ضاحية ديلوود.
1:18 PM..
-أسند ماثيو رأسه على نافذة الحافلة الدافئة بسبب أشعة الشمس، مازال رأسه يسترجع مقابلته الغريبة مع كريستا وما حدث بعدها في المساء.
لقد كان الأمر طبيعي، وكعادته أعاد بحثه عن ذلك المقطع دون فائدة، ينظر إليه لوقت طويل دون أخذ خطوة، رغم أنه لا يصدق.. لا يعلم ما يخيفه.
عندما قرر أن الأمر إنتهى وحان وقت إغلاق الحاسوب، اوقفه صوت ارتطام قوي أخر، وقبل أن يدرك بدأت الإضاءة في غرفته تنطفئ وتعود عدة مرات.
حمل ماثيو جسده عن الفراش سريعًا وأسرع لإحضار الدرج الخشبي، مرت ثوانٍ والإضاءة لا تتوقف عن الإنقطاع والعودة، لكنه قرر الصعود لحل المشكلة بنفسه.
عندما وصل لنهاية الدرج وضع يده فوق الإنارة لتثبيتها، أدارها بخفة في الإتجاه العكسي وأعادها مجددًا، بشكل ما نجح في حل مشكلة الإنقطاع وعادت الأمور لطبيعتها.
عاد صوت الارتطام من دورة المياه بشكل أقوى ليجذب نظر ماثيو، لم يلاحظ متى زاد دفئ الإنارة لتحرق أصابعه وتجعله يهمس:
"اللعنة !"تحسس الاحمرار الطفيف الذي ظهر على أطراف أصابعه قبل رفع نظرة غاضبة إلى الإنارة، فلاحظ التوهج الزائد الذي حدث بطريقة غريبة وفجأة انفجرت بوجهه لتتطاير شظايا الزجاج الحاد في الهواء ويعُم الظلام على الغرفة.
صرخة مدوية خرجت من فم ماثيو الذي أصابته إحدى الشظايا المتناثرة في وجهه، وقبل أن يتدارك الأمر كان صوت الارتطام القادم هو بمسند الدرج ليتمايل بلا توازن ويقع جسده على الأرض متالمًا.
خطوات أقدام سريعة من حوله في الغرفة أشعلت الرعب فيه والضوء الوحيد الظاهر هو الذي أمام شاشة الحاسوب، هرع سريعًا الى مكتبه ليسحب هاتفه بتهور ويضيئه نحو صوت الأقدام المتحركة في الغرفة بعينان مليئة بالهلع.
لكن كل ما قابله هو زوج من عيون الراكون الغاضبة.
توقفت الحافلة ليترجل منها ماثيو ويعطي نظرة متفحصة للمنزل الذي أصبح أمامه، متوسط الحجم لعائلة صغيرة، يماثل مئات المنازل في ذات الحي، أبيض اللون مع طابق واحد وعُلية، تقدم إلى الممر الضيق نحو الباب وطرق مرتين على الخشب الأبيض وأنتظر.
تحسس الضمادة التي تخفي إصابة وجهه وتنهد عندما فُتح له الباب.
"أنا مُمتن لاستقبالكِ لي اليوم، أسف عما حدث" قال لوالدة بيلي السيدة ستود وهو يجلس على الأريكة ذات اللون الأزرق.
"كيف تُحب السكر في الشاي ؟" سألت وهي تصب القليل في فنجانٍ صغير.
"قطعتان" همس، وقامت برفع الطبق الصغير بالفنجان بعد تحضيره ليلتقطه من أصابعها الرقيقة.