2

1.4K 128 69
                                    

.
.
.
_________

فتح عينيه وهو مصاب بالكدمات والدماء في كل مكان ، وكان داخل برميل مقفل ولا يمكن للهواء الخارجي ان يدخل له ، يشعر بالكهرباء تسري في دماغه من كثرة الضرب الذي تعرض له ،

يشعر بالغثيان ، هم من قامو بضربه ورميه هنا ...
لا يستطيع ان يتذكر من هم ...
لا يستطيع حتى ان يتذكر من هو ...
هو لم يفقد الذاكرة ،

هي لا تزال موجودة لكن الوصول لها تحت تأثير الاصابات كان اشبه بمحاولة كسر حائط صخري كل ما تذكره هو ... ابنته !! انها في خطر ، لقد امسكوها مثلما امسكو به ، كم تبقى لها من الوقت ؟؟

لابد أن ينقذها !! لن يراها مجدداً ان لم يخرج من هنا ، لكن كيف ؟؟! المكان ضيق ولا يوجد به الا الظلام الحالك ، رغم كل هذا التوتر الا ان الرجل تذكر
شيئاً ... بل شيئين ، ولاعة في جيب معطفه ،

و داخل حذائه كان هناك سكين صغير ، رغم الضيق والصعوبة والمعاناة في التحرك ، تمكن الرجل من الوصول واستجلاب الاداتين ... الولاعة في يده اليسرى والسكين في يده اليمنى ،

بدأ يحفر البرميل من الداخل ، كان يجب ان يحافظ على الاوكسجين القليل الذي لديه لذا كان فقط يشعل الولاعة قليلاً ويطفئها ، شظايا الخشب تتساقط على وجهه وتلتصق بدمه وعرقه ،

لكن لم يهتم بل زاد من الهمة في الحفر ، كل ما يحتاجه هو حفرة تضمن له دخول الهواء حتى يستطيع العمل على الخروج بفعاليه اكبر ، كان يقاتل ويحفر بشراسة لدرجة هستيرية لقد بدأ يضحك

ويضحك بشدة حتى كادت العروق في عينيه ان تنفجر ، رغم الظلام والالم والاوكسجين الناقص ، الا انه كان سعيداً بشكل يفوق السيطرة ، لأنه كان يعلم انه يوجد من الاوكسجين ما يكفيه حتى يتمكن من

صنع حفرة صغيرة تدخل له المزيد من الهواء ، لأنه كان يعلم انها مسألة وقت و قوة و ارادة حتى يرى ابنته مجدداً ،

لكنه لم يكن يعلم ،

انه يوجد ما يقدر وزنه بخمسين كيلو غراماً من السلاسل الفولاذية المحيطة بالبرميل من الخارج بأحكام ، ولم يكن يعلم ان البرميل المحاط بالسلاسل الفولاذية

مدفون بعمق 100 قدم تحت الماء ...

.
.
.
________

رأيكم ؟؟ 

غرائب و عجائب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن