جزء ١

477 8 3
                                    

امسك الكراس و علامات الدهشة رسمت على وجهه أخذ يقرأ الأوراق بسرعة و دموع تجري من عينيه و يقول في نفسه لمادا... لمادا.. كلمات ظل يكررها و كل مرة يتعالى صوته حتى أصبح يصرخ بأعلى صوت و الدموع لم تبدو كأنها ستتوقف ..
بعد مرور فترة قصيرة لم يستطع التحمل أكثر لكن كيف يخرج من متاهة ظل يرسم فيها لسنوات و رغم أنه رسمها بنفسه إلا أنه لم يستطع الخروج ..رفع ركبتيه إلى صدره و أحاطهما بيديه ..انخفضت وتيرة دموعه و أخد يبكي بصمت ..
كانت أفكاره مشوشة لكن سرعان ما صفن بصورتها حين مرت في شريط ذكرياته ليبدأ صوته يتعالى مجددا
و كأن السماء أحست بألمه فبدأت قطرات المطر تسقط على الأرض بلطافة. كانت صورتها تظهر تارة و تختفي تارة و كأنها تعاتبه أو كأنها شبح أصابه بلعنة ..شبح حزين دفن و في قلبه حمل ثقيل بعد أن وضع فوقه التراب
لم يعرف مادا يفعل و ما يجب فعله .. ماهي مخططاته.؟؟؟ و كيف سيكون المستقبل بغياب من أحبه و بغياب من اكتشف مؤخرا انه يحبه
خرج من المنزل بخطوات متثاقلة يمشي مترنحا و سيجارة في فمه لكن سرعان ما بدأ سيل الدموع حين تدكر كم كانت تحاول مجاهدة أن تجعله يتوقف عن التدخين تدكر ابتسامتها و كيف كانت تتعالى ضحكاته ثم يرد دائما بقوله :"أنا أريد الموت قبلك على أي حال ... لا أستطيع تحمل خسارتك "
لكن ما كانت ذكرياته الجميلة ..أصبحت اليوم أسوء كوابيسه و هو الأن اضطر الى مواجهة خسارتها
الى الابد و ما زاده ألما أنه كان سببا في خسارتها
لم يمشي الا بضعة أمتار لكن سرعان ما سقط على الأرض ..كانت قطرات المطر تداعب وجهه بلطافة و كأنها تريد مسح أحزانه اختلطت بدموعه و ظهرت ابتسامة خفيفة على وجهه لكنه لم يدري هل هي ابتسامة شفقة ام ابتسامة مواساة ..كان متيقنا من انه انسان سيئ كان يريد قتل نفسه لكن ما يمنعه ..؟ هل كان خائفا ..؟ لا بل عرف انه يستحق هدا العقاب ..عذاب فاق الحدود .. الم كسر قلبه المتحجر..
كان الوقت متأخرا و كان يشعر بالتعب لكنه لم يرد النوم ...شعر بالارتياح و هو مستلقي على الأرض و اخد يتذكر قصته بالترتيب ..أحس بأن الموت قريب فأخد قلبه ينبض بسرعة ... أحب تلك الوضعية لكن الحزن لم يختفي من داخله ... شعر بالأسى و أحس بالكآبة .. استفاق من سبيل أفكاره و تحرك متجها إلى منزله بخطوات أثقلتها قطرات المطر وأحزانه متكدسة بوزن الجبال داخله
لم يكن يفكر في شيء .. كل ما أراده في تلك اللحظة هو النوم .. نوم طويل لا يستيقظ منه لكن دلك لم يكن الا حلم بعيد المنال ... أخيرا وصل الى المنزل بعد ان انهكته دموعه التي ابت ان تخرج من عينيه الا بصعوبة ... دخل و اتجه مباشرة الى غرفته .. استلقى على سريره و سرعان ما أخده عالم الأحلام لكن الى كوابيسه السوداء
رغم الحصار الدي اعلنه على نفسه .. و ابتعاده عن كل الناس القريب و البعيد منهم .. الا ان تلك الأفكار السوداء لاحقته و سكنته ... ما كان يوما اجمل أحلامه اصبح الان اسوء كوابيسه .
تأكد الان بانه لن يشفى من جراحه و يستوجب عليه ان يعيش مع عذاب لن يكون قادرا على تحمله اكثر
لقد مر اكثر من شهرين و هو على تلك الحال لم يتعرض لأشعة الشمس الا مرات قليلة ليشتري بعض حاجياته .
استيقظ متأخرا كعادته كان يوما ممطرا و السماء بلونها الرمادي اشعره بدفء داخلي و هدا ما حرك بضع دمعات تسللت بصمت و حفت من عيناه .. اشعل سيجارة و اخد يدخن في هدوء كسره صوت قطرات المطر
فيما كان يفكر بماذا حدث
لكنه أراد ان يقتلع الكأبة من قلبه و أراد ان يقتلع نفسه من الوحدة فكر .. كيف ..؟ كيف ...؟
ظل يرددها طوال اليوم في داخله كان من الإجابة الا انه لم يرد ان يصارح نفسه كان حلا مؤلما يؤدي قلبه و يؤدي كبريائه

احببتها و ياليتني لم احبها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن