الحلقة العشرون: إقتلاع عَظَمَة!

210 18 42
                                    

'حيث أنهم يتعرضون لكثير من الصدمات فقط.
وأن هذا اليوم الأسود ليس إلا شؤماً لبعضهم

أو كلهم؟'

-----

وقُطع تواصل الأعين عندما أصبحت فوهة البستل كلّ ما يراه الأصغر العازم.
ابتسم زعيمه ابتسامة مجنونة حتى بنات أنيابه الطويلة نسبياَ، وعندها نطق بنبرة لعوبة مستمتعة: ما خطب هذه النظرات؟ أما زلت مؤمناً بأنك ستنقذهم؟

ومن طرف ميكان، كان كالروبوت .. لكنه روبوت غاضب بعينين حمراوتين وإنذار مرسوم بدقة على جبهته!
لم يتحرك أي جزء من جسده، عدى قلبه الذي كان ينبض بسرعة كبيرة! ليس واثقاً مما هو فيه!

أما الثلاثة خلفه، هم لم يردعوه!
وكيف لهم أن يوقفوا من سينقذ حياتهم؟!
في النهاية .. قد يكون موتهم مخيفاً أكثر من موت شخص عزيز عليهم! من وجهة نظرهم ربما؟؟

أردف ركس عندما لم يجد إجابة من ضحيته المميزة: لا تقلق لا تقلق .. سننهي الأمر بسرعة! أنا موقن أنك ستحب الدماء من بعد هذه الحفلة الصغيرة.

احتدت نظرات ميكان، بدا كأسد يريد الانقضاض على عدوه .. لكنه أسد عاقل ولن يهجم دون دراسة الوضع حوله.
تركيزه مشدود، وهو حريص على ألا يفوّت أي حركة يصدرها الزعيم .. لا يجب أن يقع في ذاك الخطأ مرتين .. وبخطأ، أعني إصابة الضحايا المساكين في الخلف.

أخذ كلاهما آخر نفس عميق مسموع، ثم بدأت حرب الطلقات والحماية من جديد.
ولكن ما أقدم ميكان على فعله جعل يوزا يفكر بطريقة أخرى .. أصبح هذا الضبع قلقاً الآن.

ما حدث في الواقع هو أن الطلقة الخامسة وُجهت للفتاة الوحيدة هنا .. ميزوكي!
وقبل أن تصرخ هي، صدحت في الأرجاء صرخة أخرى .. كانت صرخة ميكان.

دُهش الثلاثة، يوزا، وظهرت الصدمة بشكل أكبر على وجه ركس الذي لم يتوقع هذا من ميكان!
الطلقة .. رسغه .. الدماء، إنها تنهمر من رسغ ميكان!!

كان الأصغر يرصّ على رسغه بقوة، يأمل أن يتوقف الألم عاجلاً، ولكن ذلك لن يحدث على الأرجح.
في حين أن ميزوكي صرخت ودموعها الجافة تجددت بأخرى ساخنة ومتألمة: ميكااان!!!!

"كما توقعت، ستتجه للأضعف لتضعفني؟ بدأت أقرؤك!"

"ماذا؟!! وعيه؟ إدراكه؟ تركيزه؟ كيف؟!!"

"أتحتال على محتال؟ بماذا تفكر يا ذا العيون الأربعة؟"

أما سويكا الذي انقلبت معدته من الخوف الذي بان بكل الأشكال على ملامحه .. ميكان .. ميكان ماذا يفعل الآن؟!!!

ومن جهة ثالثة، هتف ريتو بصوت عال كعادة نبرته: ميكان أيها الغبي!!

حدق ركس بصمت مريب في ميكان الذي يحاول تدارك الألم بصعوبة والمواصلة.
لكن من ينهي ذاك التحديق لم يكن إلا يوزا الذي لا يشعر أن الأمور ستمضي بخير قريباً .. حيث همس في أذن الزعيم: لنتوقف هنا! لقد بدأ يحميهم بجسده .. لا نعرف ما قد يقدم عليه كخطوة تالية!

النرد الأحمر!! - !!The Red Diceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن