ضاحية ديلوود.
12:35 AM..
-"أعتذر للمجئ بهذا الوقت، هل سيغضب والديكِ ؟" قال ماثيو وهو يضع يديه في جيوب سرواله، أغلقت ملايا الباب الشبكي من خلفها وهي تقف على مقدمة منزلها بالقرب منه.
"لا تقلق، هما فقط لا يفهمان ما يحدث" قالت بهدوء وألقت نظرة خاطفة على والدتها التي تراقبها من نافذة المطبخ بنظرات قلقة.
"أنا حقًا أعتذر، لم أكن سأفعل هذا إذا لم يكن الأمر طارئ" قال سريعًا وهي تتقدم أكثر مع التشبث فوق معطفها الأحمر.
"ماذا هناك ؟ هل حدث شئ ؟" قالت بقلق واضح، فما يجعله يهاتفها في منتصف الليل للمجئ والتحدث معها لابد أن يكون هامًا.
"لقد قابلتِ بيلي قبل الحادث، صحيح ؟"
"أجل" أجابت، تنهد وهو يمرر أصابعه خلال خصلاته.
"هل قال لكِ شيئًا ؟" ماثيو استفسر "شيئًا يبدو غريب لدرجة عدم التصديق ؟"
"أجل، بدا هلعًا في ذاك اليوم، أخبرني أنه يتخيل وجود أشياء من حوله، ظل يطارده دائمًا في المدرسة والمنزل، لكن عندما يكون وحده.. فهذا الظل لا يتركه" قالت ثم طوت يدها فوق صدرها، حاجبيها انعقدا لتذكرها الباقٍ من حديث بيلي "قال أن هذا الأمر بدأ عندما بحث عن المقطع من خلال حاسوبه، لم يكن شاهده.. لكنه بحث عنه"
"ذلك الظل، هل حاول إيذاءه ؟" همس ماثيو كأن الكلمات لا تريد أن تخرج من فمه، هو لن يصل إلى مرحلة الإعتقاد بأن كل تلك الخرافات حقيقية، هو سيجن قبل أن يفعل.
"لم يذكر هذا" أومئ رأس ملايا بالنفي، استند جسد ماثيو بإرهاق على العمود الخشبي من خلفه وتنفس.
"لكنكِ صدقته، ألم تفعلي ؟" سأل بهدوء وهو يراقب الرعشة السريعة التي حدثت في شفتاها.
"لم أصدقه، لكن لم اكذبه كذلك" قالت ونظرتها تخطته نحو الطريق الهادئ مع الأضواء الطفيفة.
"لماذا ؟"
"كان متعلقًا بما يقوله، لم يكذب، ولكن كلماته هي صعبة التصديق، استطعت معرفة هذا من خلال عيناه، لقد شعر بالخوف كثيرًا" فسرت ملايا وانكمش جبينها عندما تذكرت وجه بيلي في مخيلتها، زارتها دمعات هاربة فوق وجنتيها جعلتها تلتفت بإتجاه أخر هامسة:
"أنا أسفة""لا عليكِ" قال ماثيو بإحراج واخفض نظره بعيدًا.
"قال أنه يرى صديقة لنا توفيت منذ عامين" همست ملايا بعدما هدأت "تدعى كريستا والتر"
"رأي.. كريستا ؟" تفاجئ ماثيو بشكل ملحوظ.
"أجل" أجابت ملايا، بلحظة أخرى انجذبت أنظارهم نحو الباب الذي تم فتحه لتظهر من خلفه سيدة تماثل ملايا المظهر ولكن بشكل أكبر مع معطف حريري منقوش بالأزهار.