ضاحية ديلوود.
..4:39 PM
-"لقد إنتهيت !"
صاح عامل التصليحات الذي أصلح لماثيو الأضواء المخربة التي انفجرت بالأمس، تنهد بينما يراه يخطو عبر الدرج ليقف أرضًا بجانبه."ماذا عن دورة المياه ؟ كان هناك صوت ارتطام قوي، لكني لم أجد شيئًا هذا الصباح" سأل ماثيو وسار بجانبه نحو الباب.
"إنه غُصن شجرةٍ يتخبط بزجاج النافذة أثناء الرياح، لا تقلق فقد كان هناك عاصفة بالأمس زادت من حمل الكهرباء وأدت للإنفجار وصوت الارتطام معًا" برر له شكوكه التي أصبحت خرافية بعض الشئ لأنه قام بربط الأحداث مع المقطع المصور..
"شكرًا على مساعدتك" قال بلباقة ليعطيه العامل إبتسامة ودية قبل رحيله، أغلق الباب وعاد للنظر إلى الأضواء الجديدة التي قام بتركيبها، هذة الأحداث تُزيد من رعب ما يكتب عنه في مقاله.
"ربما يجب عليّ أخذ عطلة للاسترخاء بعد الإنتهاء من هذا المقال" تمتم وسحب مفاتيح المنزل وأغلق الباب من خلفه.
-
"يا صاح، لم أراك منذ مقال وحش شيكاغو" قال ليام بينما يتصافحان قبل جلوسهما المقابل لبعضهما في تلك الحانة الصغيرة، بالنسبة للكحول النهارية فهذة الحانة ممتلئة بالناس.
"أرجوك لا تذكر ذلك المقال" احتج ورفع نظرته للنادلة التي اقتربت لأخذ طلبهما، وكانت تستحق النظر بذلك القوام الذي يظهر من تنورتها القصيرة.
"انا فيرونكا، سأكون نادلتكما الليلة" قالت بإبتسامة ورفعت دفترها لتدوين الطلبات.
"زجاجتان من الجعة الباردة" قال ليام لتعطيه إيماء بالايجاب وتذهب في طريقها.
"أعترف لك، هذة حانة جيدة" قال ماثيو بسخرية وقد فهم صديقه ما يود قوله.
"أيها المشاغب، إلى أين وصلت مع هذا المقال ؟" قال بإبتسامة جعلته يتذكر الطريق الذي يصبح مسدودًا بوجهه مع مرور الوقت.
"لقد تحدثت مع والدة الفتى في الصباح وسأذهب لمقابلتها بالغد"
"هذا جيد، لماذا تشعر بالاستياء إذًا ؟" سأل بحاجبين معقودين، ربما لأن لديه ذلك الشعور بأن هناك قاتل طليق بسبب اعتقاد الناس بالخرافات ؟
"لا أعلم إذا كنت سأصل لشئ مع تصديق الجميع بأن ذلك الشريط هو السبب، هل تعلم أن هناك فتي بنفس المدرسة يدعى أوين قُتِل العام الماضي بنفس الطريقة ؟"
"لا يجب عليك التفكير بهذا الشكل، عليك الثقة بقدراتك وتحليلاتك بأنها ستوصلك لمقالك الناجح" قال ليام وأبتسم عندما اقتربت النادلة لوضع الزجاجتان فوق طاولتهما.
"انا سعيد لمقابلتك الليلة، كنت أحتاج لذلك" اخبره ماثيو بإمتنان وأمسك زجاجته لإحتساء القليل.
"نخب المقطع الشيطاني" قال ليام ورفع زجاجته لترتطم بخاصته.
من الجيد وجود أصدقاء مثل ليام في الحياة، لا يعاتبون إذا ابتعدنا، وعندما نعود لا نشعر بأنه مر بيننا ما يستحق الذكر، فنكون كالسابق دائمًا.
-
"أشكركِ على مقابلتي" قال ماثيو بإبتسامة بسيطة تجاه كريستا التي اتخذت مقعدها أمامه عبر الطاولة الدائرية داخل هذا المطعم البسيط.
"أنا إحدى المعجبات بمقالاتك" قالت بتلقائية حرجة ولاحظ هالة من التوتر تطوف حولها.
"لقد طلبت الطعام مسبقًا، أرجو ألا تستاءي" قال ماثيو لتغيير الموضوع ولكنها أعطته إبتسامة بسيطة.
"لا هذا جيد" قالت، الصمت بطريقة ما وجد طريقة للحضور حتى جاء الطعام بينهما، نصحه صديقه ليام بالمعكرونة مع الصلصة البيضاء بهذا المطعم لذا كان هذا ما طلبه لكليهما، وأثناء تناوله الطعام كان يفكر بأي سؤال سوف يطرحه أولًا.
"هل.. هل يمكنكَ إخباري عن رحلتك في مقال وحش شيكاغو ؟"
رفع ماثيو نظرة مرتبكة نحوها، لما يستمر الجميع بذكر ذلك المقال أمامه ؟ رغم أنه تسبب بشهرة واسعة له في مجاله وقد ترشح لجائزة ما بسببه، رغم عدم فوزه بها في النهاية، ولكن هذا المقال كان أصعب ما واجهه خلال مسيرته.
"سافرتُ إلى شيكاغو وكنت في فندق متواري عن الأنظار أحقق في إختفاء أكثر من مئتين سائح خلال عام، الشائعات تناقلت عن أسطورة تدعى كاميليو، وهو رجل يعيش في الرمال ويأخذ من يزعجه إلى أعماق البحار، فلم نجد السائحين أو حتى جثث لهم" صرح ماثيو مع تناوله المعكرونة، تبدو كريستا مستمعة جيدة.. هي حتى لا تتناول طعامها بينما يظهر الشغف بشفافية في عيناها.
"كنت بحاجة إلى خيط يوصلني لشئ مشترك بين المفقودين، وللحظ وجدت دليل مترابط مع البعض منهم"
"لقد مكثوا في ذات الفندق" أكملت عنه كريستا والتي أوحت له أنها تحفظ المقال، لذا ودَ مفاجئتها بشئ لم يذكره على الملاء من قبل.
"ذات الفندق الذي كنت أمكث به.."
#يُتبع..