Prologue

29.2K 880 171
                                    



أحيانًا، يكون السقوط أفضل من البقاء بخير قائمًا

" أحِبّني ودعني أحلق معك للأفق، في السماء حيث حبنا ينتمي–"

" حسنًا! هذا كان دراماتيكيًا! "

" ......... "


خرج من منزله يركض كالعاده يتجاهل صراخ والدته خلفه، يقفز سلالم المدخل ويركض بأقصى سرعته الى تلك الحديقة على بعد شارع عن المنزل، واللتي لطالما كانت فارغه من البشر عداه،
خصلات شعره البُنيه قد أزاحها الهواء وظهر جبينه الأملس،

ترك الهواء البارد يضرب وجهه وساقيه المكشوفه وهو يدور حول الحديقة –المهجوره ركضاً لأكثر من نصف ساعه متواصله تحت ضوء القمر والأنوار الخافته،
هو تجاهل برد الشتاء يخرج بالبيجاما الخفيفه خاصته مثل دائماً،

بيكهيون لطالما كان هنا لتفريغ 'ضغوطاته النفسيه' اذا أمكنه القول، مثل التي يتلقاها من عائلته والمدرسه، الأشجار والطيور النائمه كانت تستمع لقرع قدميه المحميه أسفل الجوارب البيضاء التي تظل والدته تغسلها له في كل مره يخرج بها.

قُطِع نفَس الفتى ليتوقف سريعاً ويسقط على ركبتيه يلهث بصعوبه وقد ملأهُ العرق
هو رفع رأسهُ عالياً يتأمل النجوم، وإبتسم بلطف تجاهها..



"هل سأستمر دوماً بالقلق عليك كل ليلة الى الأبد؟!" صدح صوت والدته حالما فتح الباب، وبيكهيون فكر ان يعود للخارج مجدداً لكنه رمى الفكره بعيداً كي لا يُقتل حقاً
"أظن ذلك أمي"

"آسف لقد تمزق جوربي" أردف بهدوء يشير لأصبع قدمه الظاهر خلف الشق في جوربه

"حقاً؟ أنت عليك شكره لقد صمد معك لأسبوعين متواصله!"

إبتسم بلطف -مصطنع لوالدته يخلع جوربه ويصعد الى غرفته سريعاً حافِ القدمين. وفوراً هو ألقى بجسده الذي قد جف العرق منه بالفعل على السرير

ظل يتأمل السقف المرصع بملصقات النجوم المضيئه في الظلام ، يتذكر فجأه كيف أخوه قد سخر كثيراً منه أثناء تزيينها

"أنت حقاً لا تزال طفلاً، ألست كذلك!"—

مهلاً!، هل هو سمع هذه الجمله فعلياً للتو وليس فقط خيالاً؟!

رفع بيكهيون رأسه سريعاً الى الباب الذي فُتح بدون أن ينتبه ،يقف خلفه أخوه الأكبر الذي غالبا كان السبب في ركضه كل ليلة تقريباً

هو تجاهل وجه أخيه المستفز بابتسامة ساخره على محياه و صرخ بـ "أخرج!" غاضبه

ضحك ال'هيونغ المزعج' و تمنى له ليلة مليئه بالكوابيس ليخرج سريعا مُتصدياً الوساده التي كانت على وشك الأرتطام في وجهه

__

صباحا ،إستيقظ بيكهيون متأخراً كونه قد نسيَ وضع المنبه ليهرع الى الحمام يغسل جسده النحيل ،هو جفف نفسه بفوضويه أثناء فركه للفرشاه فوق أسنانه بنفس الطريقه، يترك المعجون يلطخه بكل مكان
هو تجاهل ذلك،

عندما وقعت عينيه على وجهه في المرآه، هو عقد حاجبيه للحظه وسرعان ما أضاف لقائمه (الأشياء التي يجب على بيكهيوني فعلها) قصُّ شعرهِ وتغيير تسريحته التي رافقته لوقت طويل، لكن واللعنه لاحقاً لأنه متأخر جداً عن المدرسه الآن!!

ركض خارج الحمام يرتدي ملابسه سريعاً ويتجاهل أغلاق سحاب بنطاله ،يخطف حقيبته المستريحه على مكتب غرفته الصغير منذ عودته من المدرسه في الأمس ليسرع الى الأسفل

"كل يومٍ تتأخر كل يوم!!" واجهته أمه في السلالم

"آسف أمي" ألقى أعتذاره سريعاً وهو يرتدي حذاءه الرياضي ومجدداً يتجاهل حباله المحلوله بإهمال يقفز سلالم مدخل المنزل

"إربط حذاءك بيكهيون وإلا سوف تسقـ—"
هو لم يتمكن من سماع بقية الجمله، لأنه وبطريقةٍ ما، هو لا يمكنه سماع أي شيء أثناء سقوطه على وجهه

"سحقاً" رفع نفسه وعاد للركض.. بدون ربط حذائه أيضاً.

______

"أهلاً سيدي، تفضل معي رجاءً"
حيّى النادل يُزيف أبتسامه لأول زُوار الصباح،
مشى معه ليضيفه على الطاوله مستلماً طلباته

"آه ،نفتتح المقهى منذ الصباح الباكر لنقابل الكراسي الفارغه.."

تذمر صديق تشانيول النادل ذو العينين الواسعه والذي ظل صامتاً يعلق بصره على الشارع خلف زجاج بوابة المقهى، ينتظر بحماس مرور فتى صغير معين ذو شعر بندقي حريري يركض في طريقه دائما..

'يا إلهي!!!' كلمه باللون الوردي كانت تحوم حول تشانيول بصوت فتاه مراهقه، يحاول إظهار عكس ما يشعر به بالداخل فينظر ببرود الى الباب متظاهراً بالملل

هو لف رأسه الى صديقه ذو الحاجبين الرفيعه عندما بدأ بأزعاجه ووكزه من خصره ليضربه مع توبيخَه
"يا!! إبتعد عني!!"

"اوه اوه!! الفتى الراكض!!"

لف تشانيول رأسه بسرعه تجاه الباب لكنه لم يرى أحداً. هل فوّته؟؟ هل ركض الفتى بسرعه ولم يستطع تشانيول رؤيته؟!

هو إستقام من كُرسيه ليُهروِل للباب ،فتحه سريعاً ووقف في منتصف الشارع الصغير الذي يُطل عليه المقهى ، وعندما إلتفت يميناً بالإتجاه الذي يركض إليه الفتى دائماً

"سحقاً!!" هو شتمَ عندما لم يرى سوى ظهره البعيد

__________

AAYYYY, long time no see
But i'm back and I'm better, LOL

استمتعوا بالفيك الجديد من بعد فتره، وقولو لي رأيكم؟🐳❤️، love y'all

TheRivenSock; Running Angel حيث تعيش القصص. اكتشف الآن