وأخيراً

20.3K 648 198
                                    

إستيقظ طارق من نومه على فراشه ولم يكن قد أخذ القسط المناسب للراحة، فرأسه ظلت مشغولة بكلمات الفتاة اللعوب، حسبما يراها، يحلم بالمشهد وكأنه يحدث مراراً وتكراراً.. أخذ ساعة يده من على زجاج الكومودينو فوجد أن الساعة قد تعدت التاسعة صباحاً. شعر بالكارثة وقفز إلى الباب لكن ما الكارثة؟.. داليا لم توقظ الثلاثة في ميعادها المعهود، السادسة صباحاً، فماذا حدث؟.. خرج من غرفته فإعترضت قدماه ورقة. إلتقطها وبدأ يقرأ ما فيها.. (عقد زواج) ونزل بعينيه للأسفل (إسم الزوج: طارق عزيز شمس الدين.. إسم الزوجة: داليا عماد عبد المولى).. فهم الآن أن داليا قد تركت المنزل... رأى غرف إخوته مغلقة. ربما لم يستيقظوا بعد. فكر قليلاً وتردد في الطرق على بابيهما لكنه فعل ودخل عليهما فوجدهما لازالا نائمين. أوقظهما ولما أدركا أن الميعاد قد فات تعجبا بل إستغربا إستغراباً شديداً.

نزل الثلاثة إخوة إلى الطابق الأرضي فوجدوا ضوء النهار يشع من الستائر على مشهد قد رأوه من قبل وقد سئموا منه.. لقد عاد كل شئ كسابق عهده. المنزل عاد هو المنزل الأول. كل شئ في مكانه منذ أن وعيت أعينهم على الدنيا.

علي: (هو إيه الي حصل؟ الدنيا إتغيرت فجأة كدة ليه؟)

وليد: (وكأننا كنا في حلم وصحينا منه.)

ونادى طارق: (أستاذ شوقي. عم حسين..)

خرج شوقي من بين الستائر الزرقاء المرفوعة على مدخل قسم إدارة المنزل إليهم وهو يمسك ظهره، فسأله: (مالك يا عم شوقي؟ ضهرك جراله إيه؟)

قال: (أصل الآنسة داليا كانت مسهرانا طول الليل لحد الساعة 7 الصبح عشان بنرجع كل حاجة زي ماكانت. الخدامين أموات جوة كلهم.)

وليد: (وهي داليا عملت كدة ليه؟)

قال ما أشعرهم بالصدمة: (الآنسة داليا مشيت.)

علي: (مشيت راحت فين؟)

قال: (مشيت. روحت بيتها)

فُتِح باب الفيلا وكان السائق الخاص يدخل الحقائب قبل دخول الأب عزيز والأم أنجا.

تجاهل الأب أولاده حينما رآهم واقفين وقال بلهجة توبيخ إلى شوقي: (إيه دة؟ فيه إيه يا شوقي؟ فين الخدامين؟)

خجل شوقي من الرد وأطرق.

علي: (إزيك يا بابا. إزيك يا ماما. حمدلله عالسلامة.)

وليد بينما يشعر بالخجل: (حمدلله عالسلامة.)

طارق بجمود ملامحه: (حمدلله عالسلامة.)

الأب بنفور: (الله يسلمكوا).. ولشوقي: (طب فيه حد يطلع الشنط دي فوق يا شوقي؟)

شوقي: (حالاً يا أستاذ عزيز.)

الأم: (أومال فين داليا؟)

نظر الأبناء إلى بعضهم البعض ثم قال شوقي: (داليا مشيت.)

دادة للكبار فقط (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن