الفصل الخامس

929 10 0
                                    


الفصل الخامس

سأل لوك :" كم الساعة الان؟" ووضع المقالة التي كان يقرأها عن بقعة النفط لبيغ دادي فوق كومة من العشرات من المقالات التي قرأها في ذلك المساء.
نظرت نحو ساعتها , وقفت جوديث قائلة:" منتصف الليل ان متعبة . لقد مضى علينا هنا ست ساعات. كفانا الليلة "
" بالتأكيد." جلس لوك براحة على كرسيه ومد يديه . راقب جوديث وهي تتجول في مكتبة بيغ دادي القديمة والضخمة في ثيابها الغربية الجديدة . انه معجب بها كيف تبدو بالنبطال الاسود والقميص الناعمة ذات الازرار الفضية ... لقد اشترى لهما بيغ دادي الكثير من الثياب , ولقد أمضى وقتاً سعيداً في التجوال .كانت جوديث تبدو انيقة وجميلة في كل مكان ترتديه . على عكسه , هو, لقد انتهى بشراء ابشع قمصان رآها في حياته . وكل ذلك بسبب اولاد بربيكير الاغبياء.
يبدو ان جوديث ولدت لتعيش في المزرعة . بينما هو يريد شيئاً اكثر من يتمكن من نزع ذلك الحذاء الطويل من جلد الافاعي ورميه من النافذة . أن قدميه تؤلمانه بشدة . انه لا مر مريح جداً, هنا في مكتبة بيغ دادي, فقط كليهما, يعملان جنباً الى جنب . وهو يشعر بالدهشة كيف هما منسجمان معاً. وكم يشعر بالمتعة من العمل معهما . قال لنفسه محذراً, من الأفضل عدم الاستمتاع كثيراً. فبعد أن تمر هذه السنة, واحد منهما على الأرجح سيترك الوكالة . مجرد التفكير بذلك يحزنه. هز رأسه ليعيد تلك الأفكار عنه وليبعد اهتمامه بترتيب الفوضى التي تسببا بها على مكتب بيغ دادي .
سألته , وهي تتابع تحديقها برفوف الكتب:" ماذا تعتقد؟ هل وجدنا شيئاً نستطيع استعماله؟"
حمل لوك مجموعة ملفات ليعيدوها الى مكانها وهو يقول :" لا أعلم . من المؤكد اننا وجدنا الكثير من المعلومات . لابد اننا سنجد شيئاً مهماً . لن نفعل اسوء من وكالة الاعلام السابقة ." ضحك من مجرد التذكر بما كان يطلق بيغ دادي عليهم من أسماء. ولافكرة لديهم اثارت اهتمامه او فرحته , ولقد اوضح لجوديث وللوك انه يريد حملة تعكس نظرته الى الحياة ومبادئه.
سحبت جوديث كتاباً كبيراً عن التاريخ تكساس عن الرف واخذت تقلب صفحاته وقالت:" لن يكون لدينا الوقت الكافي غداً للعمل. فحفلة باتسي ستأخذ طوال النهار." اعادت الكتاب الى مكانه وهي تتذمر ." قالت السيدة كلاريس ان الحفلة ستبدأ من بعد الظهر وستدوم حتى منتصف الليل. يبدو انها اهم حدث اجتماعي في السنة كلها للعائلة."
اخرج لوك شريط الفيديو من الآلة وقال :" اعلم ذلك ولا استطيع الانتظار فمجرد التفكير في كل مكان في تلك الالحان الغربية يفقدني صوابي." واعاد الشريط الى علبته ووضعه جانباً مع الآخرين .
مجيد .انت بحاجة له كي تتمكن من الرقص."
"لما لم يخبرني أحد عندما درست مادة الاعلام ان علي نعلم ارقص ذات الخطوتين لأقوم بعملي؟"
" لم يعلموك ؟ ربما كنت مرضياً في ذلك اليوم ."وعاده ينظر الى الكتب امامها , باحثة عن شيء مهم لتقرأه الليلة شيء ما يبعد افكارها عن الرجل الذي تتقاسم معه الغرفة." ربما لم نقم بعمل كثير , لكن علينا معرفة المزيد عن عائلة بربيكير . وهذا سيساعدنا."
" انني حقاً لا ارغب في الذهاب الى الحفلة غداً , خاصة في فترة الرقص , ربما استطيع القول انني مريض."
" ها , امر مضحك. لا يمكنك التخلص على الأقل."
" اعلم ذلك, اعلم. فهذا ما كانوا يتحدثون عنه طوال العشاء."
سحبت جوديث كتاباً جديداً عن الرف وقالت :" كانت باتسي متحمسة جداً بالرقص معك غداً ."
" همم . ربما هذا أفضل ما نقوم به. لديك اية فكرة؟"
" انني أملك اختصاصاً في الأعمال النشطة."
ضحك لوك:" انت لا تحبينها ,اليس كذلك ؟"
هزت جوديث كتفيها بغير مبالاة .
جلس لوك ورفع قدميه على المكتب وقال:" لا ادري لماذا. في البعض الاحيان تذكرني بك "
كادت جوديث ان تسقط الكتاب من يدها: "بي؟"
هز رأسه وقال:" أن كليكما تملكان الموهبة , مدللتان , عنيدتان وجميلتان." اغمض عينيه قبل أن يكمل :" لا عجب انكما لا تحبان بعضكما البعض."
لوك يفكر أنها جميلة ؟ لا في الواقع هو يرى باتسي جميلة, ايضاً ابعدت عن فكرها تلك المدائح.
"لا اشاطرك لرأي. فلا وجه للشبه بيننا. والسبب انها لا لا تحبني لأنها تظن أنني زوجتك , وانت حلمها وبطل أحلامها ."
تماماً كما كانت تكره كل صديقاتها عندما كانت لا تزال مراهقة . فجأة شعرت بأن لوك مح. فابنة بيغ دادي المدللة تظهر غباءها بسبب انبهارها بلوك. وهذه الفتاة تذكرها بتصرفها السخيف في الماضي. بقسوة اعادت الكتاب الى مكانه, وتساءلت لما يفهم دائماً كل شيء .
تثاءب لوك وقال:" مهما يكن . هل انت جاهزة للذهاب الى النوم؟"
اجابت عندما تمكنت من الكلام بعد تأثير كلامه فيها:" اعتقد ذلك. هاي !" توقفت بالقرب من كتاب ظاهر من الرف اكثر من غيره سحبته وقلبت صفحاته وهي تتابع :" لوك! اسمع التالي : تعلم رقصة الخطوتين لتكساس بسهولة قصوى. ما رأيك بذلك." فتحت الفهرس وهي تتابع :" عشر دروس بسيطة تجعلك ترقص كمحترف."
فتح لوك عينيه ونظر اليها بازدراء:" هذا فقط ما كنت أريده."
" هيا. هذا رائع. ربما هذا سيجعلنا لا نبدو كالغبيين غداً في باحة الرقص." نظرت أليه بعينين متوسلتين واردفت :" لنأخذه معناه الى الغرفة. سأقرأه لك . ليس عليك ان تفعل شيئاً ."
رفع لوك قدميه عن المكتب وهو يئن :" لم أشعر وكأنني سأندم على موافقتي هذه؟" وتبعها على الدرج نحو غرفتهما.

زوجة بالاسم فقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن