سمعنا جميعًا عن الرقم سيئ السمعة 666، والذي يشار إليه بغموض في “العهد الجديد” باسم “عدد الوحش”، وبات يعرف في الفترة اللاحقة برقم المسيح الدجال.
لكن ما سر هذا الرمز، هذا الرقم المتناظر الذي بعث الخوف في قلوب الجميع لألفي سنة مضت؟ إنه مجرد رقم، أليس كذلك؟ أم لا؟
يشرح الفتية في البرنامج التلفزيوني “Numberphile” بأن الرقم 666 لا يتميّز بأي خصائص رياضية ملحوظة، لكن إذا بحثنا في تاريخه فسينكشف شيء مذهل حقًا حول الطريقة الأصلية التي كُتب بها الإنجيل، وقد تبين أن ما نراه في “سفر رؤيا يوحنا” حيث يشير الكاتب لرقم 666 بصورة مروعة ليس هو ما قُصِد تمامًا.
استُخدِمَ 666 ببساطة كرمز، وليس بالضرورة رمزًا مخفيًا، فقد كُتِبَ ذلك النص أساسًا باليونانية القديمة حيث كُتِبَت الأرقام كحروف، كما هو الحال في العبرية – اللغة الرئيسية الأخرى لنصوص الكتاب المقدس الأصلية.
بالنسبة للأرقام الصغيرة فقد مثلت الأحرف الأولى من الأبجدية اليونانية: ألفا، بيتا، غاما، الأرقام 1، 2 و 3، وكما في الترقيم الروماني فعندما نريد أن نشكل أرقامًا كبيرة مثل 100، 1,000، 1,000,000 فهي تُمثَّلُ بجمع الحروف الخاصة بها معًا، وهو ما يعني أن لكل كلمة قيمتها العددية.
وبالعودة للكتاب المقدس، حيث نقرأ بالإصحاح الثالث عشر من سفر رؤيا يوحنا: “هنا الحكمة! من له فهم فليحسب عدد الوحش، فإنه عدد إنسان، وعدده: ستمئة وستة وستون.
“، الكلمة الإنكليزية “reckon – حَسَبَ” أتت من الكلمة اليونانية “calculate – حَسَبَ” أو “solve – حلَّ”، لذلك فإن ما يعنيه النص تقريبًا هو: “سأعطيكم لغزًا، وعليكم احتساب رقم كلمة وحش”.
إذن ماذا يعني الرقم 666 عندما نترجمه باستخدام الأبجدية اليونانية؟
حسنًا، بالنظر إلى حالة الكراهية التي سادت بين المسيحيين الأوائل تجاه الإمبراطورية الرومانية، وخاصة قائدها القيصر نيرون، والذي اعتُبِرَ شريرًا على وجه خاص، فقد بحث العديد من المؤرخين عن إشارات في هذا النص من الكتاب المقدس والذي حتمًا لم يأتِ من العدم، وكان نتاجًا واضحًا لمجريات زمانه.
عندما نقرأ النص الأصلي، فإننا نرى في هذا المقطع بأن الأرقام 666 كُتِبَت بالعبرية والتي تعطي أهمية أكبر للأرقام التي تعني كلمات والكلمات التي تعني أرقامًا عما هي عليه في اليونانية القديمة، حيث كان الكاتب واضحًا جدًا في محاولته إيصال فكرة ما.
وحتمًا إذا ترجمنا الأرقام 666 العبرية إلى الكلمة المقابلة لها فسنجد “نيرون سيزر” وهي التهجئة العبرية للقيصر نيرون، وحتى إذا أخذنا التهجئة المقابلة لعبارة “رقم الوحش”، والتي وُجِدَت في العديد من نصوص الكتاب المقدس مكتوبة كرقم 616 فيمكننا ترجمتها لتصبح “القيصر نيرون”.
يضيف هذا الأمر نوعًا من اللغز والسر على التعقيد الأصلي للنص، فحتمًا لا يريد أحد أن يكتب كتابًا تحت الاضطهاد الإمبراطوري ويقول فيه: “إن أساس كل الشر هو القيصر نيرون”، وبالنهاية فعندما قلنا أن الرقم 666 لا يحمل أي خصائص رياضية واضحة فإن ذلك لم يكن صحيحًا تمامًا، لأنه يعرف في الواقع بالرقم المثلث.