الفصل الثاني

194 21 2
                                    

بعد وصولنا للمدرسة و كالعادة يذهب كلن منا لفصله لتأدية أختباره

عند دخولي للفصل فوجأت بوصولي باكراً قبل الجميع فَلم يكن هنالك أيُ شخصٌ في الفصل سوى الأستاذ

جلست بمقعدي بانتظار بقية الطلاب

بعدها بقليل يبدأ الأختبار بكتمال عدد الطلاب

كنتُ خائفاً قليلاً من الأختبار ... ههه شعورٌ معتاد في أول أختباراً لك

مرّت دقائق قليلة و أنا ما زلت متوتراً قليلاً ..

عندها دخل صديقي آكيو فجأة للفصل .. تعجبت منه فَلم يفعل مثل هذه الأمور الجريئة من قبل ..

رأيتهُ يهمس في أذن الأستاذ فتوجهت أنظار الأستاذ لي مما زاد من توتري

فطلب مني الأستاذ أن أبقى هنا في الفصل لسبب ما

مرّت الساعات و كل دقيقة تمضي يزداد خوفي و توتري

ومن ثم تذكرت كابوسي المزعج و كان مشابهٌ قليلاً لما يحدث لي الأن

بعد أن رحلوا جميع الطلاب دخل آكيو مرة أخرى

و من ثم وقفت و قلت : ماذا الأن يا أستاذ هل سأظل جالساً هنا أم ستخبرني ... و ماذا بك أيضاً يا آكيو لما هذه النظرات و الوجه العابس ماذا هناك ؟!
آكيو بصوت حزين : أيو لدي خبرٌ لك لكنهُ ليس بالخبر الجميل...
أيومي : ماذا هناك هي تكلم ؟!...
آكيو : في الواقع لقد تلقينا خبراً بحادث مروري رهيب
أيومي : وما دخلي أنا بالحادث ..

ومن ثم تزداد ضربات قلبي و تتغير ملامح وجهي للخوف و أكمل : لحظة لا... لاتقل لي أن..
فيقاطعني آكيو بصوت حزين مكملاً : نعم للأسف فأن الحادث وقع ضحيتهُ والديك و قد...قد توفيا على الفور .. أنا أسف أيومي أسف جداً لما حصل .

هنا أحسست بأن العالم قد توقف من حولي
هنا قد أحسست بأن قلبي قد توقف عن النبض و نقطع حبل أفكاري و نعقد لساني ..

فأُصبت بصعقة كبيرة لما قاله آكيو بحيث لم أستطع أعرف ماذا أفعل
فخارت قواي و جلست أبكي بحرقة شديدة لم أعرف ماذا أفعل وما التعبير الذي أرسمهُ على وجهي لما سمعت

فقترب مني آكيو ليخفف عني

قال لي آكيو بأن أختي مازالت بخير وهي في المستشفى لتلقي العلاج

فنهضتُ من مكاني و بدأت أمشي في ممرات المدرسة لكن لا أعرف الى أين أذهب

فكُنت أمشي بخطوات ثقيلة و كأن جسدي قد تخدر بالكامل

ومن ثم سقطتُ مغماً علي

بعد مرور يوماً كامل أستيقظتُ فوجدت نفسي على سرير المشفى

رفعت رأسي أنظر يميناً و يساراً
فوجدت صديقي آكيو نائماً بجنبي على كرسياً صغير
فبقيت أنظر اليه حتى ستيقظ
قلت له بصوت هادئ بأعصاب مجمدة : ماذا حدث و لما انا هنا؟!
آكيو بصوت هادئ : لقد فقدت وعيك بسبب بكائك الشديد ففقدت الكثير من الطاقة فأخذتك الى نفس المشفى الذي تتواجد فيه أختك
فوقفت بصعوبة و قلت له : خذني لكي أراها
آكيو : مازلت متعباً و هي ما زالت نائمة فل تسترح الى...
فقاطعته بغضب : قلت لك خذني لها ...
آكيو : حسناً حسناً .

فذهبت لها و وجدتها ما تزال نائمة
سحبت كرسين صغير و جلست أراقبها و أبكي
الى أن غططت في النوم

و بعد عدة ساعات أستيقظت بأحساسي بحركتها

فتحت عيني ببطء فرأيتها تنظر لي و هي تبكي
رفعت رأسي لأكلمها
وإذ بها تمسك بملابسي و بدأت تهزني و تبكي وقالت : أيو أيو أخبرني أن ما سمعته كذب.. أخبرني أن أمي وأبي ما زالا بخير .. أرجوك أيو أرجوك أخبرني بأنهم لم يموتا ؟!!!
فأمسكت بيديها و حنيت رأسي مجيباً : للأسف يا يونا فلم يتبقى سوى نحن الأثنان .. أنا أسف جداً .

فاستمرّت بالبكاء بشدة ولم أستطع أيقافها عن البكاء

مرّت عدة أيام فسمح لي الطبيب بأن أخذ يونا معي

فعدنا الى البيت مكتأبين و حزينين
أعيُننا كانت فارغه تماماً
لم نعرف ماذا نفعل او ما سنفعل
وكأن الحياة قد توقفت بالنسبة لنا
لم يعد أحد يزورنا
و حتى أقاربنا الذين قد أعتدنا على زياراتهم لنا قد قطعو علاقتهم معنا فَلم يعد لدينا شخص يتكلف بأمرنا او يرعانا سوى ان نرعا نفسنا بنفسنا

حقاً بأن البشر تختفي عندما تختفي حاجتهم لنا
هل هؤلاء من ندعوهم بأقاربنا و عائلتنا ...؟!

مضت سنتان و نحن في هذه الحالة حزينين مكتأبين لا نعلم ماذا نفعل او ما سنفعل
فكُنا نأكل و ننام فقط
حتى أننا لم نعد نذهب الى المدرسة
فلم يزرنا شخصٌ منذ زمن
كان صديقي يتصل كل يوم لكني كنت أتجاهل مكالماته

ففي أحدا اليالي حلمتُ حلماً أخر غريبٌ أيضاً

لم أتذكر الحُلم جيداً
فقد رأيتُ نفسي ملقى على الأرض في أحدا الأزقة و كانت الدماء من حولي فرفعت رأسي فوجدت ....
اممممم لم أتذكر ما رأيته بعدها لكن كان المنظر مرعب و مقزز لدرجة أني استيقظت و أنا أتقيء بسبب ما رأيت ....

في أحدا اليالي خرجتُ من المنزل ذاهباً نحو أحدا الشواطئ القريبة

خرجتُ في منتصف الليل

لم تكن هذه مرّتي الأولى التي كنتُ أخرج فيها

فقد كنت أذهب عادتاً في هذا الوقت لأشتري الطعام أو أتجول قليلاً في المدينة ، كُنت أصطحب أختي معي حتى أرفه عنها قليلاً

عندما وصلت للشاطئ جلست عند أحدا المقاعد أتأمل البحر

فكنتُ أُكلم نفسي و أقول : ( ماذا سأفعل الأن ، هل سأبقى على هذه الحالة ، هل سأتخلا عن حياتي للحزن و البؤس )

كان نسيم البحر جميلاً
و البحر الهادء يعكس ضوء القمر و النجوم وكأنهُ مرأة

رفعت رأسي لأرى النجوم فقلت :اهه .. أنها جميلة ... أبي أمي أنا أعلم أنكما ترياني الأن لقد توقفت حياتي بعد رحيلكما ولم أعرف ما سأفعل بعدها ... لكن بما أنكما ترياني ف أكيد أنهُ لا يُعجبكما وضعي الأن ... لكن لا تقلقا فلن أستمر على هذه الحال لوقت طويل

فجأة تلقيت رسالة من أختي تريد مني أن أحظر لها بعض الطعام و أن أعود اليها ...
ههه يبدو أنها تخاف البقاء بمفردها

فنهضت من مقعدي و ذهبت أشتري بعض الأشياء ...

يالا الأزعاج فالمتجر بعيدٌ عن هنا لكن لا بأس فليس لدي شيءٌ لأقوم به ...

ذهبت مشياً نحو المتجر و أستغرق الأمر عشر دقائق لأصل هناك

فذهبت بعدها عائداً نحو البيت

يتبع....!!!

The Little Nightmare حيث تعيش القصص. اكتشف الآن