البحث عن الحقيقة

2.6K 148 3
                                    

فتح عينه ببطئ شديد و هو يشعر بجسده كله هش، ثقيل صعب التحريك. اخذ يعافر فى تحريك اصبعه و ما ان نجح اخيرا حتى تنفس بعمق و حتى هذا التنفس سبب له ألم.

"اخذت وقتا طويلا بالفعل" لف نظره ليقابل ظهرها المغطى بشعرها الفضى الطويل "ظننت اننا سنضطر لإعلان وفاتك قريبا"

"م-ماذا ح-حدث لى؟" ابتسمت يوتيكا بسخرية و هى تلتف فى اتجاهه لتظهر وجهها الساخر الذى عادتا يخفى جميع مشاعره

"خدشت و فقدت الوعى" ثم اتجهت واقفة بجانب السرير عند طرفه تماما ليلمح روكى ساقها التى ظهرت من تحت الفستان القصير اسود اللون "كم هذا مؤسف...حارسى يفقد الوعى من مجرد خدش حقا ستجلب لى العار" لف روكى عينه بعيدا بعدما تذكر ما حدث له ثم تمتم فى حزن و اسى لتلك التى اعطته ظهرها و ممسكة بالفرشاة لتصفيف شعرها. فى الواقع الكلمات هى من تركت فمه رغم عنه و المشاعر طافت حول قلبه بالحزن الذى لم يفهمه أو يفسره

"قلقة من العار و ليس على حياتى" التفت يوتيكا بسرعة لتفزعه. نظرت له بتعجب و رغم انها سمعت كلماته بوضوح إلا انها ارادت التأكد من انها لا تتوهم أو انها فقدت السيطرة على عقلها الباطن

"ماذا؟" شهق روكى فى نفسه بعدما استوعب ما قال و اخذ يصفع عقله و يسبه على غباءه و سذاجته و هو يقول انها على أى حال لن تكترث له فهو حارسها و ليس أكثر و لا تعامله سوى كحارس أو بالاحرى خادم لها. لف وجهه و قال مصطنع الهدوء

"لا شئ" اعادت يوتيكا النظر للمرآة مبتسمة بخبث. هى لا تتذكر أن أحد يستطيع جعلها تبتسم كثيرا كما يفعل هو.. سريعا ما قطع هو الصمت

"أنا لا افهم" التفت له بوجه متعجب من تلك العبارة الغير مفهومة "لما اخترتنى أنا لأكون حارسك، فى حين أن هناك من هم أقوى منى بدنيا و لو كان الأمر يتعلق بأن يكون من بيننا نحن الموكامى إذن كان يوما اولى بأن يكون حار-" قاطعته ضحكة يوتيكا الساخرة العالية و هى تقف لتتجه نحو طرف السرير و تنظر له قليلا ثم تبدأ ببسمة ساخرة

"بالك من ساذج! حقا اضحكتنى يا روكى" مالت قليلا بعودها لتجلس على الكرسى المجاور له و تقول بهدوء قبل أن تمحى بسمتها "ظننت انى سأختار حارسى لقوته البدنية، هل تمازحنى؟! أنا أستطيع حماية نفسى يا روكى فأنا أخت الملك و لا اقل عنه قوة و لا-" قاطعها فى حدة

"اوه لا تتباهى بانك أخته الان لانى لا اصدق انكى أخته فى الأصل!" لتضحك هى مرة أخرى

"أنت تثبت لى يوميا سذاجتك" وقفت مبتسمة "أنا بالفعل لست أخته لكنى ايضا اخته" انحت بجزعها "و أنت حارسى الذى اخترته -ليس لقوته البدنية - و ستظل حارسى سواء شئت أم ابيت" فتحت الباب لتخرج لكنها التفت لذلك المنزعج من أسلوبها المتعجرف و المتكبر المعتاد

"و بالمناسبة أنا اخترتك لأنك الأفضل بين من عرضوا على و لو وجدت افضل لاخترته" و خرجت لتتركه وحده فى تلك الغرفة الضخمة يفكر فيما قالت. لكن سرعان ما غلبه النوم من شدة التعب. و مر ساعتان حتى استيقذ على ضجة حوله . ضجة لأربعة اصوات عرفهم كمعرفته للشمس لكنه لم يصدق وجودهم و ظن أنه حلم ففتح عينه

حارسها الشخصىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن