تمرُّ الأيام، و يمر الوقت، دون أن تعلم هي بالذي كان يحدث فعلًا.
تقدمُ رجلًا و تؤخّر أخرى، لبعض من مشاعر الخوف و التّردد!
و عندما سألت عنه أخيرًا، كان سيسافر بعد يومين، لم يلتقيا بعد، لم تصارحه بما كان!
صُدمت بهذا الخبر و كان قلبها يصرخ "أريد إخباره بكل شيء في أسرع وقت!"، لكن من جهةٍ أخرى كانت تعاني حرب اليأس و التردد "لم يعد هناك وقت.." أو "مازال هناك وقت!!".
قبل أن تأكل ذات الحرب ما تبقى من جوفها، صادفته في الطريق.
تردد كلاهما و بدا هو مبعثرًا جدًا ، ملكت من الشجاعة ما يكفيها أن تسأله "هل أنت متفرغ في الغد؟ الوقت المعتاد و المكان المعتاد.."
تمّ كل شيء بسرعة و ليلتها بقيت الأعينُ ساهرة .
انتظر لكنّ انتظاره لم يطُل لأنها أتت تركض.
الشمس ترسل أشعتها الدافئة لتنعكس بها ذرات الغبار في الهواء، تبعثرها النسمات بعبثية.
كانت تنظر إلى المشهد بتوتر و لأول مرة لم تكن تنظر في عينيه بينما كانت تتكلم، و حكت كل ما شعرت به منذ انفجر حبه بقلبها ثم التفتت إليه بعينين صادقتين ووجنتين شابتهما حمرة كثيرة و هي تقول "يبدو .. أنني بت أحمل تجاهك مشاعر كثيرة!! يبدو أنني أحبّك..!" لم يكد يتمالك نفسه، سحبها و ضمها إليه بقوة.
توقف الزمان
لم يكترث لكونهما في حديقة عامة، أو لوجود أشخاص يمرون من حين لآخر، لم يكترث لوجود الصبية في الشارع يلعبون كرة القدم، و لم يكترث لنظراتهم المصدومة و الخجلة نحوهما، كل ذلك لم يكن يعنيه في شيء.
كانت هذه أسعد الّلحظات بالنسبة له.
هي لم تعلم كم مضى من الوقت و هما على هذا الحال، لكن الصدمة اعترتها بدايةً و الآن ما عقد لسانها هو الكثير من الخجل، استجمعت كلّ شجاعتها لتمسك بقميصه من الخلف و تعصره..
لم يعد بإمكانه تناسي الوقت، أفلتها بهدوء و قَبّل جبينها .. قال لها، أن شجاعتها هي كل شيء و أن بالشجاعة التي تملكها تستطيع قتل الظروف. ثم قال لها أنه انتظر هذه الكلمات طويلًا .. و صارحها هو الآخر بما كان ، لم يعلما كم مر من الوقت لكن ما علماه أنهما كانا يمشيان في العتمةِ البنفسجيّة عندما عادا..
سافر هو، و بقيا على اتصال. نار الشوق و الحنين كانت تشتعل و تحرق كل شيء في دواخلهما.. كان كلٌّ في موطنه لكنه بعيدٌ عن وطنه! و الأعينُ تتوقُ للقاء..
أنت تقرأ
خواطرهُما / مكتملة❤
Roman d'amourشاب ألماني و فتاة عربية، يختلط قدرهما لمجرد أن تلاقت أعينهما ذات يوم..