القصة السابعة - احترس من الهاسكي

3.6K 214 17
                                    


(( احترس من الهاسكي ))

تمسكت "منة" جيدًا بحافة النافذة وهي تحاول تعليق الستائر النظيفة بعد غسلها، راقبت موضع قدميها بحذر كي لا تنفلت إحداهما وتسقط، وقفت والدتها "شهيرة" عند عتبة باب الغرفة واضعة يدها على منتصف خصرها وهي تصيح بصوت آمر:
-
خلي بالك يا منة، امسكي نفسك كويس بدل ما تقعي ورجلك تتكسر!

تذمرت الأخيرة من أوامر والدتها التي لا تنتهي بسبب قدوم ذلك العريس المنتظر؛ فمنذ وقتها تم إعلان حالة الطوارئ بمنزل العائلة المتواضع، وعمل الجميع على قدم وساق لتجهيز كل شيء ليتناسب مع تلك الزيارة الهامة، وبالطبع حظيت منة على النصيب اﻷكبر من أعمال المنزل المرهقة، زفرت في إنهاك مرددة بحنق وهي تستدير برأسها نحوها:
-
يا ماما أنا تعبت، تعالي إنتي علقيهم مكاني

تأوهت والدتها قائلة سميرة بألم مصطنع:
-
وحياتك يا بنتي ما أقدر.. ده أنا وسطي شادد عليا

ثم تعمدت أن تزيد من حدة نبرتها وهي تكمل بجدية:
-
وبعدين العريس ده جايلك إنتي!

اعترضت ابنتها على تبرير عدم مساعدتها لها هاتفة بتبرم:
-
وهو عشان جايلي لازم أنا البس كده في كل حاجة؟ !

ابتسمت لها والدتها مرددة بحنو:
-
بكرة تروحي بيتك، وتبقي تعملي اللي انتي عاوزاه فيه !

ردت منة بامتعاض:
-
ماشي.. ثبتيني بالبؤين دول، ولما هاروح بيتي هاقضيها أشغال شاقة مؤبدة، دي حيلة بيضحكوا بيها علينا ويجروا رجلنا!
........................
....................................

على الجانب اﻷخر، أنهى الحلاق تهذيب شعر ذلك الرجل الجالس على المقعد الذي كان يتحرك بلزمة معينة كل دقيقة، مما صعب من مهمته في ضبط شعره، اعتقد لوهلة أنه يعاني من مرض نفسي، فخشي إظهار توتره أمامه، تنحنح متسائلاً بخشونة دون أن يبعد عيناه عنه:

-تمام كده يا باشا؟ ولا أخفف الجانبين شوية؟

اعتدل "طارق" في جلسته، وأدار رأسه للجانبين ليتفقد قصة شعره، مط فمه للأمام مبديًا رضائه عنها، استرخى بجسده قبل أن يجيبه بصوت آجش:
-
كويس ! بس اظبطلي السوالف

تنهد في إرتياح فقد كان يخشى من عصبيته المفرطة، فرد قائلاً:
-
عينيا يا طارق باشا.

في نفس التوقيت ولج أحد اﻷشخاص لداخل صالون الحلاقة وهو يهتف بصوت لاهث:
-
طارق باشا، إلحق الهاسكي ! فك الرباط وبيجري ورا واحد برا، وتقريبًا كده هايموته !

عبس طارق بوجهه نازعًا عن عنقه وصدره الغطاء البلاستيكي، ثم هب واقفًا من على المقعد صائحًا بغلظة:
-
أكيد حد عصبه !!

قصص قصيرة منوعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن