الفصل الاول

2.6K 24 0
                                    



الفصل الاول

اعاد تيد أندرسون السماعة , واتكأ على مقعده الجلدي الكبير لمدينة بورت لاند من جناح مكتبه في الشركة أندرسون . تنهد بفرح . ستعود جوديث الىٍ بلادها وتأخذ مكانه في شركة الاعلانات . لم يفكر يوماً أنه سيرى ذلك النهار . ولو آن أحد ما سالة منذ عشر سنوات ان كانت الخرقاء والعنيفة ستحل مكانه كمسؤولة في احدى اكبر وكالات الاعلان في البلد , لكان مات من الضحك .
" حسناً ؟ " قال ايد اندرسون , صديق تيد المفضل وشريكة منذو ثلاثين عاماً وربت بقلمه على مكتب تيد ليحظى بانتباهه وهو يتابع : " ما لذي قالته ؟ "
اجاب تيد , وهو يبتسم : " نعم , قالت أنها تستطيع تولي الأمر . "
" أمر رائع ! لقد سوي الأمر اذاً . متى ستكون هنا ؟ " سار ايد نحو الركن الصغير في المكتب واخراج من البراد زجاجة ماء وعاد يجلس براحة على المقعد الجلدي الوثير.
" قالت أنها بحاجة لأسبوعين كي تتمكن من انهاء عملها وتوضيب أغراضها , لكن الأمر بمهم ستصل نهار الجمعة من سياتل . ستتولى شركة نقل اغراضها نهار السبت . وماذا عن لوك ؟ "
لمعت عينا ايد لمجرد ذكر ابنه الناجح , قال " اليوم هو آخر يوم عمل لديه في سان فرنسيسكو في شركة جي دي دي وكاف . سيأخذ اسبوعاً ليقوم برحلة ما , وسيصل الى هنا تقريباً في ذات اوقت كجوديث . "
وقف تيد وهو يقول : " عظيم . " لقد تمكن خلال السنوات العشرة الماضية من تولي العمل لدى شركة دالتون العالمية للصناعة . وهو الآن في الخامسة والستين , ولقد اصبح متعباً . متعباً من الركض والتسابق , متعب من الضرائب , وتعب من الاجهاد الدائم في المشاركة بتحمل المسؤولية كشريك عام والمسؤول المباشر لأهم وكالة اعلان في البلد . امسك بزجاجة ماء هو ايضاً وجلس قبالة ايد يشربها . فكر تيد , لقد مر زمن طويل وهماً معاً , نظر الى شعر ايد الرمادي بعطف . وفكر ان كل ما بينها بدأ لنها يحملان ذات السم . اندرسون . من حظهما ان الضابط المسؤول في الحرب الكورية قد عينيها معاً , والا لما اكتشفا حبهما المشترك للإعلان .
قال ايد بفرح : " نحن شخصان محظوظان , تدي , يا صديقي القديم . ومع هذين الوالدين الرائعين والموهوبين كذلك صاحبي الاختصاص بالاغلان ليستلما عملنا . أشعر بفرح كبير لأننا سنتمكن من اعادة اتحادنا في كوريا ."
ابتسم تيد وقال : " أجل , انه أمر مهم ان نتمكن من رؤية الشباب ثانية , اليس كذلك ؟ "
" اتمنى فقط أن نتمكن من معرفة بعضنا البعض ."
ضحك تيد وقال : لقد أصبحنا اسمن , وبدون شعر , لكننا نفس الاشخاص . كما انه أمر جيد ان النساء سترافقنا في هذا الاجتماع كذلك في جولة حول العالم لمدة سنة . بار برا تحام بالقيام بذلك دائما ً .
"
" غريتا , ايضا . " شرب ايد كامل الزجاجة ووضعها على الطاولة الصغيرة أمامهما . تابع قائلاً : " حسناً , الان سنتقاعد وسيتولى اولادنا الأمر , سيحظيان بفرصة . ولوكان من سيتسلم المهام أحد غير لوك , لكنت سأقلق طوال الوقت ."
هز تيد راسة موافقاً . " تماماً كما أشعر بالنسبة لجوديث . "
فعل ابته المبدع في شركة مورغان في سياتل , وفان زانت , غري وغاتي قد ازدهرت في شمال غربي البلاد . شعر واندرسون قبل ان تبدا بسرقة وكلاء . فأسلوبها في العمل حازم ومتطور . وهي فقط ف السادسة والعشرين , ولديها من الخبرة والموهبة في عملها ضعف ما كان لديه في عمرها. انه فحور بها بطريقة غير اعتيادية .
قال ايد بارتياح : " متى كانت آخر زيارة لجوديث الى المدينة ؟ "
قطب تيد حاجبيه مفكراً : " اعتقد , في العيد الماضي . في السنة التي قبلها ذهبنا الى سياتل لرؤيتها . ومتى كانت آخر مرة رأيتها فيها انت وغريتا لوك ؟ "
" منذ سنتين . الوقت يمر بسرعة , ولقد كنا منشغلان جداً ... انه امر جيد ان نراهما معاً . "
" هل تعلم , ايد , لا اعتقد انهما تقبلا منذ ان ذهب لوك الى دالتون . "
حك ايد ذقنه وقال : " حقاً همم انك محق . لا بد أنه أمر جيد . وكما اتذكر , لم يتفقا أبداً كما يحصل عادة مع الاولاد . "
قال تيد غاضباً : " هاي , هذا حكم . لنقل فقط ان سنين المراهقة لجوديث كانت مليئة بالحماس والحركة . "
ضحك ايد ونهض ليغادر : " صحيح . اتمنى فقط , ان ينسيا كل تلك المشاجرات بينهما . حتى أنني لا أتذكر عما كانا يختلفان من أجله , كانا نعتقد أن شجارهما نهاية العالم . "
هز تيد رأسه , وحاول أن يبعد الاحساس باشك الذي راوده عن قدرة لوك وجوديث بالعمل معاً . ليس هناك الكثير من الحقيقة في حقل الاعلان ...
وقف تيد ورافق شريكه نحو الباب . " اتذكر ذلك . فقط أتمنى ان يتمكنا من العمل معاً الان . كانا دائماً مثل الزيت والماء , لعدة أسباب . لكن أسلوبها اصبح مختلفاً كثيراً الان ... حسناً لقد أصبحا كبر الان , وربما نحن نقلق من أجل لا شيء . "

زوجة بالاسم فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن