10

1.5K 10 0
                                    


  تلبدت الأجواء بالغيوم من جديد،.. ازداد الوضع سوءاً وهي تجلس بالانتظار على أمل مستحيل..
تنهدت وهي تبكي فتقف تاره وتجلس تاره أخرى بتساؤل موجع ماذا سيحدث بعد دقيقه وبعد ساعه وبعد يوم !!
لماذا ضعف والدها وسقط فجأه مع ما حدث لأبنه،
لابد وأنه كان يضع فيه احلامه وامنياته وأمآله.. لذلك كانت صدمته موجعه قاتله..

ذهب الجميع وبقيت هي وعمتها لولوه..عادت لتجلس بتعب وارهاق على كرسي الانتظار المقابل لغرفة والدها..
وقفت لولوه تلك السيده الخمسينيه/انا بروح دورة المياه بتوضى وبروح لاستراحة النساء اصلي الوتر

تركتها وذهبت..

،

دخل وهو يتجه لغرفة العنايه..سيرى ما يريد منه ذلك العم الذي ظهر له فجأه ويطلب رؤيته ، يحمل في صدره ثقلاً..لم يحبذ لقاء عمه لكنه سيعمل ما يمليه عليه ضميره،
وصل الى وحدة العنايه ليجد الممر هادئ وفارغ سوا من واحده تجلس هنالك وتبدو متوتره من طريقة جلوسها ..
نظر الى الابواب الثلاثه ليتجه لرقم غرفة عمه وهو يشد خطواته..

لمحت ذلك الذي يقف امام غرفة والدها بتردد، طويل ويبدو قوي البنيه..خافت من تردده! لماذا يقف بتوتر و كأنه يفكر... ،هي لا تعرفه و لأول تراه، وقفت واتجهت اليه، لتقف قريبه/نعم اخوي؟شبغيت؟

ألتفت اليها وهو يرى عينين قد احمرتا من اثر البكاء وصوتها يبدو مبحوحاً/لو سمحتي توكلي ، انا ماطلبت مساعده.. انا جاي وعارف الغرفه اللي ابيها

ردت بضيق/ياخي انت واقف عند غرفة أبوي و انا ماعرفك وجاي بهالوقت المتأخر ، لذلك انا اسأل،شبغيت؟

استغرب وهو يبحر بعينيها التي تحولت للحده بفضول ويرد بسخريه/وتقولينها بفخر ،تعرفين كل الرجال اللي يعرفهم ابوك!!

استفزها بتلميحه الغير مقبول و لكنها هادئه/احترم نفسك واعرف حدودك.. قلتلك هذي غرفة ابوي وماراح تدخلها

اعاد ترتيب شماغه من جديد وهو يشاهد سيده قادمه من اخر الممر/صدقيني ماهو بودي أجي واشوفه ، لكن جاي فزعه لا اكثر وادري انكم محتاجين رجل ..انا عزام عبدالله المناع ولد عمك لو تعرفينه..

اقبلت لتقف أمامه وهي تتخيل أبيها، فهو يمتلك نفس الملامح و نعس عينيه و لونها العسلي الفاتح بشكل ملحوظ.. و خامة صوته وعرض منكبيه، هو حقاً/اي والله انك حفيد عبدالعزيز المناع ..عزام ولد اخوي؟!!.

استغرب هذه السيده التي تقف امامه واخذ يلتفت في الممر، حمداً لله ان وليد انشغل في الطوارئ ولم يشاهد ما يحدث، ليتفاجئ بها تعانقه/ليت الايام ترجع واشوف ابوك لييت

تفاجئ ولم يبدي اي ردة فعل، فهم من حديثها انها عمته/شلون ابو نايف؟..<< لم يستطيع مناداته عمي!!

فضلت السكوت والابتعاد عنه، بعدما عرفت من هو و لماذا جاء، بدا مغروراً مُعتداً بنفسه وبرجولته ومتعالي جداً وكأنه يتفضل عليهم بقدومه.. لم تعجبها نبرته المتكبره.. ماذا يظن نفسه!!
.
،
.

دخل بصحبة لولوه الى عمه وهو ينظر اليه، كم هو وقور يبدو نحيلاً وشاحباً..ماذا فعل به الدهر وهو من قائمة الاغنياء في هذه المدينه..!!
شاهد عمته وهي تناديه هامسةً في أذنه/يابو نايف.. يا راكان.. عزام ولد اخوك هنا ويبي يشوفك،قوم شوفه

تسائل قليلاً بداخله مالذي أتى به اليهم وهو قد جزم عدم الاحتكاك بهم، استعاذ من وساوسه وهو يرى عمه يستجيب ويفتح عينيه وينادي بصوت ضعيف/نايف.

نزلت دمعتها وهي تراه يهذي بأسم ابنه/عزاام هنا يا راكان.. قوم

استوعب ماذا تقول له فابتسم قبل ان يراه/الحمدلله الحمدلله

اقترب اليه عزام ببرود، بداخله جليد، لا شي يتحرك سوا عواصف جليديه، لأول مره لا يرق قلبه ولا يهتم بضعف احدهم، قد توفي ابيه وأمه ولم يهتم به احد في هذا العالم سوا خاله وقد مات هو الآخر فمات معه الاحساس الدافئ الذي قتلت ماتبقى منه ابنته التي كان يحبها و رفضته لتتزوج غيره! ، اراد ان يعرف ماذا يريد منه هذا العم فقط/سلامتك يا بونايف ماتشوف شر

لولوه بابتسامه دافئه/هذا عمك يا عزام،

شعر وكأنها تقول هذا "همك"..رباه كن في عوني مالذي اقحمت نفسي به..

مد يده لتتلقفها يد عزام/سم يا عمي انا جنبك.. شده وتزول ان شاء الله ما تشوف شر..

ابتسم وهو يسمع صوته، هو ذلك الشاب الذي تصله اخباره ويعلم ماذا يفعل منذ ان عرفه.. هو ذلك المجتهد والمثالي في عمله كما سمع به من محاميه وممن ارسلهم اليه/عزام ماخاب ظني بك .. كنت مثلما تمنيتك و توقعتك ..

استغرب كلماته وكأنه يعرفه/يا عمي أمرني وش بغيت طال عمرك

اخذ نفسه بصعوبه وهو يشعر يوماً بعد يوم باقتراب اجله وتحدث بابتسامه/ اكثر شي فرحت به اني عرفت ان لي اخو اسمه عبدالله وله ولد اسمه عزام.. قسم بالله فرحت وكأن هالولد لي أنا..

لم يجد ما يقوله.. صمت وهو يحاول ان يصمد..

أردف راكان وهو يأخذ انفاسه بصعوبه/العمر معاد به كثر ما راح يا ولدي.. لكن وصيتك بناتي مالهم سند بهالدنيا ولا لهم عوين بعد الله غيرك..

شعر بالمسؤليه والضغط/الله يخليك لهم..

شد على يد عزام/ويخليك يا ولدي..

تسائل بداخله، لماذا لم يعترف به إلا الآن.. لماذا يستدعيه بعدما احتاج اليه!! لا بأس سيكون معه حتى يسترد عافيته ثم يتركه، لا حاجة له بأناس لم يعترفوا به الا في وقت حاجتهم/سم يا عم.. قول وش تبي واسويه

هز رأسه بالموافقه وهو يبتسم/هذا العشم يا ولدي هذا العشم..

دخلت في هذه الاثناء و هي تشعر بتوتر، لم ترتاح لطلب هذا الرجل هنا/يبه خلاص كفايه كلام ارتاح يالغالي.. وانت لو سمحت اطلع ماهو وقت زياره

نظر إليها بنظرات ناريه لماذا تعامله وكأن بينهما ثأر قديم!! ، ماكل هذا الغرور و والدها بهذه الحاله الحرجه ويحتاج رجل يقف بجانبه..!

ابو نايف/لا ، خلو عزام عندي ابيه بسوالف بيني وبينه.

شعرت بالحرج وهو ينظر لعينيها بهذه الحده، وكأنه يتوعدها، ابتلعت ريق الخوف ثم ازاحت عينيها عنه/عمتي انا اتصلت بالسايق وجاي تحت برجع للبيت، وراي دوام بدري

نظر الى ساعة معصمه وهو مستغرباً/الساعه2ونصف كيف تروحين لحالك مع السايق؟!!

نظرت اليه باحتقار وهي تهم بالخروج/تصبح على خير يبه.

ألتفت الى عمته/روحي معها يا عمه مايصير ترجع لحالها..

ابتسمت له وهي ترمقه بفخر/ياجعل عيني ماتبكيك، الله يرحم ابوي وعبدالله.. انا بلحقها ماعليه.

شاهدها تخرج وتذكر حديث وليد في هذه اللحظه عن تواجدهن بدون رجل يقف بجانبهن، لا يرضى ابداً لو كان له سلطه لن يسمح بتواجد احدى محارمه حتى هذا الوقت خارج المنزل.. ألتفت الى عمه الذي ناداه/بغيت مني شي يا عمي؟

اشار الى الماء على الطاوله/ابي ماء.. صب لي ماء خلني أبل ريقي ، هالادويه ذبحتني

سكب له الماء وجلس بجواره، سيكون له كولده ليطمئن عليه و ليتجاوز محنته.. بداخله جليد لم يعرف يوماً معنى دفء العائله، اضطراب تفكير وهمس في اقاصيه يؤنبه لماذا قبلت ان تكون بديلاً لشخص آخر..!!

،
.
،
.
،
.

ماوراء الغيومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن