الجزء الثالث

3.6K 41 4
                                    

عـادت لبـنغازي وهي في شدة الهـلاك, توجهت لشقـتها, أخرجـت المفـتاح لفتح الباب ولــكن..

ولـكن البـاب فـتح من الداخـل.....!

فـور انفتـاح الـباب وضـعت " هـدى " يـديها على فـمها حـتى تـحبس الـصرخة, تـوقعت أن يـكون " نـجيب " خـلف الـباب لـكن الـمنزل فـارغ, كيف فـتح الـباب ؟ مـن فـتحه ؟ أسـئلة لـن يجيب عليـها إلا شخـص واحد, نـعم هـو " نـجيب "...

بعد دخولها, رفـعت يديها ولـطمت نفـسها مرارا وتـكرارا نـدما لما حصل للـشباب الـثلاثة, إلتقـطت أنفـاسها مرددة...

- مـاحـدث قـد حدث, هـم ضحـايا لـعبة " نـجيب " مثـلي تـماما !!

أعـدت بـعض الـطعام وأخذتـه لتـجلس أمـام التـلفاز في مـحاولة لإرجاع حيـاتها الـطبيعية ولـو لبضع دقـائق ويبـدو أن خـطتها في إستـرجاع الحـياة الطبيعية فـشلت, وهـي تشـاهد التـلفاز لاحظـت صـندوق الـصور علـى طـاولة الـتلـفاز مفــتوحا, أزاحـت الـطعام جانبا وتحركت من الـكنبة متـجهة للـصندوق بروية, أمسـكت بـصورها المـكسوة بـرائحة الـذكريـات الـجميلة...

أول صـورة مـاراثون الدرجات الهـوائية منذ أربـع أعوام " هـدى " بـدراجتها منـطلقة والإبتسـامة على وجههـا, ثـاني صـورة حفـلة تـخرجها الـعام الـمنصرم رفـقة زملائهـا وزميلاتها, الـثالثة وهـي صـغيرة بـمزرعة أحـد أقاربها تقـتطف الـتفاح, قـبل أن تـكمل مشـاهدة الـصور لاحظـت أمرا مريبا....

عـادت من أول صورة, صـورة المـاراثون, أمعنت الـنظر, خـلفهـا شخـص بـدراجته الـهوائية كـل شيء فـيه واضـح مـاعدا وجـهه بدا وكأنه بلا ملامـح وجه !!

صورة حفـل التخرج, خـلفهـا يقف ذلـك الغريب ونـعم حتى في هذه الـصورة بدون أي ملامح, الـصورة وهـي صغـيرة بالمـزرعة بيـن الأشجـار يقف بعـيدا ولا تفـاصيل لـوجهه, الـصورة الـرابعة والخـامسة وإلـى أخر صـورة, الـصور العائلية والـمدرسية, هـو يتواجد بجـميع الـصور في كـل ذكـرى يرافـقها....

-  أرجـوك كفـى أرجــــوك

رمـت صنـدوق الـصور وإنـهارت على الأرض تـبكي, سـئمت من ألاعيب " نـجيب "....

صـباحا إستـيقظت " هـدى " على رنـين هـاتفها المـزعج, فـركت عيناها لـتجد نفـسها على أرضية غـرفة المعيشة الـباردة وسـط كومة الـصور, جـلست قائلة..

- أيـعقل أن كـل ما حـصل كـان مجرد حلم ؟

لكـن سـرعان ماتأكدت أن الأمر واقـع بـعد نظـرها للصـور ورؤيتها لذلك الـطيف الذي لـم يغادر صورها...

** رنين الـهاتف **

- ألـــو ؟

- أنـسة " هـدى "

- سـيد " نزار " أأأأسفــة لأننـي لـم أرد على مـكالماتك الـيومين المـاضيين كـانت لي ظروفي الـخاصة

زوجي من الجنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن