1

38.4K 523 25
                                    



تنهدت وهي تنظر لإحدى زوايا الغرفه بحزن...لقد أصبحت في السابعة عشر من عمرها
ولم تفهم لما يعاملها الجميع بهذه الطريقه المشينه...إنها حقاً فكرة بالموت كثيراً...لكن ليس الأن..بعد أن تفهم السبب!

السبب الذي يمنع والدها من أن يحبها...لقد فعلت كل شيء لترضيه...لم تعصه..لم تعاتبه على شتمه لها...فقط تبتسم له
وتخبره أنها تحبه ...تمنت لو يدخل إلى غرفتها كل ليلة كما يفعل مع أختها ويخبرها أن تنام ليلة سعيده لكنه لا..

فقط يقف أمام الباب دون أن يفتحه أو يتحدث لساعات ثم يرحل..ماذا يحدث بحق الجحيم...ماذا فعلت...هل لهذا دخل في لون عينيها الساحرتان كما يلقبونها بنات أعمامها ..سآحرة العيون ...أم لجسدها الممشوق الفاتن...أو لجمال شعرها الكستنائي

إن كان لذلك السبب فهي تقسم أن تشوهه نفسها....إن هذا مؤلم جداً...لايسمح لها الخروج من غرفتها أبداً إلى لتناول وجبات الطعام....لا ترتدي أي رداء تريد...فقط الملابس الواسعه...هي لا تعارض على ذلك فهي عاشت في مجتمع محافظ جداً

يمنع الفتاة من التبرج و الخروج خارج المنزل سوى في الأعياد...والدها محافظ لأبعد درجه...فهو يترقب كثيراً كي يزوج
كل بناته كي لا يفتضح أبداً أمام شباب القبيل وشيوخهم ....لكن لما هي؟ مازال موضوعنا عنها....مهما كانو محافظين على الفتاة...لما يتجنبونها هي بالذات...لما عليها ملازمة غرفتها...ولا يحق لها الضحك و التحدث مع الكل بكل أريحيه مثل أختها

قطع كل تفكيرها صوت مقبض الباب لترفع عينيها بدون تساؤل..فلا أحد سواها يدخل غرفتها للأطمأنان عليها
إلتقطت مسامعها ذلك الصوت الذي يطلق حناناً بحجم العالم
: ألين..هل أنتي مستيقظه يا بنتي

نفضت حلقها بألم..بسبب صمتها الدائم ...وتعزف المسيقا لهمسها
: أجل أمي

جلست بالقرب منها على حافة السرير
: هيا الغداء جاهز والجميع ينتظر

أردفت بحزن وسخريه
: أرجوكي لا تخبريني أنهم ينتضروني...أقسم أنني سأصدقك إذا قلتيها

مسحت على شعرها بلطف
: إنهم بالفعل ينتضرونك تعلمين نحن لا نأكل إلى عندما يتواجد كل أفراد العائله كبير و صغير هيا بسرعه

أومأت برأسها لتدخل للحمام وتغسل يديها وتبداء بلف جدائل شعرها لتمنع أي فرصه لوالدها أن يسخط عليها
نزلت السلالم مطأطئه برأسها...جلست بهدوء حول سفرة الغداء...ليقول والدها بهدوء متجاهل جلوسها
: إبدائو الأكل الأن

_________

حملت الأواني برفقة أختها لتظعها في المطبخه....إستغربت سرعة أختها في وضع الأواني و الصعود للأعلى
هزت رأسها بسخريه وجلت الأواني و جففتها بهدوء...كادت أن تلحن لتبعد الملل لكن صمتت في اللحظه الأخيره فهذا يزعج والدها...قطع صوتها الدخلي والدتها واضعها يدها على كتفها

ليس ذنبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن