع أنامِلها عن لوحة المفتاتيح و تُغلق عيناها، مُتنهدة.. ملامح الفخر تبدو واضحة على وجهها!

إستدارت لتنظر إلى مُوجه السؤال..

أجابتهُ قائلة " لستُ مُتدربة بعد الآن، أسفة لقول ذلك سيهوني العزيز لكنك الآن المُتدرب الوحيد، سأحصل على ترقية قريباً! "

تقدم نحو مكتبه و جلس بعدم مُبالاة " ستحصلين على ترقية؟ أنتِ؟ جي يون ؟ هاهاها هذا ليس مُضحك... "

عقدت حاجبيها بِثقة " أنا أتكلم بجّدية! إن لم تُصدق يُمكنك تصفح الصفحة الرئيسية لموقع الصحيفة! "

أومئ برأسه ضاحكاً بسخرية، عاد لمكتبه و قام بتشغيل موقع الصحيفة، صرخ بصوت مُرتفع!!

كرر بصوت مُتلعثم " أوووه عنوان المقال!!! "

دخل ذلك المقال بسُرعة و بدأ القراءة..

عنوان المقال : [هل هي نهاية كاتب الجيل المشهور بيون؟]

المقال : [من المؤسف أن نقوم بتوديع أحد أشهر الكُتاب، أجل إنه الكاتب الروائي بيون بيك هيون!

جميع مُعجبيه و مُتابيعه لاحظوا تغيُر طرء على روايته الآخيرة، بعض الشخصيات كانت تختفي، تَغيُّر الأحداث الغير مُقنع أيضاً، هذا ما جعل مُعجبيه قلقون عما إذا كان بخير حقاً.

لكن الصدمة الكُبرى أن الكاتب يُصارح مرض الزهايمر الآن، هذا ما أخبرنا به أحدهم، و الذي كان يُجري فحصاً لدى الطبيب النفسي ذاته الذي يرتادُه هذا الكاتب.

تُرى هل يخوض الكاتب بيون عِلاجاً الآن ضد الزهايمر؟

هل هذه نهايته في عالم الكتابة؟

كُتبت المقالة بواسطة الصحفية المُتدربة "بارك جي يون"

عيونه كانت مُتسعة و فمه لا يزال مفتوحاً ، عاد لينظر إليها تضحك بإنتصار و فخر و ثقة!

نطق بتلعثم " هل..هل.. هذا حقيقي؟ "

بإبتسامةٍ جانبية " بالتأكيد حقيقي! حتى أن من سمع مُحادثة الكاتب بيون و الطبيب النفسي هي أنا و ليس أحدهم! "

عقد حاجبيه " أنتِ؟ أ أنتِ مُتأكدة ؟؟؟ "

أجابت بثقة  مُصطنعة وتلعثم " لو أني لستُ متأكدة لم أكن لأكتب هذا المقال الخطير، لكنني تفاديتُ أن أذكر أنني من شاهده في عيادة الطبيب النفسي، رُبما هذا كان ليجلب لي المشاكل! "

حسناً هو لن يعلم أنها في الواقع وجدت رسالة من مجهول يُخبرها تِلك التفاصيل.. أليس كذلك؟

قال سيهون " لا يُمكنني التصديق.. هل حقاً هو مُصاب بالزهايمر؟ لا يزال شاباً! "

قالت " أخبره الطبيب أنه مُصاب بالزهايمر، سمعتُ ذلك بأذاني هذه "

قال و ملامح القلق تعتلي وجهه " لكن أليس ما فعلتيه خطأ؟.. ما أقصده أنكِ بمقال كهذا ستُنهين مهنته كـ كاتب! "

لم تجيبه وتفادت النظر إليه، عّمَ الصمت المكان لثوانٍ قليلة، ملامحها أصبحت باهتة نوعاً ما..

أجابت مُتفادية نظراته" في النهاية إنه عملي، أنا أيضاً أحتاج أن أصبح صحفية رسمية، مضى على وجودي كـ مُتدربة عِدة سنوات بالفعل! "

أكملت قائلة " في الواقع أشعر بالأسف تجاهه، لكن لنكُن واقعيون، إن لم أنشر أنا هذا المقال كان لينشره شخصاً آخر، هو لا يمكنه أخفاء حقيقة مرضه إلى الأبد! "

~~~~~

صوت إرتطام أطباق وكأُوس زُجاجية على الأرض، الفاعل كان يصرخ بصوتٍ مُرتفع بينما يُحطم كُل شيء تقع عليه عينيه..

عروق عُنقه وجبهته واضحة جداً لشّدة غضبه، وجههُ أصبح أحمر اللون بالفعل..

نطقَ بصوتٍ مُرتفع أشبه بالصُراخ "اللعنة.. هل أدفع لكم المال لتُشبعوا بطونكم فقط؟! كيف سمحتم لهذهِ المهزلة أن تحدث بحق السماء؟؟"

كان يوبخ مُساعده وسائقه والخادمة التي تعمل في منزله..

"كيف خرج هذا الخبر إلى العلن ها؟ من منكم قام بتسريبه؟"

طلب منه مُساعده أن يهدأ قليلاً بصوت مُنخفض خائف..

عاد ليقول "تُريد مني أن أبدو بمظهر طبيعي؟ بينما عملي في خطر أنت تُريد مني أن أهدأ؟... على أيّ حال أحضر لي الصحفي التافه الذي كتب هذا الهراء!!! أحضره فوراً!!"

قال مُساعده بتلعثم "سيدي.. إنها صحفية مُتدربة.. تُدعى بارك جي يون"

نطق بينما يرمي طبقاً زجاجياً بِقُرب مُساعده " لا يهم صحفي..صحفية أنا لا أهتم اغرب عن وجهي و أحضِرها!! "

أنتَ في خطر عزيزي، من الجيد أنك لا تزال تذكُر ما هي مِهنتكَ، و ما هي الأشياء التي تُحبها، لكنك سوف تنساها جميعها..

من المؤسف رؤيتكَ عندما لن تتذكر أنكَ كُنتَ هَيَّمَاً تماماً بِما يُسمى الكتابة، أنها أكثر ما أحببته، لكنك بالكاد ستتذكرها..

كانت هذه بداية قصة ما و نهاية مِهنة الكاتب بيون!

يتبع

شكراً لوقتكم الثمين🍀

vote⭐
comment💬
follow✔

War of memory حيث تعيش القصص. اكتشف الآن