انتهت العطلة الصيفية و بدأ العام الجامعي الأول لخالد و مروة كانت مروة قد التحقت بكلية الصيدلة أما خالد فالتحق بكلية المحاسبة لم يكن مسرورا لأنه طالما أن حلم أن يراسل دراسته خارج الوطن لكن وجود مروة الى جانبه التي كانت ترى سعادتها بوجوده إلى جانبها جعلته يتقبل هده الفكرة لأنه لم يكن يريد أن يكون مصدر حزن أو ازعاج لها خصوصا بعدما اعترفت له بحبها ...
⚫ امممم مساء الخير خالد كيف الحال
⚫ حمدالله و انتي !!!
⚫ حمدالله اممم اشتقتلك كتير والله عم احسب الساعات للغد حتى اشوفك 😍😍
⚫ ههههههه والله انا ايضا مشتقلك كثير
⚫هههههه مليح اذن انا روح انام
⚫ اوك تصبحين بالف خير يا غالية احبك ..😍
⚫ وانت بالف خيراسيقظت مروة باكرا جهزت نفسها و توجهت مع ايمان الى الجامعة و في نفس الحين كان خالد متوجها بسيارته إلى أن التقى بهما في منتصف الطريق طلب منهما الصعود لكي يوصلها فما كاد أن ينهي كلامه كانت مروة قد التحقت بالمكان الامامي بجانبه و صوتها يتعلى مختلطا بضحكتها و هي تنادي ايمان للصعود أما خالد فظل يتابع كل تلك التصرفات الطفولية و ابتسامة مرسومة على شفتيه ...
⚫صباح الخير ايمان كيف حالك
⚫ حمدالله و انت يا خالد
⚫ حمدالله
قطعت مروة كلامهما و بصوت عالي
⚫ اااي انت كانك لم تراني بقربك انا حبيبتك ام هي
⚫هههههههه لا يا غبية تركتك انت الأخيرة لكي يكون ختامها مسك
⚫ اممممم صدقتك
⚫ هههههه والله غبية كيف حالك
⚫ جيدة احسن منك ( بتصرفات طفولية كالعادة )
⚫ ظننت أن انتقالك للجامعة سيجعلك ناضجة قليلة لكن غبيتي الصغيرة لم تتغير هههههههه
⚫ اممممم شكرا انا ابقى انا لا اتغير و تعجبني حالتي هكدا
⚫ هههههه لم اقل شيئا ايضا اريدك هكدا دائما و ابدا
قاطعت ايمان كلامهما بسخرية
⚫ احم احم انا هنا احتراما لمشاعري ...هههههه
تعالت صوت ضحاكتهم في السيارة إلى غاية و صولهما الى الجامعة
نزلت مروة و ايمان من السيارة متوجهتان الى باب الرئيسي للجامعة أما خالد فطلب منها أن تسبقه في حين يجد مكان يترك السيارة ... استقبلت مروة تعليمته و توجهت إلى الباب لكنها ظلت تختلس النظرات إليه خوفا من أن يذهب دون عودة كما فعل العام السابق ...
وجهت لها ايمان الكلام وهي تضحك
⚫ ها هل تمت عملية إيصاله بعينك بنجاح هههههههه !
⚫ اممممم نعم هههههه لا تستطيعين أن تتركي التعليقات جانبا
⚫ هههههههه انت ايضا أتركيه على راحته قليلا أحسنا من أن يهرب
⚫ شكرا شكرا على النصيحة
بعد قليل عاد خالد و عادت معه الراحة النفسية لمروة لأنها لم تكن تشعر بالراحة الا و هو بجانبها خوفا من يحل به شيئا من مصائب الدنيا
⚫ هيا يا فتيات فليتوجه كل منا إلى كليته اما انتي يا غبية انتظريني بعد الانتهاء حتى نتناول الغداء سويا
⚫ امممم حسنا باي اعتني بنفسكحل منتصف النهار و توجه خالد و معه مروة للغداء كانت في قمة السعادة استرسل كل منهما في قص الأحداث المضحكة و المهمة التي حدثت معهما طيلة العطلة اما مروة فكانت تقصها بذكر كل التفاصيل الصغيرة و الكبيرة و خالد يتابعها بكل صبر و استمتاع لأنه كان يجد راحة كبيرة. في الاستماع لها و الشرود في ملامحها الجميلة كان على غاية الاستعداد لكي يقوم بأي شيء حتى لا تزول هده الابتسامة...
⚫ حسنا خالد امي تتصل بي اكيد انها ستستفسر على سبب تاخري لذلك يجب علي الذهاب
⚫ حسنا يا غبية كأنني ساخطفك
⚫ اممم ربما سيكون احسن لو خطفتني هههههه
⚫هههههه لا والله انا في غاية الراحة لا احتاج لصداع ابتلي به نفسي
⚫ ااااااا اذن هكذا الامر اوك حسنا باي
وتوجهت مستديرة و مشت بخطوات تبدو عليها الغضب
اسرع ورائها خالد و امسكها من يدها و أدارها إليه
⚫ لا تعيدي هدا التصرف مرة أخرى يا غبية الا يجب أن نمزح معكي قليلا
⚫لكن ....
⚫ لا لكن و لا شيء و أن اردتي ساخطفك من الان
⚫امممم هههههههههه لا دعني اتعلم اطبخ اولا بعدها تعال اخطفني
⚫ هههههه هكدا احبك يا غبيتي الصغيرة اضحكي دائما
⚫ امممم ..وصلت مروة الى المنزل و فتحت الفايس لتكمل اتصالها مع خالد في هده الأحيان دخلت عليها امها بنظرات استفسار
⚫ اين كنتي إلى غاية الان
⚫ و برايك اين؟ في الجامعة اكيد ..
⚫ اظن أن الجامعة لليوم الاول يكون دوام نصف يوم
⚫ نعم لقد توجهت مع صديقات للغداء
⚫ المرة القادمة من الاحسن أن تخبريني فهمتي !
⚫ حسنا يا ماما عدرا
⚫ و الان أتركي الهاتف من يديك و انهضي لمساعدتي في العشاء
⚫ حسنا انا قادمةو اخيرا خلت بنفسها دون ضيق ممن حولها فهي كانت تجد راحتها في تلك الدقائق قبل أن تخلد للنوم لكي تعيد ترتيب افكارها ... ألقت جسدها الصغير على السرير متنهدة و ظلت تلعب بخصلات شعرها و تتدكر كيف مر عليها اليوم رفقة
خالد و الفرحة تملئ قلبها أمسكت هاتفها و اخدت تشاهد صورهما التي التقطانها اليوم و شردت في ملامحه و هي تحلم باليوم الذي تكون معه تحت سقف واحد لكن سرعان ما أنهت أحلامها بتلك الفكرة السوداء التي رافقتها طيلة عام و هي تعاطيه المخدرات و كيف يمكن أن تخلصه من هده المتاهة السوداء ... و هل يمكن أن تكون هي المانع من استمرار علاقتهما ... هل يمكن أن محاولتها فتح الموضوع معه ستغير من علاقتهما ... هل بامكانها أن تواجهه و تفرض عليه الاختيار بينها و بين هده المتاهة .... مع انها تعلم أن ها لن تستطيع التخلي عنه حتى وإن لم يختارها ... و هل صحيح أنه باستطاعته أن يختارها هي بدلا عنها..!! أسئلة كثيرة لم تجد مروة إجابتها طيلة أيام طويلة و لن تجدها لان الاجابة ليست بحوزتها إنما عند خالد ...
أنهت هده الأفكار بالاستغفار و خلدت في نوم عميق راجية أن يكون غدا يوما اجمل ...