9 ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻷﺣﻼﻡ

3.3K 33 2
                                    


ﺗﻨﺎﻭﻻ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﻔﺮﺍﻧﺪﺍ " ﻓﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺮﻳﺤﺔ ﻟﺒﺪﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ... ﺭﺷﻔﺖ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﻗﻬﻮﺗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺮﺡ ﺑﻨﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ . ﺇﻥ ﻛﺪﺡ ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻭﺝ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻭﺃﻧﺎﻗﺔ ﻓﺎﺋﻘﻴﻦ ،ﻭﺗﺄﺛﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﺬﻫﻼ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻋﻤﻠﻬﺎ،ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﺪﺧﻼﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻬﺎ ،ﻭﺗﻌﻮﺩ ﻫﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻬﻤﺎ .
ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻟﻴﻼﺱ
ﻛﺎﻧﺖ " ﺗﻮﺭﺍﻙ " ﺿﺎﺣﻴﺔ ﺭﺍﻗﻴﺔ ﺑﻴﻮﺗﻬﺎ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ،ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ .
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻴﺖ ﺭﻳﻒ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺜﻨﻲ ﻓﺎﻟﺠﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻨﻔﺮﺩﺍ ﻣﻨﻌﺰﻻ ﺭﻏﻢ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻥ .
ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻬﻲ ﻗﻬﻮﺗﻪ ": ﻟﺪﻱ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻭﻟﻨﺪﻥ ،ﻭﺳﻨﺬﻫﺐ ﻏﺪﺍ ."
ﺇﺷﺮﻛﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻣﻸﻫﺎ ﻣﺮﺍﺭﺓ ": ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺃﻣﻲ ﻭ " ﻟﻴﻦ " ﻟﻜﻲ ﺗﺴﺘﻌﺪﺍ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﻜﺎﻧﻲ،ﻓﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻫﻲ ‏( ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻋﻤﻞ ."(
ﺃﻣﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻴﺐ ": ﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﺗﻔﻀﻠﻴﻦ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ؟ ."
- ﺃﻻﺗﻤﻨﺤﻨﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﺮﻓﺾ؟
ﻗﺎﻝ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺰﻝ ": ﺃﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﻀﻲ؟ ."
ﻓﺘﺤﺖ ﻓﻤﻬﺎ ،ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﻓﺄﻗﻔﻠﺘﻪ . ﺑﺎﺭﻳﺲ ،ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺤﺔ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ .
ﻭﺑﺪﺕ ﻋﻠﻲ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﺑﻬﻴﺠﺔ ": ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺭﻳﺲ؟ ."
ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻘﺎﺭﺱ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ،ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺑﺴﺤﺮﻫﺎ .
ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻀﺒﺎﺑﻲ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻔﻞ ﻣﻌﻄﻔﻪ ﻭﺗﻠﻒ ﻭﺷﺎﺣﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﻘﻬﺎ .
ﻟﻘﺪ ﻣﻀﺖ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻏﻠﻰ ﺁﺧﺮ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺭﻳﺲ،ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ... ﻣﻌﺎﺭﺽ ﻓﻨﻮﻥ ،ﻣﻀﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﻦ،ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﺧﻴﺎﻟﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺇﻗﺎﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﺗﻠﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ .
ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻏﺎﺋﻤﺔ ،ﻟﻜﻦ ﻣﺰﺍﺟﻬﺎ ﻣﺘﺄﻟﻖ ﻛﻘﻮﺱ ﻗﺰﺡ .
ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺤﺐ ﺟﻮﻫﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ..
ﻟﻦ ﻳﻬﻤﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﻳﻒ ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺑﺎﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻋﻤﻠﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ . ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﺘﺤﻒ ﺍﻟﻠﻮﻓﺮ ﻭﻧﻮﺗﺮﺩﺍﻡ،ﻭﻟﻦ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺩﻭﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻰ ﺑﺮﺝ ﺇﻳﻔﻞ ...
ﺗﻨﻬﺪﺕ ﻭﺃﺳﺮﻋﺖ ﺍﻟﺨﻄﻰ،ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻤﻀﻴﻬﺎ ﻫﻨﺎ .
ﻋﻢ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺘﺴﻮﻕ ،ﻭﻣﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺠﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺭﻳﻒ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺣﺴﺎﺏ ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ،ﻓﻘﺪﻗﺎﻭﻣﺖ ﺇﻏﺮﺍﺅ ﺍﻟﺘﺴﻮﻕ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻗﺪ ﺟﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻨﺪﻗﻬﺎ ﺍﻟﻔﺨﻢ ﻓﻲ ﺟﺎﺩﺓ " ﺍﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ " ﻭﺍﺳﺘﻘﻠﺖ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺎﺣﻬﻤﺎ .
ﻭﺟﺪﺕ ﺭﻳﻒ ﻫﻨﺎﻙ ،ﻭﻗﺪ ﺧﻠﻊ ﺳﺘﺮﺗﻪ ﻭﻓﻚ ﺭﺑﺎﻁ ﻋﻨﻘﻪ .
ﺃﻟﻘﻰ ﻧﻈﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻨﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﻫﺠﺘﻴﻦ ﻭﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺄﻟﻘﺘﻴﻦ ،ﺛﻢ ﺗﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻳﻌﺎﻧﻘﻬﺎ ﻋﻨﺎﻗﺎ ﻃﻮﻳﻼ .
- ﻫﻞ ﺃﻣﻀﻴﺖ ﻳﻮﻣﺎ ﺣﺴﻨﺎ؟
- ﻛﺎﻥ ﺭﺍﺋﻌﺎ،ﻭﺃﻧﺖ ؟
ﻭﻣﻨﺤﺘﻪ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﺣﺘﻮﺕ ﻗﻠﺒﻪ .
- ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﻳﺤﺒﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﻣﺔ .
- ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﻟﺤﺎﺡ .
- ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﺫﻟﻚ .
- ﻭﺃﻧﺖ ﻻﺗﺬﻋﻦ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻭﺍﻗﻊ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﺳﺆﺍﻻ .
- ﻻ .
ﺇﺫﺍ ﻋﻘﺪﺕ ﺍﻟﺼﻔﻘﺔ،ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﻃﻪ ﻫﻮ .
ﻭﺿﻌﺖ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺃﻛﻴﺎﺱ ﺍﻟﺘﺴﻮﻕ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ،ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﻔﻚ ﺃﺯﺭﺍﺭ ﻣﻌﻄﻔﻬﺎ .
ﺩﺱ ﺭﻳﻒ ﻳﺪﻳﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻌﻄﻒ ﺍﻟﺪﺍﻓﻰﺀ ،ﻭﺟﺬﺑﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺤﻚ ﺃﻧﻔﻪ ﺗﺤﺖ ﺃﺫﻧﻬﺎ ": ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻭﺷﺎﺭﻛﻴﻨﻲ ﺍﻟﺪﻭﺵ ."
ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ،ﻳﺮﻳﺪ ﺣﻼﻭﺗﻬﺎ،ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻼﺷﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺃﻥ ﻳﺤﻀﻨﻬﺎ ﻭﻳﻨﺴﻰ ﻣﺆﻗﺘﺎ ﺇﺣﺒﺎﻁ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ .
ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻓﺼﻤﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺪﻳﺎ ﺛﻴﺎﺑﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﻳﺬﻫﺒﺎ ﻟﻠﻌﺸﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ ،ﻓﻴﺄﻛﻼﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ .
- ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻓﻜﺮﺓ ﺟﻴﺪﺓ .
ﺣﻚ ﺑﺸﻔﺘﻴﻪ ﺧﺪﻫﺎ ": ﻻ؟ ."
- ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ
- ﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﻣﺸﻜﻠﺔ؟
- ﻫﺬﻩ ﺑﺎﺭﻳﺲ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬﺍ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻭﻛﺄﻧﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ . ﻭﺃﺧﺬ ﻫﻮ ﻳﻀﺤﻚ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﻓﺖ ﻟﺤﻈﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻧﻘﻬﺎ ..
ﺑﺎﺩﻟﺘﻪ ﻋﻨﺎﻗﻪ ،ﺛﻢ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻣﻌﻪ ..
- ﺣﺬﺍﺭ، ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺔ .
ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺸﻐﻒ ﻭﻗﻮﺓ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻜﺘﺴﺤﻪ ﻫﻮ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻫﻲ .
ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﻨﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺧﺮﺟﺎ ﻳﺘﻤﺸﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﻟﻤﻨﻌﺶ . ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻤﺎ،ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻼ ﺃﺣﺪ ﻣﻄﺎﻋﻢ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻐﺎﻣﺮﺍ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ،ﺍﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻼ ﺇﻟﻰ ﻣﻄﻌﻢ ﻓﺎﺧﺮ ﺣﻴﺚ ﻃﻠﺐ ﺭﻳﻒ ،ﺑﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻻﻋﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻣﻦ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻨﺪﻝ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﺎﺋﺪﺓ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺎﺧﺮﺍ،ﻭﻣﺪﺣﺖ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻓﺾ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻭﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ .
ﺑﺪﺍ ﺭﻳﻒ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻫﺮﺓ ﺷﺒﻌﺎﻧﺔ .. ﺃﻭ ﻓﻬﺪ ﻣﺮﻗﻂ ﻧﺎﻋﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮ،ﻛﻤﺎ ﺷﺒﻬﺘﻪ ﻭﺍﻋﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺒﺬﻟﺔ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ،ﻭﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﻨﺸﻰ .
ﻣﺠﺮﺩ ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻬﺎ ،ﺟﻌﻞ ﻗﻠﺒﻬﺎ ،ﻳﺨﻔﻖ ﺧﻔﻘﺎﺕ ﻏﺮﻳﺒﺔ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ . ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻟﻤﻌﺎﻥ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺀ ﻓﻤﻪ .
- ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ؟ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺁﻟﺒﻮﺍ؟
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ،ﻭﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻳﻀﺎ .
- ﺟﺎﻥ ﻛﻠﻮﺩ؟
ﺷﺎﺏ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻋﺪﻡ ﺗﺼﺪﻳﻖ ،ﺛﻢ ﺿﺤﻜﺖ ﻣﻦ ﺭﺍﻓﻌﺔ ﻭﺟﻬﻪ ﻟﺘﺘﻠﻘﻰ ﻗﺒﻠﺔ ﺗﺤﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺧﺪ،ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺗﻠﻤﻌﺎﻥ ": ﻻﺃﺻﺪﻕ ﻫﺬﺍ ."
- ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺃﺻﺪﻕ ﺃﻧﻚ ﻋﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺭﻳﺲ ،ﻳﺎ ﻏﺰﻳﺰﺗﻲ .
ﻭﻧﻘﻞ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺭﻳﻒ ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﺎ ": ﺃﻟﻦ ﺗﻌﺮﻓﻴﻨﺎ ﺑﺒﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ؟ ."
- ﻃﺒﻌﺎ . ﺟﺎﻥ ﻛﻠﻮﺩ ﺳﻴﺒﻴﺮ . ﺭﻳﻒ ﻓﺎﻟﺪﻳﺰ .
ﻗﺎﻝ ﺭﻳﻒ ﺑﺒﻂﺀ ﻣﺆﻛﺪ ﺍ ﺍﻣﺘﻼﻛﻪ ﻟﻬﺎ ": ﺯﻭﺟﻬﺎ ."
ﺃﺣﺴﺖ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺑﺘﺤﺬﻳﺮ ﺧﻔﻴﻒ ﻓﻲ ﻟﻬﺠﺘﻪ ،ﻓﻌﺠﺒﺖ ﻟﺬﻟﻚ .
- ﺟﺎﻥ ﻛﻠﻮﺩ ﻫﻮ ﺻﺪﻳﻖ ﻗﺪﻳﻢ . ﺍﺟﻠﺲ ﻣﻌﻨﺎ،ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻛﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﻧﻄﻠﺐ ﻗﻬﻮﺓ .
ﺗﻌﻮﺩ ﺻﺪﺍﻗﺘﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺧﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ . ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺷﻬﻤﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻌﻬﺎ .
- ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﻳﺎ ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ﻣﻦ ﺃﻧﻦ ﻻ ﺃﺗﻄﻔﻞ ﻋﻠﻴﻜﻤﺎ؟
ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻊ ﺧﺎﺗﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﺻﺒﻌﻬﺎ ،ﻭﺗﺴﺎﺀﻝ ﻋﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﻳﺰﻋﺠﻪ .
ﺃﺷﺎﺭ ﺭﻳﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ": ﺗﻔﻀﻞ ."
- ﻭﺍﻵﻥ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻳﺎ ﺭﻳﻒ ،ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺔ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ؟
- ﺑﺘﻘﺪﻳﻤﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﺮﺿﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﻨﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﻀﻪ .
- ﻓﻬﻤﺖ .
- ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻬﻤﺖ ﺣﻘﺎ ،ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ .
ﻗﺎﻝ ﺭﻳﻒ ﻫﺬﺍ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻣﻄﺎﻃﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻣﺸﻴﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ ﺑﺄﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﻗﻬﻮﺓ .
- ﻣﺮ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺭﺃﻳﺘﻚ ﻵﺧﺮ ﻣﺮﺓ .
ﻗﺎﻝ ﺟﺎﻥ ﻛﻠﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﻬﺰ ﻛﺘﻔﻴﻪ ﻭﻳﺘﺎﺑﻊ ": ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ،ﻭﻟﻜﻨﻚ ﺃﺭﻭﻉ ﺟﻤﺎﻻ ﺍﻵﻥ ."
ﻭﻣﻨﺤﻬﺎ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺩﺍﻓﺌﺔ .
ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﺒﻴﺜﺔ ": ﻭﺃﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺰﻟﻔﺎ ."
- ﺁﻩ،ﺃﻧﺖ ﺗﻌﺮﻓﻴﻨﻨﻲ ﺟﻴﺪﺍ .
ﻗﺎﻟﺖ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺭﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ": ﺟﺎﻥ ﻛﻠﻮﺩ ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﺐ ﻓﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺑﻮﻥ . ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺎﺭﻓﻨﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺟﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ ﺍﻟﻠﻮﻓﺮ . ﻛﺎﻥ ﻣﺼﻤﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻔﻨﻪ ."
ﺳﺄﻟﻪ ﺭﻳﻒ ﺑﺘﻜﺎﺱ ﺯﺍﺋﻒ ": ﻭﻫﻞ ﻓﻌﻠﺖ ؟ ."
- ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ،ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻨﻪ ﻓﻘﻂ .
ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﻣﺪﺍﻋﺒﺔ ": ﺿﻐﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺣﺪ ،ﻳﺎ ﺟﺎﻥ ﻛﻠﻮﺩ؟ﻓﺄﻧﺖ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎ ﺩﻭﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻻ ﻳﺼﺪﻕ ."
- ﺃﻋﻤﺎﻟﻲ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ .
ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ ﺑﺎﻟﻘﻬﻮﺓ ،ﻓﺄﺿﺎﻓﺖ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﻬﻮﺗﻬﺎ ﻗﺸﺪﺓ ﻭﺳﻜﺮﺍ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻼﻥ ﺳﺎﺩﺓ .
- ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺃﻧﺖ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻫﻨﺎ؟
- ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻓﻘﻂ .
ﻗﺎﻝ ﺭﻳﻒ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﻓﺮﺃﻯ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ .
- ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻨﻚ،ﻫﻞ ﺗﺰﻭﺟﺖ؟
- ﻟﻤﺪﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ،ﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ . ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﺃﺩﻓﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻲ .
- ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻔﺔ .
- ﻧﻌﻢ . ﺃﺻﺪﻕ ﺃﻧﻚ ﺁﺳﻔﺔ .
ﺃﻧﻬﻰ ﻗﻬﻮﺗﻪ،ﺛﻢ ﻭﻗﻒ ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ .
ﺃﺯﺍﺣﻬﺎ ﺭﻳﻒ ﺟﺎﻧﺒﺎ ،ﺭﺍﻓﻀﺎ ﻟﻬﺎ ،ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ": ﻋﻦ ﺇﺫﻧﻜﻤﺎ ."
ﻭﻻﻣﺲ ﺧﺪﻫﺎ ﺑﻴﺪﻩ : ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻳﺎﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ."
ﺛﻢ ﺣﻴﺎ ﺭﻳﻒ ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ .
ﺃﺧﺬﺕ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ،ﺛﻢ ﺭﻓﻌﺖ ﻓﻨﺠﺎﻣﻬﺎ ﺗﺮﺷﻒ ﻣﻨﻪ ": ﻻ . ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ."
ﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬﺍ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺗﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺭﻳﻒ ﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ ،ﻣﺘﺤﺪﻳﺔ .
ﻟﻢ ﻳﺘﻈﺎﻫﺮﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ": ﻫﻞ ﺃﺣﺒﺒﺘﻪ؟ ."
ﺃﺟﺎﺑﺖ ﺑﻬﺪﻭﺀ ": ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﺘﺎﺟﻪ . ﻟﻘﺪ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺭﺟﻞ ﻇﻨﻨﺘﻪ ﺃﺣﺒﻨﻲ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺍﻛﺘﺸﻔﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻬﺘﻤﺎ ﺑﺈﺭﺙ ﺁﻝ " ﺁﻟﺒﻮﺍ ." ﻓﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻥ ﻛﻠﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻤﻠﻢ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺤﻄﻤﺔ ﻭﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺎﻟﻜﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ؟ ."
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺻﺎﻓﻴﺘﻴﻦ ،ﺑﺸﺒﻪ ﻏﻤﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﻟﻢ ، ﻓﺄﺿﺎﻑ ﺭﻳﻒ ﺻﺎﻣﺘﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﻏﺮﺍﻣﻬﺎ .. ﻭﺗﺴﺎﺀﻝ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ": ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺳﺄﺕ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ."
- ﻭﻟﻦ ﺗﺴﻨﺢ ﻟﻚ ﻓﺆ ﺻﺔ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﺭﺃﻳﻚ .
- ﺃﻟﻢ ﺗﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺑﻪ؟
ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ": ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺇﻧﺼﺎﻑ ﻟﻪ ."
ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺭﻳﻒ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ": ﻫﻞ ﻧﺬﺏ؟
ﺗﻤﺸﻴﺎ ﻓﺘﺮﺓ،ﻳﺘﻮﻗﻔﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ،ﻣﺘﻔﺮﺟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻳﻔﻴﺾ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺠﺎﻟﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﺣﻴﺚ ﺭﻭﺍﺋﺢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺗﻌﺒﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ .
ﻛﺎﻥ ﺛﻤﺔ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺰﻣﻦ ،ﻭﺫﺑﺬﺑﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ . ﺭﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻤﻔﻬﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ .
ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻴﺮﺕ . ﻓﺈﺩﺭﺍﻛﻬﺎ ﺃﻧﺎﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻫﻤﺎ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻼﻙ ﻭﺍﻷﺻﺪﺍﻗﺎﺀ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﻴﻦ ،ﻗﺪ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ ﺣﻴﻦ ﻋﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺎﺣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ . ﺳﺎﺭ ﺭﻳﻒ ﻧﺤﻮ ﻣﻨﻀﺪﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﻓﺘﺢ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ": ﺳﺄﻋﻤﻞ ﻟﻔﺘﺮﺓ ."
- ﻫﺬﺍ ﺣﺴﻦ .
ﺳﺘﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ،ﺭﺍﺟﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻴﻨﺎﻡ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ،ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺑﺴﺎﻋﺔ ﻭﻗﻒ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻋﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﺎﻝ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ . ﻟﻘﺪ ﺟﺬﺑﺘﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﻨﻒ،ﻣﻮﻗﻈﺔ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎقه.
ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ،ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ .
ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻌﺸﺎ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺟﺪﺩﺕ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻭﺍﺑﺘﻬﺠﺖ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﺟﺪﻳﺪ .
ﻣﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﺃﻥ ﺗﻤﻀﻲ ﻫﻨﺎ ﺷﻬﺮﺍ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ !ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ،ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺠﺮﻳﻦ ﺭﺍﻗﻴﻴﻦ ﻟﻠﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺃﺧﺬﺕ ﻓﻜﺮﺓ ﻋﻦ ﻃﺮﺍﺯ ﻣﻼﺑﺲ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ .
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻩ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻣﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﻜﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ . ﻭﻛﻞ ﻣﺴﺎﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ﻓﺘﺴﺘﺤﻢ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻭﺗﺘﻌﺸﻰ،ﺛﻢ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﻊ ﺭﻳﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﻭﻳﺮﻋﺎﻫﺎ .
ﻭﺑﺴﺮﻋﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺤﺐ ،ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻟﻨﺪﻥ ﺣﻴﺚ ﺃﻣﻀﻴﺎ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﻭﻃﻨﻬﻤﺎ .
****
ﻣﻨﺘﺪﻳﺎﺕ ﻟﻴﻼﺱ
ﺭﻥ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﺘﻠﻔﻮﻥ ،ﻓﺘﺮﻛﺖ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺍﻟﻤﺎﻧﻴﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﺒﺴﻬﺎ،ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﻮﻥ . ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺱ ﻣﻊ ﺯﺑﻮﻧﺔ .
- ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﺨﻴﺮ . ﻣﺘﺠﺮ " ﻻﻓﺎﻡ " ،ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺗﺘﻜﻠﻢ .
- ﻫﻞ ﺗﻠﻘﻴﺘﻢ ﺃﻱ ﺳﺮﺍﻭﻳﻞ ﺑﺪﻳﻠﺔ؟
ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﺎ ﻧﺴﺎﺋﺒﺎ ﻳﺴﺄﻝ .
ﺇﻧﻬﺎ ﺯﺑﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﻨﻢ ": ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺃﻥ ﺃﺷﺘﺮﻱ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭﺍﻟﻄﺮﺍﺯ ﻭﺍﻟﺤﺠﻢ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ . ﺇﻧﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻷﺟﻠﻚ ،ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻣﺘﻰ ﺷﺌﺖ ."
ﺳﺎﺩ ﺻﻤﺖ ﻗﺼﻴﺮ ﺍﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﻮﻟﻬﺎ ": ﺳﺂﺗﻲ ﻏﺪﺍ ."
ﻫﺬﺍ ﻋﻈﻴﻢ ،ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺍ ﻟﺪﺍﻧﻴﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ﻹﺛﺎﺭﺓ ﻣﺸﻜﻠﺔ . ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺯﻭﺝ ﺳﺮﺍﺅﻳﻞ ﺍﺷﺘﺮﺗﻬﻤﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺽ،ﻣﺼﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺷﻘﺎ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﻧﺘﻴﻞ ﺣﻴﻦ ﺍﺷﺘﺮﺗﻪ،ﻭﻫﻮ ﺷﻲﺀ ﺗﻌﻠﻢ ﻫﻲ ﻭﺃﻣﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ،ﻷﻥ ﻛﻞ ﻗﻄﻌﺔ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻔﺤﺺ ﺩﻗﻴﻖ ﺣﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻼﻡ ،ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﻀﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺭﻓﻮﻑ ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻗﺒﻞ ﻓﺤﺼﻬﺎ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻖ ﺣﺪﺙ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ،ﻭﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻤﻼ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍ ﺃﻡ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﺤﺎﺩﺙ ،ﻓﻬﺬﺍ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻸﺧﺬ ﻭﺍﻟﺮﺩ .
ﻟﻘﺪ ﺩﺍﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﺍﺗﻬﺎﻡ ﻣﻐﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻹﻫﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﺗﻬﺎﻡ " ﻻﻓﺎﻡ " ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺒﻴﻊ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﺭﺧﻴﺼﺔ ﺑﻤﺎﺭﻛﺔ ﺯﺍﺋﻔﺔ ﻭﺑﺜﻤﻦ ﻣﺮﺗﻔﻊ .
ﻟﻘﺪ ﺃﺯﻋﺠﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ،ﻭﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻀﺎﻋﻒ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁ . ﻟﻮﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺰﺑﻮﻧﺔ ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﻨﺎ ،ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺍﺿﺤﺎ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺗﻴﻦ ﻣﺨﺘﻔﺘﻴﻦ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺮﺕ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﺭﻁ ﻣﻊ ﺃﻱ ﻃﻠﺐ ﺧﺎﺹ ،ﺃﻭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﻗﻄﻌﺔ ﺑﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻴﺒﺎ ﺃﻭ ﺃﻱ ﺷﻜﻮﻯ .
ﺍﺯﺩﻫﺮ ﺍﻟﻤﺘﺠﺮ ،ﻭﺧﺮﺝ ﺍﻟﻜﺎﺗﺎﻟﻮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻮﺀ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻫﺎﺩﺋﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ .
- ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻚ ﻣﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﺩﻋﻮ ﺁﺭﻳﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ؟
ﺃﻟﻘﺖ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺗﻨﺎﻭﻟﻬﻤﺎ ﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ،ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺘﻔﺤﺼﺎ .
- ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ؟
- ﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ،ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻚ ﺧﻄﺔ ﺃﺧﺮﻯ .
ﻭﻗﻀﻤﺖ ﻟﻘﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﻤﺤﻤﺺ ﺃﺗﺒﻌﺘﻬﺎ ﺑﺮﺷﻔﺔ ﻗﻬﻮﺓ .
- ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻴﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ .
- ﺃﻧﺎ ﺳﺄﻃﻬﻲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ . ﺃﺗﺸﻚ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ ﺫﻟﻚ؟
ﻗﺎﻟﺖ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻣﻐﻀﻨﺔ ﺃﻧﻔﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﺗﻪ ﻳﺮﻓﻊ ﺣﺎﺟﺒﻪ .
- ﻭﻫﻞ ﻋﻨﻴﺖ ﺃﻧﺎ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ؟
ﻷﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﻂ ﺳﺘﻄﻬﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻻﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﺪﻳﻘﺔ !
ﻭﺃﻧﻬﻰ ﻗﻬﻮﺗﻪ ﻭﻧﻬﺾ ﻭﺍﻗﻔﺎ ": ﻻﺗﻨﺘﻈﺮﻳﻨﻲ ﻟﻠﻌﺸﺎﺀ ."
- ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻧﺘﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻊ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻫﺬﺍ ﺗﺬﻛﺮﻩ ،ﺛﻢ ﺗﺒﻌﺘﻪ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ،ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺳﺘﺮﺗﻬﺎ ﻭﺣﻘﻴﺒﺘﻬﺎ، ﺛﻢ ﺳﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﺇﺛﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺎﺭﺍﺝ.
ﻫﻤﻤﻤﻢ ... ﻫﻨﺎﻙ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺷﻬﻴﺔ .
ﺗﻤﺘﻢ ﺭﻳﻒ ﺑﺎﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻋﺼﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺣﺪ . ﺑﺪﺕ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺭﺕ ﻭﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﺩﻭﻥ ﺃﻛﻤﺎﻡ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﺖ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺫﻳﻞ ﺣﺼﺎﻥ،ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻼ ﺯﻳﻨﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻫﺎ ﺭﺷﺔ ﻃﺤﻴﻦ .
ﺗﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻳﺠﺬﺑﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ،ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﻠﺘﻘﻰ ﻟﻄﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻋﺪﻩ،ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺃﺩﻧﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺤﻨﻲ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ . ﻭﺗﻤﻠﻜﻪ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﻧﻈﺮﺗﻬﺎﺍﻟﺠﺎﻣﺪﺓ ﻟﻮﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻤﺎﻟﻜﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺐ .
- ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ،ﻓﻜﻦ ﻧﺎ ﻓﻌﺎ . ﻫﻞ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻐﺴﻞ ﻫﺬﻩ ﺃﻡ ﺗﺠﻔﻔﻬﺎ؟
ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺍﻧﻲ ﺍﻟﻮﺳﺨﺔ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﻏﺴﻞ ﺍﻷﻭﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﻄﺎﻋﻢ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ،ﻓﻘﺎﻝ ": ﺍﺫﻫﺒﻲ ﻭﺳﻮﻱ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻚ ."
ﻭﻟﻢ ﺗﻀﻴﻊ ﻭﻗﺘﺎ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ،ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻗﺪ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻈﻬﺮﻩ ﺍﻟﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﻤﺘﺄﻟﻖ .
ﻭﺻﻠﺖ ﺁﺭﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻱ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﻟﻜﻦ ﺷﻜﺮﺗﻬﺎ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺟﺒﺔ ﻓﺎﺧﺮﺓ ﺍﺳﺘﺤﻘﺖ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎ،ﻭﺗﻨﺎﻭﻻﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﻔﺮﺍﻧﺪﺍ ."
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻧﻘﻴﺎ،ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺻﺎﺣﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺮﺻﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻡ،ﻭﻛﺮﻫﺖ ﺩﺍﻧﻴﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﺄﻧﻬﺎ ،ﻣﻨﺬ ﻭﻗﻘﺖ ﻃﻮﻳﻞ ،ﻟﻢ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ .

انت الثمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن