الثامنة

٨

انا، هوسوك، هيونقوون، و يوري بقينا على احوالنا. انا و هوسوك عقدنا حواجبها نحو هيونقوون و يوري بينما استمرا بالتحديق بأعينهما.

"ماذا يحدث هنا؟" سأل تشانقكيون ماشيًا إلينا و كأنما حضوره قد اذابنا جميعًا، جاعلنا نفترق و نذهب للأماكن التي من المفترض ان نكون فيها.

"ستنصرفون فقط عند مجيئي؟!" تذمر تشانقيون و اغلقت انا باب غرفتي و استندت عليه، عاصرةً مخي بالتفكير بأي علاقة قد تجمع هيونقوون و يوري. نظراتهم لم تكن نظرات بين زميليّ عمل بالطبع. هوسوك بدا مستغربًا مثلي و تشانقكيون لم يعلق على اي شيئ لذا استنتجنت أنهما لا يعلمان عنهما أيضًا.

"مالذي بينهما يا ترى؟"

هيونقوون

سحبت يوري خلفي الى مبنى الشركة و دخلت معها الى احد غرف التدريب. أُغلِق الباب ببطئ و انارة الممر المشعة بلطف من النافذة الصغيرة التي على باب الغرفة بات الضوئ الوحيد داخلها. وقفت يوري بجانب الباب و وقفت انا أمامها.

"ماذا كنتي تفعلين هناك؟" سألتها و هي تنظر لقدميها. لم تكن تظهر اي نوعٍ من الارتباك او الاهتمام.

"ماذا كانت تفعل سوجين هناك؟" سألتني بأريحية و نظرت إليّ لكني استطعت سماع الغضب المبطن براحة صوتها.

"انها عضوة مونستا اكس في مسكن مونستا اكس. لما كنتي انتي، عضوة بيول، في مسكن مونستا اكس؟" سألتها مرة اخرى بوضوح اكثر.

"أردت رؤيتك" جاوبتني بأريحية اكثر من ذي قبل. تنهدت انا و نظرت للسقف قبل النظر اليها مجددًا.

"تخطي ذلك" قلت لها بهدوئ و عقدت هي حاجبيها.

"لكنك وعدتني! بعد ان اترسم سوف-"

"الم تخلفي بوعدي؟" قاطعتها و حل الصمت مباشرة. نظرت إليّ بعينانٍ تتحدث بلغةٍ لم يستطع فمها ترجمتها.

"كان صعبًا علي تخطيكِ لكنني فعلت. يجدر بكِ ان تتخطيني انتي أيضًا" قلت لها بنبرة هادئة لكن صارمة ثم فتحت الباب لأخرج.

"هيونقوون" أمسكت هي بيدي. وقفت مكاني دون ان انظر اليها.

"هل انتهى الامر حقًّا؟" سألتني بيئس. سحبت يدي من قبضتها الخفيفة و خرجت من الغرفة ثم مشيت عائدًا للمسكن.

دخلت مسكننا و لم ارى أحدًا في غرفة المعيشة او المطبخ. هل ناموا بالفعل؟

جلست على الأريكة التي تتوسط غرفة المعيشة و أسندت رأسي على ظهرها، مغلقًا عيناي لأرتب افكاري التي تبعثرت في أنحاء عقلي. فتحت عيناي و رأيت قنينة بيرة معلقة فوق رأسي. أخذتها من يد هيونوو ثم مشي هو حول الأريكة و جلس بجانبي.