الجزء الثاني
تابع :
بعدما جاء وقت الولادة ووجدت ميسا نفسها وحيدة😯 ومن دون أنيس ( رفيق) وبظهور مشكلة رجوع حبيبها جوليان قررت الاتصال بجارتها 👧من أجل مساعدتها
فاتصلت بها واخذتها إلى المستشفى🚑 وفي لحظات خروج الجنين من بطن أمه كان جوليان في طريقه إلى المدينة للعودة إلى المنزل وبعد مرور ساعتين وميسا في غرفة العمليات انتهت بإنجاب فتاة 👶
فتحت ميسا عينيها واعتدلت بجلستها وحملت الطفلة الصغيرة بين يديها كانت بيضاء كالثلج ووجها يشع نورا مثل الشمس🌞 كانت حلوة بكل معنى الكلمة تأملت الأم ميسا ابنتها واحست بشعور يتدفق مع مجرى دمها كان قليلا من عاطفة الامومة كانت كذلك والدموع بعينيها😢😢 ووانحنت لتطبع قبلة ملؤها الحب والحنان على وجنتيها الصغريتين وقالت لها بكل حزن و أسف. ......
سامحيني يا صغيرتي الحلوة يجب ان اخرجك من حياتي وان اكملها بدونك اعرف انك سوف تتعذبين من دوني ومن دون والدك الذي لا يعرف بوجودك حتى،سامحيني أحبك صغيرتي لكن احبك اباك اكثر ( جوليان) بعدها بلحظات قليلة نهضت بجهد والألم لا يزال بها يخنقها من كل النواحي
متجهة إلى جارتها وهي تمسك بيديها قائلة لها : يجب عليك أن تساعديني في الخروج من المستشفى وأخذ الطفلة دون أن يرانا اي أحد ولا اي أحد
الجارة :ولماذ علي فعل ذلك وماذا تريدين أن تفعلي بابنتك ؟ ؟😠😠
ميسا : أرجوك أن تساعديني ليس أمرا ولكن فضلا منك لأنه أن لم تساعديني الآن فسوف تموت او لا أدري ماذا سيحصل لها؟؟ ألا تفهمين أن أبوها لا يدري بها ولا يريدها !! وانت سوف تكونين السبب لما سيحصل معها لانك ما رضيت أن تساعديها وتساعديني 😢
الجارة : حسنا كما تريدين ،سوف أساعدك في هذا ؟ ؟! (قالت ذلك وهي تتأفف )
وفي الحين خرجت الجارة لتعود وهي تحمل كيس في يدها أخرجت منه عبائة سوداء اعطتها لميسا التي لبستها وجلست وفي يدها الطفلة على الكرسي المتحرك
فتحت الجارة باب الغرفة وألقت نظرة خاطفة على الممر لم يكن هناك احد فقد كانت الساعة متاخرة استغلت الوضع واسرعت نحو باب الخروج من المستشفى وعند الوصول كانت سيارة الاجرة في انتظارهما
اسرعتا وركبتا السيارة واشارتا على سائق السيارة بالانطلاق وهكذا استطاعت ميسا مغادرة المشفى قبل ان يكتشف امر الطفلة بينما كانت الجارة تائهة في افكارها وفيما فعلته استدارت لتستفسر عن الطفلة وكيف سيكون حالها بعد الشي الذي فعلته أمها الجارة: ماذا تودين أن تفعليه بابنتك ؟ ؟😰
ميسا : ليس لدي خيار سوى ان آخذها إلى الميتم (مشيرة الى السائق بفعل ذلك )ستكون بخير من دوني ولن تحتاج إلي صحيح أنني لم اتجرأ في البداية على إجهاض الجنين لا أعرف السبب لهذا التصرف الاخرق لو اني قمت به منذ البداية لما تكلفت كل هذا العناء الآن أجل اصدقك القول أنني احسست بمشاعر الامومة عندما حملتها بين ذراعي لكني لن أن اخاطر بحبيبي لأجلها لأنه في الأصل لا يعلم بوجودها وهو الآن في الطريق للمنزل وهو يأمل أن يجدني هناك لهذا علي ان أسرع واخذها إلى الميتم وأعود إلي البيت وأن انسى انني قد حملت يوما او انني قد أنجبت او ان من بين ضلوعي قد خرجت طفلة!!😯
الجارة (لم تجد ما تقول غير علامات الحسرة وآل تأسف حينها ترقرقت عيناها وقالت بحزن عميق ):هناك أناس يتمنون أن ينجبو أطفال وهناك من ينجبون ويحرمون منهم في لحظات الموت ليس لدي أن سوى ان ما تفعلينه خاطئ وهل على هذه الطفلة أن تتحمل خطأ ليلة هل ستسمينها الآن غلطة العمر هل هذا ما ستفعلينه اعذريني انا مشاركة معك في الجريمة صحيح لا استطيع منعك ولا تبنيها ولكن أتمنى أن يكون الميتم مأوى يحميها من لدغات هذا الزمان مسكينة ستكبر من ظون ام ولا أب أولى لحظات حياتها ستكون جافة وميتة لا ذكرى سعيدة ولا هدف في الحياة ؟😲
ميسا (ورغم الكلام الذي سمعته لا تزال على رأيها أجل أنها الإنسانية حين تموت عند الإنسان بكل برودة قالت): لا أستطيع التخلي عن حياتي لأجل طفلة ستكبر وستعيش من دوني لا يهمني وقولي ماشئته عني لكن سأنفذ قراري وهذا ما لدي لأقوله؟! 😳
الجارة (وهي تتنهد وتصرخ في وجهها ):وابنتك أين لك المفر من مواجهتها يوما ما ستلقاك ماذا ستخبرينها بماذا ستواجيهينها بأي وجه ستشرحين لها اه انتظري وعندما ستقول لك ما ذنبي انا في هذا الأمر اذا كنت غلطة فلماذا تكبدتي عناء انجابي واحضاري لهذه الحياة ألم يكفك ذنب واحد أكنتي تريديني تعذيبي بهذا ! ! (ساد الصمت عدة لحظات {اختناق ألم وصراع وانانية ام وجهل أب ومستقبل طفلة }
ميسا: هي لن تفتش عني ولن تجدني لأنني ساغادرالمدينة وحتى البلد بأكمله لهذا لن تعثر علي ! ! (ببرودة )
وماهي إلا لحظات حتى وصلو إلى الميتم توقف السائق قبالة البوابة بعدها نزلت ميسا والجارة من على السيارة لفت ميسا البنت بشال أحمر مزخف بالزهور البنفسجية والزهرية اللون ثم وضعتها في سلة وغطتها برداء اسود ( كان الجو باردا ولاذعا كانت الرياح تعصف بشدة والغيوم متلبدةوالرعد يضرب بقوة كانت الأشجار تأن لهذه المناظر المخزية بطريقتها الخاصة كانت حقيقة جامدة الشكل لكن ليس الباطن لأن من أكثر ما يدني ويخزي العين قبل القلب هو حقيقة مشاعر الامومة حين تنزل الى ادنى مستوياتها حين تصبح بلا رحمة بلا رأفة بلا خيوط دافئة ولا عين مراقبة ولا قلب يخاف ولا أي شي فقط تلك المشاعر تموت من اجل لا شي سوى انانيتها الخالصة ) وحين نزلت لتضعها بجانب البوابة أمسكت الطفلة دون قصد منها عقد أمها الذي انسل منها دون تشعر
بعدها طرقت على البوابة قبل اختفائها بعدة لحظات تاركة ورائها ماضي سوف يلاحقها حتى في أسوأ كوابيسها وأجمل أحلامها
شي مثل هذا لن يموت ولن يموت بل سيبقى يلاحقها إلى آخر العمر ويوما ما ستقف لتواجه الحقيقة المخزية حقيقة أنها نزلت من عالم البشر من عالم الرحمة والإنسانية لترمي قطعة من نفسها إلى عالم القسوة ولا الرحمة ولا العودة فيه )
أنت تقرأ
تفاحة آدم
Ficción General-بداية هذه الرواية مختلفة كثيرا عما ألفته أجيال القرن الواحد والعشرين لأنها بطبيعتها الخاصة قد انتقلت بحديثها أولا إلى معاني الحب والصدق والإخلاص بين المتحابين في زمن أصبح فيه كل ذاك فيلما إباحيا اختفت فيه تقاسيم الشهامة والمروءة والحشمة مرورا بالم...