" زهـير " في منتهى الـسعادة برؤية بيانات أبـيه وصورته, سـحبت " شيماء " ملـف والد " زهير " وقـالت
- ألـف مبروك, أنـا سـعيدة من أجلك وأيضاً أخيراً سأقابلك والد زوجي الـحبيب
- أبـي انسـان لطيف ستحبينه
- أنا متأكدة
- لـنخرج الآن
- تـمزح ؟ الـمدينة نائمة الآن, الـصباح ننـطلق
- دوماً الـصباح الـصباح !
- لا تتـعجل يا حبيبي, مهمتنا شـبه انتهت و لله الحمد
ومـرت الـساعات نامت " شيماء " أما " زهير " جـالس ينتظر, يُعاد سيناريو كل صباح تجـهز " شيماء " نفسها وتأكل افطارها لـتغادر في رحلة بحثها عـن والد " زهير "
تسأل " شيماء " أهل الـمدينة إن كان أحدهـم يـعرف " رائد " وتريهم صورته لـكن لـم تحصل على إجابة, عـامل بـمتجر مواد غذائية أبلغ " شيماء " أن " رائد " كان يأتي لمتجره دوماً لكنه اختفى منذ مدة, أعطت " شيماء " عنوان منزلها للـعامل وأبلغته أن في حال قدوم " رائد " فليعطيه العنوان ويبلغه أن يزورها
توجهت " شيماء " إلى سـاحة الـمقاهي فكبار الـسن يترددون على هذه الأماكن دوماً, دخلت من مقهى لأخر تسأل حتى تـوقفت عـند مقـهى يـعمل بـه رجل مسـن, ارتدى نظاراته وركـز بصـورة " رائد " قائلاً
- ماذا تريدين منه يا بنيتي ؟
- هناك أمانة يجب أن أوصلها له
- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي الـعظيم
- لماذا ؟
- الـبقاء لله وحده يا أنسة
- " رائـد " مــــــات ؟
- مـنذ ثلاث أعوام
اهـتز الـمقهى بـشدة وشرارة الـغضب تتطاير مـن عينا " زهير ", صـاحب الـمقهى سأل
- أهذا زلزال ؟
" شيماء " لـم تستطع إيقاف " زهير " فقالت
- نعم يبدو أنه زلزال
ركضت خارجة وأينما ركضت تهتز الأرض من حولها, صعدت سيارتها لتتكلم
- أرجوك يا " زهير " اهدأ, أرجوك اهدأ
- أبـي توفي يا " شيماء " أبي توفي
- هـذه سـنة الـحياة
- بـعد رحلة الـبحث الـطويلة عن أبي وكل, وكل الـصعاب التي قابلتنا أكتشف أنني لن ألتقي بـه في النهاية
- على الأقل حاولت وهذا أمر نبيل جداً منك
- أبـشرك ؟ الآن لـن أعـرف كـيفية الانتقـال لعالمكم وسـتأتي الـشياطين لأخذي قريباً, كـل بشائر الـسوء أتت بـعد خبر وفاة أبي