الفصل السابع

900 17 0
                                    





الفصل السابع

" ممم."
" هل تعني بذلك نعم؟"
" ممم. " واغمض عينيه عدة مرات وهو ينظر اليها باستغراب وكأنه يحاول ان يركز على ما يسمعه.
" لقد كنت تصدر أنيناً واردت ..." ما الذي كانت تريده؟ الان لم تعد متأكدة, . وهي واقفة بجانب سريره تراقبه:" أردت أن اتأكد أنك بخير؟"
"ممم." ومد يده ليضعها على الورم في جبهته " رأسي يؤلمني وكأنني رقصت لمدة أسبوع كامل."
ابتسمت جوديث له بتعاطف :" اه , اعرف ذلك الشعور."
" حقاً؟"
" لا تبدو مندهشاً هكذا . فأنا لم اكن دائماً , تلك الطفلة المزعجة التي كانت تعرفها . سأخبرك انني ذهبت الى حفلة أو أكثر في الجامعة"
قال:" لا أصدق ذلك."
ضحكت وقالت:" صدق. هل تريده أن أحضر لك شيئاً ما ؟ اسبرين؟"
تركت السيدة كلاريس الدواء على الطاولة." واشار بيده بصعوبة نحو زجاجة والكوب الملء بالماء. اتكأ على كوعه , ومرر يده الأخرى على شعرها . لا مجال مطلقاً ليلمح نظرة من الآنسة جوديث اندرسون السابقة . فحركتها ناعمة , لطيفة وقميصها الناعم يخفي جمالها رغم تحديقه القوي.
قالت وهب تلمس مؤخرة رقبته:" انك حار جداً."
لو أنها تعلم, قال:" ممم." سعيداً ان الغرفة المظلمة تخفي احساسه بها.
قالت:" هيا, اجلس." ووضعت الدواء في يده واخذت ترتب الوسائد من وراء ظهره .
الحياة الزوجية ليست سيئة, " شكرا." اخذت الاسبرين وشرب كوب الماء . انه بحاجة لأكثر من الماء ليتخلص من احساسه المتوهج هذا.
اخذت من يده كوب الفارغ , واعادته الى طاولة الصغيرة ووقفت للحظة قلقة , تنظر اليه.
" حسناً, اعتقد.... انني سأعود الى سريري ." كان الضوء الناعم المنبعث من النافذ يسقط على شعرها ليعكس لونه الناري وهو يسكب على كتفيها الناعمين . حتى في ذلك الضوء الخافت كان يرى جمال وجهها الرائع.
قال وقد جلس براحة أكثر:" لا , ارجوك . لقد استيقظت الآن. تحدثي معي." وربت على حافة السرير وكأنه يدعوها الجلوس.
ترددت قائلة:" انك بحاجة للراحة." وأكثر من ذلك , فهي بحاجة لأن تبتعد عنه.
ليست الراحة ما يحتاجه:" انني مرتاح. اجلسي, تحدثي معي." ابتعد عن حافة السرير أكثر.
" لوك..."
قال بجدية وكأنه لايريد أي نقاش :" جوديث."
جلست متوترة متجنبة النظر في عينيه وقالت:" عماذا تريد أن تتحدث معي؟"
" اريد أن أشرح لك شيئاً اعتقد أنك رأيته اليوم. " أمسك بيديها بقوة, وشدها الى أن تعود الى الجلوس على حافة السرير عندما حاولت ان تقف . تمنى لو أنها تتوقف عن التصرف كالغزال الخائف.
شعرت بأن قلبها يخفق بقوة , نظرت الى الحائط فوق رأس لوك. فهي لا ترغب ابداً بسماع تفصيل خيانته مع باتسي بدأ بالقول وهو يمسك بذقنها لينظر الى عينيها :" لم يكن الأمر كما تعتقدين . كنت أبحث عنك وادخلت رأسي من الباب في غرفة الجلوس لأرى ان كنت هناك . لم تكوني, لكن باتسي كانت."
ادارت جوديث رأسها , مبعدة ذقنها عن يد لوك:" لا حاجة لن استمع لذلك . انت لا تدين لي بأي تفسير ."
" بالطبع , ادين لك بذلك .... من المفترض أنني زوجك."
نظرت اليه بعصبيه وقالت:" لوك , نحن نعلم انك لست زوجي , ولا يوجد أحد هنا ليسمع نقاشنا , لذلك يمكنك التوقف عن الكلمات التي يحتاجها.
قال بحدة:" هل يمكنك ان تسكتي وتسمعي لما سأقوله ؟ انت تعلمين مثلي تماماً , ان كل واحد هنا يعتقد اننا متزوجان . فكيف سيبدو الامر لبيغ دادي , اذا توددت الى ابنته ؟ خاصة زبون سعيد ومعجب من حقيقة أننا زوجان سعيدان وهو راغب في اعطائنا طن من المال بسبب ذلك. هيا جوديث , هل تعتقدين حقاً انني احمق؟"
قالت وهي تضحك بسخرية :" اعلم ما رأيت . ومن يمكنه ان يلومك؟ فهي رائعة الجمال."
نظر لوك اليها بسرعة وبحزن:" لا , انها ليست كذلك . وهي ليست جذابة مثلك, ولا يمكن ان تكون كذلك."
قالت تدافع عن نفسها:" ليس عليك ان تكذب علي. فأنا لن اقدم على قتلك وانت نائم او ما شابه ذلك."
وضع يده على ذراعها وامسك بيدها :" انا لا أكذب. فهي لا يؤثر بي أبداً ."
كانت لمسته رقيقة , فعلت ان عليها ان تسحب يدها بعيداً , وأن تبتعد عن السرير وتذهب لتنام . لكن قلبها لا ينصاع لأوامر عقلها , فجلست , بثبات على حافة السرير وهو ممسكاً بيدها .
سألت بسخرية:" ماذا كانت اذاً ؟ قبلة شفقة؟ هل تقبل كل الفتيات اللواتي لا تشعر بانجذاب نحوهن ." تساءلت بصوت عال, وصوتها يرتجف حتى مسمعها . أمن أجل ذلك قبلها ذاك اليوم في مكتبه ؟ لأنه يشعر بالأسف نحوها؟
شد على يدها بقوة اكثر , قال:" تباً للأمر , جوديث, انا لم اقبلها!"
" هكذا بدا الأمر لي."
" هي من قبلتني. انتهت القصة."
" لماذا؟"
" قالت انها تريد ان تشكرني على الهدية التي حصلت عليها في ذكرى مولدها."
نظرت لوك وقال:" لقد حصل أنني كنت في المكان الغير مناسب في وقت غير مناسب." استفاد من الارتباك الذي راه على وجهها فتابع:" لقد تحدثنا قليلاً واعتقد اننا وصلنا الى نوع من التفاهم."
" أي تفاهم؟"
كانت تبدو ضعيفة جداً , مما جعل قلبه يشعر بالرغبة في حمايتها من كل ما يؤذي في الحياة . انها ذات الاحاسيس والعواطف التي كان يكنها لها عندما كان ولداً , لكن الآن اصبحت اكثر عمقاً . فهو قادر على سحق أي أنسان قد يسبب الألم لصاحبة الشعر الذهبي الأحمر , بمن فيهم باتسي.
قال:" لقد تفاهمنا على أنني اهتم لزوجتي وأنا لا اعبث مع النساء الأخريات."
قالت وقد صعقت من الدهشة :" اه" خائفة من النظر في عينيه. خائفة من أنه يقصد ما قاله . او لا يقصده . خائفة من أن تسأله . سحبت يدها من يده وحفت ذراعيها المتجمدتين بمحاولة لتتمكن من التحرك .
" انك تشعرين بالبرد , عليك ان ترتدي ثياباً اشد دفئاً." رفع غطاء السرير وكأنه يدعوها :" او يمكنك ان تدخلي تحت الغطاء . فأدفئك."
اجابت بجدية:" لا, شكراً."
" اين حس المغامرة لديك ؟" تثاءب واغمض عينيه , فهو لم يعد قادراً على محاربة النوم الذي يحتاجه.
قالت ضاحكة:" تركته في الاسطبل مع بروتو."
قال:" فكرة جيدة." اغمض عينيه وقد اصبح تنفسه هادئ وعميق .قال وهو يبتسم بنعومة:" جويث؟"
"اه؟"
فتح عينيه ثانية :" شكراً على اصغائك عن باتسي...علي ان أخبرك عن حلم... شاهدته ... عندما ضربت ... رأسي."
قاده الألم والارهاق الى النوم فجلست جوديث تراقبه , وتفكر بما قاله . ارادت ان تصدقه من كل قلبها, وفي اعماق أعماقها كانت تعلم انه يقول الحقيقة, لكن الاعتراف بذلك يدفعها الى التعلق ثانية بلوك . وهذا الشيء الوحيد الذي لن تسمح لنفسها القيام به.

زوجة بالاسم فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن