القصة الثالثة - طبخة خصوصي

4.7K 252 16
                                    


"طبخة خصوصي"


على غير عادتها، قررت "ريم" أن تفاجئ زوجها "هشام" وتعد له طبقًا مميزًا، لذلك بخطوات متحمسة ولجت إلى المطبخ ورفعت يديها عاليًا لتعقص شعرها كعكة تاركة بعض الخصلات المتمردة تنساب خلف أذنيها وعلى ظهرها، رمشت بعينيها البنيتين عدة مرات، ثم زمت شفتيها، وضيقت نظراتها، وقفت في منتصف المطبخ حائرة، وضعت إصبعها على شفتيها تفكر مليًا فيما ستعده له، التوى ثغرها بابتسامة ماكرة وهي تحدث نفسها بغرور:
-
مافيش أسهل من كده، هشام هيحبها أوي، صحيح دي أول مرة هاعملها بس هاتكون مميزة!


حكت مقدمة رأسها بسبابتها وتابعت بجدية وهي محدقة أمامها:
-
المهم أتأكد من وجود كل حاجة هاعوزها!!

بدأت ريم عملية البحث عن مكونات صنع "العجة" تلك الوجبة المسماة بـ (السهل الممتنع)،
وفي أقل من عشر دقائق، كان كل شيء موضوعًأ أمامها على الطاولة الرخامية، عضت على شفتها السفلى ساحبة نفسًا عميقًا لفظته دفعة واحدة لتقول بعدها:
-
كده مش ناقص حاجة، كله موجود وجاهز!
كانت على وشك البدء في وضع البصل المقطع بآلة التقطيع الكهربائية، ولكن انقطع التيار الكهربائي فجـــأة، فصرخت مذعورة وهي تنتفض في وقفتها:
-
يا ماما.. وده وقته!
ضربت اﻷرضية اللامعة بقدمها بعصبية وهي تنفخ بضيق، أكملت حديث نفسها بتبرم واضعة يدها على منتصف خصرها:
-
حاجة رخمة أوي!


استندت بكفيها على حافة الرخامة وظلت تطرق بأصابعها عليها منتظرة عودة التيار الكهربي، طال انتظارها ولم يحدث شيء فبدأت تظهر عليها علامات التوتر، زمت شفتيها قائلة بضجر:
-
كده الوقت هيسرقني وهشام هيرجع ومش هالحق أجهزله حاجة

لم تكن قد أكملت جملتها للنهاية حتى صدح صوت هاتفها المحمول عاليًا، سارت بحذر إلى خارج المطبخ باحثة عنه وسط الإضاءة الباهتة، التقطته بيدها ووضعته على أذنها لتهمس بنعومة مغرية:
-
بيبي.. وحشتني كتير

استمعت هي إلى صوت ذكوري خشن عبر الطرف اﻷخر يجيبها بهدوء:
-
ريمو حبيبتي.. أخبارك ايه؟
ابتسمت لنفسها وهي تجيبه برقة:
-
أنا بخير وإنت؟
أجابها زوجها هشام بصوته الهادئ:
-
الحمد لله.. أنا شوية وجايلك، ها قوليلي طبخالنا ايه بإيدك الحلوة؟
تلعثمت وهي تجيبه:
-
أنا.. هاعملك.. حاجة سبشال (مميزة)

صاح بحماس ظاهر في نبرته:
-
سيدي يا سيدي.. ده ايه الدلع والرضا ده كله!

تدللت عليه قائلة بميوعة:
-
عشان تعرف إنت متجوز مين!

سألها بلؤم وهو يخفض نبرته:
-
طب مافيش تلميح عن الأكلة.. حاجة تفاريحي كده
ارتبكت أكثر وهي تجيبه:
-
بأقولك ايه يا هشام.. متوترنيش! إنت لما تيجي هتعرف بنفسك

قصص قصيرة منوعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن