الحب غير المتبادل مؤلم, ويؤكد هذا الأمر فيديو جديد من مدرسة الحياة، إذ أنّ بعض الأشياء الصغيرة التي يفعلها الشخص الذي تكنّ له الإعجاب قد تعني لك الكثير، كأن يبتسم لك، أو يقبل الخروج معك في موعد، أو في بعض الأحيان تكون الأحداث أكثر جديّة كالزواج مثلًا، ما يجعلنا سعداء للغاية, يبدو الأمر غالبًا سهل المنال، ربّما بسبب أحلام اليقظة، لكن المشاعر قد لا تكون متبادلة للأسف.
وعندما يخيب أملنا، ينصحنا الأهل والأصدقاء عادةً بتجاوز الأمر، والتركيز على شيء أو شخص آخر, وبرغم كونها نصيحة جيدة، إلا أن الفيديو يظهر أنها مضلّلة.
إذ يعتقد العاملون في مدرسة الحياة أن السبيل الحقيقي لتجاوز الحب غير المتبادل هو التفكير بأسلوب جديد بموضوع افتتانك، بشكل بنّاء يستوعب مَن يكون هذا الشخص بالفعل، وليس من نظنه أو نريد منه أن يكون.
إذ وحده التوغّل عميقًا في الشخص، هو ما يقرّبك من شخصيته ويعرّفك بالتعقيدات والتحديات التي تحملها, فنحن البشر جميعًا نواجه تحديات الحياة المختلفة، ولا نكون دائمًا في أفضل أحوالنا، ويكون من الصعب التعامل معنا.
وعلى أي حال، فكلنا لديه صفات سلبية، فمنّا مَن يكون سريع الغضب، وقح، مخادع أو مغرور. لكن عندما تحب أحدهم، فإنك لا تعتقد أنه غير عاطفي، أو متحكّم، لأنك لا تعلم حقًا من يكون هذا الشخص.
يحاول جميعنا أن يكون أفضل ما يمكن، خاصةً أمام الغرباء. وما نراه نحن من بعيد هو أكثر الأمور جاذبية في شخصية أحدهم، فالمظهر الجذاب، الثراء، الذكاء وحس الفكاهة المضحك صفات مهمة في شخصية أحدهم, ونعتقد عندما نلتقي بهم أنهم مميزون عن الآخرين، وذوو شأن أعلى من بقية البشر, يؤكد لنا العاملون في مدرسة الحياة أنهم ليسوا بشر خارقين، إنما لم نتعرّف حقًا من هم عليه. فهذه الفتاة التي تعجبك تبدو فاتنة جدًا لأنها أمضت ساعتين في الاعتناء بمظهرها، وهذا الشاب الجميل الذي يعمل في المقهى ذكي لأنه حاصل على شهادة دكتوراه، واستثمر الكثير من وقته وماله في التعليم. ولذلك قد يبدو الحب غير المتبادل قوي وصلب.
ولأنك لم تمض وقتًا كافيًا مع الشخص الذي تكن له الإعجاب، فاحتمال أن تسأم منه ضئيل جدًا، ما يزيد قوّة مشاعرك تجاهه. والحل الحقيقي لتجاوز الحب غير المتبادل هو أن تتقرب من الشخص الذي تعتقد أنك تحبه، وتتعرف إليه أكثر، فتكتشف بمرور الوقت عاداته المزعجة، وترى أنه لديه العيوب والتعقيدات التي تجدها لدى أي شخص آخر.
يؤلمك هذا الحب غير المتبادل ليس لأن افتتانك لم يُردّ بالمثل، إنما لأنك تعتقد أن هذا الشخص مثالي، ولن يخيب ظنك به أبدًا. لذلك عندما تشعر بالألم تذكّر شيئًا واحدًا؛ إن الشخص الذي يعجبك مزعج كأي شخص آخر.