Chapter4

199 36 99
                                    

كم هو مؤلم أن نصاب بهزيمةٍ ذريعةٍ بعد أملٍ وتفائل كبيرين صنعناهما بعد صراعٍ كبير في أنفسنا الرقيقة الحساسة لكن الأسوء من هذا أن نستسلم لما حصل ونعده نهايتنا الحتمية التي لا طريق غيرها

في عتمة الليل وهدوئه كانت صرخات بيندي ونحيبه يعلوا صدى يمر على كل أنحاء تلك القلعة ثم يصل للسماء الجافة المليئة بالنجوم فمن شدة بئسه أقفل باب أحد الغرف على نفسه بإحكام حيث ظلامه يحوم فيها والحبر يسير عليها كحركات الأفاعي بالصحراء ثم راح يصيح ويصيح باكياً يشد راسه جاثياً لا يصغي لخادمه الذي لا يكف عن مناداته محاولاً مساعدته :

- مولاي ! أتوسل إليك توقف عن الصياح هذا يزيد من حالك سوء !! مولاي ... مولاي ! هل تسمعني ؟!

أحكم بيندي شد رأسه أكثر ودموعه لم يعد قادراً على السيطرة عليها خصوصاً عند تذكره ما قاله بوريس له

إنه فعلاً يغرق ويختنق عندما يدرك أن تلك الكلمات من اغلى صديق له ..

شعر سامي أن وضع بيندي سيؤدي به لتهلكة فأمر المسوخ الحبرية الذين هم خدم أيضاً بأن ينزلوا لقبو القلعة ويبحثوا على أكبر لوحةٍ خشبيةٍ خشنةٍ قد يجدونها ويأتون بها

نفذ المسوخ الطبب وأحظروها بسرعة عندها أمسك سامي بها معهم ثم تراجعوا للخلف وانطلقوا نحو الباب مندفعين بالخشبة الخشنة لينجحوا في خلعه نهائياً أخيراً

التفت بيندي بوحشية وكان سامي أول من يراه أمامه ويالها من حركاتٍ مرعبة أيقظت الموت في قلب سامي والمسوخ الحبرية

زئر بقوة وشد قبضتيه ثم اندفع نحو سامي يشد عنقه بقوة ثم يخبطه نحو الحائط

تناثرت دماء من فم سامي لدرجة أنها قد لطخت قناعه الذي يخفي وجهه به

لم يعد سامي قادر على التنفس وعن الحركة من الألم أما المسوخ الحبرية ففرت بجلدها قبل أن يقترب ظلام بيندي منهم ويقتلهم مباشرةً

رفع سامي يده التي ترتعش واضعاً إياها على وجه بيندي متحدثاً بصعوبةٍ شديدة :

-اهدئ .. مو .. مولاي .. هذا .... أنا ،، سـ سامي خادمك الـ

قاطع بيندي كلام سامي بزيادة شد الإحكام أكثر على عنقه لكن سامي لم يستسلم وعن الكلام لم يتوقف :

- سأضحي لأجلك .. حبي لك .. يتطلب .. التـ .. التضحية

مرت كلماته في فلب بيندي لحظتها كأنه شيء بارد يطفئ ما يحترق بداخل روحه ففك يده عن عنقه مستفيقاً من ما كان يفعله متراجعاً خلفه فيسقط سامي أرضاً ثم قال بيندي بصدمة :

- مالذي كـ كنت أفعله !!؟؟

وقف سامي رغم ألمه من الأرض عند سماع صوت مولاه الطبيعي مجدداً ثم استدار نحوه ساجداً قائلاً :

أبحث عنـــك || I'M LOOKING FOR YOU  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن