معركة الجحيم

888 50 7
                                    

قفزت عالياً فى الهواء لتهبط على غصن شجرة من شجرات القصر التى ذاقت أسوء مما ذاقه المحاربون فى هذه الحديقة الضخمة. ضحكت بسخرية و هى تنظر لتلك الواقفة فى الأسفل

"ماذا يا وتويتى هل أثر بك العمر؟" رفعت وتويتى نظرها لميراى و هى تتنفس بصعوبة، هى لم تكذب و تقول أنها مازالت فى عز شبابها و أنها فى أيامها الحالية قد لا تجارى قوة ميراى الا منتهية.

"و هل الكبر عيب؟" ضحكت ميراى بسخرية و هى تستند بيدها على الغصن و تنظر لتلك التى كانت يوم ما قريبة منها جدا بشفقة.

"أوه لا تكذبى يا وتويتى أنتى ترين حالك الآن... ألا تعرين بالعار؟" ألتقت وتويتى نفس أخر طويل ليساعدها على تنظيم أنفاسها و الهدوء. لقد مر ما يقارب السبع دقائق فى تلك المعركة بالفعل و الأمر لم يسوء حتى الآن، فوتويتى على دراية كاملة أن هؤلاء السبع دقائق بالنسبة لميراى قبلها ليسوا سوى تحضير المعركة الحقيقة و ما هم سوى تسلية لتدمير وقت بالنسبة لوتويتى ثمين.

"و هل حالتك تلك ليست بعار؟ لقد كنتى سيدة السحرة و مساعدتى"

"خطأ و سوف اصلحه" قفزت من على الغصن و هى تجيب فى حدة و تطلق من يدها بعض النيران لتهب وتويتى قافزة من على الأرض نحو شجرة قريبة لتبتعد عن النيران. ابتسمت ميراى بخبث حين لمحت أن لهيب بسيط من نيرانها اخترق ملابس وتويتى ليشق فى الإكمام خط محروق. "لقد كنتى تستخدمينى لأجل صالحك يا وتويتى و كفاكى محاولة"

وقفت وتويتى بحزم فهى غضبت من تلك الجملة. لقد مر أكثر من عشرة أعوام على كل تلك الأحداث التى وضعت بينهن سد غصب، لقد مر أكثر من عشرة أعوام على محاولة وتويتى المتكررة فى أصلاح الأمر لكنها كانت كلما تفعل شئ تأخذه ميراى على نحو خاطئ حتى باتت الإتهامات تضربها كالسهام المحاطة بالنيران، و كانت تتحمل لأجل ما بينهم لكنها ها هى الآن ترى مدى الكارثة التى باتت فيها و الشيطان الواقف أمامها قد تغذى بالشر لأعلى درجة حتى بات إرجاعه لرشده أمر صعب و يكاد يكون مستحيل.

"لن أنكر أنى أخطأت يا ميراى لكن ماذا عن ما فعلت لإصلاح خطأى" ضحكت ميراى بسخرية ممزوجة بغضب و هى تركض بأقصى ما ملكت نحو وتويتى

"أخبرينى بشئ واحد منهم!" صرخت و هى تمد قبضتها نحو خد وتويتى. وضعت وتويتى يدها أمام وجهها لتصد الضربة، فالتفت ميراى بجسدها متطايرة فى الهواء لتنزل نحو خصر وتويتى برجلها. كانت وتويتى الأسرع رغم أختلاف الجنس و انحنت بظهرها بحدة متفادية ذلك بينما أنبتت فى الأرض أغصان لتربط رجل ميراى حين تهبط. ابتسمت ميراى و اشعلت النيران فى رجلها لتقع بين الأغصان و تحرقها معطية وقت لوتويتى بالتراجع لخطوة ليكملا تلك المعركة البسيطة.

أخذ نفس عميق بعدما شعر و كأنه لم يستطع التنفس لخمس دقائق فقد مر خمس دقائق و هى تسلبه الدماء و الروح دون رحمة. لقد كان الدوار لا يحتمل و عيناه تلح عليه بإغلاقهما لكنه كان يعاند و آبى حتى يطمئن عليها. روكى كان أكثر شخص مفزوع حالياً فلقد استنزفت الكثير من الدماء و إذا لم يسترد كوو البعض قريبًا قد يلقى حتفه فى سبيل من أحب و بدل من إنقاذهما سيموت أحدهما، لكنه لم يستطع لومها فهى الأخرى كانت تنزف كثيرا و سحبها لهذه الكمية كان شئ متوقع بسبب نزيفها و تحولها.

حارسها الشخصىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن