أبحث عنـــك || I'M LOOKING FOR YOU

Chapter1

في عالم الرسومات المتحركة والحبر ..

حيث كل شيء أبيض وأسود كتلك الأفلام الصامتة القديمة جداً يرسم عديد من الشخصيات يمكنها أن تعيش لوقتٍ أطول ويمكنها أن تموت كالبشر تماماً..

لكن لا أحد يعلم ما يمكن رسمه وحدوثه في أي لحظة سوى كان للخير أو للشر ..

إنه عالم أسود داكن ذو دهاليز مخيفةٍ متوحشة ممتلئ بالغدر والماكر للغاية ..

لكن ...

من جهةٍ أخرى لا أستطيع أن أنسى جماله الذي تطل فيه الشمس الصفراء البراقة الدافئة على أراضيها ورسوماتها الطيبين الرائعين وبيوتهم الظريفة الكارتونية الطفولية اللطيفة وأغانيهم السعيدة التي تُعزف في كل مكان وفي كل زواية وقرية وبيت انهم ممتلئين بالحب والحنان والبرائة
حقاً جانب آمن وهادئ يغمره النور والصفاء ..

كأن الأبيض في هذا العالم يرمز للخير والأسود يرمز لشر ...

لكن الأمر أصبح مختلفاً بعد أن تعبتٌ وامتلئ صدري بظلمة الحزن والإكتئاب ..

وقد كان هذا هو سبب قرار خروجي من بيتنا الصغير الذي كنت أعيش فيه في قرية ديزني
والاتجاه مسافراً إلى لامكان ..

وأثناء سيري الطويل المؤلم والمتعب لمحت قلعةً كبيرةً ضخمةً جداً !

كانت تبدو خشبية مطلية بالأسود من الخارج ممتلئة بالحبر الملطخ في كل مكان..

اعتقدت في بداية الأمر أنها ستكون ملاذي الأخير من العالم الذي كنت أعيش فيه منبوذاً مكروهاً حقيراً وحيداً لا أحد يقترب مني ومن أقترب منه يبتعد كالموجب والسالب..

لا أصدقاء ... لا عائلة ولا يتقبلونني بينهم فقط وحدة ثم وحدة وحزن يزداد كل لحظة !

بعد توترٍ واضطراب قبل دخولي قررت نهائياً أن أعيش فيها بعيداً عن كل ذلك إلى أن يحدد يوم موتي ..

وبالفعل ارتحت فيها عدة أشهر إلى أن جاء ذلك اليوم المهول المرعب الذي إزداد جنوني فيه فجأة بلا أي سبب ...

التهبت النار بداخلي واستيقظ الجانب المظلم في قلبي كأن بحر سوداويتي قد فاض بي فتحرر ذلك الظلام وأغرقني ..

السواد يحوم حولي في كل مكانٍ أذهب إليه ... كأنه ظلال كأنه هالة !

أصبحت أزمجر وأتنفس بصعوبة كأنني وحش مفترس ...
ودقات قلبي أستطيع سماعها ... تدور في كل أرجاء القلعة !
كأن قلبي ينبض داخل مكبر صوت ...

ازداد حجم جسمي وإرتعاشه تغيرت يداي الصغيرتان ثم ساقاي وتضخم جسدي الصغير و كأن أحدهم تلاعب بجيناتي ..

امتلئ المكان فجأة بصوري كالصحف والجرائد والعبارات الغريبة المكتوبة في تلك الصور تحتوي أفكار كانت تدور برأسي ..