5

236 9 0
                                    

أمي لم تسامحني أبدا على ما أصبحت عليه ، بالرغم من أني تغيرت للافضل ... كان هذا ما يزعجني حقا ، لأنك بعد كل ذلك العناء في البحث عن الاستقرار وان تغير الأشياء السيئة فيك ، الآخرون لن يغيروا نظرتهم فيك .

انفصل والداي بسبب المشاكل بينهما . كنت اريد لو نبقى عائلة واحدة ، كان هذا سيساعدني كثيرا ... لكن عاد قلبي محطما ، وأصبحت افكاري سوداء . حالكة الظلام ...

فكرت في ان اغرق نفسي في البحر الذي اخترته . بعبارة اخرى ، أردت ان افعل شيء يساعدني على نسيان كل ما مررت به . اكثر شيء احبه هو الكتابة . لذا سجلت نفسي في احد النوادي لأسمع الناس افكاري ...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كل يوم ، يشاركنا الحاضرون بما يكتبوه ... لكنني لم اقتنع بما كانوا يكتبون ... ترى في عيونهم الحزن لكنهم يكتبون عن الأمل وعن مدى سعادتهم . واخرون يكتبون عما يعانون ، وهم لم يذوقوا المشاكل قط . انهم حقا مزيفون .

-فتى :" انهم مزيفون أليس كذلك ؟ "
ماذا ؟ هل هو يحدثني ؟ استعمل نفس اللفظة التي دارت في عقلي !
-أنا:" ماذا ؟"
-فتى:"لايعرفون أبدا عما يتحدثون عنه . اريد حقا ان اجد شخصا يقول الحقيقة ... لو عاشوا قصص المعاناة الحقيقية لبكو..."
-أنا:"وما الذي يجعلك محقا يا هذا ؟ "
-فتى:"الكاتب الحقيقي يكتب الحقيقة ."
من مظهره ، يبدو انه ثري ... انه حقا لا يعرف المعاناة الحقيقية . لا بد من أنه شعبي ... من المؤكد ان لديه أصدقاء كثر وحبيبات جمات وكل هذه التراهات... لا انه لا يعي ما يقوله .
-فتى:" انتي لا تصدقينني ... اسمعيني جيدا ... انت لا تعرفين مايجري في حياة الآخرين . ان الهيئة والمظهر عادة ما يوقعان في الفخ . "
يا الاهي ، انه يتظاهر بالفلسفة ! ماهذا ؟ هل هو مختل ؟

-برايس :" هيا ! من يريد ان يتلوا علينا ما كتبه الآن ؟ "

رفع ذلك الفتى يده مستأذنا بالقراءة، يبدو ان لديه جرأة كبيرة ! وقف في وسط القاعة ... نظر إلينا ، وبدأ بالقراءة .

-الفتى:" الكثير منا يخفي دموعه بحجة المطر ... الكثير منا يبتسم ويتظاهر بانه على أحسن حال لكنه في الحقيقة محطم ويائس ... بينما تظن ان مشاكلك تجاوز حد التحمل ، لا تنس انه هناك من يعاني اكثر منك . بَعضُنَا وقف الحظ بجانبهم ، وبعضنا الاخر ادار ظهره لنا . كل خطوة ، تقربك الى الكآبة ... الناس اللائي التقيت بهم ، الذين صادقتهم ، الذين احببتهم لم يكترثوا لك ... حظك أوقعك في هذا النوع ... في كل مكان هناك أناس يجعلون من حياتك جحيما ... "
نظر الي ثم لاحظت عيونه امتلأت دموعا ... وأكمل قوله .
-الفتى :" نحن نحكم على الناس بالمظاهر ... حتى وان كنت تملك مال الدنيا لن تكون دوما سعيدا . المال تستطيع شراء به فراش ، لكنك لا تشتري النوم . المال تستطيع شراء به الدواء ، لكنك لا تستطيع شراء الصحة ... المال يجلب لك الأصدقاء لكنه لا يجلب الوفاء ... المال يمكن ان يجلبك الفتيات ، لكنه لا يجلب لك الحب ... "

قد قال ذلك الفتى كل ما خمنت به قبلا ... انه حقا يفكر مثلي ... يبدو انني حكمت عليه بسرعة ... لقد كان صادقا عندما قال لي اننا لا نعرف ما الذي يجري في حياة الآخرين . رأيت في عيونه الحزن الحقيقي ... لم يكن مثل الحمقى الذين رايتهم وعاشرتهم قبلا ... لقد كانت مشاعره صادقة ... لعله يخفي سرا ما ... اريد ان افهم اكثر منه ... يبدو انه حقا عانى ... وهو لا يزال يعاني ...
( قطع حبل افكاري عندما وضع اخد يده على كتفي )

-الفتى:" اذا مارأيك ؟ ، أمازلت تعتقدين انني مزيف ؟ "
-أنا:"ما رأيك ان تخبرني قصتك فاخبرك قصتي ؟"
لا اعلم مالذي دهاني ، لكن قلبي اخبرني في ان اثق به ... خفت ان أكون قد عدت الى ما كنّت عليه ، ولكنني احسست انه يشبهني ... على الأقل لدينا نفس الهواية ... لا بد ان يفهمني .
-الفتى:"حسنا ، أنا غبي القسم . الكل يراني غريبا . والدي مريض بالسرطان ، اخر مرحلة . "
-أنا:" أنا حقا آسفة ... "
-الفتى:"لا بأس ... انني أتعايش مع الوضع جيدا ... وانت ماقصتك ؟"
-أنا:"حسنا ، أنا غبية مثلك ، لعب بمشاعري كثيرا ، كما انني استغرقت وقتا طويلا لاتعلم درسي ... اما عن والداي ، فهما غارقان في مشاكلهما ولا يكترثان لامري " .
عندما كنّا نتحدث ، كان يشاهد ما كتبته على الورق ...
-الفتى :" آمل الا تكوني منزعجة لقرائتي لما كتبته ؟ "
-أنا :" لا البتة ! كتبت لتقرأ أليس كذلك ؟"
-الفتى: " انت حقا موهوبة ... "
-أنا :" شكرًا ... انت كذلك ... "
-الفتى:" اوه نسيت ان أعرفك بنفسي ! أنا غرايسون دولان !"
-أنا:"و أنا لوسي بيكيت ."

My Twin / توأميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن