الجزء الواحد والعشرون :
نكمل.....
إلى أن نزلت باتي من الأعلى وهي تنظر إليه بدهشة.قائلة : ماالذي تفعله هناك.؟
جاستن بهدوء: لاشيء أنا فقط.أَأْخذ قسطا من الراحة. فأنا متعب بعض الشيء.
فردت باتي عليه وهي تتقدم.نحوه: تبدو هادئا على غير عادتك.لكن الغريب أن أنجل .لم تعد حتى الآن ؟ فنظرت ناحية جاستن الذي وجه يده نحو مكانها وقال: إنها نائمة. هناك.
فاسترقت النظر إليها فإذ بها تراها كما ذكر لها.وعليه. ازدادت دهشتها وقالت: منذ متى أصبحتما هادئين هكذا؟! هذا غريب. وقالت في نفسها ( هل هذا ما يسمى الهدوء الذي يسبق العاصفة أم ماذا ؟)
جاستن بتعب : أمي .هل يمكننا تناول الطعام الآن فأنا أشعر بالجوع ؟
باتي بحيرة : حسنا عزيزي. خمس دقائق ويَجْهز الأكل.
بقي جاستن في مكانه ينظر لأنجل. بينما باتي تعد الطعام مرة نصف ساعة وهاقد أصبح الوقت 18:30.
عندها ندهت باتي على جاستن ليتناول الطعام. برفقتها. كان الوضع هادئا جدا ومريبا بالنسبة لباتي. فهي لم تألف ابنها على تلك الهيئة. وبعد الانتهاء همس بهدوء.: لقد شبعت. الحمد لله. شكرا أمي .لقد كان الطعام لذيذا.
باتي بابتسامة جانبية: هنيئا لك عزيزي. هل يمكنك.أن ترى ان كانت أنجل قد استيقظت من نومها أم لا؟
جاستن : حسنا أمي.
سار بهدوء وتوجه ناحيتها فوجدها تغط في نوم عميق وقال بهمس: من يراها نائمة هكذا. يحسب أنها لم تنم طيلة حياتها. تبدو لطيفة. إنها تشبه الأطفال الصغار جدا. .بشرتها ناعمة. وخداها محمران. يداها صغيرتان ودافئتان.
ظل على تلك الوضعية حتى سمع همس والدته : هاااي هل استيقظت ؟
فانتبه ورد عليها برأسه نفيا. فتركته وعادت الى المطبخ لتغسل الأطباق. أما هو فقد لفت انتباهه تساقط الثلوج .فتوجه. الى النافذة وظل يراقبه طيلة الساعتين القادمتين.
20:00 مساء. وبينما هي تغط في نوم عميق. أحست بنسمة باردة تلفح وجهها. ففتحت عينيها بتثاقل. ونظرت من حولها. فوجدت الأضواء مطفئة. ماعدا مصباح الغرفة.
استعادت وعيها بالكامل.وهي تسند ظهرها للأريكة. وتنظر الى الفراغ. فأبعدت الغطاء. عنها ونزلت من على الأريكة. فسقطت أرضا. إثر ضغطها على قدمها المصابة. تألمت قليلا. ثم نهضت بصعوبة. وحاولت أن تتمسك. بما تراه أمامها. وفي تلك اللحظة.رنَّ الهاتف الأرضي.فأسرعت أنجل للرد.عليه قبل أن ينقطع الاتصال.
أمسكت السماعة. وقالت : من المتصل ؟
فأجاب : إنه أنا السيد جمال.
ففرحت أنجل وخاطبته بمرح: مرحبا بك أبي. هذه أناأنجل. كيف حالك؟
جمال بغبطة: أنا بخير. وأنت كيف حالك؟ هل كل شيء على مايرام.؟
أنجل بدلع: نعم يا أبي. كل شيء يسير كمايفترض به أن يكون.
جمال: حسنا. لقد اتصلت فقط للإطمئنان عليك. ويبدو لي أنك على مايرام. اعتني بنفسك جيدا. يجب علي أن اعود للعمل بنتي. احبك. صغيرتي.
أنجل بدفئ : أحبك. أبي. انتبه لنفسك.
بعدما أكملت كلامها أقفلت الخط بوضع السماعة واتجهت ببصرها إلى الأنحاء. فوجدت أن لا أحد هنا. حاولت المشي. نحو المطبخ. فوجدت شمعة صغيرة موضوعة على الطاولة. بجانبها. طبق من الطعام وبعض الخبز والعصير.
لم تهتم لها. على الرغم من جوعها الشديد. بل كان هدفها هو البحث. عن باتي وجاستن.
ولما أكملت بحثها في الطابق السفلي توجهت نحو الأعلى وهي تصعد الدرج. درجة درجة. الى أن وصلت. وانحرفت مع ذالك. الجدار لترى ضوء رماديا ينبعث من تلك الغرفة الأخيرة هناك. مشت بخطوات متثاقلة. حتى وصلت إليه .ودفعته.بأناملها الصغيرة. لترى جاستن وسط أحضان أمه. يشاهدان فيلم عن مخلوقات أسطورية. جنيات.وحوريات وقراصنة. وكل ماهو خيالي. فهذا مايحب جاستن متابعته.
لم ينتبها لدخولها الغرفة. وجلوسها على الأرض. فقد شدَّهُما أحداث ذلك الفيلم وبلحظة عندما أحس جاستن بالعطش. تحرك ليحضر. الماء. فرآها جالسة.تشاهده. فإندهش من هدوئها ومنذ متى وهي هنا؟
وضع يده على كتفها. فنظرت له بلا مبالاة ثم أرجعت نظرها نحو التلفاز.فاستغرب من ردة فعلها. فرأتها باتي. فتوجهت إليها. وجلست بجانبها. وأمسكت بأنفها. وهي تداعب خديها وتحاول أن تضحكها.
فاستجابت أنجل لردة فعلها وابتسمت. فعانقتها باتي بكل حب.وقالت : منذ متى وانت هنا ؟ومتى استيقظت ؟
فردت عليها أنجل بهدوء: لقد استيقظت. منذ دقائق معدودة. فلم ألحظ وجودكما.فصعدت ٱلى هنا وجلست أشاهد الفيلم برفقتكما.
أبعدتها باتي قائلة : وهل تناولتي طعامك.؟ لقد وضعته على المائدة بالمطبخ.
فأجابت بالنفي. فأمرت جاستن أن يحضره لها. فتأفف.وذهب يجر قدميه. بشكل مزعج.
فأخرجت باتي لسانها بشكل. فكاهي.وقالت: ياله من ولد. كسول.
ومن ثم لفت انتباهها تلك اللفافة على كاحلها. فأمسكت بقدمها ونظرت إليها بتوتر. وقالت: ماهذا ؟ لماذا تضعينها. هل أصبت بجرح.؟
فردت عليها بتوتر : لقد إلتوى كاحلي. وأنا ألعب قبالة المنزل. لم أنتبه له. لكن لا تقلقي. فلقد قام جاستن بمعالجتي.
باتي بجدية : أحقا ماتقولين أم أن هناك حقيقة مخفية.اخرى لا أعلمها. هيا أطلعيني.لن اخبر احدا. ولن أعاقب او أعاتب أي احد.
فنظرت إليها بصدق وقالت :إنها الحقيقة. أنا لا أكذب.
فعانقتها بقوة وقالت : أنا لا أقصد ذلك. ولكن تعرفين أنك تحت كفالتي حتى يعود السيد جمال. لذلك. أريد أن تكوني بخير فقط.
فأومأت برأسها تفهما. ووضعتها باتي على السرير. وماهي إلا دقائق حتى عاد جاستن ومع صينية يحمل فوقها طعام أنجل. وضعها على السرير وذهب للجهة المقابلة ليجلس بجانب والدته.
فبدأت باتي تساعد أنجل. في تناول طعامها.لتقول له بحنية: جاستن صغيري. أصبح كبيرا ويمكنني الإعتماد عليه.
فانتبه لما قالت ونظر إليها وفمه نصف مفتوح. فنظرت إليه وأغلقته ولمست بطرف إصبعها أنفه.وداعبته وقالت : لقد قمت بمعالجتي .أنجل. أليس كذلك !؟ أحسنت صغيري أنا فخورة بك لأنك. قمت بذلك وبرهنت لي أنك قد نضجت وأصبحت تهتم بها بدل من أن تقوم بالشجار معها.
رفع حاجبيها مستغربا من قولها. فهي لا تعلم ما حصل. ومع ذلك شكرته. فابتسم لها وحول نظره لأنجل التي كانت تتناول الطعام. غير منتبهة لهما.
ساد الصمت مرة أخرى . كانت فيه أنجل قد أكملت طعامها. وانتهى الفيلم. وغطى الجميع في نوم عميق.على سرير واحد في أحضان باتي .إلا تلك الصغيرة التي عجزت عن النوم. تقلبت يمينا وشمالا. ولكن بلا فائدة. فنهضت بهدوء. وابتعدت عن باتي ونزلت من على السرير.وامسكت مقبض الباب بكلتا يديه. حتى لا يحدث صوتا عند فتحه.
وفي تلك الاثناء استيقظ جاستن. ورآها.تفعل ذلك. فظل يراقبها. حتى خرجت. فانتفض هو الآخر.ولحقها.
نزلت أنجل لتشرب كوب من الماء.فلاحظت هدوء المكان بالخارج. فأرادت أن ترى منظر الثلج بالليل. فارتدت معطفها.وفتحت الباب لتهب نسمة باردة تلفح وجهها بقساوة..لم تهتم أنجل وقامت بإبعاد خصلات شعرها عن عينيها ومن ثمة اقفلت الباب تحت مرأى جاستن.
الذي قام هو الآخر بإرتداء معطفه الجلدي. ولحق بها ليجدها جالسة على درج المنزل. تنظر الى تساقط الثلوج. وانعكاس أضواء أعمدة الكهرباء. على ذلك المنظر. وذلك الهدوء الذي يزيد المكان هيبة ووقارا.
تقدم ناحيتها وجلس بجانبها وهو ينظر للأمام. لتنظر إليه باستغراب ثم تعود لعدم اهتمامها. ظل الأمر على حاله. إلى قال جاستن بحزن: ألا تزال تألمك؟
انجل بلا مبالاة : لا ليس كثيرا. على أية حال شكرا لك لأنك قمت بمعالجة كاحل قدمي. ولأنك حملتني على ظهرك
جاستن باستهزاء: ومن قال لك أنني أنا من قمت بمعالجتها ؟
فردت عليه ببرودة: إن لم تكن أمك. فهو حتما أنت. وإن كنت غير أنت فشكرا لمن ساعدني. ويكفي.
نظر إليها بحيرة. وقال : أأنت غاضبة مني إلى هذه الدرجة.؟
أنجل ببرودة : لا لست كذلك.؟! ولماذا يجب علي ان أكون كذلك ؟ فأنت لم تفعل لي شيئا !
هنا ازدادت حيرة وقال: ولكنك معتادة. على الصراخ والغضب مني. إذْ ما تحدثت معك بنبرة استهزاء او سخرية.
فقاطعته بقولها : لا أهتم ولا يهم الأمر كله برمته.
تنهد بحزن وراجع كل ماجرى معه اليوم ليجد أنه قد قال كلاما . كان من المفترض ألا يقوله. فأنزل رأسه للاسفل وقال: أنا أعتذر بشدة. لقد كنت غاضبا ولم أقصد ما كنت أعنيه حقا.
أنجل ببرودة ونظرات مبهمة: لا يهم. انسى الأمر.
جاستن بحزن : حقا. لم اقصد ما قلته. سامحيني.
نظرت له وقالت بلا ملامح مفهومة : لقد قلت لك انسى الأمر. لم يعد مهما.
جاستن بنفاذ صبر وحزن : لكنه مهما بالنسبة لي. ولم أكن أعني أن اخلف بوعدي يوما ما صدقيني.
لقد كنت غاضبا ولقد أعمى ذلك بصيرتي. ولم ادرك ذلك. إلا بعد فوات الأوان.
فردت عليه أنجل بحزن : لا أريد. لا أريد.
وأكملت وهي تنظر إلى الجهة المقابلة لها : لا أريد منك أي شيء لانني لا أريد
ان تغضب مني مجددا وتتهمني بأنني قد اخذت منك كل شيء. صحيح أنني لا أملك اي شيء. لكن يكفيني لليوم أنني أستطيع ولو لوهلة أن أشعر بطيف أمي يحنو علي ويدفئ روحي. و إني أرى ذلك في والدتك وجدك وجدتك وابي جمال. صحيح ليس أبي
لكنه المأوى الذي احتضني. وخبأني عنده من هذا العالم القاسي والبارد. نعم هكذا يبدو زجاجا لماعا في وجه من يراه لكن سلاحا خطيرا. ومؤذيا. في وجه من يلمسه. هذه حياتي. ( تصرفاتنا وأفكارنا وكل ما نقوم به لا يرتبط بالأساس بأعمارنا. او مستوى الإدراك لدينا. بل يرتبط بما نتعلمه من هذه الحياة. أغمضوا أعينكم بعد هذا التعب ومدوا أيدكم الى الفراغ وتخيلوا عالما دافئا.ثم افتحوا اعينكم. فذلك.ما نطمح إليه في أعماقنا ألا وهو العيش في سلام وإطمئنان وراحة. من دون اشياء تزعجنا او تسبب لنا الأرق. وسط الليالي المعتمة .لو انكم تجلسون بمفردكم لأدركتم أن أصدق أمانيكم.هو النوم بسلام. لذا كل شيء يهون أمام هذه الأمنية البسيطة. )
أدرك جاستن للمرة الأولى أنه مهما بلغ مقدار الغضب في داخلنا إلا أننا يجب أن نحسن انتقاء الكلمات المناسبة في تلك. فماأسهل أن تجرح إنسانا. و وما أصعب أن تضمد له ذلك الجرح.
وبينما هو جالس معها وسط ذلك الهدوء.قالها : أنا آسف بحق. لن أكرر ما قلته مجددا.
فنظرت إليه وهي تبتسم ببرودة: لا تقطع وعدا. لا تستطيع الوفاء به. فأنت لا تحبني ولا تريدني ان أبقى معك. فكيف ستحميني. .إذن وعدك كان مجرد حبر على ورق. على أية حال.إنسى الموضوع فأنا لم أعد أهتم. بل بالكاد. أفعل ذلك.
وما إن سمع كلامها حتى وقف أمامها. وقال لها بغضب: لما كل هذه القسوة.؟ من اين أتيت بها ؟ صحيح أنني قد أخطأت في حقك.وأنني انا من وعدك بأن يحميك. لكنني أعتذرت !
فنظرت له بكره يملئ عينيها وببروظة أعمق تسري في جسمها كما يسري الدم في العروق وقالت من بين تلك الشفاه: أعتذرت.أجل لقد سمعتها منك. ولكن هل تدرك معناها الحقيقي. لماذا عليك قول كل تلك الكلمات السيئة ومن ثم الاعتذار.؟!وماذا سيغير من الحال ؟! سأخبرك. إنه لا يغير أي شيء. وكل شيء قد قلته قد عنيته. كما أنني لم أفرض نفسي عليك. .يالك من أحمق. لو كان الأسف والندم يغيران الواقع. لأصبحت حياتي البائسة أفضل مما هي عليه الآن . فحتى لو كبرت يوما. وعثرت على والدتي. وقالت لي بأنها آسفة. فهذا لا يغير حقيقة أنها قامت برمي للشارع والتخلي عني. هل فهمت الآن الأسف والإعتذار.والندم لا يغيران من شيء.
فقاطعها بقول خرج من أعماق قلبه : لكنه يصلحه. ولو كان بمقدار ضئيل. بداية الندم إعتذار. وبداية التغيير مسامحة. فهل تقبلين مصالحتي.
اندهشت وفتحت عينيها والدموع تكاد تنهمر منهما. لكنها تداركت ذلك.واستدارت لتعطيه ظهرها وقالت : ومن قال لك ذلك ؟!
فأجاب بحنية وهدوء : إنها أمي.
فسقطت دموعها بانسياب على خديها وقالت بينها وبين نفسها ( أين أنت يا أمي الآن . لماذا قمت بالتخلي عني. لقد وجدت فيه الدفئ من أمه. وانت من اين لي بهذا الدفئ في هذا العالم. سامحك الله أورثتني برودة تقهرني قلبي الصغير. مع أن سني لا يتجاوز ستة سنوات سامحك الله )
إنتبهت لنفسها ومسحت دموعها بهدوء. ثم دخلت للمنزل. وعادت لمكانها حيث كانت بجانب باتي. وماهي لحظات حتى دخل جاستن من ورائها فنظر لها لتستدير للجهة المقابلة وتجبر نفسها على النوم.
في صباح اليوم الجمعة. كانت أنجل قد تأخرت في النوم. لأنها لم تنم مبكرة.
فكان جاستن وباتي يتناولان الفطور وهما يدردشان مع الجد بروس والجدة ديان .فنهض جاستن من مكانه وتوجه الى غرفته أمه حيث. كانت نائمة هي الأخرى.
دخل الغرفة بهدوء. وأمسك ستائر النافذة. وأبعدها ليتسلط ضوء الشمس على وجهها.وماهي لحظات حتى بدأت تفتح عينيها بتثاقل. ثم تغرق وجهها بالوسادة بتكاسل.
فقام جاستن بالجلوس على السرير والا قتراب منها. فأحست أنجل. فرفعت رأسها فإصطدم به. فتأوه الإثنان.من قوة الضرب. وقالا بنفس اللحظة : رأسك مثل الصخر
فانتبها وضحكا قليلا. ثم بادر جاستن بالكلام وقال : هل تشعرين بأنك أفضل حالا اليوم.؟
فأجابت وهي تنظر الى الغطاء : نعم. شكرا لك.
فقال لها : إذن هل سا.. وقبل أن يكمل. كلامه. قاطعته : إنسى الأمر. أعتبره أنه لم يحدث. أنا أسامحك لا داعي لكل هذا.
فابتسم جاستن وقال : شكرا. لك. ومد يده له وقال : لا ضغينة بعد اليوم.
فمدت يده وقالت : ربما غدا. ههههه وضحكت ثم قالت : لا لن يكون. إطمئن.
فأفلت يدها وبعثر شعرها. فانقضت عليه بالوسادة تضربه. حتى خُيِّل أنها قد سمعت. صوتا مألوفا. فتركت جاستن. وقفزت من على السرير راكضة. متانسية أمر قدمها نحو الطابق السفلي لتجده. اي نعم السيد جمال. فتسرع إليه وهي تعرج. ليمسك بها ويحمل بين ذراعيه. لتبادله العناق. ومن ثم ابتعد عنها وقال : يبدو أنك تستمتعين هنا.؟ أيتها الكسولة
فردت عليه بأنجل : نعم إنهم لطفاء. معي. لكنني اشتقت إليك أبي.
فابتسم ضاحكا وقبل خدَّها.ثم وضعها على الارض ونظر ناحية قدمها .فقالت له : لا تقلق لقد سقطت ولويت كاحلي. ليس بالأمر المهم.
فتنهد جمال بحزن وقال: ومن قام بتضميدها لك ؟
فقالت : جاستن.
فابتسم وقال : مثل الأيام الخوالي. لكن بشكل مختلف .فنظر له وقال : تعال إلى هنا.
فتقدم جاستن ناحيته فأمسكه جمال من خده.فتأوه .وابعد يده عنه. ثم قال له : شكرا لانك تعتني بها .أنت أخوها الكبير من الآن وصاعدا. احمها جيدا. فهي كابنتي.و التي لست مني.
فأومأ رأسه موافقة.
شعر الجميع بأريحية. بالغة .فقد شارك جمال الفطور مع عائلة باتي. وكان ذلك بمثابة بداية. او نهاية لا أعلم ولكن لم يبقى الكثير حتى تختفي أنجل من حياة جاستن. يا ترى ماالذي سيحدث بعد هذا الجزء. وماذا سيتغير.؟ كل ذلك ستعرفونه في الاجزاء.الثامنية القادمة والمتبقية من هذه المرحلة. لننتقل بعدها إلى مرحلة أخرى.ولهذا أتوقف هنا و أترككم وإياكم في رعاية الله.
أنت تقرأ
تفاحة آدم
General Fiction-بداية هذه الرواية مختلفة كثيرا عما ألفته أجيال القرن الواحد والعشرين لأنها بطبيعتها الخاصة قد انتقلت بحديثها أولا إلى معاني الحب والصدق والإخلاص بين المتحابين في زمن أصبح فيه كل ذاك فيلما إباحيا اختفت فيه تقاسيم الشهامة والمروءة والحشمة مرورا بالم...