مثل السحر والخيال. كموسيقى رنانة عابرة مع الرياح . كسمكة صغيرة مغامرة في وسط البحار . كحكاية قديمة واسطورة.عتيقة. كلمسة خفيفة من الالوان الطيفية انسج حكايتي لتجسد ارض الواقع.
انسج الطريق. واشدد على الخطى. وأسلط الاضواء. تلك البوابة هناك في الاعلى . بيدي اقودكم الى معالم خفية. أتخطى قصص الغابرين والعاترين ممن كانوا وممن لايزالون ينسجون القصص والروايات. خطوة قدم .ولمسة يد. وابتسامة صغيرة. ونظرة عميقة . دقات قلب. لحظة اعتراف .غدر. وخيانة كاذبة. صراع لا ينتهي. حقيقة مخفية. عصور متزامنة في عصر واحد. القدر. كل هذه الكلمات تتمحور حول حكايتنا منذ هذه اللحظة والى غاية آخر جزء. لذلك تابعوني 😍
- دخل كل من جاستن وأنجل المبنى واتجهوا جميعا رفقة المنس نحو غرفة مدير المؤسسة. كان كل منهما ينظر الى المكان بدهشة. فقد كان مصمم بدقةعالية من الديكور الى تناسق الغرف والالوان. وارتداء العمال لنفس الزي. كأنهم في شركة للاعمال الهندسية وليس لحماية الحيوان. بعض لحظات توقف الحارس بهم امام باب كبير. وطلب منهم الانتظار . بعدها دخل . وترك الجميع ورائه. بعد لحظات عاد .واخبرهم بان يدخلوا. لكي ينهوا ما جاؤوا لأجله.
جلس جاستن بجانب انجل وجمال بجانب الحارس مقابلين بعضهم البعض. وماهي إلا لحظات. حتى دخل ثلاثة اشخاص . رجلان وامرأة. جلسو بجانبهم . وبدأو يطرحون الاسئلة على جاستن: كيف وجدت الذئب في تلك الليلة؟
جاستن: لم أجده. بل وجدني وهاجمني ايضا؟!
الرجل: حسنا. ماالذي دفعك للذهاب الى الحديقة في تلك الساعة المتأخرة؟!
جاستن بتأفف: ومادخلك؟
الرجل بدهشة: ماذا؟
جاستن بتوتر: لا شيء.لقد قلت إنه بسببها هي .لقد ضاعت بين الاشجار. لذلك ذهبت لإحضارها؟
الرجل بحيرة: إذن انت.ما اسمك يا صغيرة؟ وما إن أنهى الرجل كلمة صغيرة . حتى انفجر جاستن ضاحكا وحاول كتمها. بصعوبة. واقترب منها وقال لست الوحيد الذي يناديكي بالطفلة. انزعجت منه واصبحت ملامح وجهها مخيفة. فنظرت إليه بحدة وقالت : الوقت ليس مناسبا لكن هذه هدية صغيرة مني. فنظر إليها بحيرة. فضربت ساقه بحذائها فصرخ في نفسه. بألم. وقال : يالك من متوحشة؟
جمال بحدة: هيا كفاكما لعبا. ليس لدينا النهار بطوله.
جاستن وانجل بحزن: نحن آسفان.
الرجل بجدية اكثر : حسنا اخبريني يا أنجل . كيف كان تصرف الذئب في بادئ الأمر. عندما رآكما.؟
انجل وهي تحاول التذكر: لقد كان عدوانيا .منذ رآنا . فقد كان يحاول التهامنا
الرجل: حسنا يبدو أنه كان جائعا.وكاه يبحث عن طعام. لكنه لم يجده هناك. فأعدكما انتما الاثنان وجبة شهية له.. فليس من طبيعة الذئاب ان تهاجم الناس .إلا إذا تعدوا على منطقتها. فهذا يشكل تهديدا لها. المهم من منكما تعدا عليه الذئب مباشرة؟
جاستن : انا يا سيدي؟
الرجل: هل رأيت عليه علامات.مميزة كخدش او جرح.في وجهه. او فكه.؟
جاستن وهو يراجع الاحداث: نعم . اظن انني رأيت. جرحا في فكه العلوي وكان عميقا.وحديثا .أي أنه لم يشفى بعد.لماذا يا سيدي؟
الرجل: هذا يدل على أن هذا الذئب قد طرد من مجموعته. بعد ان خسر.المعركة في صراع مع من هو أقوى منه. وبذلك صارت رئاسة المجموعة لأحد غيره. وعليه طرد من الارض التي كان يقتات عليها. فاصبح ذئبا ضالا .ومن الجيد أنه لم يتمكن منكما. فمن يدري ما كان اصابكما.لو ( ولم يكمل جملته. حتى قاطعته. انجل وقالت: لم اقتله. وأنقذه منه .أليس كذلك؟
ابستم الرجل : يالك من حاذقة. يا صغيرتي
بينما هي نظرت الى جاستن بتكبر. وكانها تقول . احمد الله لانني كنت هناك . وإلا كان الذئب قد التهمك. وصرت في معدته تهضم.
لم يكترث جاستن لها وقاال: ليتني تركتي معلقة في الشجرة. كان ليجدك ميتة. فيلتهمك من دون تعب.
نظرت إليه بغضب وقالت : يالك من قاسي القلب؟!.
فقال بابتسامة : مثلك يا ناكرة الجميل!!
ابعد كل منهما نظره عن الآخر. ثم تابع الرجل طرح الاسئلة عليهما . وبعد مرور ساعة من ذلك. شكر الرجل لتعاونهم معه.
فخرج بعد ذلك الجميع. متجهين الى السيارة عائدين إلى المنزل . أما جاستن وأنجل فقد بقيا هادئين بعد تلك المشاحنة بينهما. وحتى وصولهما الى المنزل.
نزل جاستن من السيارة. ودخل المنزل دون ان يقول اي كلمة . أما الآخران فبدالاه نفس الشيء.
فدخل جمال المطبخ. وأعد بعض الطعام للغداء.كان معكرونة.مع بعض السلطة . بعد الانتهاء. نادى أنجل لتناول الطعام. وبعد الانتهاء .تناول آخر حبة دواء.ثم غسلت الاطباق. وفي تلك الاثناء ورد اتصال على هاتف جمال فرد عليه : السلام عليكم. صديقي .كيف حالك؟
مراد: أنا بخير .وانت .وكيف الامور مع الصغيرة؟
جمال: انا بخير والحمد لله . ماعدا ذلك كل شيء على مايرام .
مراد بجدية: حسنا. اريدك في امر مهم؟
جمال بمزاح: لا تتصل بي إلا بمصيبة قد عملتها.او شغل تريدني ان اقضيه لك؟!
مراد بغضب: حرام عليك. ما كل هذه الاتهامات. كما أنه من لا يعرفك ويسمع هذا الكلام سوف يصدق بأن ما تقوله صحيح؟!
جمال بجدية : حسنا. انت دوما تغلبني بلسانك يا ثرثار. اطلب. ماذا تريد ؟
مراد: اريد ان تنوب عني هذه الليلة في الجامعة؟.
جمال بحزم : أنت مجنون . ليس وكأني معتاد أن أخذلك. ولكني الآن أربي طفلة. ولا يمكنني أن اتركها بمفردها بالمنزل؟
مراد بحزن وترجي : أرجوك صديقي. ليس لي أحد غيرك في الجامعة لأطلب منه ذلك. كما لي سبب وجيه. لأطلب منك ذلك .
جمال وهو يتنهد بغير حيلة له : وماهو هذا الأمر المهم الذي سوف تترك عملك من أجله ؟
مراد بفرح: سوف أتزوج !!!!
جمال بصدمة: ماذا قلت؟ تتزوج .ألم تقل بأنك قد نزعت فكرة الزواج من رأسك. وعلى فكرة من تعيسة الحظ التي سوف تتزوج حضرة جنابك ؟!!!😹😹😹
مراد بغضب : لا تقل عنها أنها تعيسة الحظ. فهي سوف تكون سعيدة. أما بالنسبة عن هويتها .فهي جارتك القديمة أليس.
جمال بقلة حيلة: يبدو أنك لم تنزع فكرة الزواج منها أبدا. لقد رفضتك عدة مرات.
مراد بإصرار: لا ولماذا سوف أنزع هذا الامر من رأسي .فأنا لم أطلب شيء معيبا. او حراما
جمال بفرح : إذن .لهذا تريد السفر ليلا لكي تكون عند منزلها صباحا . كديك عمك منصور. أتذكره. هههه. على أية حال هنيئا لك. لا تنسى أن تدعوني للعرس إنشاء الله.
مراد بتململ : لم تنسى ولن تنسى قصة الديك. ما حييت. احيانا أتمنى. أنني لم أخذك لمنزل عمي ذلك اليوم. ولكن فات الأوان على ذلك. يا مصيبة عمري.
على أية حال شكرا لك وسوف نبقى على تواصل دائما .سلام صديقي
جمال: سلام.
اقفل الخط. وانتبه لأنجل. وقالت في حيرة : ما قصة الديك ؟!
نظر إليها بعمق وقال : هل كنت تتنصتين علي ؟
نظرت إليه بوجه عابس : وكأنك كنت تتحدث بهدوء .حتى من بي الشارع يستطيع سماعك !!!
حرك رأسه يمنة ويسارا وامسك خديها بقوة وقال: ماذا أفعل بك؟.قولي يا مشاكسة.! أنظري الى خديك كم هما منتفخان. يبدو أنك قد اصبحتي سمينة.
افلتت يديه من خديها وقالت بألم: أنا آسفة. ياعمي .لم اقصد التنصت عليك. صدقني.
نظر ٱليه بعمق يملئه الحزن وقال: أيمكنك.أن تناديني أبي ولو لمرة واحدة.
اندهشت من كلامه. وعقدته وقالت: ولما تريدني أن أفعل ذلك .؟
تنهد بحزن وقال : لأنگ تعوضينني عما فقدته سابقا. قد اصبحت من دون أن اشعر جزء من حياتي. على الرغم من انه لم يمض شهر على معرفتي بك. لكن لديك شيء مميز. أينما ذهبتي وأينما كنتي تلفين الناس حولك. فتصنعين خيوط من الروابط حولك. تجعلك غير وحيدة . ولا ضائعة. أنت كاليد التي تمتد من النور لتحرر الإنسان من ظلمته الموحشة. ولكن كل هذا من دون وعي منك. لأنه متجسد فيك. في أخلاقك. وميزاتك العاطفية. لقد أخرجتني من عزلتي. التي ما انفكت تطاردني الى غاية معرفتي بك. شكرا لك. لقد حررتني من قيودي.
أنجل باستغراب : عما تتكلم. ياعم. أنا حقا لا أفهم مالذي فعلته. ولا أدركه. ؟
نظر إليها بمعق وقال : لقد كنت منعزلا ووحيدا. قليل الكلام مع الغير. كثير الشرود. لا أخرج من المنزل إلا لصلاتي.او عمل أقوم به. حتى أنك قد أحدثتي تغييرا من حولك. فأنالم أكن أزور أو أتكلم مع جيراننا كثيرا. بل قليلا يكاد يكون منعدما. لكن عندما أتيت اضطررت ان أحتك بهم . وأن أتعايش معهم. فصرت أشعر بوجودي من خلال وإحساسي بوجود غيري. أشعر وكأني أستعيد حياتي السابقة. حتى أنك قد أخرجتي جاستن من وحدته. فهو لا يملك أصدقاء حقيقين. في حياته . بعبارة أخرى أنت جنة الله فوق أرضه. أنت تجعلين عالم الآخرين عالما افضل فشكرا لك.
أنجل وهي تتنهد بحيرة : مالذي فعلته؟ لست أفهم لحد الساعة. ذلك . وماالذي جعلك منعزلا. والآن أخرجك من عزلتك. كما أنه من قال لك بأننا أنا وجاستن صديقان . إنه مقيت وكريه. وأنا أكرهه.
ضحك جمال ورد عليها : حقا تكرهينه. إذن لما تكلمينه . كما انه يجب عليك ألا تصفي احد بهذه الصفات. فهذا مشين بحقك وبحقه. بالإضافة الى ذلك. أنت لا تعرفين جاستن. فهو منذ وفاة صديقه المقرب أصبح وحيدا. على الرغم من وجود الكثير من الاشخاص الذين يحبونه حوله. إلا أنه لم يستطع نسيانه لا هو ولا أنا. وأنت الوحيدة التي تذكرينه به بطريقة غير مباشرة . داخل أعماقه هو يعلم أنك مثله تماما غير أنك فتاة. لكنه ينكر الأمر . لأنه اصبح يخاف من أن يفقد شخصا عزيزا مرتين. به الذي هو قد فقده أصلا. وبك. من أن يعيد الماضي نفسه . ويفقدك.
أنجل بشوق : من يكون ذلك الشخص الذي لم تستطع نسيانه لا انت ولا هو؟
جمال بقلة حيلة: إنه السر الذي أخفيته عنك. فقد كنت انتظر الوقت المناسب لإخبارك به. إن ذلك الشخص هو إبني سيف الدين.
شهقت الصغيرة أنجل. وفُتِحت عيناها غصبا عنها. من هول ما سمعت. فهي كانت تعلم أنه لم يتزوج. فكيف يكون له إبن.
انتبهت لما فعلته وقالت بخوف : ماالذي حدث بالضبط.؟
أخذ جمال يد الصغيرة وأجلسها على الكنبة وقال بحزن : تبدأ حكايتي عندما تزوجت شمس. التي هي زوجتي وام ابني . رحمهما الله. عندما كان عمري 28 سنة. وخلال تلك السنين التي أمضيتها معها .لم يشأ الله ان يرزقنا بأطفال. إلى حين ضننت أنه لن يكون عَقِبْ ( الخلفة= الذرية). فقد أصيبت زوجتي بمرض جعلها عاقرا ( غير قادرة على الإنجاب) وفي إحدى الأيام.وبينما كانت تنظف المنزل. أغمي عليها فجأة. فمن هول ما رأيت .أسرعت بها الى المستشفى . فأخبروني بعد أن تم فحصها أنها حامل في الشهر الأول. في تلك اللحظة إنهارت اعصابي. لم أدري أأضحك.أم أبكي. سجدت وحمدت الله على هذه النعمة. فأنا لم اصدق. ذلك فقد كانت زوجتي في 53 من عمرها. قصة أعرف لا تحدث للكثير من الاشخاص. فالله يرزق من يشاء بغير حساب. ويمنع عمن يشاء بغير حساب. وعلى ذلك مرت الايام والأسابيع وبطن زوجتي شمس كل يوم يكبر ومعه تكبر سعادتي. إلى أن حان وقت الولادة .لقد عانت كثيرا في ذلك لكنها وأخيرا أنجبت لي طفلا صغيرا جدا.اتذكر أنني عندما حملته أول مرة على ذراعيا.كان طريا وصغيرا وناعما. حتى أنني قد خفت عليه من قبضتي. أحببته وأحبته زوجتي اكثر مني. فسمته على إسم والدها الرّاحل سيف الدين .فعاش في كنفنا بحب وسعادة . ومرت أربع سنوات. وكبر ابننا وأصبح طفلا مشاغبا مثلك. وفي تلك الاثناء أذكر .انه قد تم تغيري الى جامعة اخرى لادرس بها وقد كانت هنا أين أعمل حاليا. فإنتقلت الى هذا الشارع. واصبحت جيران لعائلة باتي. وتوطدت العلاقة بين زوجتي و باتي. وعليه اصبح كل من سيف الدين وجاستن أعز الاصدقاء. اذكر أنهما كانا يفعلان كل شيء مع بعضهما البعض. كانا بالأحرى أخوين. اكثر من صديقين. ولكن شاءت الاقدار ان تاخذهما مني. وفي تلك الليلة. دعوت كل اصدقائي وجيراني لحفلة . كانت قد اعدتها زوجتي لي بمناسبة نجاحي وتحصلي على شهادة الدكتوراه في التاريخ العام. كان حفلا رائعا ومبهجا. و بعد انتهاءه. همت زوجتي باإخراج القمامة بعد تنظيف الفوضى التي كانت . تبعها سيف من خلفها.( توقف جمال للحظات عن سرد القصة وقد اختنقت كلماته بأحاسيسه التي تضرب قلبه بقوة . شعر بالحرقة وغصاصة في بلعومه. لم يستطع بلعها. لكنه مسح دموعه واكمل وهو ينظر إلى الارض) . عندما وصلت زوجتي الى مكب النفايات الخاص بنا. وجدته ممتلئ. فرات ان تذهب لتضع القمامة في مكب آخر قريب من المنزل. فتبعها سيف. وهو يطلب منها شيء لم أوافقه. حتى الآن احاول أن أتذكر ما هو لكنني لا أستطيع. لو كنت وافقت عليه لكان حيا بيننا. المهم وبينما زوجتي تضع القمامة في المكب وسيف يمسك بردائها محاولا لفت إنتباهها إليه. وفي تلك اللحظة. تقدمت نحوهما سيارة مندفعة بسرعة جنونية. لم يستطع السائق الابتعاد عنهما وزوجتي وطفلي الصغير. لم ينتبها لها إلا بعد فوات الأوان. دهستهما وهو يعبران الطريق. وزوجتي تحتضن ابننا سيف على مرأى من ناظري. وناظري باتي وجاستن.
وقفت مذهولا لم أستطع أن أصدق ماحدث لتوي. أسرعت باتي نحو شمس. وهي تدفعني بيده لاطلب النجدة.لم اعرف أين كنت وكيف كنت. كان ذلك كالصاعقة.قوية جدا لم أستطع احتمال ذلك. أسعفناهما. ودخل كلاهما غرفة العمليات. مرت ثلاث ساعات .كانت بالنسبة لي ثلاث سنوات ضوئية .اقرب من تكون ثلاثة قرون. كنت اموت واحيا مع كل ثانية تمر. بعدها خرج الطبيب مطأطأ الرأس . وهو يمسح الدم من يديه. نظر إلي بحزن. وقال:آسف لقد فعلت كل شيء. بوسعي فعله. لكن أجلهما قد حان. لم أستطع إنقاذهما. فقد كانت الضربة قوية على جسميهما.( شهق جمال واخذت دموعه تنزل بحرقة ولأول مرة منذ ذلك الحادث. لم يستطع تمالك نفسه فغطى وجهه بيديه محاولا كتم صوته. فتدخلت أنجل وأمسكت بيديه ودموعها تسيل في صمت. واخذت تمسحه دموعه. فضمها إلى صدره. وأخذ يبكي كالطفل الصغير . كأنه يزيح بذلك جبلا من الهموم اثقل صدره. وفي نفس الوقت يُثْلِجُه ويريحه. وبعد فترة من الزمن ابتعد عنها ومسح دموعها. وابتسم. وقال: هكذا فقدت عائلتي .ولكن أحمد الله على كل شيء. مهما كان الأمر صعبا. فإنها حكمة الله في عباده وأرضه. وتدبيره لكل الامور .وما علينا إلا الرضى بالقدر خيره وشره. لهذا عندما رأيتك ذكرتني بإبني. على الرغم من مرور سنتين على هذا . إلا أنني أعيش اللحظة گانها اليوم وغدا وبعد غد.
نظرت إليه أنجل بحزن وراحة لأنها وجدت من يفهم حزنها.هي الاخرى فوضعت رأسها على ركبته. وهي تنظر للبعيد .وهو يربت على رأسها. ثم قالت : شكرا لك يا أبي .سأكون نعم الابنة لك. سأبقى معك طيلة الحياة.
فرح جمال بقولها. ولسماعه تلك الكلمة من جديد. يا أبي .
نحن في هذه الحياة قد نملك اشياء قد نعتقد لوهلة بأنها اشياء غير مهمة. وأنها جزء فقط من حياتنا اليومية. لكن بعد فقدانها . نبدأ بالإحساس بطعمها. لكن في تلك الاثناء يكون الأوان قد فات. ولا ينفع الندم صاحبه. لذلك الاشياء لا تقدر إلا بقيمتها المعنوية وإن فقدت تلك القيمة تصبح من دون معنى.
نهضت أنجل من عنده بعدما أمرها جمال بذلك. فأخبرها بأن لديه عملا هذه الليلة في الجامعة وعليه الذهاب لينوب عن صديقه. ولهذا عليها أن تبيت في منزل جاستن هذه الليلة. فاستائت من ذلك. فعلم جمال بذلك. فطلب منها أن تقبل بذلك من أجل خاطره فوافقت .فذهبت على ذلك النحو الى غرفتها وجلبت ملابس النوم الخاصة بها. وبطريقها أرتدت معطفها وانتعلت حذائها وحملت قطتها بين يديها. وانتظرت جمال بجانب الباب. الى حين خروجه. من غرفته وهو يحمل حقيبته. فوضعها بجانبها .ثم انحنى وارتدى حذائه.ولبس معطفه. وأمسك بيدها نحو منزل جاستن. بعد لحظات من القرع. فتحت باتي الباب ورحبت به. ثم دعته الى الدخول. فرفض ذلك وطلب منها أن تدع أنجل تبيت عندها الليلة. فقد طرأ عليه أمر ضروري بعمله. فوافقت وامسكت .يد أنجل وأدخلتها المنزل. فشكرها جمال. فردت باتي بأنه أمر لا يستحق الشكر. كما أن جاستن سيسعد بزيارتها .سيسعد حقا.
ابتسم جمال وودع جمال. وقبل أن يذهب. ركضت أنجل نحوه .فالتقطها من الارض نحو حضنه فقبلته. وقالت له عد سريعا .يا أبي واحضر لي معك كعكة بالفراولة.
نظر إليها بتململ : أنا ابوك الآن . من اجل كعكتك !!!
فضحكت باتي وانجل وقالت : لا ولكن بطريقك فقط أحضرها
ابتسم وقال: حسنا. من أجل تلك العينين .سوف أحضر لك أي شيء تريدينه .يا صغيرتي.
قبّل خدها ثم . ووضعها على الارض .ثم ذهب الى سيارته وانطلق وانجل تراقبه. حتى اختفى في الأفق البعيد .
دخلت المنزل وأقفلت الباب من ورائها. كانت باتي في المطبخ تعد بعض الأطباق. اما الجدّان فلم يكونا موجودين في المنزل. وعندما سئلت باتي عنها قالت بأنهما مدعوان لحفل زواج خارج المدينة. فأومأت برأسها متفهمة. ثم طلبت منها أن تدعها تساعدها فيما تريد إعداده.أمضت الفتاتان وقت ظريفا. في إعداد السلطة والخبز. والحساء.
بينما كان جاستن بغرفته يشاهد جاكسون مايكل. ويقلده في غنائه ورقصاته. فأحدث جلبة في وسط المنزل مع أنه بغرفته. فسمعت أنجل صوته.وقالت : مابه يصرخ هكذا.هل فقد صوابه !!!
فضحكت باتي وردت عليها: إنه لا يصرخ .بل يغني. فالآن يعرضون برنامجه المفضل عن مايكل جاكسون.
فقالت أنجل : ومن يكون هذا؟!
فقالت باتي: إنه مغني مشهور. ومعروف.ألم تسمعي به
فردت أنجل بالنفي ثم نظرت الى الأعلى. فقالت لها باتي : يمكنك الذهاب والصعود إليه . فقد شارفنا على الانتهاء تقريبا. شكرا لك لقد اتعبتك معي صغيرتي. إنك بحق أفضل من ذلك المجنون الذي يسكن معي.
ضحكت انجل ثم نزعت الرداء التي كانت تلبسه . ثم اتجهت نحو جاستن وهي تتبع صوته. فقد كانت غرفة في الاسفل غير الطابق العلوي.فاتجهت نحوها وفتحت الباب ببطئ. لتجد جاستن .يرقص ويغني بشكل هستيري. وهو يشد. راسه بعصابة. ويرتدي شورت قصير.
لم ينتبه لوجودها .فقد دخلت من دون أن يحس بذلك. فأكمل رقصه بشكل مجنون 😨😱😰 ههههه وبلحظة التف للوراء.فوجدها تنظر إليه. مندهشة. فأحرج منها. فهي آخر من يتوقع قدومه في تلك اللحظة. وآخر من يود ان يراه في تلك الهيئة. أحمر وجهه. واستدار نحوها. وأخرجها من الغرفة وأقفل. الباب في وجهها. أما هي فاستدارت وبقيت للحظات صامتة مصدومة. ههههه ثم بدأت تراجع ما رأت وانفجرت ضاحكة. مستهزئة منه. فسمعها جاستن. وازداد خجله واختلط بغضبه نتيجة استهزاء أنجل به. هههههه فسمعها تقول: إنك فاشل بحق. صوتك يشبه نقيق الضفادع وحركاتك. سخيفة. هههههههههه لا أصدق ما رأيت . سوف أنشر هذا الخبر على مسامع صديقيك.
وما إن سمع جاستن ذلك حتى فتح الباب بسرعة. فصدمت فقد كان غاضبا بحق. وقال بصوت حاد : لقد تحملت تصرفاتك المزعجة منذ قدومك. ولكن الآن طفح الكيل. سوف ألقنك درسا لن تنسيه. ابتعدت أنجل عنه قليلا. ثم .......................................
هههههه نكمل في الجزء القادم شكرا لمتابعتكم .......😍😍😍😍😘😘😘😘
أنت تقرأ
تفاحة آدم
Ficción General-بداية هذه الرواية مختلفة كثيرا عما ألفته أجيال القرن الواحد والعشرين لأنها بطبيعتها الخاصة قد انتقلت بحديثها أولا إلى معاني الحب والصدق والإخلاص بين المتحابين في زمن أصبح فيه كل ذاك فيلما إباحيا اختفت فيه تقاسيم الشهامة والمروءة والحشمة مرورا بالم...