ذاتويّ

12-1-23 Happy Kyungsoo Day ♥️

لطالما راقبته بتِلك الطَلّه السوداء ، يرتدي القُبعه السوداء مع البنطال الأسود و الكنزه السوداء و الحذاء الأسود ، لطالما كان ملكاً يرتدي ملك الألوان، كان مميزاً حتى دون أن يشعر ، بنظري هو كان الوحيد بمجال رؤيتي ، يعتقد نفسه غير مرئياً وكأن بسيْره ورأسه منخفض حينها لن يلاحظه أحد!  ولكن أنا لاحظته، أنا لم ألاحظ سواه ، قلبي كان يخرج عن السيطره بمجرد مروري بجواره .

العديد سمع عن المُعجب المُختل او المتربص أو المعجبه المهووسه على سَبيل المِثال لكن لم قِلَّه من سَمِعوا عن عاشقه.

أعتقد ان القدرلا يلعب دوراً اساسياً بالأمر، بل أعتقد انه هو أساسُه.

عندما جاء للحي اول يوم لم يحدث جلبه هو حتى آتى فجراً كي لا يشعر به أحد ولكن أنا كنت مستيقظه بالفعل ، كنت أشاهده مِن نافذة غُرفتي وهو يتابع حمل تِلك الصناديق واحِداً تلو الأخر ، بدى جذاباً لوهله ولكنه اصبح فاتناً لباقي الوقت.

لم اعلم أبداً بأن الأمور قد تأخذ هذا المنحنى مِن الأمور يوماً ما ، لم أتخيل حتى بأني سوف أحتجزه بمنزله الخاص و أستغل ان لا يوجد من يهتم لامره ، ل يوجد من يلاحظ وجوده من الاساس ، أستغللت كل شئ لأستطيع الحصول عليه لي وحدي.
بغُرفته وعلى سريره يستقر كعادته بملابسه السوداء ولكن دون القبعه ، أستطيع مشاهدة وتأمل خُصل شعره السوداء وهي تُخفي عينه ، أتآمل شفاتيه وهي  تآسرني بنحتها.

جلست أمامه بهدوء ودون قول شئ كالعاده تبادلنا الصمت.
انا لم أضع أي شريط لاصق علي شفاتيه وهو لم يحاول الصراخ حتى هو لم يقاوم من الاساس عندما وضعت تِلك الاصفاد بيده والسرير! لذلك علمت انه لن يفعل شئ ، علمت انه فعلاً إكتفى من الجميع  وقرر العيش بعُزله ، قرر ان يعيش وحيداً هادئاً علي ان يعيش كاذباً محاطاً بكثير لا يعلمون عن عمق الفجوه بداخله.

"أنا إشتقتُ لك كيونغسو-آه" همستها وأنا اقترب ناحيته قليلاً.

" أعلم انك لن تتحدث ولكن لما لا تنظر لي حتى؟ أعني الهذه الدرجه تشاهدني قبيحه ؟" قُلت وأنزلت انا نظري للأرض تِلك المره ، أعلم أني لستُ جميله ، لستُ حتى نحيفه او مثاليه ولكن تجاهله لي بتلك الطريق تجرحني ، تجعلني أشعر بضياع بداخلي.

"أنا أعلم انك لن تتحدث مهما فعلت ، لذلك سأفعل انا ، سأعتبرك دفتراً ليومياتي وأخبرك بكل ما بداخلي، اشعر وكأنك بطريقة ما ستتفهم شعوري، ستتفهم غضبي ربما آلمي.. "

نهضت عن السرير بتِلك اللحظه ثم توجهت ناحية قابس الاضاءه لأغلقه ، ضوء القمر كان كافياً حينها قررت نزع ملابسي وأرتديت تيشرتاً اسود من خاصته، احب كيف تكون رائحته منتشره بين تِلك الخيوط ، اعشق كيف تلتصق بجسدي وكيف تعطيني دفئاً، ذهبت نحوه و فككت قيود يده وانا اعلم يقين تام أنه لن يتحرك من مكانه حتى ، وهذا ما حدث.

تحركت للجهه الاخرى للسرير ثم تمددت عليها ببطء، تمددت و ارخيت جميع خلايا جسدي ، اخذت نفساً عميقاً وانا انظر للسقف قبل ان اغمض عيني تماماً وهو مازال على وضعه.

" أنا حقاً حزينه كيونغسو-آه ، انا أكتفيت من الإدعاء ،أريد البكاء امامهم بحريه كما افعل وأنا وحدي بالغرفه ، اريد الصراخ عليهم كما أصرخ بتلك الوساده ، اريد إخراج ذلك الغضب بداخلي على من كانوا سبباً لتجمعه 'لكن فقط لا أفعل ، انا اشعر بالوحده بشده ، اتابع إقناع ذاتي انني بخير اني لستُ بحاجه لهم ، بأنك يوماً ما ستتحدث معي ، ستأخذني بين ذراعيك وانت تخبرني انك تُحبني ، لكن هذا لا يحدث ، انا مازلت وحيده، مازلت أتآلم بقلبي ، مازلت أبكي دون شعور ودون توقف ، مازلت ضائعه بأفكاري ولا اعلم طريقاً  للخروج ، لا يوجد من يُعطني يده لا يوجد من يهتف لي بأنه قريب مني ، بأنه سيخرجني ، انا فقط وحدي احدث العدم. "

تنهدت بقوه وانا أطرد تِلك الأنفاس الثقيله عن صدري ، لم اكترث لتلك المياه الساخنه التي تتابع السقوط علي وجنتي حتى لم أهتم لأي شئ سوى ذاك الشعور الذي غمر جسدي وقلب حينما التفت ذراعيه حولي.

هو أخذني فعلياً بين ذراعيه، ذراع  حول رأسي تدفن رأسي بصدره والأخري تحيط ظهري وتقربني له ، اشعر بدفء جسده ضدي، تلك الاصابع تمرر بين خصلا شعري بتتابع وتروى وأنا أشعر بذقنه تستند على رأسي ، انا لم اهتم لأي شئ أخري سوي به بتلك اللحظه ، ذراعي دون تفكير تشابكت خلف ظهره وأنا أقرب نفسي له أكثر.

"أنا أحبك كثيراً كيونغسو-آه ، انا حقاً افعل ، أنت كنت ملاذي عندما يضيق بي التفكير دوماً ، لقد أتخيلك تعانقني عندما يتركني الجميع أبكي وحدي بالظلام ، كنت انت من يحتويني ويظل معي ، صوتك الذي سمعته صدفه ف يوم كان هو المعزوفه المفضله لي قبل النوم يومياً ، تخيلتك تغني لي تهويده لأغفو عليها، بعض الاحيان أشعر بالاختناق و الغضب والحزن وجميع المشاعر السيئه ممزوجه جميعها معاً بلحظه واحده ، وكنت انت من يجعل تِلك اللحظه تنقضي بصمت"