فى عين الظلام

2.5K 149 3
                                    

حدق بعينه الرمادية فى السقف - لمدة لا يعلمها - و فى يده تلك الصورة التى رفضت يوتيكا تفسير محتواها. هو لا يتذكر أن عنده اخت كما لا يتذكر شئ عن عائلته سوى القليل و هذا ما اكتشفه قريبا.
لكنه لم ينسى ايضا كلمات اخوته عن أنهم متأكدون برؤيتها من قبل لكن ماذا جمعهم هم الأربعة سوى الملجأ!
ظل روكى يفكر بها يعقل أن تكون شاركتهم حياة الملجأ؟ و كان مبرره هى إجابتها 'لست اخته' لكنه يتذكر الجزء الاخر من الجملة 'لكنى ايضا اخته' و هذا ما جعله يجن جنونه فمن العاقل الذى يجمع تضاد فى جملة واحدة!
قاطعه طرق الباب فوقف و فتحه ليجد كوو واقف بإنزعاج

"أنا ابحث عنك منذ وقت طويل" تنهد روكى و هو يستمع لتذمر و معاتبة كوو "أنت حقا لست مهتم بصحتك فقد تركت وجبة الفطور تذهب هباءا! و اخبرونى برفضك للدماء التى قدمت لك للتماثل فى الشفا-"

"كوو انتهينا" تنبه كوو اخيرا لأخوه المنزعج ذو الملامح الذابلة و التى حملت ثقل كبير على عاتقها لم يفسره كوو. فبادر بالسؤال عله يحمل القليل عن أخيه الكبير الذى لا يتأخر ابدا عن مساعدته

"ماذا بك؟" رمى روكى جسده على السرير و تمهد مطولا

"أنا لم أعد افهم سبب مجيىنا هنا؟ يوتيكا لا تحتاج لمساعدة أو لمن يحميها إذن لما؟"

"لأن هناك قضية نحقق فيها" رد بثقة و إصرار، رد بهدوء ابث فى روكى تسائلات أخرى عن حقيقة ما يقال.

"أجلس كوو دعنى اقص عليك ما فى خاطرى" الى كوو أوامر أخيه و بدأ الحوار و تبادل الحديث.
.
.
و فى غرفة عرشه الحمراء تنهدت هى على العرش بجانبه فانتبه لوجهها المنزعج، و عينها التى و لمرة من بين المرات القليلة رأى فيها الحيرة فابتسم بخبث و قد خمن ما حدث.

"هل اخبرتيه بالحقيقة؟"

"ليس الآن يا كارل... صدق أو لا، هذا القصر سوف ينهار فوق رأسى بسببهما"

"ليس إن وضعتى نهاية لهما قبل أن يفعلا" ضحكت يوتيكا بسخرية قاتلة و كأنه قال فكاهة، و كأنه يمزح. التفت له بعدما هدأت و قالت فى جفاف

"يبدو أن أحدنا نسى سبب وجودى بجانبك من الاساس" نظر لها بحدة

"أنا لم انسى فأنا من احضرتك إلى هنا"

"تقصد الملك السابق هو من احضرنى إلى هنا" لم تظهر ملامحهما الكثير لكن نبراتهما الحادة كانت كافية للحرس الواقفين لحراسة المكان بالتأكد أن عراك على وشك البدأ.

"أوليس أنا من ادخلك هذا القصر و اعطاكى ما أنت عليه فى خلال غيابه و حين مات...حقا كان على طردك لفشلك فى-" اندفعت واقفة و اخذت تصرخ فيه

"من منا الذى فشل يا كارلهينز....أولم تفشل أنت الآخر فى حمايتها؟" جف وجهه فجأة و ذبلت جميع الملامح عدى نظرة الحدة و الشدة التى لاقت جدآ مع عينه الصفراء. كان اجتماع هذان العاملان كافيان لإسكات يوتيكا و بث الذعر فى جسدها، لكنها كانت أقوى من إظهاره. وقف بشموخه و هيبته و تقدم منها خطوة و قال اكثر جملة قد تقتلها

حارسها الشخصىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن