الجزء الرابع والعشرون :
وحين اصبحتا أمام الباب طلبت منها السيدة روان أن تدخل بقدمها اليمنى وأن تردد ماتقوله ورائها بعد أن يبتعدا قليلا. فردت عليها مبتهجة: حاضرة سيدة روان. وهاهما يدخلان المسجد وينزويان على الجهة اليسرى للردهة من أجل نزع حذائيهما والولوج للداخل. وبعد الوضع والانتهاء انحنت لمستواها وقالت :قولي من ورائي .حسنا موافقة . .فأومأت أنجل وهي تنظر لها بعيون تواقة بريئة .فقالت السيدة روان : بسم الله ( وأنجل تردد الكلام) والصلاة على رسول الله. اللهم أفتح لي أبواب رحمتك. ومن ثم أمسكت بأصابعها الرقيقة ودخلا نحو القاعة المخصصة للنساء. فكان مقدمة الصف ممتلئ بعض الشيء. فكان من يقرأ القرآن.ومن يسبح بأصابع يده. كل في شأنه. وأنجل تراقب الوضع بصمت كان حلو المذاق. التطلع لمعرفة شيء جديد. ثم عيش تلك اللحظة .إلى أن تقدمت سيدة تبدو من وجهها أنها في الخمسين من عمرها. لتسلم على السيدة روان.ثم تقبل الصغيرة أنجل. لتعيد نظرها للسيدة روان وهي وتستفسر عن سبب إنقطاعها عنها. طيلة هذه المدة الطويلة. لتجيب السيدة روان : أعذريني سيدة نجلاء. فقد كنت مشغولة بترتيب المحل. وانتظارالسلعة الجديدة من الملابس. وقد أخذ مني هذا وقتا طويلا بحق.
فتنهدت السيدة نجلاء براحة وقالت بعتاب : ولكن على الأقل لا يجب أن تختفي هكذا. أقصد مرة في الأسبوع زورينا. كما أن هناك موضوع مهم. أريد مناقشتك فيه. ولكن ليس الآن. فبعد قليل سوف. تبدأ.الخطبة.فتفضلي انت والصغيرة وإجلسا هناك ( مشيرة للصف الخامس) فأومأت السيدة روان برأسها وردت عليها برجاء : هل من الممكن أن تهتمي بها قليلا ريثما .أتوضأ وأعود. فأنا كنت مسرعة ولم أتوضأ في بيتي. فقالت بصدر رحب : هيا اسرعي ولا تتأخري ؟!
فردت بصوت أشبه بالهمس :حسنا. لتبقى الصغيرة مع السيدة نجلاء. كل منهما ينظر للآخر. ينتظر منه إشارة لبداية الحديث.ولكن أنجل لم تتجرأ لأنها لا تعرفها ولا السيدة نجلاء والتي هي بدورها لم تسأل عن هويتها. ربما لأن الوقت ليس مناسب. لتمر ثواني وهما هكذا بنفس الوضعية.لتأخذها السيدة نجلاء وتجلسها على كرسيها المقابل للردهة.وتقول لها بحزم وثبات : صغيرتي. أبقي هنا وسوف تأتي السيدة روان لإصطحابك فأنا عليا ترتيب الصفوف. والحفاظ على هدوء المكان .أفهمتي ما أقول .فقالت أنجل ببحة غليظة أشبه بكحة السعال : حسنا. سيدتي. سأفعل ذلك. فابتسمت لها بحب وتركتها هناك تنظر لها تارة وتارة أخرى تعيد رأسها للأمام . لتذهب وتقوم بماهو معتاد عندها.من العمل الدؤوب. لتأتي بلحظات السيدة روان وعيونها ملقاة على التصاميم الهندسية للمكان لتتقدم بعدها رفقة أنجل. نحو مكانيهما. لتجلس أنجل والسيدة روان وتستدير لها لتقول : أنجل عزيزتي أنا الآن عليا تأدية ركعتين تحية للمسجد. فإذن عليك القعود بجانبي حتى أنتهي منها . ثم إياك التحدث مع أي أحد هنا أو إزعاجه. عليك الإلتزام بالصمت. صغيرتي..فقاطعتها أنجل ببرائة : هل أستطيع أن أصلي مثلك. فقط أريد تأدية الحركات.
فأطرقت رأسها مبتسمة ثم رفعته وقالت : أجل يمكنك ذلك. فوقفت السيدة روان وبدأت الصلاة وأنجل تقلدها في حركاتها. في الركوع والسجود وصولا إلى التسليم. وهي نفسها لا تعرف لما تفعل ذلك.ربما فضول الطفل.وتطلعه للمعرفة.
ولكن ما المهم الآن هو قفزة للسيد جمال الذي كان يهم ينزع الحذاء بعد عبوره للباب. ليسلم عليه صديقه مراد .ويأنبه عن تأخره. فهو غير معتاد. فأجابه السيد جمال : بأن الطفلة.أتت معه لذلك حصل ماهو الآن. فربت الصديق على كتف صديقه اي السيد جمال. ثم دخلا المسجد. للصلاة. مرت دقائق والسيد جمال يقرأ القرآن رفقة صديقه السيد مراد بالصف السابع على ما أعتقد إن لم يخب ظني في ذاك.. ينتظر خطبة الإمام ليتقدم هذا الشريف. ويبتدأ قوله ب :بسم الله الرحمن الصلاة والسلام على أشرف المرسلين
.أمّا بعد فاتَّقوا الله - عبادَ الله - حقَّ التقوى. فمن اتَّقى ربه نجا، ومن أعرضَ عنه هَوى.إخوة الإسلام، العلمُ بالله أحَدُ أركانِ الإيمان، بل هو أصلُها وما بعدَها تبَعٌ لها، ومعرِفَةُ أسماء الله وصفاتِه أفضلُ وأوجَب ما اكتسبَته القلوب وحصَّلته النفوسُ وأدركته العقول، قال ابن القيّم رحمه الله: (أطيَبُ ما في الدنيا معرفتُه سبحانه ومحبَّته).والقرآنُ كلّه يدعو الناسَ إلى النظر في صفات الله وأفعالِه وأسمائه، بل ودعاء الله بها؛ ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180] والله يحبُّ من يحبُّ ذكرَ صفاته، وقد بشَّر النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقرَأ سورةَ الإخلاص يختم بها في قراءته في الصلوات بأنَّ الله يحبّه لـمّا قال: إني لأحِبّها لأنها صِفةُ الرحمن. رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة) .يعني علمها وآمن به وعمل بمدلولها.
وإن أسماء الله سبحانَه أحسَنُ الأسماء، وصفاته أكمَلُ الصفاتِ، ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ [الشورى:11]،وحقيقٌ بكلِّ مسلمٍ معرفتُها وفهم معانيها، والعمل وفقها، والدعاء بها.فربُّنا تعالى هو الرّحمن الرّحيم، وسِعت رحمته كلَّ شيء، ورحمتُه في الآخرة كتبها للمتقين؛ وفي الدنيا عمّت الخلق أجمعين، قال صلى الله عليه وسلم: ((خلق الله مائةَ رحمةٍ، وأنزل منها إلى الأرضِ رحمةً واحِدة بين الجنّ والإنس والبهائمِ والهوام، فبِها يتعاطَفون، وبها يتراحمون، وبها تعطِف الوحش على ولَدِها حتى ترفَع الدابة حافِرَها عن ولدِها خشيةَ أن تصيبَه)) متفق عليه. وما مِن أحدٍ إلاّ وهو يتقلَّب في رحمةِ الله، وكلُّ نعمة تراها هي مِن رحمته، وكلُّ نقمة صُرِفَت فهي من آثار رحمتِه، قال ابن القيّم رحمه الله: (وكان هذا الكتابُ (إنَّ رحمتي سبَقت غضبي) كالعهدِ من الله سبحانَه للخَلق، ولولاه لكان للخلقِ شأنٌ آخر).( كان الهدوء سيد المكان وكانت أنجل تستمع لكل كلمة يقولها في محاولة لاستيعاب بعض الحقائق كرحمة آلله وغيرها من الأمور فكانت ساكنة تنظر إلى القبة فوقها مركزة تركيزا شديدا. هادئة تماما على غير العادة. بينما الآخرون كل يفكر في همه. أو في تلك المعاني التي تمس قلبه. لتداعب جوارحه بكل حب وحنان. فعادت تكون القلوب تميل بها الحال إلى القسوة. لتأتي هذه الخطب والمواعظ لاستمالتها من جديد. صفات قد طوى عليه الزمن بوحشيته وتكنولوجيته المفرطة ليكمل الإمام قوله ب...وهو سبحانه الملِك، المتصرِّفُ بخَلقه كما يشاء، لا يتحرَّك متحرّكٌ ولا يسكن ساكِن إلاّ بعلمه وإرادَته، يأمُر وينهى، يعِزّ ويذلّ بلا ممانَعة ولا مدَافعة، لا يعجِزه شيء، ففوِّض إلى الملكِ أمورَك؛ فبِيَده مقاليد كل شيء، وتوكَّل عليه في جميعِ أحوالِك.وهو القُدّوس، المنـزَّهُ عن النقائِصِ، الموصوفُ بصفاتِ الكمال.وهو السّلام، السالِمُ من جميع العيوب وخَلَلِ الأوصاف، جميعُ المخلوقاتِ تُنـزِّهُ ربَّنا من ذلك، قال عز وجل: ﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ﴾ [الجمعة:1]، ومنه تعالى تُطلب السلامة.وهو جلّ وعلا المؤمِن، خَلْقُه آمِنون من أن يَظلِمَهم أو يَبخَسهم حقَّهم، فتزوَّد منَ التّقوَى؛ فالأعمالُ محفوظةٌ مضَاعَفة.وهو المهَيمِن على خلقِه، مطَّلِعٌ على خفاياهم وخَبايا صدورِهم، فلا تأمَن مكرَ الله إن عَصَيتَه.وهو الشّهيدُ على أقوالِ وأفعال عِباده، ﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة:74].وهو العزيزُ، القاهر الذي لا يُغلَب، ذلَّت الصِّعاب لعِزَّته، ولانت الشدائد لقوَّتِه، إذا قضى الأمرَ في السماءِ ضَرَبتِ الملائكة بأجنِحَتها خُضعانًا لقولِه، من دنا منه بالطّاعة عزَّ، قال سبحانه: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ [فاطر:10]، ومن بارزه بالمعصِيَة ذلَّ، فلا تنظُر إلى المعصيةِ؛ وانظر إلى عظمة من عصيتَ.وهو العليُّ الأعلَى، ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ [فاطر:10]. فله علو الذات وعلو القدر وعلو القوة.
هو الجبَّار، لا يمتَنِع منه أحدٌ من خلقه، ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس:82]، قال للسَّماء وللأرضِ: ائتِيا طوعًا أو كرها، قالتا: أتَينَا طائعين. وهو سبحانَه الجبّار الذي يجبرُ قلوبِ المنكَسِرين.هو الكبير، كلُّ شيءٍ دونَه، ولا شيءَ أعظم ولا أكبر منه، ﴿ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾ [الزمر:67]، يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سبحانه يوم القيامة ((يجعل السمواتِ على إصبِع، والأرضَ على إصبِع، والجبال والشجرَ على إصبع، والماء والثرَى على إصبِع، وسائر الخلقِ على إصبع)) متفق عليه.هو المتكبِّر وحدَه، ولا يليق الكِبْرُ إلاّ به، ومن تكبَّر من خلقه فمأواه سقَر( جهنم وبئس الميعاد)، قال جلّ وعلا: ﴿ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر:60]. والعبدُ واجبٌ عليه التذلُّل والخضوع لربِّه والتواضعُ لعباده.وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.... نكمل بعد آذان صلاة الظهر. وهناك عند أنجل استدارت لها السيدة روان وقالت لها بهمس : سوف يأذن المؤذن الآن.وعليك أن ترددي من ورائه مايقول. إلا عندما يقول حي على الصلاة. حي على الفلاح حينها قولي ما أقول . ثم عندما ينتهي رددي ما أقوله أنا.وبعدها يمكنك طلب أي شيء تريدينه من الله. فقالت أي شيء؟ أيمكنني ذلك!. فأومأت لها السيدة روان ثم قالت علينا الهدوء الآن.فردت عليها بهمس: حسنا. ليسكت الإمام بعدها برهة من الزمن ليصعد المؤذن على المنبر.ويشرع بخطابه ودعوته للحق الذي لا إله إلا غيره : الله أكبر الله أكبر. الله أكبر الله أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله .أشهد أن لا إله إلا الله.أشهد أن محمد رسول الله. أشهد أن محمد رسول الله . حي على الصلاة ( لاحول ولا قوة إلا بالله ). حي على الصلاة( لا حول ولا قوة إلا بالله ). حي على الفلاح( لا حول ولا قوة إلا بالله ). حي على الفلاح(لا حول ولا قوة إلا بالله ). الله أكبر الله أكبر.لا إله إلا الله. ومن ثم مباشرة رفع الجميع أيديهم بجانب بعضها البعض وأخذوا يرددون بهمس شيئا ما يا ترى ماهو. هذا ماكنت تفكر به الصغيرة أنجل لتربت السيدة روان. على كتفها. وتنبهها على ماقالته مسبقا ب:رفع اليدين وتتمة الكلام. لتقلدها أنجل والفضول يأكل قلبها.وترفع يديها قبالة صدرها. لتتفوه بتلك الكلمات التي لم تدرك معناها لحد الآن : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد يا سميع الدعاء. (واكملت بقلبها تقول )يا الله إني قد تمنيت مسبقا في الكنيسة. أمنية صغيرة . وهي أن أرى أمي مرة واحدة. فقط.فأنا مشتاقة إليها. ولكن للأسف لم أرها لليوم.ربما لأنني ظننت أن عيسى هو الله وقد أخطأت بظني فهو شخص مسير.وأنت مسؤول عنه. فياربي . لا أعلم متى. سأنتظر. ولكن فقط لو أراه مرة واحدة في حياتي. أن تكون حية فقط. أن تكون موجودة في هذا العالم الكبير. فإني أعدك ياربي أن أتبع الطريق الصحيح. وأن أكون إنسانة صالحة. سأحاول. فقط أريد رؤيتها وسوف أكون كذلك. ( لتختم كلامها وتقول آمين وتلمح السيدة روان تنظر إليها والسعادة ملئ شفتيها. لتبتسم هي الأخرى لها ويدب هدوء مطرب للفؤاد . ليكمل الإمام حديثه في الحال بقوله عباد الله أحبتي في الإسلام إن الله هو الخالِقُ،الأحد الذي ليس بعظه ولاقبله شيء. أوجدَ الكونَ وأبدعه، فأبهَر مَن تأمَّل في خلقه، وهو الخلاَّق الذي أتقَنَ ما خلَق،لقوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون:14].وهو البارِئ، بَرَأ الخلقَ مِن عدَم؛ سماوات وأرضين؛ جبال وسهول؛ بحار وأنهار؛ نجومٌ وكواكب؛ شمس وقمَر؛ كلٌّ في فلَكٍ يَسبحون، ملائكة وإنس وجنّ ودوابّ، خلق يُدهش من يتفكَّر فيه ويتذكَّر، يدل على عظمة الله البارئ لها.وهو أيضا المصوِّر، صوَّر خلقَه على صفاتٍ مختَلفة وهيئاتٍ متباينة كيفَ شاء، خلق الدواب لقوله تعالى﴿ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ ﴾ [النور:45]، وخلَق الإنسان في أحسنِ صورةٍ، ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين:4].وهو الغفور، يمحو ذنوبَ مَن أنابَ إليه من عبادِه وإن تناهَت خطاياه، غفَر لسحرَةِ فِرعون كُفرَهم وسِحرَهم ومُبارَزَتَهم لنبيِّهم؛ بسجدةٍ واحدة لله مقرونةٍ بتَوبة صادقة، ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه:82].وهو القهَّار، الخلقُ تحت قَهرِه وقَبضته، ينـزع روحَ من شاء متى شاء، لا يقع في الكونِ أمرٌ إلا بمشيئتِه، ولو سعَى العبد إلى تحقيق أمر ما تم له إلا بمشيئة الله.هو الفتَّاح، يَفتح أبوابَ الرزق والرحمة وأسبابَها لعبادِه، ويفتح عليهم المنغَلِقَ من أمورهم وأَحوالهم.وهو الرزَّاق، يرزُقُ العبدَ من السماء والأرض، ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ اللَّهُ ﴾ [سبأ:24]، عمَّ برِزقِه كلَّ شيء، فما من دابَّة في الأرض إلاّ على الله رِزقُها، رزَقَ الأجنّةَ في بطونِ الأمّهات، ورزق السِّباع في القِفار؛ والطيورَ في أعالي الأوكار؛ والحيتانَ في قعر البِحار.وهو الوهَّاب، يعطِي من أراد ما شاءَ، بِيده خزائن السّموات والأرض، وهَبَ ذرّيّةً طيّبة لأنبياء بعد بلوغِهم عِتيًّا من الكِبَر، وسأل سليمانُ ربَّه الوهّاب مُلكًا لا يَنبَغي لأحدٍ مِن بعدِه، فوهبه آياتٍ مِنَ العطاء؛ مسخَّراتٍ بأمرِه.وهو العليم، يعلَم السرائر والخفيَّاتِ، لا يخفَى عليه قولٌ ولا فعلٌ مما يجتَرِحُه العباد، ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [العنكبوت:62].هو السَّميع، يسمَع النّجوَى وما أُعلِنَ؛ والسرَّ وما أَخفَى، إن جهرتَ بِقولِك سمِعَه، وإن أَسرَرتَ به لصاحِبِك سمعه، وإن أخفَيتَه في نفسك علِمَه.هو البصير، يرَى خَوافِيَ الأمور وإن دقَّت، لا يعزُب عنه مثقالُ ذرة وإن خفِيَت، يرى في ظُلَم الليل ما تحت الثّرَى، ويُبصِر قَعرَ البحار في الدّهماء.هو الظاهر والباطن، لا يخفى عليه دَبيبُ النملة السوداءِ على الصخرةِ الصّمّاء في اللّيلةِ الظّلماء، إن فَعَلْتَ فِعلاً ظاهرًا رَآك، وإن عَمِلت عملا باطنًا ولو في جوفِ بيتِك أبصرَك، ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ [الفجر:14]. ومن علِم أنَّ الله مطَّلِعٌ عليه استَحَى أن يراه علَى معصِيَة.هو الحكيم، في شرعه وقدره، لا يَدخُل في أقداره وأحكامه وتشريعَاته خللٌ أو زَلَل، وليس لأحدٍ أن يراجعَ أحكامَ الله أو ينتَقِصها أو يضَعها للجدل، ﴿ وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ﴾ [الرعد:41]، بل الواجب التسليمُ والإذعان لها والانقياد إليها، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴾ [المائدة:1]، ولا يصلُحُ لعباده سِوى شرعُه المطهَّر، ومَن سَخِر بدينه أو شرعِه أذلَّه الله.رزقنا الله تعظيم شرعه، والتمسك به، ونشره والدعوة إليه.رزقنا الله الإيمان بأسمائه وصفاته على الوجه اللائق به.
فيا أيها المسلم المؤمن أينما كنت وأينما حللت أقبل إلى ربك أسعى إليه فأنه يقول في كتابه الكريم.بعد بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) ﴾ [ غافر:الآية 60]
هو سبحانه الملك المدبر للأمور ومقاديرها هو القدوس المنزه عن العيوب والأخطاء.هو من له أحقية الاتباع هو السلام المهيمن العزيز الجبار من له قوة التصرف ومنح العطاء.هو خالقك خالقنا وخالق كل شيء مصور كل دابة تدب وتسعى في هذه الأرض من الشجر والحجر. والشمس والنجوم. وكل ما يدور من حولنا. من اصغرنا إلى أكبر مخلوق فينا.وهو الغفار لكل الذنوب التي نرتكبها بحق أنفسنا وبحق خالقنا. هو الرزاق لكل مانملك ومانحصل عليه هو الغني ونحن الفقراء. هوالسميع لشكوانا ومايثقل صدورنا. أولسنا نحمد الله على مصيبة ألمت بناأو فرح أصاب قلوبنا. أولسنا نرفع أيدينا تضرعا وخشية حين تضيق بنا معارج الأهواء. فكيف لا يكون ذلك وهو يعلم السر ومايخفى. يعلم ماتخبأ الصدور وماتثلج من نوايا. كيف لا.وهو الأدرى بنا قبل نشأتنا. عودوا عباد الله الصالحين. عودوا إلى خالقكم . إلى ملة سيدكم إبراهيم عليه السلام . فإذا جاءكم يوم لانفع فيه. فإنكم حتما من الأخسرين. وإني أعوذ بالرحمن أن نكون من الغافلين نحن ومن تبعنا إلى يوم الدين.( وهنا رفع الجميع أيديهم وصارو يرددون بصوت واحد بعد كل دعاء { اللهم آمين }) . يارب العالمين.لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا،يا اللهم لا تعاملنا بما نحن أهله وعاملنا بما أنت أهله.والحمد لله الذى لا يرجي إلّا فضله ولا رازق غيره الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير.اللهم لا تصدّ عنا وجهك يوم أن نلقاك، اللّهم لا تطردنا من بابك فمن لنا يا ربنا إن طردتنا يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين.لا إله إلّا الله إقراراً بربو بيته سبحان الله خضوعاً لعظمته ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.اللهم لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ماشئت بعدهما.اللّهم إنّي أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا يا رحيم الآخرة، ارحمني برحمتك.اللهم ارزقنا لذّة النظر لوجهك الكريم، والشوق إلى لقائك غير ضالين، ولامضلين، وغير مفتونين، اللهم ظلّنا تحت ظلّك يوم لا ظلّ إلّا ظلّك.اللّهم إنّي أسألك أن لك الحمد، لا إله إلّا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين.اللهم لا هادي لمن أضللت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدّم لما أخّرت، ولا مؤخّر لما قدّمت.اللهم أنت الغني ونحن الفقراء، واسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا غيث الإيمان في القلوب ولا تمنع عنا رحمتك يارب العالمين.اللّهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت، وأنت المقدّم وأنت المؤخّر، لا إله إلّا أنت الأول والأخر والظاهر والباطن، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم.الله أكبر ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السّماء وهو السميع البصير، اللهمّ إنّي أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهّر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي، وتصلح بها أمري، وتغني بها فقري، وتذهب بها شرّي، وتكشف بها همّي وغمّي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيّض بها وجهي يا أرحم الرّاحمين. اللهم يا نور السماوات والأرض يا عماد السماوات والأرض يا جبار السماوات والأرض يا ديّان السماوات والأرض يا وارث السماوات والأرض يا مالك السماوات والأرض يا عظيم السماوات والأرض يا عالم السماوات والأرض يا قيوم السماوات والأرض يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر، ولله الحمد، وأستغفر الله عدد خلقك، ورضى نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، اللهم اغفر للمسلمين جميعا الأحياء منهم والأموات وأدخلهم جناتك، وأعزّهم من عذابك، ولك الحمد، وصلى اللهم على أشرف الخلق سيد المرسلين محمد صلى الله عليه سلم وعلى أهله وصحبه أجمعين. اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك.. اللم لاتمنع بذنوبنا فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين، اللهم لاتسلط علينا بذنوبنا من لايخافك فينا ولا يرحمنا. اللّهم أنت الحليم فلا تعجل، وأنت الجواد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تذلّ، وأنت المنيع فلا ترام، وأنت المجير فلا تضام، وأنت على كل شيء قدير. اللهم إليك مددت يدى وفيها عندك عظمت رغبتي فاقبل توبتي وارحم ضعف قوتي واغفر خطيئتي واقبل معذرتي واجعل لي من كل خير نصيبا وإلي كل خير سبيلا برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم لا تحرم سعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع عنى مواهبك لسوء ما عندي، ولا تجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عنى برحمتك يا أرحم الراحمين. اللّهم يا مَن أمره بين الكاف والنون ويا أرحم من الأم الحنون، اللّهم لجعل قارئ رسالتي في الدارين سعيد وعند غفلة الناس منيب واغفر لأم أنجبته ولأب أحسن تربيته واجعل أعلى الجنة دار إقامته. بسم الله أصبحنا وأمسينا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأنّ الجنة حق والنار حقّ.
وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور.اللهم إنّي أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي وتكشف فيها كربي وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمرى وتغني بها فقرى وتذهب بها شرى وتكشف بها همي وغمي وتشفي بها سقمي وتقضي بها ديني وتجلوا بها حزني وتجمع بها شملي وتبيض بها وجهي يا أرحم الراحمين.اللّهم يا حي يا قيوم يا ذو الجلال والإكرام اهدنا في من هديت وعافينا في من عافيت واقض عنّا برحمتك شرّ ما قضيت، إنّك تقضي بالحق ولا يقضى عليك، آمنا بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فاغفر لنا ما قدمنا وما أخّرنا وما أسررنا وما أعلنّا وما أنت به أعلم أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.لا إله إلّا الله الملك الحق المبين لا إله إلّا الله العدل اليقين، لا إله إلّا الله ربنا ورب آبائنا الأولين سبحانك إنّي كنت من الظالمين، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت بيده الخير وإليه المصير وهو علي كلّ شئ قدير.ألا ّهم يا حيّ يا قيّوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك الأعظم الطيب المبارك، الأحبّ إليك الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت، أن تجعلنا في هذه الدنيا من المقبولين وإلى أعلى درجاتك سابقين، واغفر لي ذنوبي وخطاياي وجميع المسلمين اللهم اغفر لي وعافني، واعف عني واهدني الى صراطك المستقيم وارحمني يا أرحم الراحمين برحمتك أستعين سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر، ولله الحمد، وأستغفر الله عدد خلقك ورضى نفسك وزنة عرشك، ومداد كلماتك، اللّهم اغفر للمسلمين جميعا الأحياء منهم والأموات وأدخلهم جناتك، وأعزهم من عذابك، ولك الحمد، وصلى اللهم على أشرف الخلق سيّد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أهله وصحبه أجمعين. آمين آمين آمين. (مسح الجميع وجوههم بكفوف أيديهم تتابعهم في ذلك أنجل الصغيرة.)عباد الله إتقوا الله فإنه يعدكم الجنة وعينها وما يعدكم الشيطان إلا الغرور. فاتقوه واستغفروه وتوبوا إليه يغفر الله ذنوبكم. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. وبلحظات قليلة وقف الجميع واعتدل الصف. وأذن الإمام قائلا قوموا إلى صلاة الظهر يرحمكم الله.ساووا بين المناكب والاقدام يستوي الصف. ثم تابع الكلام الله أكبر.وهكذا صلى الجميع بمافيهم أنجل التي عاشت لحظات رائعة في اعتقادي واعتقادكم. ذلك الجو الحماسي المشحون. بدعوات بتذكيرات لله سبحانه وتعالى.إلى دعوة الحق. إلى عبادة الله الصمد الذي لم يكن له شريك في الملك. خلق السموات والأرض ثم استوى على العرش كل يسبح بحمده ويستغفره.نعم . ولله الحق تجربة فريدة من نوعها لمن لم يعشها بإحساسه يوما. سواء أكان مسلما أو غير ذلك. حيث يروي لنا أحد الملحدين رحلته إلى الإسلام.فيقول:تبدأ قصتي في أول سنة لي في الجامعة. مررت فيها بصعوبات ومشاكل كثيرة. كإنفصال والدي. وتعرضي لحادثي سيارة في غضون أسبوع. وأيضا وفاة أعز أصدقائي . وفي ذلك الصباح وبينما أنا جالس على الأريكة أمام التلفاز تسائلت :لما لا أقضي حياتي في مشاهدة التلفاز ؟،ومن هناك على ما أعتقد بدأت في التشكيك. في الهدف من هذه الحياة. وبطبيعة الحال. بما أنني أسترالي بدأت بالتقصي في المسيحية.وقد كان لدي بعض الأصدقاء المسيحين بالفعل.وأذكر أنني قد ذهبت إلى مخيم للكنيسة والذي كان أطرف المخيمات التي قضيتها في حياتي. حيث كان الجميع يغني وانا معهم ولكني لم أعرف ماهية.الكلمات التي كنت أقولها .كانت أصواتهم جميلة. لكن بدا لي الامر غريبا للغاية. وكان الجميع يقول لي كم إن الله يحبني.فكنت اقول في نفسي: الله يحبني؟.لقد مات صديقي !!. لذا وعلى هذا الحال.بقيت أستقصي عن المسيحية إلى أن وصلت لجانب مختلف منها كالكاثوليكية والمعمدان الانجيليكاني والكهنة والقساوسة وفي كل مرة ...........
نكمل في الجزء القادم بحول الله ههههههههه
أنت تقرأ
تفاحة آدم
Fiction générale-بداية هذه الرواية مختلفة كثيرا عما ألفته أجيال القرن الواحد والعشرين لأنها بطبيعتها الخاصة قد انتقلت بحديثها أولا إلى معاني الحب والصدق والإخلاص بين المتحابين في زمن أصبح فيه كل ذاك فيلما إباحيا اختفت فيه تقاسيم الشهامة والمروءة والحشمة مرورا بالم...