الجزء الثامن :
أنها الساعة 4:00 صباحا. استيقظ جمال على أثر صوت المنبه ليقوم لصلاة الفجر .كان الجو باردا والأمطار تهطل بخفة متناهية . اتجه نحو غرفة المعيشة واوقد نار الحطب .ليزداد دفء المنزل . بعدها ذهب إلى الحمام اغتسل . وتوضاء .ثم باشر صلاته . وبعدما فرغ منها توجه إلى المطبخ وأعد الفطور . كان يتضمن صحن من الجبن . وصحن من المربى . مع قليل من الزبدة والحليب الطازج . تناول القليل منه ثم اتجه نحو الاريكة .ليتدفأ قليلا . كان يشعر بالهدوء يسري في عروقه الى حد وصول تلك القشعريرة بالجسم حين يكون المنزل وحيدا من دون ضوضاء . تنفس عميقا وأستغفر الله كثيرا . ثم اخرج من جيبه سرواله . كتيب صغير . بعنوان حصن مسلم . قرأ منه ماتيسر من الاذكار المعروفة وخاصة أذكار الصباح والمساء . وبينما هو كذلك ارتمى إلى ناظريه كتاب الله تعالى . فرتأى لنفسه بعض القراءة التي سوف تريح قلبه . فحمله بين يديه فاتحا اياه على سورة الملك وراح يتلو آياتها برحابة صدر . بينما هناك اقصد في غرفة أنجل. كانت تغط في نوم عميق لتفتح عينيها بتثاقل بسبب إحساسها بالعطش . لتزيح عن نفسها الغطاء وتنزل من على السرير . متجهة نحو المبطخ. وأثناء نزولها الدرج . كانت تسمع صوت.يبدو كأن شخصا ما يتمتم . لم تفهم معنى الصوت .فصراحة أنجل. تتكلم الإيطالية. والقرآن باللغة العربية.فكان هذا واردا ألا تفهم معناه. اقتربت بهدوء ناحية الصوت . لتطل برأسها على غرفة المعيشة . لترى جمال جالسا على الأريكة. يقرأ كتاب ما .في الحقيقة .لم تفهم ماذا يقول.؟ ولكن صوته وهو يردد ذلك الكلام اشعرها بالهدوء وراحة بالغة . على الرغم من أنها لا تفهمه.ضلت جالسة قبالة باب الغرفة تستمع .دون أن تفهم السبب ولا أن تفهم المعنى ولكن في غمرات القلب بين معنى وحقيقة دفينة نجد أنه لا يفهم الروح إلا خالقها .وهكذا حتى غلبها النعاس مرة أخرى. ليجدها جمال بعد فترة من انتهائه من قراءة القرآن. نائمة على الأرض بهدوء. لم يرد أن يوقظها. فاكتفى بحملها .ووضعها في السرير. وعندما حل الصباح حوالي الساعة 8:00 صباحا استيقظت أنجل بتكاسل على إثر صوت جمال وهو يناديها من الأسفل. اجابته بتثاقل :انا قادمة !
فتحت عينيها بصعوبة .ثم اتجهت نحو الحمام غسلت وجهها ونظفت أسنانها. غيرت ملابسها . وذهبت نحو الأسفل. هناك عندما نزلت نحو المطبخ حيت جمال بابتسامة ساحرة : صباح الخير يا عمي !
فرد عليها جمال : أسعد الله صباحك يا صغيرتي ، هيا فقد حان وقت الفطور .
جلست أنجل على المائدة وبدأت بتناول الفطور . إلى ان قاطعها جمال بسؤاله مستفسرا :صغيرتي ماذا كنتي تفعلين أمام غرفة المعيشة هذا الصباح ؟
أنجل بعد أن ابتلعت مافي ريقها : لقد شعرت بالعطش . ونزلت للشرب. وحينها سمعتك وانت تقرأ كتاب ما . وبينما انا كذلك تسلل شيء من الراحة والهدوء إلى قلبي . فنمت ولم أنتبه. ولكن ماذا كان ذلك الكتاب ؟.ولماذا كلامه غير مفهوم؟
جمال :إنه القرآن. يا صغيرتي !
أنجل قاطبة حاجبيها : وما هو القرآن؟
فرد عليه بعد ازداد يقينا بإمكانية هذه الطفلة ان تحب ما يحبه هو وأن تكون من أصحاب الفوز العظيم : إن القرآن يا صغيرتي هو المُعجزة الخالدة التي جاء بها رسول الله محمد - عليه الصّلاة والسّلام - تدليلاً على صدق نبوّته بعد أن نزل به أمين الوحي جبريل بأمرٍ من الله جلَّ وعلا، وقد جاء القرآن الكريم آخر الكتب السماويّة المُنزلة كاملاً غير منقوص ليُتمّ الله به دينه ويَصدق وعده، ولذلك فقد تكلّف الله بحفظه،بدأ نزول القرآن الكريم على رسول الله وهو يتعبّد بغار حراء واستمرّ نزول الوحي على رسول الله بحسب الوقائع والحوادث حتّى تمَّ أمر الله واكتمل دينه، فجاء في آخر ما نزل من القرآن ، فأتم الله دينه بعد أن صار كتابه حاوياً لكلّ صغيرة وكبيرة من أمور هذا الدّين العظيم، ثم بعد ذلك جاء دور الحِفظ الذي تكفّل به الله عزّ وجلّ لكتابه بأن جعله مَحفوظاً في الصّدور قبل أن يُكتَب بالسّطور، فهيّأ الأسباب ويَسَّر السّبل لمن أراد أن يحفظه حتّى نُقِلَ بالتّواتر من أول كلمةٍ فيه حتّى آخر كلمة، وتمّت كلمة الله بالحقّ؛ فلم يتأثّر كتابه مع كثرة العابثين ومكر الماكرين، فكان كتاب الله مُعجزاً في نزوله، مُعجزاً بآياته.
أنجل( وهي تركز في مايقوله جمال في كل حرف وفي كل كلمة ): وما هو رسول الله ؟
أهو عيسى عليه السلام !
فرد عليها باسم الوجه : أولا إن عيسى عليه السلام هو واحد من أنبياء الله سبحانه وتعالي الذين كلفو بتبيليغ رسالته . للبشرية .ثانيا إن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام . هو هو محمّد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وهو عربي من قريش، ولد في عام الفيل 12 ربيع الأول عام 53 قبل الهجرة، ولد يتيم الأب، وكانت مرضعته حليمة السعدية، وتوفيت أمّه آمنة بنت وهب وهو صغير السن، ورباه جده عبد المطلب، وبعد وفاه جده رباه عمه أبو طالب، وكان يعمل النبي محمّد عليه الصلاة والسلام في التجارة، ورعي الأغنام. أما بالنسبة لحياته الأسرية .فقد تزوّج الرسول محمّد عليه الصلاة والسلام من خديجة بنت خويلد، وهو في عمر الخامس والعشرين، وأنجب منها أبناءه القاسم وعبدالله، وبناته زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة الزهراء، ثمّ تزوّج الرسول عليه الصلاة والسلام ببعض النساء، وهنّ: سودة بنت زمعة، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وميمونة بنت الحارث، وأم حبيبة، وجويرة بنت الحارث، وزينب بنت جحش، وصفية بنت حيي، وزينب بنت خزيمة، وأم سلمة، وماريا القبطية التي أنجبت له ابنه إبراهيم، وعائشة بنت أبي بكر. وقد نزل عليه الوحي جبريل في غار حراء وهو في عمر الأربعين سنة، حيث بشره بالدعوة الإسلامية، واستمر في دعوته للإسلام ثلاث سنوات سراً، وبعدها عشر سنوات جهراً.
أنجل( وفي عينيها فضول جامح ): أخبرني المزيد. لو سمحت !
قهقه جمال فرحا بها وقال : اكملي طعامك ولنا حديث طويل !
فطأطات رأسها ناخية الطبق وهي تفكر بالعديد من الأمور. التي بدأت تشغل بالها على الرغم من صغر سنها .
أكملت مافي طبقها بسرعة ثم قامت بتنظيفه. واتجهت مع جمال ناحية المكتب . والقطة تلهث من خلفها . متتبعة إياها. ومن وراء ذلك الباب . بدأت الكثير من الأمور تتضح لأنجل لتتحول كل أفكارها نحو ذلك الدين الجديد. الذي بدى لها الشيء الصحيح الذي تعرفت عليه في حياتها . لتتحول بذلك إلى جنة بطلة القصة .
فبدأ جمال أولا بسرد مجمل الحقائق عن الدين الإسلامي وانجل تصغي له بانتباه شديد . مستفسرة عن كل نقطة من كلامه .المشوق إلى ان وصل إلى القرآن الكريم . فطلب منها قول بسم الله الرحمن الرحيم . في البداية واجهت صعوبة في نطقها بسبب لكنتها. لكنها بعد محاولات عديدة نجحت في ذلك ثم أكملت من ورائه إلى قرأت سورة الفاتحة .لقوله تعالى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:《
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ 》صدق الله العظيم .
أحست أنجل بفرحة عامرة . بعد ان رددتها وراءه. فطلبت منه أن يعلمها المزيد .فاخبرها بأنها اذا أرادت ذلك . فيجب أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره .
فأومأت رأسها موافقة لذلك .وقبل أن يكمل حديثه رن هاتفه . فاستماحها عذرا . ثم رد على المتصل وقد كان صديقه الذي يدرس معه في نفس الجامعة وكان اسمه مراد . وكان الحوار كالتالي :
مراد : السلام عليك أخي جمال !.كيف حالك ؟
جمال : الحمد لله وانت !
مراد : الحمد لله . من دون إطالة اريد أن اكلمك في موضوع مهم .
جمال : تفضل !
مراد : عليك أن تعود إلى كندا!، فنحن نحتاج الى مدرس بديل في التاريخ .لكي لا يحصل تأخير بالبرنامج . ولم أجد شخصا آخر لكي اتصل به من غيرك انت . فأرجوك لا ترفض طلبي !
جمال : وماذا حصل للمدرس الآخر!؟
مراد : لقد توفي بسبب أزمة قلبية . وبسبب عطلة الخريف استطعنا تدارك الأمر. وحاولنا البحث عن أستاذ بديل لكن لم نجد متطوع. ولهذا طلبت منك القدوم .
قالها مراد بنبرة حزن . لابأس اعرف أنها عطلتك السنوية . وأنك تحاول الاسترخاء من قيود العمل والإرهاق المستمر . لكن استحلفك بالله من أجل الطلاب وليس من أجلي .
جمال وهو يحك باطن رأسه بحيرة : حسنا .سأعود إلى البلاد . ولكني لست لوحدي . فأنا قد وضعت طفلة صغيرة تحت كفالتي الشخصية . وعلي أن اهتم بأمور تدريسيها. وأيضا بالأوراق اللازمة لكي تسافر خارج البلد.
فقاطعه مراد : لا تكمل !. آتي بها إلى هنا وسأتكفل بدراستها من أول مرحلة إلى آخر مرحلة . وأجري على الله لا اريد منك شيء . لا شكرا ولا جزيلا
جمال : حسنا . سآتي. وشكرا لك .
مراد : سأتصل بك لا حقا . حين تصل الى كندا. والآن استودعك في رعاية الله !
جمال مكملا : وحفظه .!
بعد ان أغلق الهاتف استدار ناحية أنجل. ثم اقترب منها . وجلس على ركبتيه . وقال لها وهو يستغفر الله بقلبه : صغيرتي. سنسافر إلى خارج البلاد .!
فردت عليه : إلى كندا !
فأومأ رأسه موافقا ، ثم أكمل حديثه : نعم فهم محتاجون إلي هناك . ويجب علي العودة. كما أن صديقي قد عرض علي أنه سوف يتكفل بدراستك هناك في كندا حتى التخرج. وأراه عرضا مغريا. لكي اطمئن عليك أكثر .
أنجل بخوف : لكني لا أعرف أحدا هناك . كما أنني لا اجيد الإنجليزية.
وضع يده على وجنتيها وقال : وانا أيضا لم أكن أعرفك واتيت بك . هل كان أمرا سيئا. بالطبع لا. وأما بالنسبة لبلد جديد .فأنا معك . والإنجليزية ليست صعبة لهذا الحد . وستتعلمينها بسرعة بما أنك إيطالية. وتتحديثينها بطلاقة .
أما الآن فأنا اريد موافقتك للذهاب معي . فعلى أية حال . هذا ليس بلدي فأنا كنت في زيارة قصيرة المدى. ولكن استدعتني الظروف ان أعود إلى المكان الذي كبرت فيه. ولهذا يجب علينا الذهاب .
وهكذا استوعبت أنجل أن
السفر مع جمال . من دون عناد مسبق. لأجلها ولأجله . وما سهل عليها الأمر. أن لا أقرباء لديها هنا .فهي خليلة الميتم. وقد ودعت مسبقا من تعرفه هناك ..
وهكذا اجابته بحسنا من دون كلمة زائدة. فربت جمال على شعرها ثم قبل رأسها. ثم أمرها بجمع ملابسها في الحقيبة. لحين عودته
وعليه صعدت أنجل إلى غرفتها . وانطلق جمال مرتديا معطفه بسرعة . لإكمال الأوراق اللازمة.
فاتجه أولا إلى الميتم .وأعلم المديرة برغبته بالعودة إلى بلده . وأنه يلزمه بعض الأوراق من أجل السفر. كوثيقة تأكيد على أنه هو الوصي على أنجل وغيرها من الاوراق . وبعدأن سلمته الأوراق. قامت مترجية إياه أن يحافظ عليها. وأن يهتم بها كثيرا لصغر سنها .
فوعدها بذلك .فاطمئن قلبها . ثم غادر المكان مسرعا نحو الحصول على تذاكر السفر وماهي إلا بضع ساعات قليلة حتي تم الأمر. واتجه نحو البيت ليحضر أنجل للسفر خارج البلاد اي العودة إلى كندا. كانت الجو ماطرا. والسماء ملبدة بالغيوم . كان كئيبا ذلك المنظر . ما اوحشه من فراق . هذا المكان الذي تربت فيه . وعاشت طفولتها فيه . سوف تتركه الآن وتذهب إلى بلد آخر لا تعرف أحدا فيها . من دون ذلك الوصي . الذي يحنو عليها . بين كل فينة وأخرى. كانت أنجل جالسة على أرضية السلالم تنتظر جمال بهدوء . بجانبها حقيبتها التي قد وضعت فيها ملابسها المعدودة التي اشتراها لها . جمال . وفي وسطها ترقد تلك القطة الصغيرة .
وبينما هي كذلك سمعت صوت سيارة قد توقفت بجانب المنزل . فاتجهت نحو الباب وفتحته لتجد جمال . ينزل منها . ويقترب ليخبرها.
<< بنيتي الصغيرة أنجل . اصعدي إلى السيارة . وسوف أحضر حاجاتي وننطلق نحو المطار ...>>
اكتفت أنجل بالايماء وصعدت السيارة حاملة حقيبتها الصغيرة على ظهرها . والقطة الصغيرة بين يديها .
وبعد مرور ساعة من دخول جمال المنزل .خرج وقد اقفل جميع الأبواب والنوافذ .وحرص على تغطية جميع الأثاث. لكي لا يتراكم عليه الغبار . ثم دفع حقيبته نحو السيارة . فقد كانت مملوءة بالكثير من الأشياء من ملابس وكتب وغيرها . ثم عاد ليقفل ذلك الباب على ذلك المنزل الذي سيظل ذكرى لا تنسى من حياة أنجل.
وبعد ان فعل ذلك . اتجه إلى السيارة وجلس من الوراء بجانبها .
فانطلق السائق بهدوء كأن اللحظة تقف ثم ترجع إلى الوراء ثم تعود من جديد . خيال ذلك المنزل يبتعد شيء فشيء .
ظلت تنظر أنجل إلى الأمام تتمعن في كل زاوية . في كل عمود. في كل بيت وشارع ومتجر وحنفية. كل شخص من صغير وكبير . كأنك ترى الشيء من جديد . كنت غريبا وستعود غريبا . كأنها تزور هذا المكان الذي ولدت فيه لأول مرة . إنه الاغتراب يا سادة. فرغم صغر السن او كبره. إلا أنه شعور يجتاح القلب . من دون قيود . من دون ضرائب .او حدود . او دفع مسبق.
كان جمال يراقبها بهدوء ويعلم ما تحس به . لكن يعلم تمام اليقين أنه لو أردت التقدم في حياتك فيجب عليك ان تضحي ببعض الأمور لتكسب أمور أهم. ليس هنالك شيء مجاني . في هذه الحياة . يجب عليك دفع ثمن عيش هذه الحياة. لتعيشها كما تريد انت.
توقف السائق عند أحد المحلات . كان محلا لتأجير المنازل. دخل جمال إلى هناك . بينما بقيت أنجل تنتظره .
وفي ثواني عاد جمال إلى السيارة وأمر السائق بالانطلاق إلى المطار بأقصى سرعة حتى . لا يتأخر عن موعد انطلاق الطائرة .
طوال الطريق لم يتحدث الطرفان. بل اكتفى جمال . باعطائها بعض الصور . عن طبيعة بلده . من كل شيء. كانت أنجل في ذلك منبهرة وحزينة لانها ستغادر بلدها.
كانت طائرتهما ستقلع على تمام الساعة الثامنة مساءا . (20:00)
لذلك أسرع السائق ليوصلهما قبل الموعد بربع ساعة . فقد كانت الساعة عنده 19:30
وبعد مرور ربع الوقت . وصلا إلى المطار.
حيث نقطة التحول تبدأ من هنا
دفع جمال لسيارة الأجرة
ثم حمل حقيبته وهو يمسك بيد أنجل حتى لا تضيع.
فالمكان واسع. كانت تتفحص كل شيء بعناية فائقة.
حتى توقف جمال عند مصلحة الدفع وأعطى للموظف جوازا السفر. ليؤكد له ذلك ويشكره على زيارة بلده ( بلد الموظف اي إيطاليا )
بعدها وضع جمال حقيبته وحقيبة أنجل . ليتم شحنها
جلس معها في إحدى المقاعد يعلمها بشكل تمهيدي للغة الإنجليزية.
وقد استجابت لذلك بسرعة بفضل إتقانها للغة الايطالية
وبعد لحظات تم الإعلان عن موعد اقلاع الطائرة المتجهة نحو كندا .
فاتجها كلاهما نحو المدرج وصعدا الطائرة
وماهي إلا لحظات حتى امتلأت بالركاب
وأعلن الطيار عن بدء الرحلة . والانطلاق من مطار إيطاليا نحو مطار كندا .
وفي تلك اللحظات كانت أنجل. نوعا ما متوترة فهي لم تركب طائرة من قبل . فأمسك .بيدها الصغيرة.وطمأنها أن كل شيء على مايرام . وبعد دقائق من اقلاع الطائرة.
هدأت نفس أنجل واقتربت من النافذة . لتطل على الأرض من فوقها . فكان يبدو لها كل شيء صغير الحجم .كأن الأمر انقلب اي أن المدن تبدو من الأعلى كما السماء في الليل مرصعة بالنجوم
وبينما هي كذلك . تقدمت المضيفة نحو جمال . فاخبرهابرغبته في تناول العشاء. فغادرت لتعود بعد قليل ومعها العشاء . فتناولت أنجل الطعام .هي وجمال . وبعد ان فرغا من ذلك
.أكمل جمال تعليمها للغة الإنجليزية. وبقيت هي تراجع القواعد والدروس . إلى ان حلت الساعة 22:00 ليلا . حينها اتكأت أنحل على مرفق جمال ونامت وفي صباح اليوم التالي تحديدا الساعة الرابعة صباحا 4:00 توقفت الطائرة عند مطار كندا . فاسيتقظت أنجل على صوت جمال وهو يوقظها من سباتها .
ففتحت عينيها بتثاقل. ثم قامت من على المقعد ونزلت رفقة جمال . هناك عند نقطة المراقبة الجمارك . انتهبت أنجل إلى المكان. من حولها بقيت تراقب الناس وكل التفاصيل الموجودة بتململ وتثائب طويل المدى .
وحين فرغ جمال من التفتيش . حمل حقيبته وحقيبة أنجل نحو الخارج . وهناك اوقفه رجل يبدو في نفس سن جمال . ألقى عليه التحية وحمل له حقيبته . وسلم على أنجل بطبع قبلة على خدها.أجل إنه صديقه مراد .
لم يطل الحديث بينهما بسبب التعب الذي حل بكل من جمال وأنجل .. .....
فاكتفى كلاهما بركوب السيارة . فكان جمال وصديقه من الامام يدردشان بأمور العمل ومن خلفهم أنجل متكئة على مقعد السيارة ويبدو أن النعاس قد داعبها. وغطت في نوم عميق مجددا . .........
بحلول الصباح وجدت نفسها. موضوعة على سرير . ومغطاة بلحاف سميك . ظلال الغرفة متشابكة بسبب طبيعية الستائر
نهضت من الفراش .وقفزت من على السرير . .....
غادرت الغرفة ... متجهة نحو جمال باحثة عنه . الذي كان في الخارج يستنشق الهواء العليل .فهو قد اشتاق إلى بلده كندا وبالذات أين يسكن أي أقصد ستراتفورد، أونتاريو ..........إلى اللقاء في الجزء التاسع ههههههههه 😆😆😆
أنت تقرأ
تفاحة آدم
Ficção Geral-بداية هذه الرواية مختلفة كثيرا عما ألفته أجيال القرن الواحد والعشرين لأنها بطبيعتها الخاصة قد انتقلت بحديثها أولا إلى معاني الحب والصدق والإخلاص بين المتحابين في زمن أصبح فيه كل ذاك فيلما إباحيا اختفت فيه تقاسيم الشهامة والمروءة والحشمة مرورا بالم...