حارسها الشخصى

لقاء

الجميع لديه شخص مميز له لكن الأمر أن البعض لا يتجرأ على إظهار هذا التمييز أو لا يراه
_______________________________________
كان الهدوء سيد الغرفة. أربعة لم تهدأ مشاعرهم لثانية فأثنان فى ألم لا يطاق، و وضعهم على طاولة واحدة لم يساعد فى شئ سوى إلتقاء الأعين الزرقاء مع البنية. بينما إثنان يغوصان فى تفكير عميق لكلمات من الماضى القريب و البعيد.

لم يكن الصمت طويلا حتى دق جرس الباب ليقف كوو شاكرا لمن يدق قبل حتى معرفته.

"صباح الخير كوو"

"صباح الخير لكن من تكونين؟" ابتسمت له بهدوء و ابتعدت عنه لتدخل متجاهلة محاولته بمنعها.

"صباح الخير" التف الثلاثة لها و بالطبع لم يتعرف عليها أحد سوى يوتيكا التى وقفت مسرعة لتذهب و تحتضن ذلك الضيف العزيز الذى لم تراه منذ وفاة والدتها.

"سيدة وتويتى!" عانقت الكبرى يوتيكا بحنان و إشتياق فهى لا تنكر أنه و رغم كل ما يمر حولها إلا أنها اشتاقت لها.

"يوتيكا عزيزتى"

"ماذا تفعلين هنا؟"

"جئت لإعادتك للمنزل بالطبع" أبتسمت يوتيكا بإرتياح و غبطة.

#بعد نصف ساعة
كان الجميع يمشى فى إتجاه الشاطئ حيث ينتظر القارب الذى سوف يعيدهم للمنزل.

فى الأمام كان كوو بجانب زيرا رغم ذلك الصمت الحالك الذى تواجد بينهم و ضيق كوو إلا أنه أصر على التحرك بجانبها طالب منها حضورها للتمتع به. و أمامه كان روكى يمشى وحيدا غارق فى بحر الأفكار و فى النهاية كانت وتويتى و بجانبها يوتيكا التى كانت تنظر للأمام.

"أسوء أنواع الألم هو ألم الحب." نطقت وتويتى فجأة لتنظر لها يوتيكا بتعجب "أنت تجعليه يرتشف من كأس هذا الألم وحده و تشاهدين من بعيد، رجل غيره ما كان ليصمد" أزاحت يوتيكا عينها عن الأمام الفارغ لتنظر لروكى بحزن، نعم هى تعذبه و هى تعرف لكن ما باليد حيلة. ذلك الحائط لم يكسره أحد قط و لم تتخيل الحياة بعد كسره.

"لا أعرف ما أفعل"

"أترك قلبك يتحدث. الكلمات الطيبة لم تكن محرمة يوماً" أبتعد السيدة و تقتمدت الجميع فالبحر و القارب كان على بعد خطوتين لا أكثر. تسمرت يوتيكا فجأة فى مكانها لتتملكها رعشة قوية و عينها على القارب و من يقف أمامه.

"يوتيكا" جاء صوته الخشن صاحب النبرة المميزة لها. سرت قشعريرة فى جسدها و تملكها الذعر و هى ترى وجهه بعد عشرة أعوام، كانت مشتتة غير مستوعبة ما يحدث. نظر لها الحضور بعدم فهم.
"مرحباً يا يوتيكا" أخذت يوتيكا خطوة للخلف فى فزع فأزداد من حولها تعجب

"مستحيل....مستحيل"

"لا يا عزيزتى ليس بمستحيل" أقترب منها توتسوكا بحذر و كل خطوة يأخذها للأمام تأخذها يوتيكا فى الإتجاه المعاكس.