الجزء الخامس عشر :
جاستن بتوتر : أريد ان أسألك عن أهلك؟ أين هم؟ومن أين أتيت حقا؟
أنزلت أنجل رأسها بحزن وقالت : نفس السؤال . يتكرر إلى ذهني.مثلما يتكرر في عقولكم.أرجوك لا تسألني اسئلة لا أعرف أجوبة عنها. ومن أين لي ان اعرف الجواب وانا لم ارى والدي. ولم ألتقي بهما طيلة حياتي. كما أنني تربيت بالميتم. منذ ان كنت رضيعة.
ولدت هناك وعشت هناك حتى جاء عمي واخذني تحت رعايته. جئت من ايطاليا إلى هنا. تركت كل شيء خلفي و قدمت إلى هنا. إلى بلد غريب. لا أعرف لغته ولا أهله. سوى أنني أتقن اللهجة مما سهل علي التحدث بلغتكم.
ميلانو المدينة التي ترعرعت فيها او بالأحرى. كان الميتم هو المدينة الخاصة بي. فغالبا ما نتسكع بالمدينة. وإن سمحو لنا بالخروج. فيكون ذلك تحت مراقبة أحد مسؤولي الميتم. إما المربية. او الحارس. او بإشراف المديرة.
حياتنا كانت محدودة. ومنظمة. لا يوجد شيء . خارج نطاق القانون او النظام.
من الاستيقاظ وحتى ساعة النوم كل شيء تحت ضابط معين ألا وهو الوقت. من الصباح ابتداء من الساعة 8:00 صباحا وحتا الساعة 20:00 مساءا. كل شيء يسير وفق خطة ممنهجة بشكل دقيق.
حتى وقت اللعب معين وقت بدأه ووقت انتهائه.
جاستن بحيرة : ولما كل هذه التعقيدات؟. ماذا لو خالفت بعض القواعد المطبقة هناك ؟
أنجل باستهزاء : حينها تعاقب. كما هي حالتك الآن ؟
جاستن بتململ : ألن تكفي عن الاستهزاء بي. انا معاقب. وقد جئت للاطمئنان عليك. على الاقل لا تكوني لئيمة معي هكذا.
فأنا اعاقب بسببك في كل مرة.
أنجل: هدء من روعك. ولا تنسى من انقذك في آخر لحظة ...
جاستن باستغراب : ماذا . في آخر لحظة. أو لست من انقذك من السقوط فوق الشجرة. ومن أن يلتهمك الذئب ويقطع اطرافك إلى قطع صغيرة. او حتى يمكنه أن يلتهمك بلقمة واحدة. او لم تري أنيابه الحادة.
أنجل بثقة : انقذتني من السقوط وحاولت أن تبعد الذئب عني. ولكنك. لم تستطع انقاذك . فمن انقذك. أنا. ومن أبعد عنك العقاب انا .ومن حمي أصدقائك. من المشاكل. انا فأنا تحملت كل ما حصل. نيابة عنك وعنهم.
جاستن بعصبية: ولكنني لست المسؤول عن أفعالهم. صحيح أنهم أصدقائي.ولكن كل واحد منهم يتحمل نتيجة تصرفاته. المهم لا علينا أخبريني ألا تشتقين إلى رؤيتهم وإلى لقائهم. إلى معرفة من هم.وما اخبارهم هل هم احياء ام أموات.
نظرت أنجل إليه بحزن وقطرات من الدموع تتسلل لتصنع طريقا على وجهها وقالت : أتشتاق إلى شخص. ميت. إلى شخص تخلى عنك. ورماك في الشارع. لن تعرف هذا الشعور ابدا. في اليوم الذي ولدت فيه رميت فيه. كقمامة بالية. أصبح الآن عمري 6 سنوات. ولم يأتي أحد للبحث عني. او رؤيتي. لا أحد. قلماذا عساي أفكر فيهم. لن أحتاج إليهم. مدام لم احتج إليهم طول ست سنوات مضت. لن اغلف نفسي بماضي ميت. واشخاص غير موجودين. وحياة لم تكن ولن تكون حتى لو بحثت حتى لو اشتقت إليهم . ماذا ينفع. فلو ارادوني لما تخلو عني. لا مبرر لهم ولا عذر لذنبهم. اذا كنت خطيئة. فأنا سأبقى كذلك.لا الزمن قادر على تغيير حقيقة ما انا عليه الآن بسببهم. سوى حزني الشديد على حالي .
جاستن بحزن : تكذبين. مهما قلتي إنك لست في حاجة إليهم. فإنك حقيقة في أمس الحاجة إليهم. ليس لأنني يتيم. بل لأنلي والدان ولا أستطيع تخيل حياتي من دونهما.
أنجل وهي تمسح دموعها بغضب وتنفر من وجه جاستن : انت انت . وأنا انا . هذه حياتي. ولك حياتك . انت تحتاجهم. أما انا فلا. اريدهم. حتا لو كانو موجودين الآن. انتهى هذا الموضوع. لم أفتح هذا الموضوع عنهم مجددا. سأغلق على هذا وادفنه في اعماق ذاكرتي. وسأزيحه من قلبي. فلا قدرة لي على البكاء على مافات. على ماتمنيت ان يكون ولم يكن . ولن يكون. مهما حاولت من جهد لتحقيقه.
علي ان أعيش حياتي وحدي. من دون عائلة.
جاستن بتوتر : لن تستطيعي يوما من دونهم. فالعائلة هي القارورة التي تحويك من براثين الزمن. في اي مكان .وحال.
أنجل باستهزاء : حقا. إذن أخبرني. كيف استطعت أن أعيش إلى حد الساعة واللحظة والدقيقة والثانية . وأنا هاهنا واقفة أمامك. انت مخطئ. انا لست ضعيفة. ولن أحتاج اليهم سألملم نفسي بنفسي. وساكبر من دونهم لا حاجة لهم ولا لوجودهم.
استدارت نحو النافذة.تنظر إلى أغصان تعصف بها رياح الجنوب في صراع هي الأخرى مع رياح الشمال. لتختلط مع شعور من الكراهية والحزن. والكبرياء. تحت قهر وقساوة الواقع. تحت منظور وحدث وواقع من أجمل ما صوره مبدع في خياله.او رسام هاوي .اوما كتبه يد كاتب. ارتفعت مقلتا عينيها وتوسعتا واختلطتا ببريق من النور والظلام . لينعكس ذلك على زجاج النافذة المملوء بقطرات المطر الندية. نظرة تحدي لا رجوع. ولا تراجع ولا ضعف. ولا سقوط.
تقدم جاستن من ورائها وأمسك يدها . ونظر إلى بعيد محاولا تخبأت دموعه. ثم وجه نظره إليها مجددا. وقال : إذ. لا أحد لك. فأسكون ذلك الأحد. سأكون ذلك الشخص. سأكون حاميك. سأكون أخاك. ومن يرعاك .
سحبت أنجل يدها وابتعدت عنه : لست في حاجة إلى شفقتك.
أحتفظ بها لنفسك.
تقدم نحوها وقال : ليس شفقة مني. بل شفقة على حالي. لأني لست مثاليا. صحيح أنني أملك عائلة. لكنها مشتتة. فأبي. في مكان وأمي في مكان. ليس لي من أحدثه عن همي الوحيد . في الجلوس وتناول الطعام معا كأسرة واحدة. أن أخرج مع أبي وألعب معه. ثم أعود واجلس بين احضانهما. كم اشتقت أن أستيقظ كل صباح. وأن اذهب ولا أجد أمي وحيدة. تلملم أغراضها لوحدها.
أبي لاهي بحاله. وأمي تحاول مداواة نفسها. وشغل نفسها بي.
أنجل بصوت مبحوح : آسفة. ولكنني لست الشخص المناسب. اذهب. واعتن بنفسك.فأنا لا اريد. منك شيئا. شكرا لمواساتك لي. ولكنني لست بحاجة إليك.
تنهد جاستن وقال : إلى متى ستكابرين.حسنا لنرى يا صاحبة القلب الجليدي. مع أنني أعتقد أن الثلج سوف يذوب يوما ما. وسوف يخلف ورائه شلال متدفق من المعاناة والآلام. ليجرف أمامه أي شيء يقع بطريقه.
حسنا اهتمي بنفسك. ولكنني سأبقى بجانبك لكي ارعاك. أعدك بذلك. ولست ممن يخلف بوعودي. أعدك طوال العمر. إن بقيت حيا. فلن أدع مكروها يصيبك . وسأكون ظلك الذي يحميك. وداعا. او بالأحرى أراك غدا .
لم تلتف أنجل إليه. ولم تبدي اي ردة فعل. إزاء كلامه. بل فقط تسلق جاستن الشجرة بعد عبوره النافذة . دخل غرفته. ووضع رأسه على الوسادة. وبقي يفكر. حتى غط.في نوم عميق.
عند أنجل. وعواصف من المشاعر اللاهبة تتخبط داخل رأسها وقلبها. تهمس بهدوء وتقول وهي تحدق في الأرض : لماذا أخبرته. ولماذا قلت له ذلك . من هو ومن يكون في حياتي. لماذا وعدني ذلك الوعد. لا اريد منه شيء. لا اريد منه اي نظرة استعلاء. او شفقة اتجاهي.
خطت ناحية السرير. ووضعت وجهها على الوسادة. وبكت هناك بهدوء. من دون أن يسمعها أي أحد .
يقولون أن اليتيم يتيم الأم وليس الأب. ولكن ماذا لو كنت بلا هوية اصلا. لا أب لك . ولا أم. ولا قريب. ولا بعيد. لا عائلة. فيراك الناس. عالة عليهم. ينظرون إليك نظرة احتقار وكره. لشيء لم تكن السبب فيه. سوى أنك كنت نتيجة خطأ صغير. أدى إلى كارثة عظمى.
وما بين ذلك أن يكون لك ذلك الشيء الذي تفتقده وتريده أنجل. ولكنه موجود. غير أن العائلة غير موجودة. الفرق الوحيد بينهما هو أنهما كلاهما ابنان غير شرعيان. اي أن والديهما. لم ينجبانهما في ظل إطار الزواج الشرعي. لكن جاستن لم يرمه والداه بل احتضناه. واعطياه حقوقه كاملة. عكس أنجل الذي رمى بها الزمن إلى أحد زوايا الشارع وبالضبط شارع اليتم . والحرمان. من دون أي تعويض. او اهتمام . ربما كانت رحمة منهما أنهما لم يرميانها في أحد الأزقة حيث الكلاب المسعورة. والقطط المتشردة.
في صباح يوم الخميس الساعة 8:00 صباحا .25 أكتوبر. 2001. استيقظت أنجل وخرجت من غرفتها لتناول الطعام كالمعتاد سوى أن الهدوء سيد الموقف . نزلت الدرج. بهدوء. وجلست على الطاولة. وهي غارقة في صحنها الذي لم ترفع راسها عنه. كان تجيب أسئلة جمال عن حالها بأقل من ثلاث كلمات نعم . لا
أحس جمال . بحزنها الذي يكسو. الجو ويزيده توترا.
أراد أن يسأل عن سبب حزنها. لكنه لم يرد ان يفتح جرحا عميقا. فاكتفى بالجلوس والتفكير. في طريقة ليخرجها مما فيه . بعدها قدم لها الدواء.واستأذنت منه الخروج.
ارتدت معطفها. واتجهت نحو الباحة الأمامية . كان الجو ضبابيا يعكس ملحمة درامية. على وشك البدء. تقدمت ونزلت الدرج خطوة. خطوة. . ثم توقفت عندما تلامست قداماها مع أرضية العشب الرطبة.
تقدمت بضع خطوات حتى أصبحت على وشك قطع الطريق . نظرت مليا فوجدت الأجواء هادئة . فلا أحد غادر منزله بسبب كثافة الضباب. تراجعت للوراء وجلست على الدرج. وبقيت تفكر مليا فيما تريد أن تفعله. لم تتعب رأسها يوما بالتفكير بهذا الموضوع لأنها كانت مع أشخاص يشبهون حالتها. ولكن بعد ان ابتعدت عنها وأصبحت تعيش مع مجتمع فعليا. بماذا ستجيب الناس إن سألوها عن والديها. عن سبب تركهم لها. عن سبب كونها بلا أصل او هوية. عن كونها تسكن مع عجوز طاعن في السن يستحيل أن يكون والدها على الأغلب إن صح جدها. كل ذلك وغيره. كان لا ينقطع عن الاتصال بدماغ أنجل. فيجعله. غير قابل لأن يكون مستعدا لهذا .
تنهدت ثم سارت ناحية منزل جاستن ودقت الباب.
ففتحت باتي بفرح ضمتها إلى صدرها وقبلتها بحرارة : الحمد لله أنك بخير. لقد قلقنا عليك البارحة. فقد كانت حرارتك مرتفعة. هل تشعرين بتحسن؟. هل تناولت دوائك؟. لماذا غادرت فراشك !؟
اجابتها أنجل بابتسامة صغيرة على ثغرها : انا بخير .لا تقلقي. فلا حاجة لي بالفراش. فقد تحسنت صحتي. شكرا لك يا خالة. لأنك تهتمين بي كأمي التي لم تلدني.
تسمرت باتي في مكانها وذهب اللون من وجهها : لا تقولي هذا الكلام . فأنت ابنتي حتى لو لم تكوني مني. سيحل كل شيء فلا تهتمي مازلت صغيرة وكلنا بجانبك.
وهنا قاطعتها أنجل في جملة : هل أكذب عليك إن قلت إنني احتاجهما. فقط إلى ظلهما. فقط لو اعرف من هما. لو اعرف لماذا فعل بي ذلك. ربما حدث لهما شيء منعهما من التواجد معي . ولكن أكثر شيء يخيفني.
أن اعرف أنهما تركاني بمحض ارداتهما. وأنهما اعتبراني جزء من ماضي مات وانتهى. انا خائفة ان اعرف الحقيقة. وفي نفس الوقت لا أريد ان ابقى مخدوعة. منطوية على نفس الفكرة. والهلوسات. المهم ياخالة. منذ مجيئي وأن تعاملينني بطيب خاطر. فشكرا لك.انت والجد بروس. والجدة ديان.
تواجدكم حولي انساني ولو قليلا ولو جزء صغير . مما انا أعيشه.
باتي وهي تنظر إليها دون نطق كلمة واحد والعديد من الأفكار. تدور في رأسها ( كلامها اكبر من عمرها. ماهذا ايمنح الله شيئا ليأخذ شيئا بالمقابل. تعرف ماذا تريد؟ وكيف تتعامل مع حالتها. لو لم أكن أراها واسمعها ما تقول.لقلت أنها تفوق سنها الحالي ) ضمتها إلى صدرها مجددا. وربتت على شعرها بهدوء وجمال يراقب حركاتها. وقد زاد إصراره على تنفيذ خطته. علا وعسى أن تجد طريقها في وسط هذه الفوضى التي تدور من حولها. وتجعل فتاة في السادسة من عمرها. تعيش لحظات اكبر من عمرها
بعدها ابتسمت أنجل وازاحت عنها كل ذلك وطلبت منها الإذن لدخول غرفة جاستن لتلعب معه. فهزت رأسها بسرور. وادخلتها المنزل. أما جمال فانصرف عائدا إلى مكتبه في الطابق السفلي. لمنزله. يفكر كيف سينفذ ذلك الأمر الذي يدور برأسه.
هناك صعدت أنجل الدرج بهدوء . ثم سارت في رواق المنزل وأصبحت أمام باب غرفته.وفتحت الباب بهدوء. فوجدته. نائما. دخلت الغرفة. وجلست بجانبه على السرير. فخطرت في بالها فكرة شريرة. أمسكت قلم غليظ اللون. ورسمت به على وجهه ليبدو كم ارتدى قناعا الشيطان بمناسبة عيد الهالوين. لونت وجهه بالأحمر كاملا ورسمت له أيضا قرون ولحية صغيرة أسفل الذقن باللون الأسود مع شوارب طويلة أسفل الأنف. وخانة على جانب شق فمه الأيسر.كما رسمت خطوطا سوداء حول عينيه. هههههه بدى مضحكا ومخيفا في نفس الوقت. لابد أنها تحب أن تحفر قبرها بيدها. فلا تنفك عن اعراض المشاكل معه.
بعد قليلا نشف اللون على وجه جاستن. ليستيقظ بعد قليل . نهض من سريره. وتوجه نحو الحمام لقضاء حاجته. وعند مروره بالمرآة. التفت إلى وجهه. ورأى شيء لا يظن أنه قد رأى ما رأى لكنه يجب أن يتأكد. رجع خطوتين. إلى الوراء. ونظر في المرآة مطولا. وصرخ صرخة هزت أركان المنزل. أسرع كل من الجد بروس وديان و باتي إليه. دخلو الغرفة. فوجدوه في الحمام يحاول مسح وجهه بكل لنوع الطرق. ولكن بلا فائدة فاللون صعب محوه. اقتربت باتي منه وطلبت منه أن يستدير
جاستن بغضب : ابتعدي عني . لا اريد شيء.
باتي بحيرة : ما الامر؟ . دعني أرى ما به وجهكك؟
جاستن بحزن : ستضحكين عليا . إن رأيتني.
باتي بحزم : هيا استدر. أقسم إنني لن افعل.
وحينها فعل ما طلبت منه والدته أن يفعل. لتمسك فمها. بكلتا يديها . فوجهه بدا مضحكا للغاية. انفجر الجميع بالضحك. وجاستن يكاد ينفجر من غيضه. والدموع تتراكم في عينيه. ليرى بعدها أنجل واقفة وراء الجدة ديان تضحك عليه. فازداد غيظه. وانقض عليها مسرعا. فهربت منه أنجل. فاصبحا في مطاردة. انجل تصرخ عليه. : هذا هو وجهك الحقيقي. فلا داعي لغسله. تبدو وسيما اكثر بكثير مما قبل. فيرد عليها جاستن بغضب : انتظري حتى امسك بك . وانتف شعرك. ايتها المشعوذة. نالذي فعلته بي!؟ سوف اصبح مسخرة امام زملائي يوم الاثنين. سوف اقتلك لن تفلتي مني. بقيا يركضان في ارجاء المنزل وجاستن يكاد يموت من غيظه. وانجل تضحك عاليا. ثم خرجا الى الحديقة الخلفية. حيث كان الضباب قد تلاشا ووجدت الشمس. شق من بين الغيوم لتسلط ضوئها على تلك الزهور البراقة. ذات الألوان الندية. قفزت أنجل على بركة. كبيرة من الطين فانزلقت بالمقلوب رأسا على عقب. وأصبحت متسخة كليا. توقف جاستن عن الركض ورائها وانفجر ضاحكا ثم اقترب منها. وأمسك بكومة من الطين ودسها في وجهها. ولطخ بها شعرها. انفجرت أنجل باكية. ثم ركلته وهربت مجددا. فامسك بها الجد بروس ضاحكا ورفعها عاليا : أيتها الصغيرة الشقية. انظري ماذا فعلت بنفسك ؟
وانت يا جاستن هل انت بمثل عمرها حتى تعاندها بافعالها؟. من يحب علي ان احرس انت ام هي ؟ هيا ادخلا المنزل للاستحمام.
قام الجد ديان بتحميم جاستن وحاول أن ينزع اللون عن وجهه.
بينما اهتمت الجدة ديان بانجل. وبعد مدة خرج كلاهما. عدا أن أنجل لم تتوقف عن الضحك. أما جاستن فقد ابتسم لما حدث. وأحس بنوع من الفرح. على الرغم من أن اللون لم يختفي تماما فقد بقي. ظاهرا بشكل خافت. مما جعله ظريفا.
نزل كلاهما وتناول جاستن الفطور أما. أنجل فظلت مع باتي: ألن تكفي عن طيشك؟ أنجل بابتسامة ماكرة: لقد أخبرتك بأنني سالعب معه فقط . هههههه
باتي بفرح : وهل هكذا يلعب الاولاد اقصد البنات. انت فتاة يجب أن تكفي عن تصرفاتك الصبيانية . وأن تصبحي عاقلة.
انجل بحزن مصطنع : حسنا. سأحاول. لكن لا أعدك بشيء.
بعد مرور ساعة أحست أنجل بتعب خفيف. فرآها جاستن وهي تستند برأسها على الأريكة.فنادى أمه. فحملتها ووضعتها فوقها وقاست حرارتها. فوجدتها قد ارتفعت قليلا مجددا. فاعادتها لمنزلها حيث غرفتها. وجعلتها ترتاح. بعد ان نبهتجمال لكونها لا تزال مريضة. بعدها غادرت المنزل. وعادت إلى جاستن. الذي ما إن دخلت . حتى أسرع إليها يستفسر عن حالتها : كيف حالها يا أمي؟.
أخبريني بسرعة.
باتي باستهزاء: ومنذ متى كان أمرها يهمك ؟
قلب جاستن عينيه وهرب. فصرخت. باتي وقهقهت عاليا : إنها بخير. لا تخف عليها.
استلقت أنجل وغرقت في النوم. من دون أن تلحظ ذلك. وكان بجانبها جمال الذي يفكر في مستقبلها وحياتها. وكيف له أن يجعلها تسلك الطريق الصحيح بإرادتها. فقرر أن يبدأ بتعليمها اللغة العربية بعد ان تتقن اللغة الإنجليزية. وبعد أن يتم ذلك. سوف يعلمها القرآن. ثم السنة. وكل شيء يخص الإسلام ويدعها تقرر ماذا تريد أن تكون. في هذه الحياة. سوف يعلمها الخطأ من الصواب. والصواب من الخطأ. لكنه بين وبين نفسه متيقن أتم اليقين بأنها. ستكون كما يريد. وستكبر على الدين الصحيح والنشأة الصحيحة. فهذا أقل مايمكنه ان يفعل. فليس من عمره إلا القصير. ومن يدري ربما تأخذه المنية اليوم او غدا او بعد غد. فمن يدري. فعلى الاقل فل يسرع. وليرتب حياتها وما سيفعله بانتظام. وهنا حيث أقف سوف تبدأ القصة في التغير تدريجيا. من دراما طفولية مضحكة إلى قصة دينية. اي كيف ستكبر أنجل مع جاستن. وما المفاهيم التي ستتغير لدى ذهنية أنجل. وكيف ستتعامل مع جاستن.ما هي المغامرات التي ستعيشها معه. وإلى ذلك انتظرونا في الجزء القادم.وعفوا على التأخير 😉😉😍😘😘😘
أنت تقرأ
تفاحة آدم
Ficción General-بداية هذه الرواية مختلفة كثيرا عما ألفته أجيال القرن الواحد والعشرين لأنها بطبيعتها الخاصة قد انتقلت بحديثها أولا إلى معاني الحب والصدق والإخلاص بين المتحابين في زمن أصبح فيه كل ذاك فيلما إباحيا اختفت فيه تقاسيم الشهامة والمروءة والحشمة مرورا بالم...