6

1.9K 18 0
                                    


  انتهت ايام العزاء وانقض المعزون.. مر اسبوعين كانا من اكثر الاسابيع وجعاً على ذلك المنزل..
عادت ام قاسي الى المنزل لمواساة بناتها ..لن تتركهم بعد وفاة طليقها .. حزنت فهي لا تنكر ان خالد كان نعم الزوج،

جالسه في منتصف الأريكه في الصاله وتنظر للفراغ، امتلأ المنزل بعد وفاة والدها هاهي ساره بأطفالها وهذه أمها تعود وتقرر البقاء هنا وهاهو عزام لا يفارقهم وبالأخص وان قاسي ملتحق بكلية الملك خالد العسكريه..!
لماذا تشعر بضيق يكتم انفاسها.. لماذا تلك الغيوم الرماديه تحجب عنها نعمة النسيان والتنعم فيه..!!

نزلت ساره من الأعلى وهي تنادي طفلتها/ليااان وينك يمه دوري جزمات اخوك سعد ونادي طلال ،بنروح البيت بعد شوي

ليان التي تجلس وبين يديها جهازها اللوحي/ماما جزمات سعودي حطيتها في شنطته.. وطلال راح البقاله مع خالي عزام

استضاقت من أسمه، مازال ذلك الولد يطاردها.. هو من تسبب بطلاقها هو من دمر علاقتها بزوجها وجعله يطردها من منزلها.. لن تدعه يمكث هنا اكثر.. الآن وقد توفي خاله ستطرده شر طرده وستقتص من تلك السنين الضائعه من عمرها..!

لحظات ليدخل طلال محملاً باكياس كثيره من السوبر ماركت ومن مؤنة المنزل.. ثم خرج وجلب العشاء الذي احضر عزام ..

استوقفته ام قاسي وهي تأمره/تعااال يا طلال. وين عزام

طلال/راح ينزل باقي الاغراض من السياره يا جده

اتجهت لنقابها و رداءها وهي تهم بالخروج لتتفاجئ بيد مدى تمنعها/يمه تعوذي من ابليس واقعدي..

ام قاسي وهي تزم شفتيها/ما يقعد عندي هنا ثانيه وحده زياده ولد ساره

شعرت بأن كل شي سينهار/يمه عزام خطيبي وابوي الله يرحمه، عطاه كلمه خلاص

ابتسمت بخبث/يخسي ويعقب هالمنتف ياخذك، ام منيف تبيك لولدها وولدها ما شاء الله يشتغل بأرامكو وراتبه ثلاثين بالشهر.. وش لك بهاللي ماله لا وظيفه ولا مستقبل يفتح النفس

تحدثت بضيق/يمه هذا ماهو وقت هالكلام.. ابوي توه متوفي وانتي تتكلمين عن زواجي.. راعي قلبي يمه انا ماني جدار ترى"المتوفي حبيبي"

لاحظت اصرارها،تبدو متمسكه بعزام لكن لن تسمح لها/شووفي يابنت بطني.. يا انك تتركين عزام او اني غاضبه عليك ليوم الدين..

تجمدت مكانها، اي مساومه وقعت فيها،اي حظ عاثر يلازمها، لم تستطيع الحديث ولا الرد..!!
هذا مالم تحسب حسابه..

لحظات ليسمعون صوت عزام ينادي/يا ولد.. يا طلال..قولهم يفسحون لي مجال ادخل الاغراض اللي معي

خرجت له و الشر في عينيها/معاد لك مجال تدخل هالبيت يا ولد ساره.

استعاذ من رؤيتها التي تقبض روحه للحظه، لماذا أتت الآن ماذا تريد؟!/يا خاله انا معي اغراض مايقدر طلال يشيلها بدخلها المطبخ و بطلع

أمرته/حط الاغراض عندك والا خذها معك و اطلع من حياتنا الله يستر عليك معاد لك عندنا طلابه.. خلاص خالك ومات

وقفت هي خلف الباب عاجزه عن اي شيء سوا البكاء واختها ساره تواسيها وتربت على كتفها..

قرر ان يكون قوياً هذه المره ولن يخضع لصراخها عليه/انا ماني في بيتك علشان تطرديني يا حصه، هذا بيت خالي وعيال خالي.. انتي مطلقه و مالك حق فيه، وبنت خالي تراني باخذها رضيتي والا مارضيتي..

صُدمت من رده وذهلت من نبرته الواثقه لكنها تحدثت بثقه تفوقه/بنت خالك واقفه وراي و ماتبيك.. فلا تفشل عمرك وتطلبها مره ثانيه

فتح شماغه واعاد ترتيبها بتوتر ليرفع صوته وينادي/مدى.. يا مدى. انتي موجوده ردي علي..

لم ترد ففي حلقها غصه تمنع بكائها..وحديثها أيضاً..

كرر سؤاله، فهذه السيده تثير اعصابه وتستفزه، ان لم يجد اجابة تسّر قلبه منها الآن لن يعود.. وان مات شوقاً/مدى ردي علي ان كنتي تسمعيني..

ردت ساره/هي هنا وراء الباب و تسمعك يا عزام.. قول اللي عندك

تحدث بلهفه/مدى، خالي وافق على زواجنا ،وكان المفروض اليوم ..بس.. "شعر بالغصه".. .مدى جاوبيني ..صدق الكلام اللي قالته أمك؟

استجمعت قواها الزائفه و ردت بصوت واثق، تريد ان لا تجعله يفكر بها بعد رفضها يجب ان ينساها وان لا يحرق نفسه بالتحسر عليها/ايه صدق يا عزام...انا اصلاً كنت بتزوجك علشان ابوي وبس لا ابيك ولاهم يحزنون.. الله يوفقك مع وحده غيري..

لحظة صمت..

انسحب و خرج بعد اخر كلمه... لم يقول كلمه اخرى.. اليوم فقط فقد كل شي قد يربطه بوالدته.. بقي فقط أن يلحق بها..
ركب سيارته متجهاً الئ تلك المقبره..
هنالك موطنه الذي يشتاق ان يسكنه ..!!
لماذا ذلك الحرمان يلاحقه في كل شيء يحبه؟..
لماذا نجاحه في دراسته وعمله لا ينعكسان على حظه وحياته الخاصه..؟!
كانت "مدى" الحلم الناصع البياض الذي انتظرها طوال سنواته..وهاهو يذهب ادراج الرياح.. 

ماوراء الغيومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن