2- لم يكن طبيعيًا

5.9K 320 36
                                    

ضاحية ديلوود.
11:29 AM..
-

توقفت الحافلة لتحمله قدماه خارجها، صوت انطلاقها من خلفه أثر على رؤيته لثانوية ديلوود التي جاء من أجلها، هذة كانت ثانوية الفتي الذي لقى حتفه، وقد نال الإذن في استجواب البعض من أصدقاءه لكشف الحقيقة.

"مرحبًا سيد كارتر، أنا ماثيو ليون، المراسل الذي تحدث معك عبر الهاتف" قال بلباقة بينما يصافح مدير المدرسة.

"مرحبًا بك سيد ليون" أجاب في المقابل بنبرة يتخللها الحزن، ربما حادثة ذلك الطالب لم تمر مرور الكرام.

"أشكرك على موافقتك لاستضافتي اليوم" قال بإبتسامة.

"أتمنى أن تستطيع الوصول إلى حقيقة الأمر، ستبدأ إستراحة الغداء بعد عشر دقائق لذا من المستحسن أن ارشدك إليها الآن" قال بهدوء وهو يقف عن مكتبه، وتتبع جسده خلال ممرات المدرسة.

إنها مدرسة صغيرة، تذكره بما خاضه في مراهقته منذ ما يقارب عشر سنوات، تلك الفترة كانت أفضل فترة في حياته كما يتذكر.

"كان يجلس هنا.. مع أصدقاءه" قال السيد كارتر وهو يشير لطاولة أمامهما أخذا فوقها مكان ليردف:
"كان مشترك بفريق الكرة الخاص بالمدرسة، أراد نيل منحة إلى جامعة بوسطن وكاد أن يصل إلى مراده، درجاته مرتفعة ومهاراته في الكرة تستحق التطور، ومازالت المدرسة في صدمة لتقبل ذلك الحادث"

"أنا أسف لما حدث.."

دق الجرس بينما ماثيو يجلس على تلك الطاولة وحيدًا، حضر مسبقًا في يده دفتره الأزرق الصغير مع قلم استعدادًا للكتابة، ومن حوله بدأ الطلاب في الظهور بقاعة الطعام واحدًا يليه الأخر.

"المعذرة، هذة طاولتنا" قالت له فتاة شقراء، واقتربتا خلفها فتاتان بذات عمرها.

"لا يبدو كطالب" علقت صديقتها ذات النظارات وهي تُعطيه نظرة مستفهمة.

"أدعى ماثيو ليون، أنا مراسل بصحيفة تايمز وكنت أتمنى التحدث معكن لدقائق، أنتن صديقات لـ بيلي إيفانز ؟"

تبادل ثلاثتهن نظرات مرتبكة، ولكن جلوس الشقراء دفعهن لفعل المثل، ومعهن فتى الذي أتضح بأنه كان خلفهن.

"أجل نحن أصدقاءه، أدعى سارة.. سارة أوكونيل" قالت الشقراء مع عينان مائلة للون العسل، بشرة متوسطة اللون ولكن متوردة، وتبادلت نظرة إلى صديقتها ذات النظارة الطبية.

"ملايا هندريكس" قالت الأخرى وداعبت خصلتها السوداء، تبدو من لهجتها غريبة، سمراء مع عينان واسعة تلائم مظهرها مثل الهنديات أو اللاتينيات.

"كريستا والتر" قالت الثالثة والتي بدت أكبر منهما، خصلات بندقية غامقة وعيون زرقاء زينت وجهها لتبدو أجملهن.

"كايل سميث" قال الفتى والذي تجنب رفع نظرته نحو ماثيو، كان واضحًا بأنه زميل بيلي في كرة القدم من جسده الضخم.

"أشكركم على منحي البعض من وقتكم" قال بإبتسامة وفتح دفتره لبدء الأسئلة البسيطة.

"هل ظهر على بيلي التغير في الأيام السابقة ؟" سأل ماثيو ونظره يتبدل على وجوههم، من الصعب التحدث بهذا الوقت عن صديقهم الراحل.. هو يتفهم هذا.

"لا" همست ملايا، فرمى نظرة للباقين والذين قرروا عدم الإجابة من بعدها.

"هل ذكر لكم أي شئ عن ذلك المقطع المصور ؟" سأل، ونظر الجميع نحو كايل المرتبك.

"بيلي ليس الشخص الأول بمدرستنا الذي يُقتل بسبب ذلك المقطع المصور" تحدث كايل بجدية ورفع نظرة ضائعة تجاه ماثيو.

"ماذا تقصد ؟" استفهم.

"بالعام الماضي كان هناك فتى يدعى أوين جوناس بالسنة الأخيرة، وجدته الشرطة بعد عدة أيام من تغيبه عن المدرسة مقتولًا في منزله بطريقة بشعة ولم يلاحظ أحد، وذلك المقطع.. كان أخر شئ على حاسوبه" شرح بهدوء، عقد ماثيو حاجباه بينما يدون ما قاله.

"أين كانا والديه ؟" استفسر، فما سمعه أن والدة بيلي هي من وجدته، سيكون الأمر صعبًا إذا وافقت على مقابلته هي أيضًا.

"والديه كانا في رحلة خارج المدينة للإحتفال بزواجهما، هما من اتصلا بالمدرسة لأنه لا يُجيب على اتصالاتهما، بعد ذلك قاما بالإتصال بالشرطة والمجئ لفهم ما يحدث" أجابت عنه سارة لتكتمل الرؤية لدي ماثيو.

"هل كان بيلي يعلم عن ماحدث لجوناس ؟" سأل، ربما يجد شيئًا مشتركًا بينهما، ربما هناك قاتل متسلسل طليق بهذة الضواحي..

"أجل" قالت ملايا وهي تنظر للجميع، مع دق الجرس ختم كتابته بإجابتها وأغلق دفتره ببطئ.

"هل يمكنني التواصل معكم بطريقة ما لمعلومات أكثر ؟" سأل بنوع من التهذيب، وكما تمنى تبادل معهم الأرقام.

سار عبر المخرج أثناء قراءته لإجابتهم، تلك المدعوة كريستا لم تقدم له يد العون أبدًا، ولكن يد ما تشبثت به حتى يلتفت.

"هل هناك شئ، سارة ؟" قال بتعجب، ولكنها كانت مرتبكة للغاية لتتبادل النظرات معه.

"بيلي في الأيام السابقة لم يكن.. طبيعيًا"

#يُتبع

هولاا جميلاتي، بعتذر أوي عن التأخير.. مبقتش عارفة أتواصل بإستمرار لانشغالي في الدراسة *صف ثالث ثانوي* دعواتكم 💜

إن شاء الله القصة مش هتطول وتكون خلصانة، دعمكم ولو بكلمة، رأيكم وتوقعاتكم ؟

Akuma | شيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن