-2 ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻗﻔﺺ

4.4K 37 0
                                    


ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺄﻳﺎﻡ ،ﻭﻗﻔﺖ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺭﻳﻒ ﻓﺎﻟﺪﻳﺰ ﻓﻲ ﺣﺪﺍﺋﻖ ﻣﻨﺰﻟﻪ " ﺗﻮﺭﺍﻙ " ﺍﻟﺮﺍﺋﻊ ﻭﻫﻤﺎ ﻳﺘﺒﺎﺩﻻﻥ ﻋﻬﻮﺩ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻮﻇﻒ ﻣﻜﺘﺐ ﺯﻭﺍﺝ ﻭﺣﻀﻮﺭ ﺃﻣﻬﺎ " ﺁﺭﻳﻴﻦ " ﻭﻣﺤﺎﻣﻲ ﺭﻳﻒ ﻛﺸﺎﻫﺪﻳﻦ .
ﻣﺮ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺿﺒﺎﺑﻲ , ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻓﻴﻪ ﻣﺤﻤﻮﻣﺎ ﻣﻘﻠﻘﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﻇﻞ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺪﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﺃﻣﻮﺭ ﺁﺭﻳﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﻧﻔﺴﻪ .
ﺣﺎﻟﻤﺎ ﻳﻮﻗﻌﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ،ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺭﻳﻒ ﻓﺎﻟﺪﻳﺰ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻊ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺑﺪﻓﻊ ﻛﻞ ﺩﻳﻮﻥ ﺁﺭﻳﻴﻦ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺑﺎﻋﺘﻬﺎ .
ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻣﻮﺍﺯﺍﻟﻨﻔﻮﺫ،ﻭﻫﻮ ﺍﺳﺘﻐﻞ ﻫﺬﺍ ﺩﻭﻥ ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻳﺮﻳﺪ .
ﻣﺪﺕ ﻟﻪ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﻴﻀﻊ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻓﻲ ﺇﺻﺒﻌﻬﺎ . ﻭﺍﻫﺘﺰﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺎﺩﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ .
- ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ
ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻟﻴﻼﺱ
ﺳﻤﻌﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ، ﻓﺘﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﺧﺎﺻﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﺎﻁ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ،ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ،ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺣﺮﻛﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﺎ .
ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺗﺘﺴﻌﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺴﺪﻝ ﺃﻫﺪﺍﺑﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺮﻏﻤﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻡ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺘﻬﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﻣﻬﺎ ﻭﻣﺤﺎﻣﻲ ﺭﻳﻒ .
ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺎﻕ ﺁﺭﻳﻴﻦ ﻣﻔﻌﻤﺎ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﺍﻵﻣﻮﻣﻪ . ﻛﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻴﻠﺖ ﺯﺍﺩﺕ ﻓﻲ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺃﻡ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ،ﻷﻥ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺑﺬﻟﺖ ﺟﻬﺪﺍ ﻟﺘﻘﻨﻊ ﺃﻣﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻗﺮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺮﻳﻒ ﻓﺎﻟﺪﻳﺰ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺟﻨﻮﻧﻴﺎ ﻭﻟﺪ ﺩﻭﻥ ﺳﺒﺐ !
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻵﻥ ،ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺡ .
ﻟﻘﺪ ﺗﺠﻨﺒﺖ ﺍﻹﻓﻼﺱ، ﻭﺍﻣﺘﺤﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻭﺍﺳﺘﺮﺟﻌﺖ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ . ﻭﻫﻮ ﺛﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺒﺎﺷﺮ ﺑﺪﻓﻌﻪ .
ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ،ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ،ﺳﺘﺸﺎﺭﻛﻪ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .
ﺃﻓﻘﺪﻫﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺗﻮﺍﺯﻧﻬﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺃﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﺪﻣﺮﻫﺎ . ﺭﺃﺗﻪ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ،ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﺤﺎﻣﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻭﺭﺍﻕ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﻪ . ﻭﺍﺗﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺨﺒﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﻣﻮﻋﺪ ﻭ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ .
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻧﻘﻠﺖ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻭﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ،ﻭﻣﻨﺬ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﺩﺧﻠﺖ ﺑﺴﻴﺎﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﺱ ﺑﻴﺘﻪ ﺍﻷﻧﻴﻖ ،ﺛﻢ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺩﻫﺔ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ،ﻭﺁﺭﻳﻴﻦ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ،ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻬﻤﺎ ﺭﻳﻒ ﻭﻋﺮﻓﻬﻤﺎ ﺑﻤﺪﺑﺮﺓ ﻣﻨﺰﻟﻪ " ﺇﻳﻠﻴﻨﺎ " ،ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺻﻌﺪﺗﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﺍﻷﻧﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻷﻭﻝ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﺒﺲ ﻃﻘﻤﺎ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺎ ﺃﻧﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻌﺎﺟﻲ ﺍﻟﻠﻮﻥ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺮﻭﺱ ﻓﻬﻮ ﻭﺭﺩﻩ ﻋﺎﺟﻴﺔ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﺑﻴﺪﻫﺎ . ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻣﻜﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﺭﺃﺳﻬﺎ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺯﻳﻨﺔ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ .
ﺃﻣﺎ ﺭﻳﻒ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺯﻳﺎ ﺭﺳﻤﻴﺎ، ﻓﺄﻟﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻈﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻻﺣﻈﺖ ﺑﻬﺎ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺑﺬﻟﺘﻪ ﻭﻗﻤﻴﺼﻪ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﻨﺸﻰ . ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻛﺒﺤﺖ ﺣﺎﻓﺰﺍ ﻓﻮﺭﻳﺎ ﻳﺤﺜﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺮﺏ . ﺑﺪﺍ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻘﺎﻃﻊ ﻃﺮﻳﻖ ﻛﺴﻮﻝ ،ﺫﻱ ﻗﻮﺓ ﻻﺗﻘﻬﺮ،ﻟﻄﻒ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﺮﻩ ﻗﺎﻣﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻛﺘﻔﺎﻥ ﻋﺮﻳﻀﺘﺎﻥ .
ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻟﻴﻼﺱ
ﺳﻠﻢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺭﻳﻒ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ،ﻣﻘﺪﻣﺎ ﺗﻬﺎﻧﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﻩ ﺛﻢ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .
ﺛﻢ ﺍﺣﺘﻔﻠﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﻌﺼﺎﺋﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﺩﺍنييل ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺄﻛﻞ ﺳﻮﻯ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﺧﺒﺰ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ،ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠطة ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ .
ﺑﺪﺍ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﺣﻪ ﻣﺤﺎﻣﻲ ﺭﻳﻒ ﻋﻦ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻧﺨﺐ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ ، ﺃﻣﺮﺍ ﻏﻴﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﺃﻭ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ . ﺃﻣﺎ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺒﻼﺕ ﻓﻠﻢ ﻳﺜﺮ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺃﻱ ﺷﻬﻴﺔ .
ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺭﻳﻒ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﻭﻣﻀﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺗﺘﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﻭجه ﺍﻷﻡ،ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﻟﻘﻤﺔ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺣﻤﻠﺖ ﺍﻵﻥ ﺍﺳﻤﻪ .
ﺃﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﺭ ﺫﻫﻨﻲ ﻳﺸﻊ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﻨﻴﺘﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺗﻤﺘﻴﻦ، ﻭﻇﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺮﻓﺾ . ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺎ ﻭﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﺮﻓﻀﺖ ﺑﻜﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ .
ﺗﻤﺘﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﻠﺘﻘﻄﻬﺎ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻭﺿﻊ ﺭﻳﻒ ﻛﺄﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻀﺪﺓ ﻗﺮﻳﺒﺔ،ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ": ﻫﻞ ﻟﻚ ﺍﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﺇﻟﻲ فى اﻟﻤﻜﺘﺐ ﻟﻌﺪﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ؟ "
ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺧﻄﻴﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻣﻀﺎﺋﻪ . ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﻨﺠﺰﺓ ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﻭﺇﻧﺠﺎﺏ ﻃﻔﻞ ﻟﻪ .
ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻘﻠﺒﻬﺎ ﻳﻨﻘﺒﺾ،ﻟﻢ يكن ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﺘﻐﻴﺮ ﺭﺃﻳﻬﺎ
ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ . ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺳﻴﺎﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﻥ ﻭﻫﻲ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﺑﺄﻣﻬﺎ ،ﻣﺘﺒﻮﻋﺔ ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ " ﺍﻟﺒﻲ ﺃﻡ ﺩﺑﻠﻴﻮ " ﺁﺧﺮ ﻃﺮﺍﺯ .
ﺍﺗﺠﻪ ﺭﻳﻒ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ ﻓﺘﺒﻌﺘﻪ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ . ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻣﺸﻴﺮﺍ الى ﺳﻠﻢ ﻋﺮﻳﺾ ﻣﻨﻌﻄﻒ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻷﻋﻠﻰ ": ﻏﺮﻓﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻷﻋﻠﻰ،ﻭﻫﻲ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﻭﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ،ﺇﺫﺍ ﺷﺌﺖ ﺃﻥ ﺗﺠﺪﺩﻱ ﻧﺸﺎﻃﻚ . ﺇﻳﻠﻴﻨﺎ ﺳﺘﺨﺮﺝ ﺃﻣﺘﻌﺘﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ،ﺧﻼﻝ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ."
ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﺻﺮﻓﺎ ﻟﻬﺎ،ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺃﺩﺭﺍﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ .
ﻻﺣﻈﺖ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻠﻢ ،ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺮﺍﺯ ﺍﻻﺳﺒﺎﻧﻲ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ . ﻓﺎﻷﺭﺽ ﻳﻐﻄﻴﻬﺎ ﺭﺧﺎﻡ ﻋﺎﺟﻲ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺫﻭ ﺣﻮﺍﺷﻲ ﻣﻤﺰﻭﺟﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻭ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺮﺻﺎﺻﻲ . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺧﺸﺐ ﺍﻟﻤﺎﻫﻮﻏﻮﻧﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﺠﺪﺍﺭ،ﻭﺃﺑﺎﺭﻳﻖ ﻗﻬﻮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻮﻕ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺭﺧﺎﻣﻴﺔ،ﻭﻟﻮﺣﺎﺕ ﻓﻨﻴﺔ ﺃﺻﻠﻴﺔ ﺗﺰﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﺼﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ﺗﺪﻟﺖ ﺛﺮﻳﺎ ﺑﻠﻮﺭﻳﺔ ﺃﻧﻴﻘﺔ ﻓﻮﻕ ﻧﺎﻓﻮﺭﺓ ﻣﺰﺧﺮﻓﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﺳﻠﻢ ﻓﺴﻴﺢ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻻﻋﻠﻰ .
ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻟﻴﻼﺱ
ﻛﻞ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﻏﺮﻑ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻨﺎﺣﺎ ﻣﺘﻜﺎﻣﻼ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺟﻠﻮﺱ ﻣﺮﻳﺤﺔ،ﻭﻟﻢ ﺗﺨﻄﻰ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ،ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺨﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ،ﺍﻟﻘﺎﺗﻤﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺡ ﻓﺴﻴﺢ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺮﻓﺔ ﺯﻳﻨﺘﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺄﻧﺎﻗﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﻤﺮ ﺭﺧﺎﻣﻲ . ﻭﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻭﺃﺣﺬﻳﺘﻬﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺩﺭﺍﺝ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻲ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ .
ﺃﺧﺬﺕ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺗﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ،ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺟﻲ ﻭﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﺮﻛﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ .
ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﻊ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺎﻃﺆ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ ﺑﺄﻏﻄﻴﺘﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ .
ﻋﻨﻔﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻤﺎﺳﻚ ﻓﺮﻳﻒ ﻓﺎﻟﺪﻳﺰ ﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﻛﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﻮﺭ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻊ ﺭﺟﻞ ﻻﻳﻜﺎﺩ ﺗﻌﺮﻓﻪ، ﺣﺘﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ،ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺮﻳﺤﺎ .
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻫﻮ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺳﺮﻳﺮﻩ ﻭﺗﺴﻠﻴﻢ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻟﻪ .. ﻓﻠﻮ ﺣﻤﻠﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻭﺷﺄﻧﻬﺎ . ﺟﺬﺑﺖ ﻧﻔﺴﺎ،ﻭﺣﻮﻟﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ . ﻫﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ؟ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻮﻙ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺮ ﺭﻳﻒ ﺑﺬﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻼﺑﺲ ﺃﻗﻞ ﺭﺳﻤﻴﺔ . ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ .
- ﺃﻇﻨﻚ ﻭﺟﺪﺕ ﻭﻗﺘﺎ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﻄﻚ .
ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﺑﻄﻴﺌﺎ،ﻓﺎﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻧﺤﻮﻩ ﺑﺒﻂﺀ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﺮﺗﻪ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻔﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﺭﺧﻰ ﺭﺑﻄﺔ ﻋﻨﻘﻪ . ﻭﺑﺪﺍ ﻟﻬﺎ ﺃﺳﻤﺮ ﺧﻄﺮﺍ ،ﻭﻋﺮﺽ ﻛﺘﻔﻴﻪ ﺑﺎﻟﻎ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﺩﻭﻥ ﺳﺘﺮﺗﻪ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ .
- ﻟﺪﻳﻚ ﻣﻨﺰﻝ ﺭﺍﺋﻊ .
ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ،ﻭﻟﻮ ﻵﺧﺮ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮﻩ " ﺑﻴﺘﻨﺎ "
ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﺘﺄﻣﻼﻥ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﺮﺷﻴﻖ ": ﺷﻜﺮﺍ،ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ."
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ": ﺳﺄﻏﻴﺮ ﻣﻼﺑﺴﻲ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻓﻘﻂ ."
ﻭﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺔ ﻭﺃﺧﺮﺟﺖ ﺛﻮﺑﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺸﻮﺍﺋﻲ،ﻭﻏﻴﺮﺕ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻄﻘﻢ ﺍﻟﻌﺎﺟﻲ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺑﺜﻮﺏ ﺃﺣﻤﺮ ﻟﻪ ﺣﺰﺍﻡ ﻣﺬﻫﺐ ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻟﻤﺴﺔ ﺃﺣﻤﺮ ﺷﻔﺎﻩ،ﺛﻢ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ .
ﺃﺟﻠﺴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻣﺘﺰﻧﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻳﻪ ﺑﻤﻬﺎﺭﺓ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺇﻳﻠﻴﻨﺎ ﻗﺪ ﺃﻋﺪﺕ ﻭﻟﻴﻤﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﺤﺎﻭﻟﺖ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺬﻭﻕ ﻛﻞ ﻧﻮﻉ ﻣﻨﻬﺎ .
- ﺃﻟﺴﺖ ﺟﺎﺋﻌﺔ؟
ﻧﻈﺮﺕ ﻟﺤﻈﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﺜﺎﻗﺒﺘﻴﻦ ": ﻟﻴﺲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ."
ﻗﺎﻝ ﺑﺠﻔﺎﺀ ": ﺃﺭﻳﺤﻲ ﺃﻋﺼﺎﺑﻚ،ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﺯﻳﺢ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﺛﻢ ﺃﻫﺎﺟﻤﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ."
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭﻫﻤﺎ ﺗﺘﺴﻌﺎﻥ،ﺛﻢ ﺗﺨﺘﺒﺌﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﺃﻫﺪﺍﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺳﺪﻟﺘﻬﺎ . ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺭﻋﺎ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻤﻼﻣﺢ،ﻭﻣﺎﻫﺮﺍ ﻓﻲ ﻓﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ .
ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻟﻴﻼﺱ
ﻟﻮﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﻨﺎ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺍﻵﻥ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺇﻏﺮﺍﺀﻩ ﺑﻜﺎﻓﺔ ﻭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ ﺍﻷﻧﺜﻮﻳﺔ .
ﺃﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠﺎﻟﺴﻪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻓﻴﻜﺎﺩ ﺗﻮﺗﺮ ﺍﻷﻋﺼﺎﺏ ﻳﺪﻣﺮﻫﺎ . ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻓﻲ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﺒﺾ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻞ ﻋﻨﻘﻬﺎ،ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺬﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﻀﻎ ﺑﻪ ﻃﻌﺎﻣﻬﺎ .
- ﺳﻤﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﺣﻨﻲ .
. ﻭﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺸﻮﻛﺔ ﻣﻦ ﻳﺪﻫﺎ،ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﻞ ﻟﻘﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ
- ﺣﻠﻮﻯ؟
.- ﻻ،ﺷﻜﺮﺍ
ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺻﻮﺗﻬﺎ؟ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺍ ﻫﺎﺩﺋﺎ ﻣﺘﺰﻧﺎ .. ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺑﻌﺪ ﺷﻲﺀ ﻋﻨﻬﺎ .
ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻳﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﺟﻤﻌﺖ ﺃﻃﺒﺎﻗﻬﻤﺎ ،ﻭﺃﻭﻣﺄﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺭﻳﻒ ﺇﻧﻬﻤﺎ ﺳﻴﺘﻨﺎﻭﻻﻥ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻭﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ،ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖ .
ﺩﻓﻌﺖ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﻷﻥ ﺗﺴﺄﻟﻪ ": ﻓﻲ ﺃﻱ ﺳﻦ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ؟ ."
ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺣﺎﺟﺒﻪ ": ﻫﻞ ﻫﻮ ﻭﻗﺖ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﺍﻷﺟﻮﺑﺔ؟ ."
ﺃﺧﺬﺕ ﺗﻌﺒﺚ ﺑﻜﻮﺏ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ .. ﺭﺃﺕ،ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻮﺀ،ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺘﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ،ﻭﺃﺧﺪﻭﺩﺍ ﺧﻔﻴﻔﺎ ﻳﺸﻖ ﻃﻮﻟﻴﺎ ﻛﻞ ﺧﺪ . ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻬﻪ ﺗﺒﺪﻭ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻧﺤﺘﺖ ﻧﺤﺘﺎ ..
- ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻓﺔ ﻋﻨﻚ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻬﺎﻣﺲ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ
- ﻫﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺃﻱ ﻓﺮﻕ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ ": ﻻ،ﺃﺑﺪﺍ ."
- ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﺒﻲ ﻓﻲ ﺧﻠﻔﻴﺘﻲ ﻟﺘﻜﺘﺸﻔﻲ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻭﺟﻌﻠﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﻥ؟ﻭﻣﺎﻫﻮ ﻫﺪﻓﻲ؟ﻫﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﻲ ﺗﻔﻬﻤﻴﻨﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ؟
ﻭﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ .
ﺃﺟﺎﺑﺖ ﺩﻭﻥ ﺗﺮﺩﺩ ": ﻷﻓﻀﻞ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ."
.- ﻫﺬﺍ ﺑﺪﻳﻊ
- ﻧﻌﻢ ،ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟
- ﻻﺗﺴﻜﺘﻲ،ﻳﺎ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ .
ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﻧﺒﺮﺓ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ ": ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻨﻚ ﺇﻧﻚ ﻧﺸﺄﺕ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺷﻴﻜﺎﻏﻮ ﻋﻀﻮﺍ ﻓﻲ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ."
ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺧﻄﺮﻩ ﻭﻧﺎﻋﻤﻪ ﻛﺎﻟﺤﺮﻳﺮ ": ﻫﻞ ﺗﺼﺪﻗﻴﻦ ﺫﻟﻚ؟ ."
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺈﻣﻌﺎﻥ،ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﻧﺘﺮﻯ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﻬﺔ ": ﺃﻇﻨﻚ ﻗﻤﺖ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻜﻲ ﺗﻌﻴﺶ ."
- ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺿﻴﺎ،ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮ ﻭﺍﻟﻤﺮ،ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟
ﺇﻧﺠﺎﺯﻩ ﺛﺮﻭﺓ ﻛﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻓﺎﺕ،ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﺘﻮﺗﺮ .
- ﻫﻞ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ؟
ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻼﻣﺤﻪ ": ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ."
ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺷﻮﺍﺭﻉ، ﺷﻌﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﻔﻴﻪ،ﻣﺮﺑﻮﻁ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ،ﻣﻼﺑﺲ ﺩﺍﻛﻨﺔ،ﻭﺟﺴﻢ ﻣﻬﻴﺐ،ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﺪﺍ ﻭﻟﻴﺲ ﺗﺎﺑﻌﺎ .
- ﻭﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ ،ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻧﻈﻔﺖ ﺃﻋﻤﺎﻟﻚ . ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﺮﻳﻤﻪ ﻟﻢ ﺗﺪﻓﻊ ﺛﻤﻨﻬﺎ .
ﺇﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﺮ ﺷﺮﻃﻴﺎ ﺧﻴﺮﺍ ﻷﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ . ﺭﺃﻯ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﺧﻠﻒ ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﻃﺎﻗﺎﺕ ﺧﻼﻗﺔ ،ﻓﺪﻋﻤﻬﺎ ﻭﺣﻮﻝ ﻏﻀﺒﻪ ﻧﺤﻮ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﺔ،ﻭﺣﻮﻝ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﻛﻔﺎﺡ ﺳﺎﻡ ﻭﺗﺪﺭﻳﺐ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ ﺃﻳﻀﺎ . ﻛﻤﺎ ﺳﺎﻋﺪﻩ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻘﺪﺭﺍﺗﻪ .
ﻋﺎﺩ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺤﺔ ﺩﺭﺍﺳﻴﺔ، ﻭﺗﺨﺮﺝ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﺷﺮﻑ . ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﺃﺩﻯ ﻟﻪ ﺧﺪﻣﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﻪ ﻭﻣﻨﺤﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﺃﺧﺮﻯ ... ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ .
ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪ ﺃﻧﻪ ﺭﺗﺐ ﺃﻣﺮ ﺗﻘﺎﻋﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﻣﻀﻴﻔﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺍﺗﺐ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺪ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﺿﺨﻤﺎ ﻣﻨﻪ ،ﺃﻭﺃﻧﻪ ﺃﻭﻗﻒ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍ ﻣﺎﻟﻴﺎ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺭﻳﺎﺿﻴﺔ ﻷﻭﻻﺩ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ . ﻭﻫﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻳﺰﻭﺭﻫﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ
ﻗﺎﻝ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﺒﻄﻨﺔ ": ﻓﻠﻨﻘﻞ ﺃﻧﻨﻲ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻳﻤﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ."
- ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺘﺨﺒﺮﻧﻲ ﺑﻪ؟
- ﺣﺎﻟﻴﺎ .
- ﻟﻜﻨﻚ ﻟﻢ ﺗﺠﺐ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ .
ﻟﻢ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻔﻬﻢ ": ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ ."
ﻭﻗﺪ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ،ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ،ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ، ﻭﺃﺑﻮﻩ ﺍﻟﻤﺘﻮﺗﺮ،ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ،ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻋﻤﻼ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﺃﺧﻴﺮﺍ
ﻳﻬﺠﺮ ﺍﻷﺳﺮﺓ . ﻭﻧﻘﺺ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺿﻤﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺤﺪﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﻍ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻓﺘﻮﺗﻪ ﻭﺳﻠﺒﻪ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮﺓ .
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻳﺮﺧﻲ ﺃﺳﺪﺍﻟﻪ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬﺕ ﺃﻟﻮﺍﻧﻪ ﺗﺒﻬﺖ . ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﻳﺼﺤﺐ ﻫﺒﻮﻁ ﺍﻟﻠﻴﻞ،ﻭﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺣﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺪﻓﻊ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻧﺎﺷﺮﺓ ﺍﻟﻨﻮﺭ .
- ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ؟
ﻗﺎﺑﻠﺖ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻬﻢ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺤﻪ ": ﻻ , ﺷﻜﺮﺍ "
- ﺳﻨﻨﺘﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ،ﻭﺳﺄﻃﻠﺐ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻣﻦ ﺇﻳﻠﻴﻨﺎ .
- ﻫﻞ ﺗﻌﻴﺶ ﺇﻳﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻫﻨﺎ؟
- ﻻ . ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺤﻀﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺒﺖ،ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺮﻋﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ . ﻭﻫﻲ ﺗﺠﻬﺰ ﻟﻲ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓﺃﻭ ﺗﺘﺮﻙ ﻟﻲ ﻋﺸﺎﺀ ﺧﻔﻴﻔﺎ . ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﻣﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﺎﻧﺔ .
ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﻗﻬﻮﺗﻬﺎ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻣﺤﻼﺓ،ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺮﺷﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ . ﻣﺘﻰ ﺳﻴﻘﺘﺮﺡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ؟ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ .. ؟ﺃﻗﻞ؟
ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻌﺠﻞ ﻣﺎ ﻫﻤﺎ ﻣﻘﺪﻣﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣﻨﻪ . ﻭﻣﻦ ﺗﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻹﻏﺮﺍﺀ ﺃﻭﻻ ﻟﻜﻲ ﻳﻤﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻨﺠﺎﺡ .
ﻗﺎﻝ ﺭﻳﻒ ": ﻣﺘﺠﺮ " ﺗﻮﺭﺍﻙ " ﺃﺻﺒﺢ ﺟﺎﻫﺰﺍ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﻘﻞ ﺃﻣﻚ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻀﺎﻋﺘﻬﺎ،ﻭﻗﺪ ﺭﺗﺒﺖ ﺃﻣﺮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻟﻠﻐﺪ "
- ﺳﺄﺗﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﻭﺃﺭﺗﺐ ﺃﻣﺮ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻫﻨﺎﻙ .
- ﺃﻟﻢ ﺗﻨﺴﻲ ﺷﻴﺌﺎ؟
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻄﺮﻑ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﺼﻤﺖ - ﺇﻧﻚ ﺍﻵﻥ ﺯﻭﺟﺘﻲ .
- ﺃﻧﺎ ﻭﺁﺭﻳﻴﻦ ﺷﺮﻳﻜﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ . ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺃﻥ ﺃﺩﻋﻬﺎ ﺗﺠﻬﺰ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺨﺰﻭﻧﺔ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ ﻭﺗﻨﻈﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺘﺠﺮﻧﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .
ﺗﺄﻣﻞ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺑﺘﻤﻞ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ": ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﻗﻤﺖ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ﻳﺠﻌﻞ ﺫﻫﺎﺑﻚ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﻣﻚ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ؟ "
- ﻫﻞ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ؟
- ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺣﻔﻠﺔ ﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﺘﻨﺲ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﻮ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻈﻬﺮ .
ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻬﺪﻭﺀ ": ﻫﺬﺍ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﺣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﻣﻲ ."
- ﻟﺴﺖ ﺑﺤﺎﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
- ﺃﺗﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺑﻘﻰ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﺒﺚ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻲ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻨﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ؟
- ﺃﺳﺘﺨﺪﻣﻚ؟ﻣﺎﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ؟
ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ ﺷﻰﺀ ﺃﺭﺳﻞ ﻗﺸﻌﺮﻳﺮﺓ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ .
- ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ،ﻟﺬﺍ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻛﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻬﻴﺌﺔ ﻟﻠﺤﻤﻞ
ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺤﻪ . ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻻﻋﺐ ﻭﺭﻕ،ﻟﻜﺎﻥ ﻣﺎﻫﺮﺍ ﺟﺪﺍ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻌﺒﺎ .
ﺃﻝ ﻳﺸﺒﻪ ﻫﺬﺍ ﻣﻬﺮﺓ ﻛﺌﻴﺒﻪ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻼﺳﺘﻴﻼﺩ؟
ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﻟﻬﺠﺘﻪ ﺧﺪﺍﻋﺔ . ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﻩ ﻳﺤﺮﻙ ﻋﻀﻠﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ،ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺿﻌﻪ ﺑﺪﺍ ﻓﻴﻪ ﻗﺴﻮﺓ ﺣﺎﻗﺪﺓ .
- ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻﺗﺴﻤﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﺳﻤﻪ؟
ﻟﻢ ﺗﻄﺮﻑ ﻋﻴﻨﺎﻩ،ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺖ ﺑﻜﻞ ﺷﺠﺎﻋﺘﻬﺎ ﻛﻴﻼ ﺗﺠﻔﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻭﻳﻦ . ﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﺷﻌﺮﻫﺎ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻨﻌﻮﻣﻪ ﺧﻄﺮﺓ ": ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺤﺘﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻟﻴﻠﻴﺎ ."
- ﻫﻞ ﺗﻨﻮﻱ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺣﻘﻮﻗﻚ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ؟
- ﻫﻞ ﺗﺄﻣﻠﻴﻦ ﺃﻻ ﺃﻓﻌﻞ ﻫﺬﺍ؟
- ﻧﻌﻢ !
- ﺇﻧﻬﺎ ﻏﻠﻄﺘﻚ ﺇﺫﻥ .
- ﺃﺷﻚ ﻓﻲ ﺃﻧﻚ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ ﺟﻴﺪﺍ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ .
ﺭﻓﻌﺖ ﺫﻗﻨﻬﺎ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ، ﻭﻟﻤﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﻌﺪﺍﺀ ﻭﺍﺿﺢ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻯ ﻗﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺗﻨﻬﺾ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ .
- ﻫﻞ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺻﻌﺪ ﻣﻌﻚ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻷﻋﻠﻰ؟
- ﺇﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻚ ﺇﻣﺎﺃﻟﻘﻴﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻲ، ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻟﻚ .
- ﻟﺪﻳﻚ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭ .
- ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﺼﻮﺭﻳﻨﻪ؟ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺷﺎﻋﺮﻳﺔ؟
ﺳﺎﺭﺕ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﺘﺠﻬﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ": ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﺤﻈﻮﻇﺔ ﺟﺪﺍ ."
ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺣﻤﻘﺎﺀ ﻻﻣﺒﺎﻟﻴﺔ . ﻭﺗﺮﺩﺩﺕ ﺑﺼﻤﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻷﻋﻠﻰ،ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻤﺮ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ .
ﺑﺪ ﻭﻛﺄﻥ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﺗﺤﺘﺪ ﻭﺗﺘﻮﺗﺮ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺃﻭ ﺩﻻﻟﺘﻪ .
ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻟﻴﻼﺱ
ﺃﺗﺮﻯ ﺧﻄﻮﺍﺗﻬﺎ ﺗﻌﺜﺮﺕ ﻗﻠﻴﻼ؟ﺗﻤﻨﺖ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ . ﻓﺎﻟﺘﺮﺩﺩ ﻟﻴﺲ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻬﺎ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ، ﺧﻠﻌﺖ ﺣﺬﺍﺀﻫﺎ،ﺛﻢ ﺳﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺻﻒ ﺍﻷﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻲ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ . ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻤﻴﺺ ﻧﻮﻡ ﺭﺍﺋﻊ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺗﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﺍﻧﺘﻴﻼ ﻭﻫﻮ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﻬﺎ ،ﻣﺘﺠﺎﻫﻠﺘﻪ ﻣﻔﻀﻠﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻤﻴﺼﺎ ﻗﻄﻨﻴﺎ ﻣﻘﻔﻼ،ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ . ﻓﻘﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﺍﻟﺪﻭﺵ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺣﺔ ﻧﻔﺴﻴﺘﻬﺎ .
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻗﺎﺋﻖ،ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺧﻠﻌﺖ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ، ﻭﺃﺯﺍﻟﺖ ﺯﻳﻨﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ،ﻭﺭﻓﻌﺖ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺪﺑﺎﺑﻴﺲ،ﺛﻢ ﻋﺪﻟﺖ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻴﺎﺓ ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﺵ .
ﺩﻓﻌﺘﻬﺎ ﻛﺒﺮﻳﺎﺅﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﻗﻀﺎﺀ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ،ﺛﻢ ﺟﻔﻔﺖ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﻭﺃﻛﻤﻠﺖ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺤﻤﺎﻡ،ﻭﻟﺒﺴﺖ ﻗﻤﻴﺼﻬﺎ ﺍﻟﻘﻄﻨﻲ،ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺄﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻯ ﺭﻳﻒ ﻳﺴﺤﺐ ﺍﻷﻏﻄﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .
ﻛﺎﻥ ﻳﻠﻒ ﻣﻨﺸﻔﺔ ﺣﻮﻝ ﻭﺭﻛﻴﻪ، ﻓﺒﺪﺍ ﺟﺴﺪﻩ ﻗﻮﻳﺎ .
ﺑﺪﺕ ﺃﻛﺒﺮ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻫﻘﺔ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺯﻳﻨﺔ ﻭﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻋﻠﻲ ﺷﻜﻞ ﺫﻳﻞ ﺣﺼﺎﻥ .. ﻫﻜﺬﺍ ﺭﺁﻫﺎ ﺭﻳﻒ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺄﻣﺎﻫﺎ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﺿﻴﻘﺘﻴﻦ، ﻣﻼﺣﻈﺎ ﺗﺮﺩﺩﻫﺎ .

انت الثمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن