ضاحية ديلوود.
2:08 AM..
-"هذا ليس حقيقيًا.. هذا ليس حقيقيًا"
ظل ماثيو يهمس لنفسه بتلك الكلمات، والتي كانت تُزيد من ضحكات كريستا الشيطانية أكثر فأكثر.
"أنا وأنت سنظل للأبد"
بدأت الغناء مجددًا مع ضحكاتها التي سببت الجنون له."توقفي عن الغناء !" صاح ماثيو و وضع كفيه فوق أذنيه لمنع صوتها من التسلل داخل رأسه.
"هل تعلم كيف مت ؟" قالت بنبرة جادة وهي تلتفت إليه، ولم تنتظر ردًا لتقول "كنت مع أوين بالخارج في موعد، ولكن الفتى الشهم لم يكن شهمًا عندما صدمتني سيارة وفرت، فقد فر هالعًا هو الآخر"
كان ماثيو على علم مسبق بهذة القصة ولكنه لم يتوقع سماعها من الشخص الميت بنفسه.
"ولكني لم أمت يا ليون، لقد كنت حية.." قالت كريستا بنبرة منكسرة وأضافت "كنت بوعيي بما فيه الكفاية لاجراء مكالمة مع الرقم الأخير في سجل الهاتف وللحظ كان بيلي، لأخبره بخوف أني لا أستطيع الحراك على الطريق الجانبي للغابة، فيُجيب أنها مزحة جيدة ويغلق بوجهي الأمل الوحيد"
"أترغب في تجربة شعوري بالموت؟" استهزاءت كريستا وهي تتقدم تجاهه أكثر.
"أنت تتوهم" همس ماثيو لنفسه و أغمض عيناه بقوة، جسده من الخوف التصق بالحائط من خلفه وهو يكرر تلك الكلمات سريعًا.
عندما لاحظ اختفاء الهمهمة المزعجة عن المكان أبعد يديه ببطء مع فتح عيناه، وكانت تجربته ناجحة حيث اختفت كريستا من أمامه، وعندما نظر من ارجاء المكان لم يجد حتى أثار الدماء خاصتها، رعشة طفيفة سارت بجسده وهو يتنفس براحة.
شعر بسقوط شئ على رأسه من الأعلى، فرفع نظرته ببطئ ليجدها متشبثة بالحائط مثل الكائنات الزاحفة وتنظر إليه بإبتسامتها المخيفة لتهمس "هل تُريد أن تعلم كيف ستموت ؟"
انتفض جسد ماثيو وسقط زاحفًا على الأرضية لأبعد مكان ممكن عنها، قلبه يخفق بقوة ويكاد يعجز عن التنفس
يكرر في ذاته أن الأمر غير حقيقي، ولكن لماذا يشعر أنه حقيقي للغاية ؟"ولماذا أنا ؟" صرخ ماثيو بفقدان أعصاب، مع تسلسل الأحداث اليوم التي انهالت عليه جعلته يفقد توازنه.
"إنه يُريدك، فهو يجمع الأرواح" أجابت كريستا وهي تبتعد خطواتها للخلف.
"من هو ؟" سأل بعينان متسعة
"الشيطان قادم إلى المدينة.." تمتمت بلحن هادئ وهي تسير من خلال الحائط الأمامي للغرفة.
"انتظري !" صرخ ماثيو و وقف سريعًا على قدماه، إذا أخبر أحدًا عما حدث فنهايته ستكون بمشفى الأمراض العقلية، هو يحتاج دليل.. يحتاج أن يفهم أكثر.