5- ربما..

2.4K 255 28
                                    

ضاحية ديلوود.
7:23 PM..
-

نظرة الرعب والمفاجأة في عيناها كانت قوية، وربما توقفت عن التنفس لثوانٍ، وماثيو لن ينكر استمتاعه بهذا المشهد الحي.

"أنت لم تذكر هذا بالمقال.." همست ونبرة الفزع واضحة في صوتها، فشعر بقليل من المتعة والفخر مندمجان.

"شعرت بالخوف لن أنكر، في هذا اليوم لم أعد للفندق وبهذا اليوم اكتشفت سر وحش شيكاغو" قال ودقات قلبه تزداد كلما تذكر الأمر، لقد كان مخير بين الموت والنجاة دون حسبان، ورغم ما كتبه في ذاك المقال الذي جعله شهيرًا، هناك سر دكين لا يعلم عنه أحد.

سر لم يفشيه ماثيو لأحد أثناء رحلته في البحث عن وحش شيكاغو، عينان خضراء اللون تستنجد به لم تختفي من أحلامه لما يقارب الشهر، ومازالت لم تختفي من مخيلته إلى الآن.

"لقد قراءت أنك اكتشفت حجرات مخفية وسراديب سرية بالفندق كان صاحبه يحتجز بهم الجثث" قالت بهدوء، فأعتقد ماثيو للحظات أنها تبدو لطيفة مع نظرات الغباء التي توجها نحوهه.

"قمت بالبحث عن تصاميم الفندق وقارنته بالشكل النهائي، هذة هي النقطة التي أوضحت لي أن هناك شئ مريب، لذا ذهبت مع شرطيان إلى الفندق وعند بحثنا وجدنا تلك الأبواب السرية مع الرائحة العفنة، ما اكتشفته بعد ذلك أن مدير الفندق كان ينتظرني بهذا اليوم.. وإذا كنت عدت لغرفتي دون تفكير لم أكن سأجلس أمامك اليوم"

"الأمر مرعب عندما تصفه بهذا الشكل" علقت كريستا وأبعدت طبقها الذي لم تمسه من أمامها.

"لهذا أنا لا أؤمن بالأساطير، إنها غطاء لقتلة يسيرون من حولنا، النفس الإنسانية سيئة الطباع" قال ماثيو وأسند ذقنه فوق يده ليستطيع مراقبة تفاصيلها بطريقة أفضل، فقراءة أفعالها الآن خطوة مهمة.

"أنت تقصد ما حدث مع بيلي ؟" استفهمت منه، ونظرته المثبتة عليها كانت كإجابة.

"هل تصدقين أن المقطع المصور هو سبب الحادثة ؟" سألها ببطئ، لدقيقة بدى لها الأمر كاستجواب قبل أن تهمس:
"ربما.."

"هل أنتِ صديقة بيلي منذ فترة طويلة ؟" سألها و التهت عيناه في مشروب النبيذ الإضافي الذي يحمله النادل إليهما.

"منذ الروضة" أجابت، وسبب الأمر صدمة قصيرة له، لا تبدو حزينة كصديقة فقدت صديق الروضة.

"هل لاحظتِ أي تغيرات على بيلي بالفترة الأخيرة ؟" قام بطرح سؤاله مجددًا.

"أجل، كان يشعر بالإكتئاب" أجابته، وكما توقع أن إجابتها ستتغير عندما يكونا بمفردهما.

"لماذا لم تخبريني بهذا عندما طرحت السؤال أمام أصدقاءك ؟" سألها بهدوء، ولكن إجابتها كانت رفع أكتافها بصمت.

"هل أخبركِ ما سبب له الإكتئاب ؟" قال وحاول إخفاء نظرات الشك عن عيناه.

"ضغوطات العام الأخير، إختبارات القدرات، الإلتحاق بالجامعة، واقتراب الإمتحانات النهائية" عددت على أصابعها، وكانت أسباب طبيعية لزيادة التوتر بهذا السن الصغير، فهي عوامل أساسية لبناء حياة مستقبلية تستحق القلق بشأنها.

"هل قال لكِ عن رغبته في مشاهدة هذا المقطع ؟ هل من تغيرات غريبة حدثت معه قبل الحادث ؟" إنتقل للسؤال الثاني.

"قبل أسبوع من الحادث كنا نتحدث عن ما حدث لـ أوين جوناس، أكد لي أنه لا رغبة لديه في مشاهدة هذا المقطع، ثم بعد أيام قليلة في منزل ملايا تحدى الجميع لمشاهدته" قصت كريستا عليه ما تتذكره، عيناها شاردة وعقلها يستعيد تلك الأيام الفائتة.

"تشاجرتُ معه بهذا اليوم لأنه ذكر الأمر بهذة الطريقة، أوين جوناس كان صديقًا لي وما حدث معه أثر بي تمامًا، بيلي كان يعلم هذا جيدًا لكني شعرت أنه يقوم بالإستخفاف عما حدث" أردفت وتعابير الضيق بدت واضحة على تعابيرها أكثر كلما تعمقت.

"هل تصالحتما ؟" استفسر، فربما هي باردة لأنها فقدت صديق أخر بنفس الطريقة ولم تستطع توديعه، وربما هي من الشخصيات التي لا تستطيع التعبير عما بداخلها.

"أجل، لقد اعتذر عما فعله ووعدني أنه لن يتحدث عن ذلك المقطع ثانيتًا"

"هل كان أوين يعلم بسمعة هذا المقطع ؟" سأل ليتحول الحديث عن شخص أخر.

"أجل، كل عام نفقد طالب أو إثنان بنفس الطريقة والأمر المشترك بينهم هو ذلك الشئ، لا أعلم إذا كان صحيحًا أم خرافة، لكن ما أعلمه أن أوين لم يهاب الموت" أجابت بنبرة منخفضة جذبت اهتمامه.

"كيف هذا ؟"

"لقد حاول الانتحار عدة مرات" أكدت بحركات أصابعها فوق معصمها لوصف الأمر.

"هل تعلم عائلته ؟ ما السبب الذي دفعه لهذا ؟" تسارع في الأسئلة، ربما هذة هي النقطة التي يحتاجها.

"أجل، المشاكل التي كانت بين والديه وصلت إلى حد الإنفصال، كان أوين متعلقًا بهما فلم يحتمل الأمر، وعندما علموا برغبته في الانتحار حاولا إصلاح ما بينهما لأجله" شرحت أصابعها تتلاعب بخصلات هاربة من شعرها البندقي، تشتت ماثيو بحركتها لدقائق بينما يحاول ربط كل شئ ببعضه.

"هل تظنين أن أوين قام بالإنتحار ؟" قال بعد فترة من الصمت.

"تقرير الشرطة أوضح أنه لم يكن إنتحارًا، كلا أوين وبيلي قُتِلا بنفس الطريقة، لا يوجد دليل على إختراق المنزل أو أي شئ يوصل الشرطة للقاتل" أجابت، ولم تكن إجابتها دقيقة لسؤاله فلقد سألها عما تظنه هي..

"هل تقصدين بأن ذلك المقطع قتلهم أم أن القاتل طليق ؟"

"إذا كان القاتل طليق فهو شخص قريب منهما حتى لا يترك أثرًا لإختراق المنزل، شخص يعرفهما هما الإثنان عن كثب" أوضحت، ولكنه لاحظ ما تفعله، لاحظ أنها تتهرب من إجابته بشكل واضح، إنها تتلاعب به.

"هل تقصدين شخصًا مثلك ؟" واجهها بما في عقله، أصبحت نظرات الشك إليها صريحة في عيناه، ونبرتها في الإجابة مع ابتسامتها الجانبية اقلقته، هامسةً:

"ربما.."

#يُتبع...

Akuma | شيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن