الفصل الثامن

797 15 0
                                    

الفصل الثامن

" بعد ذلك تمرير بطيء لصور قديمة لبيغ دادي وهو مازال طفلاً صغيراً يسير عاري القدمين مرتدياً بنطال جينز . وعبر قمر الشاشة سنعرض كلمات " بربيكير للنفط تساعد امريكا في تحقيق الحلم." اسقطت جوديث الاوراق من العلبة القلابة واستدارت مع لوك لتواجه عائلة بربيكير وهي تتابع :" بالطبع , هذه هي الاعمال الاولية , سنعمل على تلميع وتحسين المشروع ... توقفت عن الكلام عندما وصل الى مسمعها تنهد وبكاء العائلة بأجمعها .
كانت دموع بيغ دادي تنهمر على خديه. نهض وسار على غير هدى نحوهما ليضمهما معاً اليه بضمته المعهودة بكى وهو يقول :" لقد احببته." بحث عن منديل ليجفف دموعه وهو يتابع:" كيف تمكنتما من معرفة كل هذه الامور عن طفولتي ؟ اه , انها حقاً اعادتني الى الوراء ! " حدق كل من جوديث ولوك بالآخر , مندهشين من الصدمة المفرحة . لقد أعجبته ! لم يكونا يشكان بذلك , لكنهما لم يتوقعا ردة الفعل هذه . ابتسما وامسكا بكوبيهما متمنين لبيغ دادي ولعصابة بربيكير المزيد من النجاح والتقدم .قال بيغ دادي وهو يضحك:" الى أفضل عصابة , عفواً للغتي , وكالة اعلان في البلاد كلها . انتما معاً لديكما شيء خاص. استمرا هكذا . واستمر مع بعضكما ! سأعود من أجل استمرار علاقة ناجحة وطويلة لعائلتينا ." صفق الجميع لكلام بيغ دادي .
نظرت جوديث بقلق نحو لوك , وظهر عدم ارتياحها بوضوح في عينيها . الى متى ستستمر هذه العلاقة بين العائلتين , اذا كانت احدهما كذبة ؟ شد لوك على ذراعها , وكأنه يقول لها , سينتهي كل شيء بعد قليل.
قال بيغ دادي بلهجة آمرة وكأنه اخذ عدم ارتياحهما بسبب الخجل:" اه , الان , لا تخجلا منا! لقد عملت من قبل مع عدة فرق مبدعة , لكن لا أحد منهم لديه ذلك الانسجام الرائع ة الالهام , والحب والتقدير للعائلة في قلوبهم ولبعضهم البعض . انني جاعز لتقديم ضعف المبلغ المتفق عليه لكم ان بقيتما هنا معنا واسستما عملاً لكما في تكساس."
لمعت عيون عائلة بريكير بالأمل وهي تنظر الى لوك وجوديث . باتسي كوانواي وهانك الصغير بدا عليهم الاهتمام جداً باجابة ال اندرسون , نظر لوك الى جوديث وقال بصوت ثابت :" اه , مع ان عرضك الكريم مغري جداً , اني متأكد انني أتكلم عن زوجتي وعني عندما اقول وعل مضض شديد ان عليينا الرجوع الى بورتاتند لنعود الى عملنا في شركة اندرسون واندرسون ."
هزت جوديث رأسها وابتسمت بحزن موافقة:" نعم, لوك على حق . مع أننا اصبحنا كالعائلة في أكثر من مجال , لكن ." سارا على الطريق والمروج بقربهما . وعلى الطريق الرملية , سارا بدون ان تجرؤ احد منهما على الكلام او حتى النظر الى بعضهما . وفي رأس كل منهما الافكار تتسارع , تلف وتدور , متسائلة ماذا ستكون الخطوة التالية بعد علاقتها الجديدة والمنسجمة .
قادها لوك الى طريق مظللة بالأشجار الى قرب النبع الذي وجده ليلة حفلة باتسي . كانت المياه المتدفقة تسيل من شلال صغير لتصب في بركة محاطة بالأشجار وبين الصخور العالية . تابعا المسير حتى وصلا الى ضفة البركة المليئة بالاعشاب الخضراء , جلس لوك وخلع حذاءه الطويل ورماه من فوق كتفيه بعيداً .
اشار الى جوديث كي تفعل مثله . قال وهو ينزل الى الماء:" تعالي." رافعاً بنطاله الى ركبتيه وابتسم بكامله في الماء ليتخلص من الاحساس القوي بجوديث .
ضحكت جوديث وهي تشعر بالوحل بين أصابع قدميها , ارتجفت اسنانها من برودة الماء. فتسلقت الصخور لفترة ممتعة نفسها بالبرد المنعش بعد حرارة النهار القوية . عندما الى ضفة البركة وجلست على العشب بانتظاره .
علم لوك لو أنه ذكي , لبقي في الميه الباردة حيث سيكون أمان اكثر , لكنه يتصرف كأحمق حقيقي . شعر بنظراتها عليه ببطء غادر ليعود الى مكان الذي تجلس فيه , لا خيار لديه ان يجيب نداءها الصامت.
عاد الى حيث تجلس ووقف ينظر اليها للحظة , سقط بالقرب منها , وامسك بذراعيها بيديه القويتين وببطء شدها اليه على بعد مسافة قصيرة منه.
قال:" لا يمكنكما العودة الى الوراء."
مدركة تماماً ما يصده من معنى مزدوج لكلمته هذه. كانت جوديث متفاجئة انها سبب ذلك العذاب الذي تقرأه في عينيه . ما زالت غير متأكدة انها سبب ذلك , وضعت يدها على خده وقرصته برفق. ارادته ان يعلم انها تحاول ان تفهم , وأنها هي أيضاً تعاني من الارباك من علاقتهما.
تنهد من لمستها على وجهه وقال:" " انت تعلمين عما أتكلم اليس كذلك؟"
همست :" اعلم ... انني خائفة." فهي لاتزال تشعر بالخوف انه ربما لا يقاوم عاطفة عميقة نحوها, بل انجذاب سريع لا دور لها به.
اعترف قائلاً:" انا أيضاً ." دفعها لتجلس براحة على العشب وجلس بقربها مسنداً رأسه على يده ليتمكن من النظر الى وجهها . لقد شعر بالسعادة , لأنها هنا بقربه . فهو يشعر أنه يستطيع تأمين الحماية والسعادة لها طوال عمرها , وتساءل ما الذي سيفعله ان لم تعد جزء من حياته. فإحساسه الان, غير متأكد انه سيرغب في الحياة ان ابتعدت عنه.
تماماً عندما توقعت ان تكون جزء من طفولته واصبحت جزء منه , فهي جزء منه, فهي لا يعرف متى حصل هذا بالتحديد . لكن طالما ان قلبه جزء منه , فهي جزء من هذال القلب . من روحه . ويوماً ما , اذا كان محظوظاً بما في الكفاية , ستبقى بقربه الى آخر في حياته:" ماذا الآن ؟" لقد تعذب كثيراً للإجابة على هذا السؤال ولن يفعل ذلك بمفرده .
قالت جوديث بقلق:" لا اعرف . فجأة اصبحت الامور معقدة . اننا نشعر بالغرابة بعدما انتهينا من حملتنا لبيغ دادي . فكل طاقتنا كانت مركزة على هدف واحد, والان.."
وضع لوك ذراعه تحت رأسه واستلقى بقربها , تابع عنها:" والان بعد ان انتهينا , اصبحنا جاهزين لالنتقال الى شيءآخر , لكننا لا نعرف ما هو هذا الشيء..."
هزت كتفيها وقالت:" تماماً ." وهي تنظر اليه بقوة انجذاب الضوء الى الأرض . كان على لوك ان يغير الموضوع او أن يقفد عقله , قال:" اعتقد أننا نجحنا بعملنا ." قاصداً بذلك ردة فعل بيغ دادي لفكرهم الخلاق.
ابتسمت جوديث وقالت:" هذا أمر رائع العمل معك. لم أكن اعلم ذلك عنك, لكن اعتقد ان بيغ دادي على حق , اننا حقاً نملك شيئاً خاصاً بنا . نوع من الطاقة المنسجمة او الابداع الموحد."
ليس هذا كل ما يملكان . الا يمكنهما ان تقول انه يشعر بذلك ايضاً ؟ بالطبع هي تعلم كم يريدها .
ادارت رأسها بنعومة تنظر اليه وتتابع:" وهذا غريب جداً عندما تفكر كيف كنا ونحن أطفال."
ازدادت ابتسامته أتساعاً وهو ينظر الى الخجل الواضح على وجهها , وقال:" لقد سببت لي الرعب عندما كنا صغاراً , واعتقد , لسبب ما , انك كنت خائفة مني ,أيضاً."
هزت جوديث رأسها موافقة.
تابع لوك:" ما زالت تسببين الرعب لي."
" بجانبك , كنت اشعر انني أخرق , صدقي ذلك أم لا . كنت دائماً ارى والدك كرمز لي. اعتقد لذلك كنت أريد مكتبه. كنوع من التعويض, على ما اعتقد , ربما كنت آمل ان ينتقل لي بعض من هذا الابداع , عندما بدأنا بالعمل في الشركة , لم أكن متأكداً انني استطيع مجارتك بالمهارة والابداع فسمعتك الشهيرة سبقتك."
بلطف مرر يديه في شعرها وقرب وجهها منه كي تنظر اليه." وبعدها رأيتك للمرة ألاولى بعد مرور أثني عشر سنة , وعلمت أنني في مشكلة كبرى ."
" شعرت بالتهديد ؟"
" بالمطلق."
شعرت جوديث بالضياع عن حق:" لكن لماذا؟"
تراجع لوك الى الوراء وحدق بها:" جوديث متى كان آخر مرة نظرت فيها الى المرآة؟ انت مما لا شك فيه أحدى أكثر النساء جمالاً رأيتهن في حياتي."
فتحت فمها غير مصدقة ونظرت اليه مستفهمة.
" جوديث , انت فاتنة وهذا أمر مخيف."
انفجرت ضاحكة , ورأى لوك أنها لا توافقه الرأي.
قالت:" هذا غريب , هل ما زالت تشعر أنك مهدد؟"
" لنوضح هذا الأمر ... مؤخراً انت تهددين سلامتي , ولكن لا علاقة لذلك بالعمل . فيما يختص بالعمل , او افقك الرأي... لدينا شيء ما خاص جداً بيننا ."
" لكن ... عندما نعمل معاً , اقودك للتصرف بجنون ."
سمع الألم في صوتها فاستدارا نحوها وقال:" نعم , انت تقودينني للجنون , و... اعتقد اننا اذا اعطينا للأمر فرصة فقد نجد شيئاً خاصاً بنا عندما لا نعمل ايضاً."
ابتسمت بحرارة :" لكن, لا أريد أن أهددك..."
قال وهو يقترب منها:" سأخطر بهذا."
وقبلها وهو يعلم انه مستعد للتضحية بعمله وبحياته كلها من أجلها.
قالت:" لوك , هناك شخص ما يقترب منا."
علم انها على حق, نهض وامسك بيدها لتقف بقربه.
وصل بيغ دادي على حصانه البرق وشد اللجام عندما رآهما . قال وهو ينزل عن حصانه ويقفز على الأرض:" كنت آمل ان أجدكما هنا , كنت انا والسيدة الصغيرة نتحدث , وحسناً, لقد لمعت برأسنا فكرة , جعلتنا اكثر حماساً وعلمت اننا نرغب في مشاركتكما بهذا الحماس."
ابتسم لوك وهو ينظر الى جوديث.
سألت جوديث:" ما الأمر , بيغ دادي؟"
حف يديه ببعضهما بفرح , حاول ان ينظم افكاره قبل ان يقول :" السيدة كلاريس وأنا ان نشكركما على عملكما وجهدكما الواضح والاحتفال بحملتنا , لذلك قررنا ان تقيم حفله صغيرة ."
نظر لوك وجوديث الى بعضهما بقلق. عندما قالبي غدادي " حفلة صغيرة " فهل يتوقع منهما ان يتعلما رقصة جديدة من رقصات الموسيقى الغربية؟
لاحظ تعابيرهما المستفهمة ضحك وقال:" حفلة عرس! نعم , انتما طائر الحب الهمتمانا بعاطفتكما , وقررنا أنا زوجتي ان نجدد قسم زواجنا."
شعرت بفيض من العاطفة , قفزت الى الأمام وانحنت لتقبل بيغ دادي . كم هذا رائع . نظرت الى لوك وعيناها تلمعان بشدة متن تلك الحب الدائم والفتى الدائم بعمقه. لوك بنفسه شعر بتأثر.
امسك بيد بيغ دادي وهزها بقوة وهو يقدم تهانيه القلبية " انني سعيد جداً من احساسكما هذا . كنت خائفاً ان لا تشعر بذلك , لكن السيدة قالت ان هذا ما سيحدث . وانا ارى ذلك بوضوح الان." امسك بلجام البرق وجهز نفسه ليمتطيه وهو يتابع :" سيكون زواج العصر الثاني لكلينا!"
اصبحت ابتسامتها فارغة , وكأن الدماء قد غادرت وجيهيهما " زواج مزدوج؟"
" فقط فكرا , نحن الأربعة , نجدد قسم زواجنا لبعضنا البعض في يوم واحد ! لا أستطيع التفكير بأي شيء أفضل!"
بدا ان بيغ دادي لم يلاحظ الصدمة على جوديث ولوك. صعد على السرج حصانه , واستدار ليوجههما وهو يقول :" " علي العودة الان المنزل . فلدي السيدة كلاريس كثير من الامور . تريد زواج تقليدي , قديم الطراز , مع ممرات وخيم من الزهور ... الا يبدو ذلك كروميو و جوليت ؟" ضحك بيغ دادي وقال قبل ان يغادر :" اه هناك امر أضافي . لن يكون هناك أي لقاء بين العريس والعروس , لذلك ستنام معي وانت جوديث , عزيزتي ستبقين مع السيدة كلاريس. لا يبعد يوم الزفاف اكثر من ثلاثة أيام, واعتقد أنكما سكونان مشغولان جداً لتفتقدا بعضكما. حسناً , علي الذهاب , فالسيدة تنتظرني ." لمس قبعته وضرب حصانه ليغادر بسرعة من أجل التخطيط لحفلة الزفاف.
وقف لوك و جوديث مصعوقان , يحدقان ببعضهما متفاجئين . زواج مزدوج؟ حدقت بلوك وهي لا تدري ماذا تفعل هل تضحك ام تصرخ . كيف يمكنهما لن يجدد قسمهما وهما لم يتزوجا اصلاً؟
وضع يديه على ذقنه وحول رقبته , قبل ان يرفع كتفيه بائساً . رفع حاجبيه , محاولاً ان يرى ردة فعلها على اعلان بيغ دادي .
" اه, لوك." سقطت على العشب , على بقعة التي كانتمنذ وقت قليل مصدر هروب لهما من الحقيقة . اخفت وجهها بيدها بعدها ابعدت شعرها عن وجهها وسألت :" ماذا علينا أن نفعل الآن؟"
سقط لوك بقربها وحول سؤال لها:" ماذا تريدن ان نفعل؟"
" ماذا علينا أن نفعل ؟ ان نخبره الحقيقة, على ما اعتقد."
كانت تتمنى من قبلها ان لا تسبب الاذى لعائلة بربيكير كذا, وانهما حقاً متزوجة من لوك وان تجد زوجهما سيكون ذكرى جميلة بحياتهما معاً . لكنهما ليسا متزوجين , ولسوء حضها , لن يحصل هذا مطلقاً ." ماذا تريد ان تفعل؟"
حبست أنفاسها , منتظرة جوابه الذي سيحطم قلبها . لقد اعترف ان عناك شيء مميز بينهما , لكن هذا لا يعني الحب؟ الزواج... حتى ولو زواج بالكذب ؟ فهي لا تزال غير متأكدة من شعوره , موافقته على حفلة الزواج هذه قد تؤذي مشاعرها.

هز لوك رأسه:" يبدو من المؤسف ان نفسد مخططاته ... اقصد اننا سنصل الى هذا الحد , بعد كل شيء ." اغمض عينيه , وكأنه خائف من ان توبخه ان اكملا بخدعهما .
قالت موافقة :" يبدو انه سعيد حقاً .ط شعرت بالرضى والفرح انه لم يرفض فكرة الزواج منها , حتى ولو بالشكل :" اه, اذا استمررنا بالموافقة على ذلك , هل سنكون متزوجين بالنهاية ؟ اقصد , لم أفعل ذلك من قبل... وانا لا ادري ." بعد كل هذا , ماذا اذا انتهى بهما الأمر متزوجين حقاً؟ هل هي مستعدة لذلك ؟ هل هي تريد ذلك ؟ شعرت بالرعب , وهي تعترف لنفسها ان هذا ما تريده بالتحديد. اه, لا! وما الذي يريده هو ؟ كانت مرتبكة جداً لدرجة انها شعرت بالدوار .
ضحك لها وقال:" انا أيضاً لا تجربة لدي بمثل هذه امور . فأنا أفكر بهذا ... لكن لا أحد يعلم."
" ماذا ., ماذا اذا تزوجنا ؟ أقصد أنت يعلم ..... بعد انتهاء الحفل, ماذا ستفعل؟" وتمنت ان لايضحك.
نظر لو اليها مفكراً , ولمعت ابتسامة صغيرة على فمه , وقل:" حسناً , اعتقد أنني سأصبح رجلاً متزوجاً."
" وان يكن, ماذا ستفعل؟"
" سأذهب في رحلة شهر العسل."
" لا, هيا , حقاً ماذا ستفعل؟"
" انني جاد. لا اعتقد ان هذا اسوء امر حدث معي."
" يا لهذا المديح."
ضحك لوك من تعابير وجهها الحزينة وقال:" وأنت ماذا ستفعلين؟"
" حسناً , اعتقد ان علينا الزواج فقط لكي ننقذ عملنا اقصد . لا اعتقد ان تيد ايد سيتوقعان من ذلك , كما وأنني ." تلثمت واحمرت خجلاً قبل ان تكمل.:" لقد فكرت دائماً انني لن اتزوج الا بسبب الحب."
قال مازحاً:" الا تحبين العمل؟"
قالت غاضبة:" انت تفهم ما أعنيه."
اقترح بطريقة علمية :" لما لا نحاول ان نكتشف ماذا سيحدث لنا عندما نتزوج , ومن هناك نتخذ قرارنا."
" وهل هذا يشكل أي فرق؟"
" بالطبع . اريد ان اعرف ما الذي سيحدث لي... " لا حظ تورد خديها " لكن بمنتهى الأمر , اعتقد أنني سأكمل به اذا أردت ذلك , هذا كل شيء ." نظر الى تعابير الغامضة التي تظهر على وجها الجميل.
سيتزوجها ؟ لكن لماذا؟ فقط لينقذ شعور ال بربيكير ؟ او ربما لأجل المال... أم العمل ... يمكنها ان تفكر بعدد لا يحصى من الأسباب لما سيرغب بالزواج منها لكن للأسف لا احد من هذه الاسباب له علاقة بالحب.
لا , للأسف , مهما حاولت ان تقلب الأمر , فهي لا تصدق انها ستمضي بهذا المشروع . عليهما ان يكونا واضحين . ان يخسرا مشروعهما . ويخسروا صادقة بيغ دادي . يخسر المال وبالمقابل يخسر بعضهما البعض . لأنه عندما ستسير جوديث في قاعة الزفاف وترتبط طوال حياتها برجل, ستفعل ذلك فقط لأن الرجل يحبها وليس لأنه يحاول ان ينقذ عمله. تعرف ان قرارها سيحطم قلبها لذلك سمحت لنفسها لتفكر بالخيار البديل.
يمكنها المضي بمخططات بيغ دادي , ارضاء , انقاذ شركتهما واسعاد كل من ايد وتيد . وهي ولوك سيفكران بأمر زوجهما , حقيقي ام مزيف , عندما يحين الوقت لذلك...
ماذا اذا كانت الاشياء التي يقولها لوك صحيحة ؟ ماذا اذا كان حقاً منجذباً اليها , وراغباً بالزواج منها؟ هل يمكنها ان تصدقه ؟ ان تثق به وتعطيه قلبها؟ هي تعلم ان تضحيتها كبيرة , مهما كان قرارها .
بدا رأسها يضج من ثقل مشكلتها . من المؤكد ان ايد وتيد لم يواجها مطلقاً هذا الوضع.
امسك يدها بقوة بين يديه , وجثى امامها على ركبة واحدة ينظر في عينيها بعمق . وتعابير وجهه تعس مدى جديته وهو يقول بوقار واضح:
هل تقبلين ياجوديث أندرسون, الزواج مني؟"

زوجة بالاسم فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن