الجزء 01

1.3K 14 0
                                    


(بلاغات جنائية في الذاكرة )

(قتيلة بحر الجريف)١٩٩٧


المكان: - رئاسة شرطة محلية سوبا والجريف غرب

قسم شرطة الرياض

السماء ترسل زخات مطر خفيف والشمس غائبة ولكن الحضور كان رائعا ومكتملا لقوة رئاسة شرطة محلية سوبا والجريف غرب ومع هذا الجو الرائع ورذاذ المطر حدثني الرائد شرطة / احمد عبد الوهاب وهو منشرح الصدر يذكرني بموعد هام مع سعادة الفريق شرطة (م) / مكي حسن ابو رئيس لجنة دعم شرطة المحلية بحوالي الساعة الثامنة صباحا فأكدت له اننا سنذهب سويا بعد انتهاء اجتماعي مع تيم مباحث قسم الرياض وهو اجتماع دوري اقوم بعقده بمكتبي لمناقشة سلبيات وايجابيات العمل البحثي للتيم بجانب الاستماع لمعوقات العمل والمشاكل والمصاعب التي تواجه الافراد اثناء ادائهم لواجبات الوظيفة وبالفعل حضر رئيس التيم الملازم شرطة / محمد آدم ومعه حوالي ١٥ فرد وبدأ الاجتماع بمكتي وبدأت ارحب بالحضور ، فجأة تم طرق الباب ودخل علينا الملازم /بدوي محمد احمد قائلا (آسف ياجنابو تبيدي بس في موضوع طارئ وعايزك ضروري ) خرجت من مكتبي منزعجا جدا واصحبنا في فناء القسم فاشار لي الي شخصين من عمال كماين الطوب يقفان عند باب مكتب الضابط المناوب وقال لي انهما شاهدا جثة طافية علي النيل اﻻزرق بمنطقة جروف الجريف غرب وانها لفتاة وقاما بربطها بحبل من الوسط علي قارب مربوط علي الشاطئ حتى لا يجرفها التيار بعيدا قمت بابلاغ وكيل النيابة الاستاذ / النور حمد وابلغت كذلك السيد / مدير شرطة محافظة الخرطوم سيادة العميد/عمر جعفر محمد عثمان هاتفيا من مكتبي بالمعلومات المبدئية التي وردتنا وعندما وضعت السماعة كان كل تيم المباحث بمكتبي قد سمع حديثي مع وكيل النيابة ومدير شرطة المحافظة فقلت لهم الأمر اصبح عاجلا واريد تفاصيل وافية وكاملة في موضوع الفتاة الغريقة واننا سنتحرك جميعا الآن لمكان الحادث وبالفعل وصلنا للمكان وقمنا باخراج الجثة للشاطئ وقام المساعد شرطة/ عماد الهدي بتصوير المكان والجثة

وقام المساعد عماد بتصوير الوجه وكانت الغريقة ترتدي تي شيرت كم كامل بلون ابيض واسكيرت بلون ازرق وفي اصبع يدها اليسري خاتم فضة (دبلة ) منقوش عليها من الداخل حرف (E)

ثم قمنا بتمشيط الشاطيء واحضار مجموعة من الكلاب الشرطية بعد ان تم جعلها تشم رائحة الجثة علي امل العثور علي اي من متعلقاتها بالمكان ولكن بكل أسف عادت وعدنا بخفي حنين بنقل الجثة للمشرحة وضح ان الجثة لفتاة في مقتبل العمر بالكاد تبلغ العقد الثاني من العمر ، قمنا بعمل نشرة جنائية لكل الاقسام من الدمازين وسنار وسنجة ومدني كما تعلمون ان النيل الازرق سريع الجريان ويمكن ان يجرف الجثة من مكان بعيد ، ثلاثة ايام من البحث وجمع المعلومات دون جدوي ، تحركت لرئاسة شرطة المحافظة وطلبت من سيادة العميد/عمرجعفر ان يسمح لنا بنشر صورة الغريقة في الصحف والتلفزيون ولكنه رفض وابلغني انه يتابع مستجدات البلاغ بدقة بالغة وأنه لا يجب التسرع في كشف هذه الحادثة للرأي العام وأننا مازلنا في مرحلة التقصي والاستبيان وأن سبب رفضه ان تقرير الطبيب الشرعي اشار ان الفتاة تم خنقها وتوجد اثار الخنق علي عنقها وانها حامل في شهرها الثاني وان زمن الوفاة قصير جدا من وقت وجودها بالتالي هي جريمه قتل وفي منطقة الاختصاص ولا مجال للتأويل بحضورها من مكان بعيد فقلت له لم يصلنا اي تقرير فقال لي لا تستعجل هو جاهز وفي مرحلة الطبع وابقي المعلومات سرية، خرجت من مكتب المدير مكتئبا ومندهشا واحدث نفسي واشير بيداي كالمجنون خنق؟! حمل؟!قتل؟!.

يتبع....

قتيلة بحر الجريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن