الثامنة

١٨

سوجين

كان الهواء باردًا. كان المكان هادئً. كانت عيناه مغلقتين. كانت يداه تمسك بوجهي بلطف. كانت عيناي متسعتين من الصدمة من فعله المفاجئ.

صوت طلقة نار اخترق الهدوئ ما ان ابعد هيونقوون وجهه عن وجهي.

"هوسوك!" صرخ صوتٌ مؤلوف. لما يتسنى لي النظر في عينيّ هيونقوون بعد ان ابتعد قليلًا. كل شيئٍ حدث بسرعة شديدة و رأيت نفسي اركض لهوسوك.

كان على ركبتيه، ممسكًا بقميصه بقوة فوق منطقة صدره. ركض مديرنا للمسرح و بدأ إغراقه بالأسألة.

جلست انا على ركبتيّ امام هوسوك و لم الحظ حتى بأنني قد أزحت يد مديرنا من عليه.

"هوسوك! هل انت بخير؟!" وضعت كلتا يديَّ على وجهه لجعله ينظر اليّ.

"خذوها للداخل!" صرخ مديرنا ليسمعه احدهم بين كل صراخ المعجبات القلقات.

"سوجين لندخل" قال تشانقكيون في أذني، ممسكًا بكتفيّ ليجعلني أقف و قادني لخلف المسرح.

ليس بوقتٍ طويلٍ بعد ذلك، نقلوا هوسوك الى الداخل و بدأ فريق الإسعاف بفحصه.

"يبدوا ان الرصاصة كانت خفيفة. الجرح ليس عميقًا، لحسن الحظ. لكن انصح بالذهاب للمستشفى لتفادي أية مضاعفات او التهابات للجرح" وضح رئيس الفريق لنا و تنهدنا جميعًا براحة.

"أوافقك الرأي. لنذهب للمستشفى" قال المدير كيم قبل ان يحمل المسعفين هوسوك لسيارة الإسعاف.

"أ-أرجوك دعني أرافقكم!" وجدت نفسي ممسكةً بذراع مديرنا فجأة بعينان مليئتان بالدموع.

"نحن متورطون بأكبر فضيحةٍ لهذا القرن، سوجين" رد هوعلي بغضب، دافعني عنه ثم محدقًا بهيونقوون بغضب.

"جميعكم! الى الشركة!" صرخ هو، مشيرًا إلينا جميعًا ثم ركض خلف المسعفين للحاق بهم.

ملئ الصمت الغرفة المضيئة بتضادٍ شديد. كنّا جميعًا لا نعلم ما غير كل شيئٍ فجأة. نظرت الى هيونقوون الذي كان جالسًاعلى احد آرائك غرفة الانتظار بينما وضع رأسه على يديه.

"لنذهب جميعًا" تنهد هيونوو و انتقلنا جميعًا كالأرواح الفارغة الى خارج المبنى لنركب السيارة.

"أرجوكم! دعوني اذهب معكم! اوبا! هل انت بخير؟! اوبا!" سمعنا صوتًا مألوفًا يبكي بحرقة.

"خذوها!" صرخ مديرنا على الحراس ليأخذوا المعجبة المنكسرة بعيدًا.

"جايهي" همست انا بينما انتزعوها من عند بوابة سيارة الإسعاف.